أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - الوطن وخيارات النظام














المزيد.....

الوطن وخيارات النظام


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 744 - 2004 / 2 / 14 - 06:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


  أشياء كثيرة استطعنا بحمد الله الإسهام بها عبر مسيرتنا النضالية الحافلة، والمتواصلة منذ ثلاثة عقود ونيِّف..فقد صحَّحنا، وعدّلنا، وطوّرنا .. والآن، وصلنا إلى التحديث  .. وكلّ ذلك قام به ولا يزال، نفس الحزب، ونفس العائلات، ونفس  الأشخاص أو في أحسن الأحوال، أولادهم … من المقولات التي عنوّنت ثلث قرن من تاريخ البلاد، مقولة التوازن الاستراتيجي، وهي الرد العبقريٍ على الهزيمة الشنيعة التي حلَّت بالنظام.وسرعان ما تساءل الكثيرون حينذاك عن كيفية إمكان تحقيق مثل هذا التوازن مع دولة تمتلك ترسانة من الأسلحة النووية..؟ في حين يمكن كسر هذا التفوق باستثمار العامل البشري وحده.. وقد عكس مثل هذا التساؤل وقتها، عدم الفهم الدقيق لطبيعة النظام ومكوناته الأيديولوجية، وجذوره العسكرية، حيث تكون مسألة عدم حضور الشعب في الحياة السياسية، أوّل ما يشتغل عليها.. وذلك بهدف ضمان استمراره..إلى ما شاء الله.. وهذا الأمر، هو الأكثر أهمية عند النظام الذي من هذه الشاكلة..وهذه المسألة تحديداً، توضِّح السّر الكامن وراء تفِّوقه في تنمية الأعمال الإنشائية بدون توقف لكن، حصراً في ميدان إشادة السجون (الفسيحة)، والمعتقلات (المريحة) ، ومقرات الأجهزة الأمنية التي لم يعد المواطن يعرف عددها، ولا مسمِّياتها،وكلّ هذا يعني أنَّ النظام وهو يشهر مقولته الأخَّاذة، لم يكن يكترث بواقعيتها،أوبامكانية ترجمتها على الأرض في يومٍ من الأيام ..وقد تأكَّد ذلك بعد أن اطمأنت السلطة لفعاَّلية هيمنتها المطلقة، ونجاح عملية تهميش الفعَّاليات السياسية في البلاد، وزرع حزبِّيي النظام، ومحازبيه في كافة شرايين المؤسسات، والمنظمات، والقطاعات أفقياً وعامودياً..وأيضا بعد أن تمَّ القضاء على كلِّ ما يمتُّ للمجتمع المدني بصلة،وبعد أن هُدرت ثروة الوطن، وتمَّ نهب الباقي منها..وبعد أن أُفسد المجتمع برمّته وتحوَّل إلى السلبية الكاملة ..وبعد أن أصبح مستقبل جيل الشباب مجهولاً، و… بعد كلِّ هذه الإنجازات المسجَّلة تاريخياً باسم حزب البعث لدى مكاتب حقوق الملكية، اندار النظام دورةً كاملة، ورمى مقولته الشهيرة عن التوازن الاستراتيجي في مذبلة التاريخ السوري المعاصر، مستعيضاً عنها بمقولة [خيارنا السلام] التسولية،و البلاستيكية، وهكذا ضاع تاريخ الوطن بين خيارين متناقضين وانتهت القضية، وصار المواطن ينام ويستيقظ على وقع العزف المتواصل لمقولته  الجديدة ،المستمر ليلاً ونهاراً وبلا كلل.. ومن حينها، صار المشهد السياسي السوري مدعاةً للخجل..!فكلما ضُرب الوطن ضربةً تأديبية،ردَّت السلطة بقذيفة:[[ خيارنا السلام ]].. وكلما تصاعدت التهديدات ، صدحت الأبواق، وانتفضت أقلام المحللين السياسيين، السلطويين منهم والجبهويين، وذلك للإشادة بعقلانية السلطة الصامدة في مواقعها (العقلانية).. لكن،سرعان ما ينكشف كلُّ شئ، وتبطل الأكاذيب ،فالسلطة المنهارة أمام أعداءها وهي ترفع رايةً بيضاء مكتوبٌ عليها [خيارنا السلام]، لا تتوانى لحظةً واحدةً للضرب بيدٍ من حديد في الداخل الوطني .فهنا فقط، يظهر جبروت السلطة ..! وهنا تخلو الساحة لها لتقوم بعجن الأكاذيب والأوهام بهدف تقديم خبزها إلى الشعبٍ الصبور.. ولكن، إلى متى يستَّمر صبره..؟
 
13/2/2004



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إحياء الموتى
- الوطن ومفهوم الوحدة الوطنية
- حول الموضوعات والمعزوفات والبلديات
- مقدمة في علم الفساد
- معارضات العرائض والحزب القائد
- بشار الأسد رئيساً
- المفتي المغوار وشيوخ القطاع العام


المزيد.....




- زيادة كبيرة.. مصر تستقبل 3.9 مليون سائح خلال أول 3 شهور من 2 ...
- السودان: ما دلالات استهداف الدعم السريع لقاعدة جوية في بورتس ...
- أوكرانيا: إصابة 11 شخصًا في هجوم روسي بطائرات مُسيرة على كيي ...
- الكرادلة يدخلون مرحلة الصمت الانتخابي قبيل انعقاد المجمع الم ...
- المحادثات النووية مع أمريكا - شكوك وأمل لدى المعارضة الإيران ...
- الجيش السوداني يعرض أسلحة غنمها من الدعم
- مصر.. الكشف عن قضية فساد تضم 16 مسؤولا حكوميا
- -سرايا القدس- تعرض مشاهد تفجير عدد من آليات الجيش الإسرائيلي ...
- نتنياهو يتوعد بشن -المزيد من الضربات- على اليمن
- غزة.. 65 ألف طفل مهددون بالموت جوعا


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - الوطن وخيارات النظام