يوم الجمعة

هشام اعبابو

الحوار المتمدن-العدد: 2375 - 2008 / 8 / 16 - 10:17
المحور: المجتمع المدني
    

وأنا عائد من معهد الصحافة و الإعلام ,متوجها إلى بيتي لاحضت حالة غير اعتيادية في الشوارع خاصة في "درب عمر" الشوارع ممتلئة بالمارة السيارات كأنها أصيبت بجنون البقر,ضجيج هائل,سب و شتم بين السائقين,مارة مفزوعون, تسألت هل قامت الساعة؟ آه تذكرت إنه يوم الجمعة,تذكرت شيئا آخر,لقد طلبت مني جدتي أن أحضر لها دواء مهما تحتاجه يسكن آلامها الوماتيزمية,ما إن وطأت قدمي عتبة الصيدلية حتى صرخت في وجهي صيدلية أو بالأحرى "جنية" " سديـــنـــا "قلت لها حاجتي بهذا الدواء كبيرة,صرخت ثانية " قلت لك سدينا "قلت لها لن يكلفكي ذلك سوى دقيقة أو إثنان ,"لا لا اليوم الجمعة " علينا الذهاب لأداء صلاة الجمعة,شيء غريب الكل يركض في الخارج الكل يتحدث عن أداء صلاة الجمعة,أحدهم كاد يسقط سائحة فرنسية,فلما نظرت إليه مستغربة رد عليها قائلا" مادام فوندرودي لاموسكي"

حتى البقال و الذي تذكرت بأنني علي شراء الخبز حتى أتناول وجبة الغذاء,وجدته يسكر باب الحانوت,قال لي بدوره "سدينا أسيدي" قلت له إني أحتاج شراء خبزة لتناول غذائي,رد علي قائلا"اليوم الجمعة الناس تتكل كسكس" ياإلاهي الكل أصبح فجأة متدينا اليوم, الكل يحرص علىعدم التأخرلأداء صلاة الجمعة,الصلاة فريضة وواجبة نعم,ولكن أوصانا العلي القدير بالمعاملة و الكلمة الطيبة والتي تؤتي أكلها في كل حين,أوصانا كذلك بالعمل ووصفه سبحانه بالعبادة و قال "واعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون" صدق الله العظيم.

أداء الواجب و القيام بالعمل أسمى و أرقى مظاهر العبودية لله,لا بنهر و سب كل من طلب خدمة,و لا بالهرولة للصلاة و دك الأخضر و اليابس في الطريق إلى المسجد,كفانا الله و كفاكم شر التواجد يوم جمعة بضواحي "درب عمر",و إنا لله وأنا أليه راجعون.

#هشام_اعبابو (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل