أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - الحمار














المزيد.....

الحمار


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 2418 - 2008 / 9 / 28 - 00:54
المحور: كتابات ساخرة
    


كان اجدادنا الكادحين في الجزيرة العربية يكنون احتراما خاصا للحمار ليس لانه فقط وسيلة نقل بين المدن ولكنه ايضا مصدر رزق مهم لهم فلولاه لما استطاعوا ان ينقلوا محاصيلهم الزراعية وحليب ابقارهم الى الاسواق لبيعها.
والحمار ايها السادة حيوان خدوم لايتأفف ولا يئن بل يرضى فقط بوجبتين من العلف يوميا لينام مبكرا وهو راض سعيد اذ عليه ان يستيقظ مبكرا ليخدم صاحبه. والحمار حيوان ذكي لا ينسى الطريق التي يطأها لاول مرة ولهذا ظل ومايزال وسيلة نقل مهمة للمخدرات في باكستان وافغانستان. وهو ايضا سيارة "لادا" للكادحين من سكان الجزيرة العربية بينما الجمل " الرولز رايس" من نصيب علية القوم وتجارها.
ومع هذا ظل الحمار مغبونا في حقه عند العرب, ففي احاديثهم المسائية في الدواوين يسبقون الحديث عن الحمار بفقرة " اجلكم الله" ولا احد يعرف لماذا هذا الجفاء الانساني عند العرب السابقين واللاحقين, وحتى الان اذا غضبت – انت بالذات- على احد اولادك فاول شتيمة تطلقها امامه " ياحمار".
والحمار يعرف كل ذلك ولأنه يريد ان يعيش بدون منغصات فانه يسكت ويكون سعيدا حين يقوده صاحبه الى زريبته لان ذلك يعني ان اكلته المفضلة قد وصلت, ولكنه من جهة اخرى يكن احتراما خاصا للحزب الجمهوري الحاكم في امريكا حين وضعه شعارا له فهذا الحزب الذي يحكم اقوى دولة في العالم والتي تستطيع ان تغزو اي بلد في اي وقت تشاء بل وتستطيع ان توزع قواعدها العسكرية من خلال خارطة الكرة الارضية التي تنتصب على طاولة انيقة جدا في غرفة امبراطور امريكا في البيت الابيض اذ يحلو لهذا الامبراطور بعد تناول 3 كاسات من النبيذ المعتق الفاخرالذي لايستطيع مقامة اغراءه كل ليلة ان يضع خنصره الايمن على اي مكان في الخريطة وحين يعرف اسم الموقع ينادي على وزير دفاعه ليأمره بانشاء قاعدة عسكرية هناك, وقد حدث مرات عديدة ان وزير الدفاع نبه رئيسه الى ان بعض المواقع التي اشار عليها تقع ضمن الاراضي الامريكية.
ولكن الحمار لايهمه ذلك اذ يكفيه فخرا انهم بجبروتهم وقوتهم العظيمة قد اتخذوا منه شعارا.
ولكن الذي يحزنه حقا هو شعوره – وهو شعور كل الحمير امثاله – بان سلالته بدأت بالانقراض فلم يعد احدا يقدم له العلف المفضل بل ولا احد يطلب خدماته, انه فعلا امر محزن رغم انه لايخفي رغبته في الذهاب الى امريكا ليعيش هناك مكرما معززا ولكن المشكلة الكبيرة هي ان ولاية الحزب الجمهوري على وشك الانتهاء ولا احد يعلم هل سيفوز الحزب الديمقراطي صاحب شعار " الفيل" ام لا.
قال له صديقه المفضل فيما هو يسترخي على ربوة رمل شديدة الحرارة.
- لقد غفلت نقطة مهمة جدا.
نهق الحمار وكأنه يريد ان يقول بلا فلسفة ياولد, ولكن صديقه لم يخف من هذا التهديد بل استمر بالنهيق قائلا:
- سننقرض يا صديقي هذا صحيح ولكن الصحيح ايضا ان الامبراطور الامريكي كما تحب ان تسميه قد استعاض بحمير اخرى ذات وجوه انسانية يخدمونه اكثر منا فنحن مثلا لايمكن ان نقتل انفسنا ولكنهم يفعلون ... انهم يقتلون الناس وهم يتناولون افطارهم في شارع الحي الذي يسكنون فيه , وانهم يبحثون عن حوريات في الجنة حالما يلبسون الحزام المفخخ ويركضوا نحو باعة الكتب في شارع المتنبي, ولانهم يقتلون كل المبدعين والاكاديميين
ليظل الناس بلا نصير.
ويستمر الحمار بالنهيق"
- هل سمعت عن حمار اصيل يقتل ابناء جنسه من اجل حفنة من العلف ولكنهم يقتلون من اجل حفنة من يالدولارات .. هل سمعت عن حمار سرق علف جاره في الزريبة المجاورة ... هل سمعت عن "حمار صغير " يجز رقاب الحمير الكبار بسعادة مفرطة وهو يقف امام الكاميرا ملوحا برأس الحمار امام الكاميرا... هل سمعت عن حمار صغير آخر يقتل حمارا بلغ من العمر عتيا لانه اشتاق الى زريبته واراد العودة اليها.
دعنا ننقرض ياصديقي فنحن الحمير اشرف من هؤلاء بعشرات المرات لاننا على الاقل لانقتل من اجل المتعة او الدولار.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزلابيا حرام ياناس
- البطة واسامة بن لادن
- حين يعتذر القاضي
- شخصيات ...مشروع رواية
- ميوشة تسمع عن الاتفاقية الامريكية العراقية
- عزازوالله عزاز
- دودة الارض اعظم منكم جميعا
- سيارتي تكره امريكا
- الى الشيخ عيسى قاسم... انتبه لاتكن عنتريا مثلهم
- عيد الحب حرام عند مفتي السعودية ..ياناس
- امي والله
- متى يلتقي الضدان، بن لادن ومهدي المنتظر
- لماذا لايحب المسلمون الحب ..؟
- امرأة تبحث عن -حوري- في الجنة
- رسالة الى الله.. صداقتي قيد التنفيذ
- ميوشة تعلن الحرب على القاعدة
- الى علاء مهدي ... رد هادىء جدا
- سحقا لكم .. ماذا تفعلون؟
- يامعود يا حكومة
- ميوشة تصحو على - الصحوة-


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - الحمار