أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حسين جمو - لهذه الأسباب هدّد البارزاني تركيا















المزيد.....

لهذه الأسباب هدّد البارزاني تركيا


حسين جمو

الحوار المتمدن-العدد: 1905 - 2007 / 5 / 4 - 11:42
المحور: القضية الكردية
    


أثارت التصريحات التي أدلى بها رئيس إقليم كردستان و رد الفعل التركي عليها مخاوف كبيرة من نشوب حرب كردية- تركية يكون الطرفان الخاسر الأكبر فيها. فإذا كان الأكراد يصل عددهم في تركيا 30 مليونا كما قال البارزاني , فهذا يعني أن ما يزيد عن 35 % من أفراد الجيش التركي هم من الأكراد أيضاً .
البارزاني هدّد صراحة أنه إذا تدخلت تركيا في كركوك ,فإن أكراد العراق سيتدخلون في دياربكر . وهو تصريح هو الأوّل من نوعه يوجّه إلى تركيا منذ تأسيسها عام 1923 , فلم يسبق أن واجهت تركيا تهديدات بهذا الحجم من أكراد خارج حدودها . واعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن "البارزاني تخطى حدوده " ونصح أكراد العراق ألا يتفوهوا مثل هذا الكلام لأنهم قد "يسحقون جراء ذلك". فيما ظهر رئيس الأركان التركي يشار بويوكانيت خلال مؤتمر صحفي مطالباً الحكومة التركية بالموافقة على شن حملة عسكرية ضد مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق, لتقف المنطقة على حافة الهاوية القومية بعد الطائفية. لكن ما هي حقيقة التهديدات التي أطلقها البارزاني , وهل هناك دلالة معينة لتوقيتها ؟
قد لا يبدو واضحاً حقيقة التنافس بين الحزبين الرئيسيين في كردستان العراق "الاتحاد الوطني " بزعامة جلال الطالباني و"الديمقراطي" الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني واضحاً, لكن مقارنة بسيطة بين موقفي البارزاني والطالباني بعد نشوب الأزمة الحالية تلقي بعض الضوء على هذه الحقيقة. ففي حين سارع الطالباني في اتصال هاتفي مع أردوغان التعبير عن أسفه لتصريحات البارزاني واستعداد العراق لمحاربة حزب العمال الكردستاني في العراق ضمن خطة مشتركة بين البلدين , تمسك البارزاني بتصريحاته السابقة و أوضح مجدداً "سنتدخل إذا تدخلوا" . المقارنة ستبدو غير منطقية من زاوية المناصب الرسمية لكل من الطالباني رثيس جمهورية العراق و البارزاني رئيس إقليم كردستان ,لكن يمكن ذلك من منظور نزعة الزعامة الكردستانية . وهو نوع جديد من التنافس كونه يتجاوز هذه المرة ساحة إقليم كردستان, فمناطق نفوذ البارزاني والطالباني التاريخية في كردستان تحكمها معادلة اللهجة اللغوية إلى حد كبير , فحدود انتشار اللهجة الصورانية هي طالبانية الولاء , أما مناطق اللهجة الكرمانجية فهي بارزانية . خارج كردستان العراق تصبح معادلة اللهجة ضعيفة , لذا يسعى البارزاني لتوسيع نفوذه في مناطق الأكراد خارج إقليمه من خلال المواقف القومية المتشددة , حتى أصبحت شخصية البارزاني غير قابلة للشك في توجهها القومي حتى في المناطق التي يهيمن عليها حزب العمال الكردستاني في تركيا وسوريا وإيران .وقبل شهر فقط من تصريحات البارزاني ضد تركيا أصدر القضاء التركي مذكرة اعتقال بحق مسؤول محلي في حزب المجتمع الديمقراطي الموالي لحزب العمال في تركيا عندما اعتبر أن "أي اعتداء تركي على كركوك هو اعتداء على دياربكر" . وبطبيعة الحال لا يمكن للطالباني النظر بارتياح إلى الانتشار السريع لنفوذ البارزاني في الساحة الكردستانية خارج العراق , وقد ينظر البعض إلى تأسف الطالباني لأردوغان تكتيكا سياسياً متفقاً عليه مع البارزاني في لعبة توزيع الأدوار .لكن لا يمكن الجزم بذلك إذا علمنا أن العديد من الأحزاب الكردية في سوريا وتركيا انقلبت على نهجها البارزاني التاريخي بعد تدفق الأموال عليهم من "الاتحاد الوطني الكردستاني". وحصيلة التنافس حتى الآن تفيد أنّ منصب الرئاسة العراقية لجلال الطالباني أبعدته عن المنافسة في ساحة كردستان الخارجية , بينما منح منصب رئاسة إقليم كردستان لمسعود البارزاني موقع المنبر الكردستاني الأعلى , ويشعر العديد من مؤيدي طالباني أن البارزاني يستغل موقعه لتوسيع نفوذه الشخصي و الحزبي.
على صعيد الوضع الداخلي في تركيا , تزامنت تهديدات البارزاني مع كثافة المواجهات بين الجيش التركي و العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد رغم إعلان الأخير وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد منذ تشرين أول الماضي. وخلال الأيام الثلاثة التي أعقبت تهديدات البارزاني لتركيا سقط 10 جنود أتراك في مواجهات اندلعت في ولاية بتليس (في الجنوب الشرقي) التي تبعد مئات الكيلومترات عن حدود كردستان العراق حيث يدعي الأتراك أن هجمات المسلحين تنطلق منها . ويشكل حزب العمال الكردستاني حاجز القوة الأول أمام تركيا في حال غزوها لكردستان العراق . وكان زعيم حزب العمال المعتقل في تركيا عبد الله أوجلان حذّر مراراً من أن تركيا ستواجه "مئة عام من الحروب" في حال إقدامها على مغامرة الغزو .ومن المرجح تخلي حزب العمال عن وقف إطلاق النار في أيار المقبل حيث موعد انتخاب الرئيس الجديد لتركيا.
ورغم انتقاد الولايات المتحدة الأمريكية لتهديدات البارزاني , إلا أن مسار العلاقات التركية – الأميركية المتأزمة منذ رفض البرلمان التركي في 1 آذار 2003 مذكرة تطالب بوضع الأراضي التركية في خدمة قوات التحالف في مسعاها لإسقاط نظام صدام في العراق توفر أرضية مناسبة لإطلاق مثل هذه المواقف. وما زاد من تأزم هذه العلاقات رفض الولايات المتحدة استخدام القوة العسكرية لمعالجة ملف حزب العمال الكردستاني في شمال العراق . ويتهم العديد من المسؤولين الأتراك الولايات المتحدة بأنها تغض النظر على مخالفات يقوم بها الأكراد في كركوك بتوطين مدنيين أكراد من مدن أخرى فيها تمهيداً لتطبيق المادة 140 من الدستور العراقي والقاضي بتطبيع الأوضاع في المدينة الغنية بالنفط و التي يسعى الأكراد لضمها إلى كردستان بعد إجراء استفتاء حتى نهاية العام الحالي. ومن المتوقع أيضاً أن تتعرض العلاقات بين البلدين "لحادث قطار" في حال إقرار مجلس النواب الأمريكي قانون إبادة الأرمن خلال الأسابيع القادمة .
كل هذه العوامل , إضافةً إلى الضغوط الأمريكية على دمشق و طهران توسع من هامش القيادة القومية للبارزاني على أكراد المنطقة برمّتهم , وذلك من خلال إقصاء نفوذ الطالباني أولاً ثم بالتفاهم مع حزب العمال الكردستاني ليشكّل أكراد تركيا و إيران وسوريا قوساً يكون وتره في يد البارزاني لحماية أكراد العراق وكردستانهم.

حسين جمو / كاتب سوري



#حسين_جمو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بقي من الشرق الأوسط الجديد؟
- تحديات التحرك السياسي للطلبة الكرد
- نحو استراتيجية كردية شاملة
- الصمت في زمن الثورة
- ديار بكر حزينة لأجل أنقرة
- القضية الكردية و أزمة الطرح
- الجبهة التركمانية : الإصلاح أو الإفلاس
- تركيا: بين تصاعد إسلامي ويمين أوروبي
- تركيا ...أزمة اقتصاد أم أزمة دولة ؟
- القضية الكردية بين تركيا و الاتحاد الأوروبي


المزيد.....




- بريطانيا - هل بدأ تفعيل مبادرة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا ...
- أونروا تستهجن حصول الفرد من النازحين الفلسطينيين بغزة على لت ...
- اجتياح رفح أم صفقة الأسرى.. خيارات إسرائيل للميدان والتفاوض ...
- احتجاجات الجامعات الأميركية تتواصل واعتقال مئات الطلاب
- الأونروا: وفاة طفلين بسبب الحر في غزة
- لوموند تتحدث عن الأثر العكسي لاعتداء إسرائيل على الأونروا
- لازاريني: لن يتم حل الأونروا إلا عندما تصبح فلسطين دولة كامل ...
- مميزات كتييير..استعلام كارت الخدمات بالرقم القومي لذوي الاحت ...
- تقاذف الاتهامات في إسرائيل يبلغ مستوى غير معهود والأسرى وعمل ...
- غورغييفا: 800 مليون شخص حول العالم يعانون من المجاعة حاليا


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حسين جمو - لهذه الأسباب هدّد البارزاني تركيا