برنامج ( العراق اليوم ) الذي تبثه المحطة الفضائية (ANN )التي لا تختلف عن أختها التوأم ( فضائية الجزيرة ) ، خاصة بعدما سمعنا بأنها بيعت مؤخرا لجهة مشبوهة، حمل نعشه بيده تلقائيا ، لأسباب عدة منها عدم أهلية مقدمة البرنامج في إدارته والتحكم بلغة الحوار التي تتطلب لباقة أدبية وسرعة البديهية ، واللغة الأدبية السلسة ، وثانيهما الصمت المريب لمقدمة البرنامج لمن يتهجم على العراقيين الشرفاء ويمدح شراذم البعث ممن يطلق عليهم جزافا ب ( مقاومة ) ، وتصديها للرد السريع لكل من يعقب على أذناب النظام ممن يتخفون بأسماء وهمية ، وهم يشتمون العراقيين . وحلقة يوم الأربعاء 11 / 2 / 2004 ، كانت أكثر استفزازا للعراقيين وانحرافا عن وجهة الحق وتزويرا للحقيقة .
والذي أثار إستغرابي أكثر أن ينبري شخصية سياسية واعية كانت حتى الأمس القريب ضمن صفوف المعارضة للنظام البعثي الساقط وهو ( الدكتور قيس جواد العزاوي )، ليثني بالمديح على الأعمال الإرهابية الجارية حاليا في داخل الوطن ويسميها ظلما ب ( مقاومة ) ، محاولا لوي عنق الحقيقة والقفز من فوقها ، بادعائه ( بأن ما يجري من تصدي لقوات التحالف هو مقاومة حقيقية وضمن حق الشعب العراقي في مقاومة المحتل ، وما عدا ذلك هو قتل عمد ) ، لكن أي عاقل يملك ولو ذرة من معرفة سوف يرد على ( الدكتور الفاضل ) بأن هذه من تلك ياسيدي ، وجميع القرائن تثبت هذه المقولة الثابتة كبديهية لا تقبل الجدل ، وقد أثبتتها الوثائق واعترافات المقبوض عليهم من كلا الطرفين ( المقاومين من أبطال النظام السابق ، رجال القائد من حفاري قبور العراقيين الجماعية ، والمقاومين المتأسلمين من رجال القرد المتخفي في تورابورا ) ، وإلا بالله عليك يا دكتور : كيف يتسنى لمتخلفي تورا بورا ، وعصابات الوهابيين من القتلة أن يتحركوا بسهولة في أنحاء مختلفة من العراق بدون دعم لوجستي ومادي ومعنوي، وأنت السياسي اللامع والصحفي الجهبذ ، إذا لم يكن هناك من يوفر لهم المخابيء والطعام ، ويدلهم على أماكن وتجمعات العراقيين ، فأنا العراقي لا أعرف مدينة أربيل للآن ولا مدن عراقية كثيرة خاصة بعد غربتي الطويلة الآن ، فكيف يتسنى لي وحدي أن أجول في بغداد ، واعرف مسالكها ودروبها بعد التغييرات التي حصلت بها ؟؟ !! . لكن ! ، وهذه آل ( لكن ) كبيرة جدا ، وأظن هذا الإصرارعلى تسمية أعمال إرهابية ب ( مقاومة ) ، ما هو إلا وفق مقولة ( شنشنة اعرفها من أخزم )، لأن معظم تلك الأعمال الإجرامية والتخريبية لأنابيب النفط والكهرباء والماء والمواصلات جرت على أيدي (عصابات ما يسمى بالمقاومة ) ، ومن يريد أن يتصدى لقوات التحالف عليه أن يظهر رجولته – رغم إننا نعرف جميعا بأنهم أشباه الرجال ولا رجال – ويتصدى لهم في معسكراتهم ، وأماكن تواجدهم ، ولا يترك قنبلة هنا وقنبلة هناك لتقتل عراقيا أو تخرب البنى التحتية التي تقدم الخدمات الضرورية له ولأطفاله . وأنا اعتبر مقالتك في تأييد أي عمل من قبيل إرهاب وإرعاب الشعب العراقي يصب في خانة تأييد المعادين لاستتباب الأمن والعمل على عرقلة الجهود الجارية للبدء بأعمار العراق . والأصح أن تسمى الأشياء بأسمائها ، دون إسباغ صفات البطولة والشجاعة لأشخاص يقتلون العراقيين يوميا بدون وجه حق . و كما تعرف فإن للشعوب ذاكرة حية ، ولن تنسى جلاديها ، وكل من يصفق لهم ، وما يصيب العراق الآن سوف يعتبر قصصا غدا ، وإن عجلة الزمان تدور دائما للأمام كما تعلم .
* كاتب وصحفي عراقي - النمسا