ابراهيم البهرزي
الحوار المتمدن-العدد: 2403 - 2008 / 9 / 13 - 06:53
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
يتحدث كبير الجندرمة الأمريكان روبرت غيتس عن( نهاية اللعبة ) في العراق!!
حسنا..فهي كانت لعبة
وهاهي تصل إلى نهايتها ..
في اغلب اللعب يكون هناك فائز ..وخاسر طبعا , الا هذه اللعبة الملغومة بالكوارث والفجائع العابرة للأحزان ..
نحن نتحدث عن قرابة مليون عراقي قتيل !!!.....
يا للأمريكي السافل ...أسمعتم لعبة تنتهي أشواطها بمليون قتيل ...اغلبهم من الأبرياء الذين لو اصطفوا أمام الله لنيل الجنة مقابل إجابة عن تساؤل بسيط :
لم قتلت ؟؟
لفشل اغلبهم في معرفة الاجابة الصحيحة!
ولكن حتى وان انتهت هذه اللعبة ..على افتراض هفوة من الصدق النادر بدرت على لسان غيتس ..فهل ستنتهي اللعنة التي جاءت بها عربة هذه اللعبة ؟
وكم من الوقت سيحتاج العراقيون لكنس آثار( الملاعب) التي شهدت جولات وصولات هذه اللعبة ؟
وان كان من اثر على الأرض منظورا...سيكنس , فماذا عن تلك الآثار حادة الشظايا التي بعثرها سفهاء هذه اللعبة في النفوس ؟
إنها حقا لأول( لعبة )في قواميس الألعاب تترك هذا الأثر من الويل والثبور والجذام الروحي والانشقاق العقلي في شعب كتب عليه أن يكون ملعبا !
حقا ما تقوله الأغنية الشعبية الساذجة :
(احنه الاسسنه الملعب ...واحنه النلعب بيه )
لكن ثمة خطا في النسبة للضمائر المغنية !!...ففي الحق :
إنهم هم الذين أسسوا الملعب ....وهم أيضا من لعبوا بنا ....
هذه اللعب التي تنتهي على حساب دماء أولاد الخائبات (وأتذكر أيضا مقولة محمد الدوري مندوب العراق لدى المنظمة الدولية :the game is over !! عشية الاحتلال الأمريكي للعراق) تجعلنا نحس ان الكائن السياسي الرسمي كائن منزوع الحس الإنساني ...فهو موقن بان الخوض في دماء الأبرياء هو نوع من اللعب ...البريء ربما ..والذين سرعان ما ينتهي بقبلات المصالحة والنسيان ...
العراق بلدي أيها اللاعب غيتس سيحتاج بعد لعبتكم المخزية هذه لقرن من الزمان على الأقل ليتخلص من آثار لعبكم الحيواني :
فقد زرعتم اكبر مافيات سرقة المال العام والتي لا تستطيع إزاحتها بعد أية ديمقراطية او انتخابات نزيهة مفترضة ....فقد دخل المال المهول المسروق في لعبة التصفيات والتزوير والإبادة من اجل البقاء على الكراسي ..
فلا تظنن يا سيد غيتس أن ثمة تداولا للسلطة سيحدث في العراق الديمقراطي وقد قيد وثاقه بحبال سراق الثروات المهولة !!
نعم قد تتغير وجوه ...ولكن صعب جدا ان تتغير القلوب والعقول التي صنعتها لعبتكم الدنيئة ...
الجرح الطائفي مثل الايدز ...قد يسبت اعواما طوالا قبل ان تظهر اعراضه المميتة ....
ماذا ستسفر نهاية اللعبة هذه ...
ستسفر عن مفاهيم ودلالات كثيرة ..ولكن لشعوب أخرى تتعظ بها ...
اما العراقيون ..فقد أكلوا (الخازوق )إلى آخره !!
بلد تشظى
وثروة نهبت
وشعب سبي بأشد إشكال السبي هولا ..
ومع ذلك يسمى كل ذلك لعبة !!
ألا باس اللعنة...باس اللعنة تلك أيها الجنرال السفاح ....
وستبدي الأيام حجم الدم الذي امتصته دمى اللعب الأمريكية
تلك( البار بيات )اللواتي يقطرن من دماء الأطفال العراقيين الذين لايعرفون اللعب ...بفضل الديمقراطية الامريكية ..
#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟