عراك تيليفوني بين ( بوش و براون ) عن أولمبياد - بكين - وأشياء أخرى .

عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 2394 - 2008 / 9 / 4 - 02:03
المحور: كتابات ساخرة
    

كان الوقت حينها قد بلغ الثالثة صباحا , الرئيس " بوش " بين النشوة والإنفعال : نشوة التحية المصحوبة بالحب [ Hi Mr president , I love you ] التي وجهتها له لاعبة كرة الطائرة الشاطئية الأميركية التي فازت بصحبة زميلتها بالميدالية الذهبية في أولمبياد بكين , والتي ضربها الرئيس بوش على مؤخرتها بعد عرضها له
تضامنا وتحفيزا للفوز بالميدالية الذهبية .. نقول كان بوش بين هذا الزخم النشواني وبين الأخبار المتواردة عن الوحش " غوستاف " الزاحف بعدوانية لا مثيل
لشراستها نحو أرخبيلات الجنوب والجنوب الغربي الأميركي , عندما رنَ جرس التلفون , كان بوش يتوقع أخبارا عن المستوى الذي بلغه الوحش
" غوستاف " من الرابعة والثالثة إلى الثانية أو الأولى , لكن المفاجئة كانت على نحو لم يكن يتوقعه , فلقد كانت
المخابرة من " غوردن براون " , وتستفسر عن : الموقف الأميركي من " روسيا "بعد عدوانها الأخير على " جورجيا " , حينها أخذ الرئيس نفساً عميقا
وتنهد بحسرة ثم قال لـ " براون : " براون , هل تدري كم ميدالية ذهبية حصلت عليها " بريطانيا " في " أولمبياد بكين " ؟الرئيس بوش لم يتوقع أن يكون الرد على نحو تفصيلي ومصحوب ببعض التحدي والنرجسية فلقد أجاب براون : إن بريطانيا قد حصلت على 19 ذهبية والإجمالي 47 ميدالية , وهو إنجاز بريطاني تاريخي في تاريخ الأولمبياد , وهذا يعود لقيادتي الحكيمة لهذا البلد بعد " توني بلير الغبي , أو في السابق جيمس كلاهان." .. الرئيس بوش رد بنوع من عدم المعرفة الجزئية , حيث قال : توني بلير أعرفه , فهو صديقي وتابعي المعروف لدى العالم أجمع , لكن من هو " جيمس كلاهان " عندها ضحك " براون " بقوة ثم قال لـ " بوش " هيـ Mr President يعني معقوله لا تعرف من هو " جيمس كالاهان " حينها قال بوش وكأنه تذكر شيئا ما : " آه .. آه , تعني قائد الأساطيل الأطلسية في فترة السبعينيات !" براون " أوغل بضحك أشد ثم قال :" حبيبي أي قائد , وأية قوات أطلسية , جيمس كالاهان , هل معقول أنك رئيس أقوى دولة في العالم وتجهل من هو كالاهان ! " حينها إبتسم بوش وقال : " يا أخي على رسلك معي , إعتبرني جاهلا أو أجهل من هو هذا الكلاهان فأخبرني أنت من يكون هو !.. إذ ذاك فغر براون فاه بوضع ينم عن إستخفاف واضح وقال لحليفه بلطف وتعاطف " Never mind.. Never mind دعك عن هذا الموضوع " عندها قال بوش : لا ’ لماذا Never mind.. فقط أخبرني من هو كالاهان ؟" فأعاد براون القول : لا تلح , قلت لك إصرف نظر عن الموضوع , ليس مُهما . , تكلم عن الأولمبياد وما إلى ذلك .."
إقتراح براون ولد رغبة إنتقامية لبوش برد الصاع , وبالطبع , ولكونه يمتلك خبرة في مضمار التقييم , تقييم الأصدقاء والأعداء , ومن تلك التقييمات هو رده على
" جون كيري " المُرشح الديمقراطي في الإنتخابات السابقة , عندما قال له في المُناظرة الأولى :" أنا مُستغرب حقا , لماذا تريد أن تحل محلي في الرئاسة الأميركية , فهذا الشغل صعب , صعب جدا _ Hard work - وليس مثلما تتوقع , هل أنت مجنون , هل أنت مخبول , يعني تأتي بنفسك
متطوعا لـ ( طياح الحظ ) !! ولذلك , ووفق هذا التاريخ الخبراتي في مجال الـ " حظ المغسول " فقد رد بوش على براون على النحو التالي : لكننا
حصلنا على 36 ذهبية والإجمالي 110 , ومع ذلك فليس هذا هو الشاهد أو الرباط في الحديث , الرباط هو : إن بريطانيا لو شربت بحر الشمال من النرويج
إلى بريطانيا , فليس بإمكانها أن تلد مثل لاعبة الكرة الشاطئية Mrs المدعوة .. لا أتذكر إسمها , لكني أتذكر مؤخرتها عندما أبرزتها لي للربت عليها
كنوع من الربت القُدسي , الذي بالتأكيد هو الذي قاد إلى فوزها بالذهبية , لأني معروف والعالم يعلم كذلك عن مدى صلتي بالربابنة القديسين
عندها قال براون : العالم يعرف علاقتك بسماسرة النفط حول العالم ومنهم أو على رأسهم صديقك القديم " أسامة بن لادن " وليس بالقديسين !!
فرد بوش بنوع من الإمتعاض : شوف براون : أولا إنك خابرت على أساس سخيف , وهو عن مدى السلوك المُتبع إزاء روسيا على خلفية تدخلها في جورجيا ’ .. ثم إنحرفت إلى قضية المستر " كلاهان " وإلى غيرها من المواضيع .. ولا أفقه ماذا تعني بكل ذلك ؟ وفوق كل ذلك إن ما تطلقه يتزامن مع عدوانية " غوستاف " ! يعني نوع من التعاطف مع مصيبتنا , عيب عليك , إستحي , لكن من أين يأتيك الحياء , من .. ؟ وغلق سماعة التلفون في وجه براون !!

براون بدوره غلق التيليفون غاضبا قائلا : وأخلاقكم أنتم من أين أتت ؟

#عادل_الخياط (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل