أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم محمد حمزة - فؤاد حجازى : الكتابة لم تشف غليلى رغم هذا العمر















المزيد.....

فؤاد حجازى : الكتابة لم تشف غليلى رغم هذا العمر


إبراهيم محمد حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 2399 - 2008 / 9 / 9 - 00:51
المحور: الادب والفن
    


احتفالا بعم فؤاد وهو على مشارف السبعين

فؤاد حجازى : ما زالت الكتابة لم تشف لى غليلا بعد هذا العمر
والحرب هي أفظع اختراع ابتكره البشر لتسوية نزاعاتهم

أعد الحوار : إبراهيم محمد حمزة

إذا ألقتك سيارة ما فى مدينة المنصورة الجميلة ، وأخذتك قدماك إلى حى الشيخ حسنين ، فمررت ببايعات الكرشة والفشة والطحال والكوارع ، ثم هجمت رائحة البخور والعطارة من المحال الشهيرة فى الحى العتيق ، ثم انحرف بك الطريق إلى شارع ضيق تتنافس به ثلاث ورش فى معركة الضجيج ، ستكون أمام عمارة الفردوس ،، هيا اصعد للدور الخامس واضغط الجرس ، سيفتح الباب وتجد أمامك عم فؤاد حجازى .. ليس من الضرورى أن يكون يعرفك ليرحب بك ، ستدخل ويغيب لحظة يقدم لك فيها صينية عليها الشاى والبقسماط أو غيره من المعجنات ، وينساب الكلام بحرا هادرا ، ثم تحمل " كومة " من الكتب ، ويودعك للباب رجل - دوما - صاحب فضل .
احتفالا به وهو يستقبل السبعين من عمره المديد سألنا عم فؤاد وأجاب .. لنسمع إجاباته فقط فهى عطر حقيقى .

أشعر بالرضا :
أحيانا أشعر بالسعادة ولكن إن شئت الدقة ليس بسبب هذه الكتابات ، ولكن بسبب أننى رغم كل هذه المعوقات من سجن وفقر استطعت أن أؤلف ، وأطبع وأوزع ، بل استطعت أن أطبع وأوزع لغيرى أيضا وأعتقد أن مهمة توزيع الكتب يدا بيد لو عرضت على " سيزيف " لينعتق من الصخرة لرفض .
دعنى أقول أنى أشعر بالرضا من ناحية آداء الرسالة ، كتبت ما أريد ؛ لم أشعر بقلمى ذل أو ذُل قاصدا ، إنما من الناحية المعيشية لم تحقق لى الكتابة شيئا من الارتياح المادى مطلقا بل ظلت ثقلا وحملا نحمله على عواتقنا لنطبع عددا قليلا من النسخ التى تذوب أيادينا خجلا وتعبا لنوزعها يدويا ومجانا ….. ههههههه
*************
قيمة التجربة الشخصية :
- نعم التجربة الشخصية بلا شك اصدق فى التعبير ولذلك دوما اكتب عما أعرفه .. عن بيئتنا ، فحياتى لا تنفصل عن كتاباتى و ليس هناك ما أخجل منه.. أنا من مواليد المنصورة العام 1938، نشأت في حي شعبي، اسمه «كفر الغجر»، والدي كان طباخا، في ذلك المكان، حيث تطلعت حولي، رأيت هذه الحياة الشعبية، بما فيها من فقر مدقع وتضامن لدفع الخطر وغشم السلطة الجائرة، وفيه يتواجد لصوص وتجار مخدرات، وصدقني لو قلت لك، إنه علي الرغم من أنهم خارجون علي القانون، إلا أنهم - فيما بينهم - يتحلون بالنخوة والشهامة، ويدافعون عن الضعيف ، ولا يسمحون لأحد بإهانة أي فرد من حيهم...وربما كان أكثر ما خشيت على ضياعه هو ما كتبته
أتذكر أنه حين وقعت في الأسر الإسرائيلي عام 1967، كانت عندي مخطوطتي «شارع الخلا» و«نافذة علي بحر طناح»، وأدركت وقتها أنني لو مت فسوف يضيع تعب سنوات في القراءة والكتابة هباء دون أن يحس بما أكتبه أحد، لذلك حين عدت من الأسر في أواخر العام 1968، أسست سلسلة كتاب «أدب الجماهير»، وشرعت في نشر أعمالي... وبالنسبة لسؤالك، فمن التأكيد، أن أتعرض لنشأتي، في تلك الأحياء الشعبية، فكما قلت لك، ليس عندي ما أخفيه أو أخجل منه.
********
الدولة مهتمة بحرب اكتوبر بشكل دعائى ، وللأسف لم يظهر للحدث صدى فى الأدب العربى حتى الآن ، أعتقد أنها حرب رائعة ورائدة بصرف النظر عن اختلاف الرأى حول ما انتهت إليه " سياسيا " …
- بالتأكيد، فالحرب تؤثر علي الإنسان العادي، فما بالك بالأديب، والحرب هي أفظع اختراع ابتكره البشر لتسوية نزاعاتهم، ونحن كأصحاب حق في أرض فلسطين، ومبادئ تقر بكونها عربية، فكيف لا يثير هذا حساسيتي كأديب... فمثلا، لو تصفحت أعمالي الروائية، سوف تجد أن رواية : «الأسري يقيمون المتاريس» تدور حول مقاومة المصريين الشجاعة في الأسر الاسرائيلي، ورواية : «المحاصرون» عن حرب الاستنزاف البطولية التي خاضها جنودنا الفلاحون ضد أعتي الأسلحة الأمريكية الكامنة في أيادي الاسرائيليين.
********
- خطيئة الغيطانى :
- الأصل في استلهام التراث الاقتراب من وجدان المتلقي وإلغاء المسافة بين المبدع والمتلقي … ولكن ماذا حدث؟... استلهم البعض لغة صوفية، فهل هذا يقرب المسافة؟ بالطبع لا، البعض استلهم جوا تاريخيا، فهل هذا يقرب المسافة أيضا؟... أري أن هذه الكتابات تخلق غربة من نوع جديد، غربة في اللغة، غربة في الشخصيات، غربة في التناول... في حين أن المطلوب من عملية استلهام التراث إزالة الغربة بين القارئ والكاتب، إنها نفس «الإشكالية» التي وقع الغيطاني فيها، فضلا عن كونه قد سجن نفسه في قوالب، لا يستطيع الخروج منها... ولذا عليه ، أي الغيطاني، ومن سار علي دربه، أن يحلوا تلك الإشكالية.

******
- محفوظ والحرب :
لم تأخذ حرب الاستنزاف حقها في الأعلام المصري ، ولولاها لما كان انتصار أكتوبر.
أذكر في حوار لنجيب محفوظ مع النقاش استهتر بحرب الاستنزاف وكان يجب على رجاء النقاش أن يلفت نظره للخطأ الذي وقع فيه نجيب ، فهذه الحرب هي التي هيئت المقاتل المصري لحرب أشرس هي حرب أكتوبر كما قلنا .
أهمية الحرب الاستنزاف هي أنها غيرت تفكيرنا فقد كان جنودنا لا يحاربون إلا من نقاط ثابته ، ومع هجمات الطيران ، وقصف المدفعية العنيف تعلموا المناورة بالحركة فرجحت كفة الجندي المصري.
كتيبة من كتائب المدفعية كان معها سلاح قديم من بقايا الحرب العالمية الثانية ، هو مدفع من طراز " جن " وقد ارتبطت الكتيبة بالسلاح ارتباطا قويا رغم أن كفاءته وكمية نيرانه أقل ، ولكنهم صمدوا أمام هجوم الاسرائيليين وحققوا انتصارابالثبات في مواقعهم دون انسحاب ، ولما جاءت كتيبة أخرى بمدافع من طراز جديد ، لتشغل مكانهم وتم تزويدهم هم ايضا بمدافع حديثة ، بكى افراد الطواقم فقد نشأت علاقة حميمة بين المقاتل والسلاح .
هذا ما صورته في " المحاصرون " وفيه بحث عن الانساني وسط صخب الحرب.
********
- تخلف النقد :
- في الحقيقة، النقد العربي متخلف عن مواكبة الإبداع العربي الجديد، وهذا لا ينطبق بطبيعة الحال علي مصر فقط ، فالكبار متوقفون عند مرحلة معينة لا يستطيعون تجاوزها، وهو نوع كسول، بلا شك، لا يريد أن يري أبعد مما قرأه في شبابه للرجل، أو ربما لم يسمع عن أدباء آخرين .

- أشعر بالفرح :
- حين الجلوس عند شاطىء البحر ، أى سكينة تغمر الإنسان وهو يتطلع نحو الأفق اللا نهائى ؟ يلتحم بمياه البحر كما أشعر بالسعادة لأبسط الأشياء ، لمجرد أن اضع يدى تحت صنبور وأعب عبا من كفى أعود كما كنت طفلا ، أو أن أسير حافى القدمين فى حديقة ما أو استلقى أرضا تحت شجرة …… صدقنى لحظات أتمنى لولا تنقضى ,,,,,,,,

باختصــــــــــار :

ولد القاص فؤاد حجازي في مدينة المنصورة سنة 1938 ودخل كلية الحقوق لكنه فصل منها عام 1959 بسبب نشاطه السياسي وقتئذ لقى عديد من تجارب الاسر منها في سجن الواحات ن سجن مصر ، سجن القناطر ، سجن القلعة وكان آخرهم سجن عتليت في اسرائيل عقب نكسة 67 الذي قضى فيه 8 أشهر ، وعن تجربته داخل سجن اسرائيل كتب روايته الشهيرة (الأسرى يقيمون المتاريس) التي صدرت عام 1976 وترجمت الى الروسية والانجليزية ، وتم دراساتها في رسالتين للدكتوراة أحداهما في جامعة استكهولم 1993 والآخرى في معهد الدراسات العربية والإسلامية بالفيوم عام 1999 ، ولعل تجاربه في الأسر اثرت على ابداعة الأدبي ، لفؤاد حجازي أكثر من 30 كتابا مابين الرواية والقصة القصيرة والسيرة الذاتية وقصص الأطفال والنقد الأدبي والمسرح ، كما أسس سلسلة أدب الجماهير عام 1968 ومازالت حتى اليوم تساهم في نشر الانتاج الأدبي للمبدعين الجدد ، حصل فؤاد حجازي على جائزة اتحاد الكتاب للابداع المتميز لعام 2005 .



#إبراهيم_محمد_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل انتهى عهد الغرام اليهودى باللغة العربية ؟
- هذا -والله - ما حدث
- إبراهيم عيسى .. حين يعلم الطبرى
- آخر ومضات الروح
- زكريا الحجاوى .. رائد علم الحياة
- التكفير والتفكير .. عداوة للأبد
- اشتهاءات
- حكاية الرجل الصالح الذى سرق بلدا - قصة قصيرة -
- السبعينيون .. هؤلاء الذين أفسدوا الشعر وضيعوه
- هل تملك الجرأة على القراءة ؟؟؟
- الشعبية فى أدب إحسان
- رجال تكتب عن النساء ونساء أشجع من الرجال
- دكتور هيكل .. وانتصار البرجوازى العفيف
- الأحزاب السياسية : ولعبة الكومبارس السياسى
- قراءة فى كتاب -الكتاب : أملى .. مذكرات رايسا جورباتشوف -
- للهوان والهوى …. وسرقات جميلة
- لماذا فشلت الأصولية فى كل مشروعاتها ، ولماذا غرقت البرجوازية ...
- شامبليون … عبقرى أم لص ؟!!
- فتنة النهضة
- نازك الملائكة . . والصعود إلى سماء الشعر


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم محمد حمزة - فؤاد حجازى : الكتابة لم تشف غليلى رغم هذا العمر