رسالة الى الله.. صداقتي قيد التنفيذ

محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 2163 - 2008 / 1 / 17 - 11:39
المحور: حقوق الانسان
    

اللهم اني اسألك ان تمتد صداقتي معك ... تلك الصداقة التي امتدت عبر سنوات طويلة .. منذ كنت طفلا انتظرليالي الصيف ببالغ الصبر لكي اهرع وقت النوم الى سريري فوق سطح البيت لاراك من هناك..كنت حينها اكلمك عن احلامي وامنياتي، وكنت اراك اكبر من كل شيء.. ولا اكتمك اني كنت اهابك في داخلي خصوصا حين يزأر الرعد وتتبلد السماء بالغيوم وتضوي شرارة تخترق الغيوم الثقيلة لتذوب هناك الى حيث لا ادري، وكنت اسأل هل الناس في الجانب الاخر من العالم يرون هذه الشرارة مثلي، كنت واثقا انهم يروها فعلا لانك ببساطة كبير في كل شيء وتستطيع ان تفعل ما تريد.
وفي العشرينات من عمري اهبت لي ان ابتعد عن اصحاب اللحى المحناة وعلمت منك انهم يريدون خلافتك في الارض وقلت لي انهم انشأوا النارفيها وتركوا الجنة لك ... وكنت اعرف انك كنت حليما بسعة صدرك وصبرك .
ولكن الى متى هذا الحلم...؟
وها انا الان تجاوزت الخمسين وما زال حلمك كبيرا .
ولكن الى متى هذا الحلم...؟
اكتب اليك الان وانا كلي حزن والم،لاني ساترك صداقتك الى الابد.. صحيح انك غني حميد وصحيح ايضا ان اصحاب اللحى المحناة سيقولون "ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم" ولكني ساصرخ في وجوههم: ايها الجهلة الاوغاد لو كانوا يستطيعوا ان يغيروا ما بانفسهم ، ماحاجتهم الى الله اذن؟؟
انا اعرف تماما انك غني حميد ولكني انا ايضا غني حميد لانك فحين خلقتني وضعت شيئا ما من قدسيتك في داخلي .. هذا "المقدس" هو الذي دعاني اليوم ان اضع شروطا لاستمرار صداقتي معك. هذا المقدس قال لي : اطلب من رب العزة ان يصدر بيان رقم واحد ضد هؤلاء المفسدين واذا اهمل طلبك سيرى ان كل محبيه يبتعدون عنه وهم في قمة الاسى والحزن.
عجيب هذا الامر يارب العزة ، انهم يتحدوك وينتحلون شخصيتك ويجاهرون باصدار الاوامر عن لسانك ويجبرون الناس على اتباع سلوكيات مشينة يقولون انك انت اصدرت فتواها.. عدا تلك الفتاوي عن تحريم المرأة لشراء الكوسة والخيار والباذنجان وضرورة ارضاع زميل العمل وامكانية ان تصلي الراقصة ما بين وصلتي رقصها.
كل هذا وانت ما زلت حليما.
الى متى يستمر هذا الحلم يا رب العزة؟؟؟
لا اريد ان افرض عليك امرا فانت اكبر من ذلك ، ولانك تعرف جيدا ما حل بناسي بالعراق فاني اعود واكرر طلبي اليك ان تصدر بيان رقم واحد مثلما كان يجري بالعراق في السنوات الماضية وبما انك واسع الحكمة والحيلة فبيانك سيكون رائعا وانقلابك لايضر الا باصحاب اللحى المحناة الذين ستلجمهم وتربط لسانهم وتجعلهم يبولون على انفسهم.
لا اقصد يارب العزة ان تبعث مهدي المنتظر فانا اعرف انه من صنيعة بعض الناس كما انك لا تنوي ان تغضب الرسول محمد حين يعلم ان جهوده طيلة عشرين سنة من التبليغ ضاعت هباءا.
ان بيانك يارب العزة كفيل بسحق هؤلاء الاوغاد ، انت الوحيد القادر على هذا بعد ان اعيت شعبي الحيلة وعجزت كل الطوائف والمذاهب والاحزاب والبرلمانات في علاج ما نحن فيه.
انت تعلم ما نحن فيه..واذا كنت ترضى قتل الاطفال وشوائهم فهذه مشكلتك.. واذا كنت تقبل تقطيع روؤس الشباب فهذه مسوؤليتك .. واذا رضيت بقتل النساء المرضعات وغيرهن في مدن العراق فلك رأيك، ولكن لنا رأينا نحن ايضا ، سنفكر الف مرة انا وبعض عبادك على هذه الارض قبل ان نخاطبك مرة اخرى وقبل ان نحج الى بيتك العظيم وقبل ان نناجيك في ايام الصيف فوق السطوح.
ان صداقتنا لك ستكون قيد الدرس.

#محمد_الرديني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل