أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جهاد نصره - الوطن ومفهوم الوحدة الوطنية














المزيد.....

الوطن ومفهوم الوحدة الوطنية


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 741 - 2004 / 2 / 11 - 04:21
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


  ما إن بدأت الضغوط الأمريكية على سورية ،حتى سارع كل من هبَّ ودب في الساحة السياسية ومن خارج النظام تحديداً ، للدعوة إلى الوحدة الوطنية.. وذلك من أجل ا لوقوف صفاً واحدا مرصوصاً [ هكذا فجأةً بعد طول فرقة] أمام التهديدات الأمريكية ..أحزاب الجبهة التقدمية المتقاعدة [[ وقد كان تقاعداً مبكَّراً لم يشهد إعلانه الجيل الثلاثيني السوري الحالي]]، انتهزت الفرصة كي تعود جزئياً للعمل السياسي..وأحزاب المعارضة وبقاياها وتشظياتها، ا استثمرت الفرصة لتثبيت وجودها وتلميعه إضافةً لتأكيد عدم [ شلبيتها ] ..  لا شك أنها ظاهرة مشَّرفة لكل أطياف العمل السياسي في سورية لكن ، المسألة أبعد من هذا التلاقي الغريب، الذي تتوق إليه المعارضة السورية مع بنية سلطوية تتحدث إنجازاتها على الأرض، بما لا يدع مجالا لشك [ المواطن العادي ] ناهيك عن المهتمين بالشأن العام ، في اكتشاف ضحالة الفكر السياسي المنتج لمثل هذا الموقف السياسي.. ولغيره من المواقف، وبخاّصة في الميدان الاقتصادي ،و من حيث كونه يشير إلى استمرار الهيمنة العاطفية ، والنزعة التاريخانية، والاحتكام لثوابت، ومطلقات،  لا يتقبلها منطق العصر الراهن ، عصر السياسات المبنيّة على المصالح لا على الشعارات، ومن لا يرى كيف أنّ الأنظمة العربية جرّبت ذلك لأكثر من  نصف قرن ، وكان الحصاد مقتصراً على الاصطفاف على حافّة الحضارة.. ويكمن السبب كما نعتقد، إضافة للعوامل السابق ذكرها، في بقاء مفاهيم مختلف القوى السياسية المتعلقة بالوطن، والوطنية، والمواطنة، غير محدّدة بما يتناسب مع التطور الحضاري والمدني معرفياً وموضوعيا .وانطلاقاً من هذه الحقيقة، يصبح واضحاً موقف القوى والمنظمات السياسية، في طرحها، وسعيها لإنجاز وحدة وطنية مع بنيةٍ سلطوية ،أمنية ،رسَّخت وعمَّمت الفساد إلى درجة جعلت  سورية تحتل درجة متقدمة  في آخر تصنيفٍ دولي صدر منذ عامين..وإلى درجة أنَّ نيجيريا المعروفة بابتكاراتها في ميدان الفساد، تقدمت بدرجة واحدة لا غير..! لكن ما يظلُّ عصياً على الفهم ،هو رهان هذه القوى على إمكانية تفعيل عملية إصلاح مهما كان نوعه، في الوقت الذي تكشف فيه أبسط الحقائق عن كونها إمكانية وهمية وفانتازية بلغة كتاب المسلسلات التلفزيونية.. إذ كيف يمكن من حيث المبدأ قبول أن يصلح الفاسد أي شئ وهو ذاته لا يمكن إصلاحه ..؟      
 ..دعونا نطرح الأمر بعيداً عن تهويمات، و[ تخريصات ]، و فذلكة المحللين.. خاصة الذين تسبق أسمائهم حروف- كحرف الدال -،فنقول: كيف يمكن لشخص عاش عشرات السنين ، متمسكاً بفكرٍ ،ونهجٍ ، مارسهما ،عبر آليات السلطة،  وقاتل الآخرين ذوداً عنهما ، أن يقوم هو ذاته ،بعد حدثٍ طارئ ،بإصلاح ما دافع عنه طيلة تلك العقود مع الاستمرار في تعداد قائمة طويلة من الإنجازات المحققة بدءاً من قلب الهزائم إلى انتصارات وانتهاء بالإنجازات التنموية (العملاقة)..! كيف لعاقلٍ أن ينتظر.. لا بل يراهن، على هذا المستحيل ..؟لا بل يرغب ،ويسعى للالتحاق به بدافع: الوحدة الوطنية ..؛؟ وهل تكون مثل هذه الوحدة إذا ما تمَّت في صالح الوطن ومستقبله ..؟ وفي مثل هذه الحالة يصّح السؤال فعلاً عن ماهيّة هذا الوطن الذي يتكلمون عنه، جملة وتفصيلاً ..؛ ثم كيف لمواطن فقد منذ زمنٍ طويلٍ مواطنيتّه بكل أبعادها، أن يتفّهم هذه الأحاديث عن الوطن والوحدة الوطنية ..؟ أم أنَّ الوطن يقتصر عند أولئك وهؤلاء على الجغرافيا من أرض  ،وأحجار،  وكّل هذا يصلح فعلاً كمادةٍ رومانسيةٍ يتغذى عليها الشعراء، وكتاب الأغاني المختصّون بالمناسبات الاحتفالية الرسمية  وغير الرسمية.. ! ثمَّ ،كيف يمكن أن يكون هناك وطن قبل أن يوجد إنسان مواطن..؟ وكيف يوجد  مواطن من غير أن يتمكن الإنسان من العيش في هذه البقعة الجغرافية بحرية  وكفاية مادية تكفل استقراره في المكان ..؟ إنّ الوطن هو غير ذلك عند البشر من كافة الأجناس والأعراق.
أخيراً لا بدّّمن إعادة تذكير الوطنيين المشبعين حماسةً، بملايين السوريين الذين تركوا الوطن الذي يتحدثون عنه بحثاً عن [ أوطان] تتيح لهم فرص الحياة من خبز وكرامة وحرية وغير ذلك ..لقد شبع الناس خبز  الشعارات التي خبروها على مدار نصف قرن.. وهم الآن يريدون وطناً يتيح لهم ما تتيحه أوطان الأعداء لمواطنيها، فقط لا غير.. أما التلاقي النظري في المواقف، بين المعارضين والموالين فهو مقتصرٌ على إخافة الأعداء من جهة..! واعطاء السلطة ورقة تلعب بها لكسب مزيدٍ من الوقت بعد أن خسرت معظم الأوراق.. ويبدو وبوضوحٍ لالبس فيه، أنها في الطريق لتفقد ما تبقى منها . 
10/2/2004



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الموضوعات والمعزوفات والبلديات
- مقدمة في علم الفساد
- معارضات العرائض والحزب القائد
- بشار الأسد رئيساً
- المفتي المغوار وشيوخ القطاع العام


المزيد.....




- بريطانيا: تنظيما داعش والقاعدة يشكلان تهديدًا للمملكة المتحد ...
- احتفظت بجثة ابنها الراحل لشهرين.. هذا ما كشفته مذكرات ليزا م ...
- بعينين دامعتين.. سيلين ديون تعبر عن تأثرها بأداء كيلي كلاركس ...
- بعد 67 عامًا على تشييده.. هدم فندق شهير في لاس فيغاس بطريقة ...
- مايا هاريس... أخت كامالا وصانعة استراتيجيات حملتها من وراء ا ...
- -كانوا محترقين-.. غزة: 16 قتيلا و17 مصابًا في هجوم على مستشف ...
- لماذا يعود الحديث عن انتخاب رئيس للجمهورية بقوة في لبنان؟
- من بينهم المرجع الشيعي علي السيستاني.. من هم الزعماء الذين و ...
- لمناقشة العلاقات بين البلدين.. الرئيس الفنلندي يتوجه إلى الص ...
- تجارة المعابر.. كيف يستغل الجيش السوري مأساة العائدين من لبن ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جهاد نصره - الوطن ومفهوم الوحدة الوطنية