أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين جمو - هكذا تدعم أميركا الدكتاتورية و الإرهاب














المزيد.....

هكذا تدعم أميركا الدكتاتورية و الإرهاب


حسين جمو

الحوار المتمدن-العدد: 1997 - 2007 / 8 / 4 - 05:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتسارع وتيرة الأحداث في منطقة الشرق الأوسط على نحو غير مسبوق منذ أحداث 11 سبتمبر , و أقل ما يمكن قوله على صعيد العالم هو انهيار مفهوم "عدم الانحياز" كلياً بغض النظر عن ارتباط هذا المفهوم بحقبة الحرب الباردة , ليصبح العالم مقسماً على عدة محاور . دول تحارب الإرهاب و على رأسها الولايات المتحدة الأميركية , ودول تساند الحرب على الإرهاب في منطقة منتجة للإرهاب دون أن تكون لهذه الدول القدرة على محاربتها بنفسها مثل الصومال ,ودول متهمة بدعم الإرهاب مثل إيران. و أخيراً التنظيمات الإرهابية مثل "القاعدة".
وأفرز امتداد الصراع بين هذه المحاور ظواهر "سيا- دينية" حديثة تتميز بسرعة تشكلها و لجوئها للعنف . و ما شهدته باكستان من مواجهات بين طلبة المسجد الأحمر و القوات الحكومية و تعرض الرئيس الباكستاني برويز مشرف لمحاولة اغتيال مؤخراً , إضافة إلى أحداث مخيم نهر البارد و بروز ظاهرة "فتح الإسلام" تجسيد مباشر لطبيعة الظواهر الآنفة الذكر وخطورتها على المجتمعات .كل ذلك يترك تساءلا جوهرياً حول ما إذا كانت الولايات المتحدة و حلفائها في الحرب على الإرهاب يدركون السبب المتعلق بهم في بروز مثل هذه الظواهر المحكومة و الحاكمة بالعنف في المجتمعات الشرق أوسطية ؟
بدأ الأميركيون مرحلة ما بعد أحداث سبتمبر بما يشبه اعتذاراً مبطناً لشعوب المنطقة على دعمها لحكومات غير ديمقراطية في المنطقة و التي نتج عنها تفريخ الإرهاب حسب استنتاجات الأميركيين , فبادروا إلى إسقاط نظام طالبان في أفغانستان و صدام حسين في العراق اللذان يمكن الاختلاف حول درجة و طبيعة دكتاتورية كل منهما لكن لا خلاف في كونهما نظامان قمعا شعبيهما سنوات طويلة . لكن درجة سوء هذه الأنظمة لم تشفع للولايات المتحدة عن الأخطاء التي وقعت فيها خاصة في العراق , فمساوئ قرار بول بريمر حل الجيش العراقي لم توازنها الفضائل المزعومة لإنشاء مجلس الحكم الانتقالي عقب سقوط النظام العراقي . ونتيجة هذه الأخطاء وتفاقم الأوضاع في فلسطين و لبنان أهدر الأميركيون و حلفائهم فرصة ذهبية للتصالح مع شعوب المنطقة , لتدخل الولايات المتحدة مرحلة من الحرب المفتوحة يقودها في الطرف المقابل جماعات إسلامية "جهادية" مثل القاعدة التي لا يعرف لها مقر أو موطن.
إهدار فرصة التصالح جاءت نتيجة الانقلاب أو التراجع الأميركي السريع على ما أعلنته بداية الأمر بضرورة الكف عن دعم الحكومات التي تقمع شعوبها , لكنها سرعان ما عادت إلى سياستها القديمة بدعم انتقائي لحكومات توصف بأنها غير ديمقراطية . فكان أكثر من استفاد هي "الدكتاتورية" بكافة توجهاتها و "التنظيمات الإرهابية" . فأصبح مساندة أي دكتاتورية للحرب على الإرهاب بمثابة جواز سفر ديمقراطي لها عند الأميركيين , أما النوع الآخر من الدكتاتورية استفادت من تهمة دعمها للإرهاب لتظهر لشعوبها أنها " القلعة الأخيرة" في مواجهة الفوضى التي يسعى الأميركيون لخلقها – أسوة بالعراق- حسب رأيهم في بلادهم. أما التنظيمات الجهادية استغلت الدكتاتورية المدعومة أميركياً في حشد بعض الناقمين على الدكتاتورية التي سرعان ما تتحول في نظرهم بعد انخراطهم في هذه التنظيمات بدولة "موالية للكفر" . ربما ما كان بالإمكان أن يصبح الطالب المتحصن في المسجد الأحمر بباكستان أقرب إلى تنظيم "طالبان" و"القاعدة" لو لم يكن برويز مشرف يحارب هاتين الأخيرتين بالتنسيق المباشر مع الأميركيين .
ما يمكن استنتاجه وفقا لهذه القراءة أن الديمقراطية و دعاتها في الشرق الأوسط هي الخاسر الأكبر في ظل ما يجري , وكذلك أميركا إذا كان يهمها استمالة الشعوب و ليس الحكومات , ووفقاً لذلك على الولايات المتحدة مراجعة خطاب دعمها للحكومات غير الديمقراطية لأن زعماء هذه الحكومات غير قادرين على تحمل ضريبة "التحالف مع أميركا" لفترة طويلة . وفي دول كثيرة حتى في تركيا أصبحت معارضة السياسة الأميركية رأسمال ثقة الناخب في هذه البلدان بمن يريد ترشيحه . و بالوقوف على أسباب هبوط شعبية حسن نصر الله في المنطقة رغم الانجاز الذي حققه في حرب تموز على إسرائيل , حيث كانت الهتافات الطائفية التي رافقت عملية إعدام صدام حسين هي السبب الرئيسي في تنكيس صور حسن نصر الله و أعلام حزب الله في شوارع العالم العربي بسبب التقاطع الطائفي بين نصر الله ومقتدى الصدر الذي اعتبرته الشعوب مسؤولاً عن إعدام صدام و بالتالي هو ينفذ المخطط الأميركي في العراق لا أكثر ,وهنا يتكشف بوضوح مدى خطورة الاقتراب أو حتى التقاطع غير المقصود مع السياسة الأميركية أو الخطوط الطائفية في المنطقة.
وفي حال بقيت السياسة الأميركية على هذه الوتيرة , فإن هناك خطراً حقيقياً أن تلفظ الديمقراطية انفاسها الأخيرة في السجون و ليصبح الأمن ليس فقط قضية الأنظمة بل الشعوب أيضا . هنالك مقولة للصحفي الأميركي توماس فريدمان يقول فيها " إذا لم تذهب … لن تتعلم" ., لكن المشكلة هنا أن الأميركيين هم أكثر الغربيين الذين يذهبون إلى الشرق الأوسط ورغم ذلك لا يتعلمون . السبب أنه بعد أن تذهب إلى الشرق الأوسط "إذا لم تمش في الشارع… لن تتعلم "و الأرجح أن الأميركيون لا يفعلون ذلك.








ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكم مؤقتة لصاحبها
- لهذه الأسباب هدّد البارزاني تركيا
- ماذا بقي من الشرق الأوسط الجديد؟
- تحديات التحرك السياسي للطلبة الكرد
- نحو استراتيجية كردية شاملة
- الصمت في زمن الثورة
- ديار بكر حزينة لأجل أنقرة
- القضية الكردية و أزمة الطرح
- الجبهة التركمانية : الإصلاح أو الإفلاس
- تركيا: بين تصاعد إسلامي ويمين أوروبي
- تركيا ...أزمة اقتصاد أم أزمة دولة ؟
- القضية الكردية بين تركيا و الاتحاد الأوروبي


المزيد.....




- واشنطن بوست: الاستخبارات اخترقت اتصالات بين مسؤولين إيرانيين ...
- مخاوف دولية حول مصير السجناء الأجانب.. إيران تعترف بمقتل 71 ...
- القضاء التركي على موعد مع قرار حاسم: هل يطيح بزعيم المعارضة؟ ...
- نتنياهو: -النصر- على إيران يوفر -فرصا- للإفراج عن الرهائن في ...
- من أجل سوسيولوجيا معادية للصهوينة
- مستشار كوفي أنان: إدارة ترامب تفكك الحكومة الفدرالية وتقوض ا ...
- رئيس صربيا يرفض الرضوخ لمظاهرات المعارضة
- غسان سلامة: الشعوب العربية تخاذلت عن نصرة غزة
- التحقيق بتحطم الطائرة الهندية يطرح جميع الفرضيات
- تسريب جديد يقلل من أضرار البرنامج النووي الإيراني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين جمو - هكذا تدعم أميركا الدكتاتورية و الإرهاب