هشام اعبابو
الحوار المتمدن-العدد: 2400 - 2008 / 9 / 10 - 01:00
المحور:
الصحافة والاعلام
ما أحوجنا إلى أجواء فطور رمضان التي كنا نعيشها و نحن أطفال صغار كانت كل أم و ربة بيت تتفنن يوما بعد يوم في إبهار أسرتها بما لذ و طاب من أكلات رمضانية مغربية كما كانت الأجواء السائدة تزيد من تلألؤ مائدة الإفطار فكان مدفع و زواڴة وقت دخول أذان المغرب بالإضافة إلى اصطحاب وجبة الإفطار موسيقى ثراثية مغربية أصيلة تارة من نوع طرب الآلة و تارة طرب الملحون, كانت تلكم الأجواء تعطي لكل طبق على مائدة الإفطار نكهة لا شبيه لها إلا تلكم الموائد و الولائم الأندلسية قبل سقوط الأندلس, أما في أيامنا هاته فحدث و لا حرج,فقدت الموائد المغربية الرمضانية نكهاتها القديمة فالزمن غير الزمن قد تبدل ربات الأسر مجهودا كبيرا في إعداد الطعام و قد يشتري رب الأسرة كل ما يسيل له اللعاب لكن وقت الإفطار يتبخر كل ذلك مع مشاهدة برامج القناة الثانية,اسكتشات هزلية هزيلة, مسلسلات كوميدية بل مبكية مليئة بالكلام السفيه الخالي من الفن و الإبداع,أجد نفسي اتابع هذه الأعمال الساقطة رغما عني فهي تكسر بهمجيتها و سوقيتها طبل أذني حتى تقتحم رأسي وتلوثه بڨيروسات سيناريوهاتها و ممثليها,كما أجد نفسي أتساءل و أنا مستغرب, كيف تسمح قناة و مسؤوليها عن قبول عرض و إنتاج مثل هذه الأعمال خاصة في شهر رمضان,الشهر الذي تعرف فيه نسب المشاهدة ارقاما قياسية؟
لما لا تحترم قنواتنا المغربية مشاهديها؟لماذا تشجعهم على قطع الوصال معها و جعلهم يحتضنون و يتبنونا قنوات غير مغربية؟كيف تسمح الهيئة العليا للسمعي البصري على هكذا اعمال؟أليس من واجباتها و مهامها مراقبة الحقل السمعي البصري في مملكتنا السعيدة ؟
أسئلة تحيرني فلا أجد لها سوى تفسيرا وحيدا الا و هو انعدام الديمقراطية الإعلامية في بلدنا فلو كان إعلامنا المغربي ديمقراطيا لما استبدنا بمواده و فقراته و التي لا تعبر عن انتضارات و مطالب و أذواق مشاهديها,أكثر من ذلك فإعلامنا المرئي و المسموع ديكتاروي يفرض علينا نضامه الوحيد و المتمثل في الإنحطاط و الركاكة و السفاهة,فهو لا يؤمن بالتعددية و الإنفتاح على رغبات و انتضارات مشاهديه كما هو الحال في البلدان الديمقراطية,فإعلامنا هو مرآة تعكس الحالة السياسية في بلدنا أحزاب عديدة لا مصداقية و لا نزاهة و لا ديمقراطية داخلها و بلد يتغنى بالديمقراطية دون حتى أن يعرف معناها و السبيل إليها...
#هشام_اعبابو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟