أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - إبراهيم محمد حمزة - شامبليون … عبقرى أم لص ؟!!















المزيد.....

شامبليون … عبقرى أم لص ؟!!


إبراهيم محمد حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 1659 - 2006 / 8 / 31 - 02:00
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بعد كل ما تعاطيناه فى تعليمنا العزيز عن شامبليون ، استطعنا بكل فخر أن نحدد دوره فى التاريخ الثقافى المصرى ، باعتباره مكتشف حجر رشيد .. وبكل فخر نسيت مصادرنا العلمية المصرية أن تضيف أى شىء عن شامبليون وحجره … واختصرت تاريخا عريقا لمبدع عبقرى فى كلمات ثلاث : مكتشف حجر رشيد .
-عطر البدايات
فى مدينة " فيجياك " الفرنسية ، ولد جان فرانسوا شامبليون فى 22ديسمبر 1790م ومنذ طفولته وحتى وفاته فى 4مارس 1832م لم يضيع شامبليون لحظة من عمره القصير إلا وشغلها فى البحث العلمى الجاد .. وقد أوصلته هذه الجدية فى الدرس إلى تقديم رسالته العلمية لأكاديمية " جرينول " وهو فى السادسة عشرة من عمره .. وصار أستاذا للتاريخ ولم يتجاوز العشرين …
ورغم هذا التفوق العلمى الذى لا مثيل له ، إلا أن صاحبه كانت له اهتمامات أخرى ، فقد ثار على نابليون وشارك فى المظاهرات ضد سياسته ، وكتب الأغانى لوطنية الحماسية .. ورغم هذا الحس السياسى والثورى ، لم يهمل درسه للغة القبطية التى كانت – بتعبير مؤلفو كتاب " معجم الحضارة المصرية القديمة
هى تعلم اللغة القبطية ، حيث قرأ كل ما وصلت إليه يده من نصوص هذه اللغة ..
ثم صنفها وكون معجما ضخما .. أهلكه وأرهقه .. كان يقول :
" يتضخم معجمى القبطى كل يوم أما مؤلفه فيزداد نحافة "
0. حــجر رشـــيد :
حجر رشيد هو الاسم الشعبى الدال على منشور منف .. وهو وثيقة كتبها كهنة مصر القديمة فىا لعهد البطلمى ؛ بمناسبة تنصيب بطليموس الخامس ملك مصر فحفروا مرسوم ولايته على لوحة من البازلت الأسود فى 27 مارس عام 192قبل الميلاد …
وقد اكتشفها بيتى فرانسوا بوتسار .. وهو ضابط فرنسى مثقف وعاقل .. كان يساهم فى الحفر
لكي يبني تحصينات دفاعية على الضفة اليسرى من النيل سميت فيمابعد بقلعة جوليان فراح يهدم قلعة مصرية قديمة من أجل استخدام حجارتها في البناء الجديد، وعندئذ وقع بصره على حجرة الجرانيت التي تبلغ متراً واحداً من حيث العلو، ويصل عرضها إلى 73 سنتيمتراً وثخانتها إلى 27 سنتيمتراً. وقد نقشت عليها نصوص ثلاثة بثلاث لغات مختلفة، وكانت قد فصلت في زمن ما عن نصب تذكاري ضخم ثم جلبت إلى هذه المنطقة لكي تستخدم في بناء القلعة، وعندما شعر الضابط «بوشار» بأهميتها استخرجها من الجدار وعزلها على حدة. ثم اتصل بمهندس الجسور والطرقات «ميشيل آنج لانكري» الذي كان ماراً بالصدفة في مدينة «رشيد» وطلب منه المعونة لفهم مغزى هذه الحجرة وأهميتها.
شامبليون ينطق الحجر :
كان حجر رشيد يتضمن مرسوما من الكهنة المجتمعين فى مدينة منف ؛يشكرون فيه الملك بطليموس الخامس حوالى عام 169 ق.م لقيامه بوقف الاوقاف على المعابد واعفاء الكهنة من بعض الالتزامات وسجل هذا المرسوم بخطوط ثلاث هى حسب ترتيب كتابتها من اعلى الى اسفل : الهيروغليفية,الديموطيقية,اليونانية وقد فقد الجزء الاكبر من الخط الهيروغليفى وجزء بسيط من النص اليونانى وقد اراد الكهنة ان يسجلوا هذا العرفان بالفضل للملك البطلمى بالخط الرسمى وهو الخط الهيروغليفى وخط الحياة اليومية السائد فى هذه الفترة وهو الخط الديموطيقى ثم بالخط اليونانى وهو الخط الذى تكتب به لغة البطالمة الذين كانوا يحتلون مصر…
وأولى محاولات استنطاق حجر رشيد كانت على يد اللغوى "دى ساسى" "وأكربالد" ، اللذين نجحا فى التعرف على بعض الحروف الهيروغليفية عن طريق قياس مكانها فى النص ، كما أبديا اهتماما خاصا باللغة الديموطيقية والتى كانت اللغة الثالثة فى الحجر .. وهى تشبه إلى حد كبير العامية المصرية الآن..
ثم كانت محاولات الدبلوماسى السويدى "توماس أكريال" الذى تعرف على عدد من الأسماء فى الوثيقة ، ثم كانت محاولات العالم الفيزويائى البريطانى توماس يونج … واستخدم ما يشبه التخمين فى محاولات استقصاء الكلمات الغائبة عن النص الهيروغليفى
ثم استقر الجهد العلمى بين يدى شامبليون فى سنة 1882م
ورغم هذا البحث فإن نسبة اكتشاف حجر رشيد ثابتة لشامبليون وذلك لأن العودة لتراث الرجل وتاريخه يجعلنا مبهورين تماما من عشق اللغة القبطية ، وعشق البحث العلمى .. مع الأخذ فى الاعتبار أن حجر رشيد قد مر بمرحلة طويلة من التجريب قبل أن يصل إلى شامبليون .. فقد استلمه الانجليز ضمن ما استلموه من آثار مصرية نهبتها الحملة الفرنسية وبعد أن هزمهم الانجليز اشترطوا ضمن ما اشترطوا أن يسلمهم الفرنسيون ما نهبوه من آثار .. فانتقل الحجر إلى الانجليز
منهجه فى البحث :
لقد قرأ شامبيلون النص اليونانى وفهم مضمونه وقرأ اسم الملك بطليموس والواضح انه سلك منهج الاعتماد على اسماء الاعلام الغيرالقابلة للتغيير وتحرك من فرضية ان هذا المرسوم انه نص واحد كتب بثلاث خطوط ومن هنا لابد ان اسم بطليموس باليونانية سوف يقابل فى الخطين الهيروغليفى والديموطيقى
ضمن حجر رشيد "خرطوشا" واحد تكرر ست مرات ضم اسم الملك بطليموس وهو الاسم الذى ورد على مسلة "فيلة" بالاضافة الى اسم "كليوبترا"
وقد اعتمد " شامبليون " على نقش من جزيرة فيلة ، كان يحتوى على اسمى بطليموس وكيلوباترا ؛ فاعتمد على اشتراك عبض الحروف بين الكلمتين [ ل ، ب ، ى ] …
ويقول مؤلفو " معجم الحضارة المصرية القديمة " – وهم ليسو عربا – أنه " أفاد من مؤلف قديم ، شرح بطريقة غامضة أن القيمة الصوتية للحروف تؤخذ من الحرف الأول لاسم الشىء الذى يمثله ذلك الرمز وهو ما يطلق عليه acrophany وبالاعتماد على النصوص الإغريقية أمكنه ملء الفراغات الشاغرة وحل رموز 79 اسما ملكيا مختلفا "
وبدأ فى تكوين معجمه …….
هل سرق شامبليون جهود ابن وحشية :
والحقيقة أن مؤلفى المعجم السابق لم يبينوا أى شىء عن هوية هذا الكتاب الذى اعتمد عليه نابليون … زهو ما يدفعنا دفعا للتخمين بأنه كتاب " شوق المستهام فى معرفة الأرقام " للعالم العراقى ابن وحشية النبطى والذى حققه لأول مرة العالم النمساوى المستشرق جوزيف همر وقام بطبعه فى لندن عام 1806م
وتناول فيها ابن وحشية 89 لغة قديمة منها الهيروغليفية برسومها وما يقابلها فى اللسان العربى، جاء هذا فى البحث الذى قدمه كل من الدكتور محمد حسان الطيان والدكتور يحيى ميرعلم والدكتور محمد مراياتى الباحثين فى مركز الدراسات والبحوث العلمية بدمشق لمؤتمر المخطوطات العلمية الذى عقد بمكتبة الإسكندرية، ويثبت هذا البحث أن العالم العربى ابن وحشية سبق شامبليون بحوالى ألف عام فى فك رموز اللغة المصرية القديمة، إلا أن الحملة الفرنسية استطاعت من خلال الدعاية والترويج لشامبليون أن يكون هو صاحب السبق بينما ظل ابن وحشية فى ظل النسيان، ليس هذا فقط بل تؤكد الدراسة أن شامبليون كان قد أطلع على مخطوطة ابن وحشية قبل اكتشافه للكتابة الهيروغليفية مما يزيد احتمالات وشكوك حول سرقتها وادعاءه باكتشافها.
وإذا افترضنا أن" شامبليون " لم يطلع عليه .. فذلك يثبت فضلا عربيا لا ينكر لعالم عربى فذ استطاع أن يكتشف بإمكانياته المعرفية البسيطة ما عجز عنه طابور من العلماء الغرب .. وقد ذكر المحرر العلمى لصحيفة : الأوبزرفر " البريطانية ، روبن ماكى أن الباحث المصرى دكتور عكاشة الدالى قد أثبت هذا الفضل لابن وحشية النبطى .. ثم كان بحث الباحث السورى يحيى مير الذى توصل إلى نفس النتائج ..
شامبليون فى مصر :
من الأشياء الغريبة أن " شامبليون "لم يزر مصر إلا سنة 1828م بصحبة الإيطالى روسيلينى
وقد أثمرت هذه الرحلة كتابا رائعا ضم مشاهداته للآثار المصرية وضمها كتاب " مذكرات عن مصر والنوبة "
فضلا عما تركه من كتب مثل :
1. خلاصة عن النظام اللغوى الهيروغليفى .
2. آثار مصر والنوبة .
3. قواعد اللغة المصرية .
4. قاموس اللغة المصرية والكتابة الهيروغليفية .
وعقب عودته إلى باريس عين أستاذا فى الكوليج دى فرانس سنة 1831م
ولكن الزمان الذى هو – كما يقول عمنا الجليل الجميل نجيب محفوظ – عدو لدود للورود .. ما إن رأى وردة تتفتح .. حتى كانت النهاية ومات شامبليون شابا فى 4 مارس 1832م



#إبراهيم_محمد_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتنة النهضة
- نازك الملائكة . . والصعود إلى سماء الشعر
- رضوان الكاشف …… ساحر السينما وشاعرها
- إحسان عبد القدوس ......وسمو أدب الفراش
- ... -الغزو عشقا- عناق الفن والفكر فى رواية التاريخ
- فقه اللذة لماذا يكره رجال الدين النساء إلى هذا الحد ؟


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - إبراهيم محمد حمزة - شامبليون … عبقرى أم لص ؟!!