أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين جمو - هل من جزيرة خالية منهم تقبلنا لاجئين !؟














المزيد.....

هل من جزيرة خالية منهم تقبلنا لاجئين !؟


حسين جمو

الحوار المتمدن-العدد: 2406 - 2008 / 9 / 16 - 00:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من أين لبعضهم هذه «القدرة»:
لا يرى نفسه إلا «كاملاً».
في حضرة مثل هؤلاء، لا تقدر إلاّ أن تصرخ:
ما أجملكَ أيها «النقصُ»، وما أكملك.
(أدونيس)

يجلس أسامة في ردهة الاستقبال في إحدى الدوائر الرسمية ويرشد المتعاملين كيفية تخليص معاملاتهم في الدائرة . يتحفظ على ذكر اسمه الكامل في البداية , لكن هذه العقبة سرعان ما تزول حالما يشعر أن من يحدثه يحمل تفهماً لرؤيته في أمور لا تمس عمله بل قضايا متصلة بحياة الناس وسلوكهم الاجتماعي اليومي, في البداية تكون عبارة عن ملاحظات بسيطة حول ظواهر غير إيجابية , وشيئاً فشيئاً تسمع مصطلحات من قبيل الكفر والخروج عن الملّة والكثير العبارات التي يدخل فيها اسم هو عدو لأمثاله ,أي "النساء".
من أصعب الاختبارات لأي شخص يدعي الذكاء والقدرة على تمثيل الأفكار التي لا يؤمن بها هو جعل شاب مثل أسامة وهو في بداية الثلاثينات من عمره أن يتكلم ما يختزنه في بئره العميق الذي يكشف مرجعيته الأيديولوجية المبطنة وليست الظاهرة. ماذا يريد هذا الشاب ؟ ومن هم أصدقاؤه المحتملون الذين سيهبون لمساعدته لتطبيق أفكاره التي تحمل صدقها في ذاتها ؟. وما الذي سيضيفه للمجتمع لو تركت الأمور بيده؟.
عندما روى بائع الخبز في قرية أحدكم حلمه منذ مئة سنة أن جموع الفلاحين انتفضت على الاقطاعي واستعادت أرضها بعد أن حاكمت هذه الجموع ذاك الاقطاعي محاكمة ثورية , صرخ أحد الفلاحين : متى يتحول الحلم إلى حقيقة ؟! . في الجانب الآخر ارتجف الإقطاعي ورسمت عيناه اللوزيتان دائرة , ليقول: كيف السبيل لإبعاد هذا الكابوس الذي يتهددني ؟! وفي تلك الليلة , أمر الإقطاعي إطلاق الأناشيد والغناء قرب بيوت الفلاحين كي لا يهنؤوا بالحلم. الأحلام الكبيرة تكون في مكان آخر كوابيس كبيرة أيضاً.
و كما روى بائع الخبز في قرية أحدكم حلمه , فإن هذا الحلم أيضاً سيكون كابوساً لآلاف الناس وحلماً رومانسياً لآلاف آخرين , وهو الأمر الذي يجعلنا نرى بوضوح كم أن تباعد الرؤى في مجتمعاتنا يخرج مثل هذا الحلم عن التنوع الفكري والأيديولوجي من أن يكون ترفاً بقدر ما هو تمزق ثقافي داخلي يجعل من التعايش الذي نشهده ترفاً مزيفاً مؤقتاً إلى حين ساعة الحسم الكارثية والمنتظرة في آن. وإليكم الحلم:
وصل أسامة إلى سدة الحكم بعد أن استطاع قتل الحاكم الذي كان يتجول متنكراً في سوق شعبي , وما أن تناقل الناس الخبر حتى نزل أصدقاء أسامة إلى الشوارع مرددين هتافات "الله أكبر..." ويخرج رفاقه الآخرون من اوكارهم كالجراد وهم يسارعون إلى السيطرة على مؤسسات الدولة. يقرأ أحد صحب أسامة بيانا على الناس من خلال التلفزيون الرسمي ويطلب منهم البيعة لأمير المؤمنين. وأصدر مجموعة من القرارات العاجلة التي من شأنها وقف موجة الفساد والانحلال الخلقي الذي يجتاح ديار الاسلام إلى حين تثبيت أركان الحكم, لم تكن أي من هذه القرارات معنية بتحسين المستوى المعيشي للفرد , بل بإصلاح الخراب والعطب الصليبي الذي ينخر في المجتمع , والقرارات العاجلة كانت فصل النساء عن الرجال في مراكز التسوق وفي الأماكن العامة , وفرض لباس محتشم على النساء خلال نزولهن إلى الشارع , فرض العقوبة بالجلد على أي امرأة يبرز شيء من جسدها بدءاً من اليد وحتى أصابع القدم. الاغارة المباغتة على صالات الأفراح وبناء جدار سميك في كل صالة بغية منع الاختلاط بين الجنسين لدرء المفاسد. كل من يتغيب عن الصلاة في الحي الذي يقطنه أمير المؤمنين ملزم بتقديم تقرير طبي لتبرير الغياب مع التأكيد على حرية العبادة. حظر الموسيقى والأغاني في المقاهي والمطاعم أثناء الأكل واعتبارها مفسدة للفطرة المؤمنة.كل رجل يسمح بمخالطة زوجته للغرباء في أماكن العمل سيعتبر زواجه باطلا منها. كل هذه الأحكام تطبق عرفياً حتى إقرارها في دستور يقوم على الشريعة.
تفاصيل الحلم غير مكتملة ومجتزأة , فالأحلام لا يمكن تذكرها بالكامل , وفي الحلم السابق تفاصيل مكررة وهي جزء من صورة يتهم البعض أنها نمطية وغير حقيقية بالنسبة لأصحاب أسامة , لأنهم يؤكدون دائماً على القيم السمحاء والإنسانية التي يريدون نشرها, والأسوأ أنهم يستشهدون بما نؤمن به جميعاً بطريقة مشوهة , وبذلك يضعون في أفواهنا قطعة قماش , ومن يرفض فإنه يكفر بدين الله .
ما الذي يمكن قوله عندما ترى احدهم يجلس أمامك ويبث هذه الأفكار بصوت خافت كفحيح الأفاعي كي لا يسمعه أحد في الوقت الذي تظن فيه أن هؤلاء وأفكارهم انقرضت منذ زمن طويل ؟
هذا الحلم بهجة لأسامة وأصحابه وكابوس متوحش لأناس آخرين يريدون العيش بسلام بعيداً عن المجانين والمرضى النفسيين الذين يتكاثرون ويريدون أن يحكموا المجتمع بإطلاق اللحى وقطع اليد . هذا الكابوس هو الذي يفسر لماذا هناك مؤيدون للدكتاتوريات غير الدينية في العالم العربي , حقاً إنه الموقف الوحيد الذي يجعل من مسكين يرى في حلم أسامة كابوساً يناصر الدكتاتوريات القبيحة عندما يكون هؤلاء المرضى النفسيون البديل وينتظرون الفرصة لنفي المجتمع إلى القرون الوسطى.
تحذير لجميع المساكين الخائفين من النفي : إنهم موجودون في كل مكان.!!



#حسين_جمو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوشنك أوسي: حركتنا الحزبيَّة بدأت بتنفيذ المرحلة الثانية من ...
- سمر يزبك في رواية-صلصال-:البحث عن المعاني في مكان معزول
- قصة سقوط
- شيء عن -احتفاء بشيء ما - ل أميرة أبو الحُسن
- هكذا تدعم أميركا الدكتاتورية و الإرهاب
- حكم مؤقتة لصاحبها
- لهذه الأسباب هدّد البارزاني تركيا
- ماذا بقي من الشرق الأوسط الجديد؟
- تحديات التحرك السياسي للطلبة الكرد
- نحو استراتيجية كردية شاملة
- الصمت في زمن الثورة
- ديار بكر حزينة لأجل أنقرة
- القضية الكردية و أزمة الطرح
- الجبهة التركمانية : الإصلاح أو الإفلاس
- تركيا: بين تصاعد إسلامي ويمين أوروبي
- تركيا ...أزمة اقتصاد أم أزمة دولة ؟
- القضية الكردية بين تركيا و الاتحاد الأوروبي


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين جمو - هل من جزيرة خالية منهم تقبلنا لاجئين !؟