في اللومانتيه خيمة طريق الشعب خيمة كل العراقيين

محمد الكحط

الحوار المتمدن-العدد: 2413 - 2008 / 9 / 23 - 05:41
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

انتهى العيد لكن نكهته لازالت عالقة في الروح. توادع الرفاق والأصدقاء وما أصعب تلك اللحظات، لحظات الوداع خصوصا وأنها تأتي بعد ثلاثةِ أيام من الفرح والتأمل والانسجام، لكن الأمل بلقاءاتٍ قادمة يخفف صعوبة اللحظة. كانت أيام المهرجان (12-14 ايلول)، أياماً مليئة بالعمل والمفاجئات، حيث تحولت مدينة المهرجان إلى مدينة أممية بكل المقاييس، التجمعات والتزاحم في كل مكان على الفعاليات المتنوعة السياسية والتضامنية والفنية، حلقات الغناء والرقص للشباب والكبار، آلاف المتطوعين يؤدون واجباتهم بأجمل وجه لإنجاح المهرجان، أسطول من الباصات تقل الزوار من والى المدينة مجاناً، الاحتفالات تستمر حتى بعد منتصف الليل دون كللٍ ولا ملل، ورغبة في التواصل الجميل.

خيمة كل العراقيين

خيمة طريق الشعب كانت بحق، خيمة لكل العراقيين، نفرٌ قليل أنجز المهام الأولى الصعبة يتقدمهم الرفاق والأصدقاء خالد الصالحي وطه رشيد والفنان صلاح جياد، وأحمد وعباس وأبو نور، وأول الحاضرين هو الرفيق أبو نصير (أنيس عباس)، هذا الرفيق الرائع رغم عمره السبعيني وسكنه في مدينة تبعد 800كم عن باريس إلا أنه يأبى أن تفوته دورة من دورات عيد اللومانتيه، وعن مشاركته يقول، أنها فرصة كبيرة ينبغي استثمارها لتوطيد علاقاتنا الأممية خصوصا مع الفرنسيين، ويؤكد الحاجة إلى جهد أكبر للتواصل مع الجميع للتعريف بسياسة الحزب وظروف عمله.
فها هو الفنان عبد المنعم علي التميمي، يصول ويجول داخل وخارج الخيمة يعزف ويغني ويرقص ويعمل ويصفق، طيلة أيام المهرجان، وها هو الرائع إبراهيم الجزائري الذي قدم من سويسرا ورغم كبر سنه، كاد يطير فرحاً وهو يرقص، أما الشبيبة فكان لها الدور المميز سواء بالحضور أو في المساهمة.
وكان حضور زميلين من اتحاد الطلبة العام فرع بولونيا له طعم مميز، الطالبة الشابة هند مزاحم مبارك التي ساهمت في كافة أعمال الخيمة مع الجميع وأضافت الحيوية لجو الخيمة وكان لمساهمتها مع عرض الأزياء دور جميل وهي تؤديه لأول مرة، عن المهرجان تقول هند، "كنت أتخيله مهرجان كمعرض بغداد الدولي كوني لم أشاهد أوسع منه، ولكنني الآن وأنا وسط هذا المهرجان أحس وكأن عالمنا قد تحققت فيه الاشتراكية، فأينما نذهب نجد رفاق وكل الذين حولي أحسهم رفاق، لأول مرة أتعامل مع روح رفاقية عالية واحترام عالي جدا، وعندما استلمت باقة الورد أحسست أنني استلمت شيئاً لا يقدر بثمن، أتمنى أن أساهم كل عام في مهرجان اللومانتيه ومن الآن أفكر كيف سأساهم مستقبلا، ولو الجميع تعامل بهمة فسيغدو عالمنا كله مثل هذه المدينة الأممية".

أما زميلها الشاب خضير سعيد فكان رائعا طيلة أيام المهرجان، ويقول :إنني الآن في حالة انبهار، أتمنى أن أشارك كل عام، ساهمت في العمل والرقص والغناء وإلقاء الشعر وكذلك في عرض الأزياء، ولا أستطيع أن أصف مشاعري لهذه الروحية التي عشتها هنا داخل الخيمة". كذلك كانت مساهمة الرفيقات و الصديقات وحتى الضيفات متميزة جدا، خصوصاً في عرض الأزياء الذي قدم مرتين خلال المهرجان وهو يقدم لأول مرة، من تنظيم رابطة الأنصار الشيوعيين والذي أشرفت عليه النصيرة بشرى عبد علوان وأختها منال، فكان فقرة متميزة تم فيه عرض الأزياء العراقية من كافة ألوان الطيف العراقي، أنسجم العرض مع الموسيقى والغناء والرقص، نال أعجاب الجميع الذين شاركوا مع العارضين الرقص والغناء.

أما الأعمال الأخرى من أعداد المأكولات وبيعها للزوار فكان فقرة خاصة ساهم فيها معظم الضيوف، مجسدين التعاون والتآلف، خصوصا وأن العمل كان ينجز بأجواء مرحة وبفرح غامر.

الشبيبة الفرنسية روح اللومانتيه

أينما تسير في شوارع المدينة الأممية، مدينة المهرجان تحس بروح وحيوية الشباب الفرنسي، تجمعات كبيرة للشباب أمام الخيم لمشاهدة عروض فنية أو الاستماع لأغاني الفرق الفنية العديدة التي تحضر المهرجان، أشكال مختلفة من الفعاليات، فكان لابد من اللقاء معهم، وكان الشاب أوروك طه (22سنة)، في خيمة الشبيبة الشيوعية التقيناه لنتعرف عن نشاطهم، يقول أوروك "تعرفت على الشبيبة الشيوعية من خلال أختي والأصدقاء، نفكر بالكادحين، فاليمين اليوم لا يفكر بهم بل يفكر بالربح فقط، بدأت عضوا بسيطا في الشبيبة الشيوعية وهي تنظيم مستقل بذاته وله علاقات تعاون مع الحزب الشيوعي الفرنسي، قبل فترة عقد مؤتمر وانتخبت في القيادة الجديدة، أي أصبحت عضو اللجنة المركزية وعضو لجنة العلاقات الدولية وعضو لجنة الأحياء الشعبية" وعن نشاطاتهم يتحدث، "نناضل من أجل الدفاع عن حقوق الناس ونأخذ بيدهم لنيل حقوقهم، نناضل من أجل المزيد من الحقوق للشبيبة، ونحاول أن نبعد شبح الليبرالية الأمريكية التي تضطهد الشباب .هنالك العديد من الأحياء الفقيرة في فرنسا مهملة، لم يتم بناء مدارس فيها منذ عشرين عاما، أحياء هجر أهلها بدون توفير سكن لهم، نحن الشبيبة نحاول مساعدتهم قدر الإمكان من خلال الإعلام والكتابة ومراجعة الدوائر، نحاول توفير فرص عمل أكبر للشباب، وتوفير التأمين الصحي لهم وضمان النقل شبه المجاني للشبيبة." ودعنا أوروك متمنين للشبيبة الشيوعية الانتصار في قضاياها العادلة وكم كان فرحنا كبيرا، ونحن نشاهد طوابير الشباب المتحمسين لفكرهم ولقضاياهم، وخصوصاً أن أوروك أبن العراق الذي أجبرته الظروف أن يكون هنا بعيداً عن وطنه.
كانت الساعة قد تجاوزت الثانية عشر ليلاً، ونحن عائدون لخيمتنا "خيمة طريق الشعب" كان التزاحم على أشده والشوارع مكتظة بالشباب الذين كانوا بحق روح ونكهة هذا العيد عيد اللومانتيه. ما أبهاه من عيد.

#محمد_الكحط (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل