أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - ثمرَة الشرّ : جادّة الدِعَة والدّم















المزيد.....

ثمرَة الشرّ : جادّة الدِعَة والدّم


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 2393 - 2008 / 9 / 3 - 10:02
المحور: الادب والفن
    



" سعيدٌ هذا الذي لم يَذق ثمرة الشرّ " / سوفوكليس : أنتيغونا

***
الأعوام البدائية ، الأولى ، المُكردَسة في مجلد عمري ، ما جازَ لها الإهتمام ، قليلاً أو كثيراً ، بما كان من البذاءات في هذه المشادة وتلك من عالم طفولتنا ، المذكر ؛ أو الألفاظ والتعبيرات الخاصّة بالجنس الآخر ، المؤنث . " فوفو " ؛ إبن جارتنا ، الخياطة ، كان يدّعي أنه رأى سروال هذه وتلك ، من البنات المتدرّبات لدى أمّه . " وماذا بعد ؟ " ، كنتُ بدوري أتساءل بسذاجة . وبشعور اللامبالاة ، نفسه ، رأيتني في مناسبة اخرى ، موافية لعمري اليانع ، منصتاً للأب وهوَ يتحدّث لأحد معارفه : " يتجمهرونَ قرب الأراجيح والزحليقات ، كيما يتملون عن كثب ما تحت فساتين البنات ". كان منفعلاً بعد ، إثرَ طرده من الحديقة لصبية مشاكسين ، جزاء قلة أدبهم تلك ؛ بحسب تعبيره . وعمل الأب في هذه الحديقة العامة جعل لقبه القديم ، " أبو صبحي " ، ( العائد لفترة عمله الحزبي والنقابي ) ، أكثرَ شهرة ً بين " أبناء البنايات " ؛ أين موقع الحديقة تلك ، العائليّة ، يحتفل بمنطقتهم في الجادّة الوادِعَة ، المعتبَرة ، الممتدة بين موقفيْ " المفرق " و " الجوزة " . وعلى كل حال ، فما كان لي أن أنعمَ بشعور اللامبالاة ذاك ، الموصوف ، طويلاً . ففي يوم تال ، من أواخر عهد الطفولة ، قدّر لي مواجهة موقف آخر ، لا يقلّ حرجاً عن معرفتي ، الأولى ، بالسراويل وصاحباتها . ها هنا ، في ذات الحديقة ، الضيّقة نوعاً ، والمشرفة على ناصية شارعنا الأحدثَ ؛ " إبن النفيس " ، سألتقي بزميل المدرسة ، الأقدَم ، والما فتأ على عهده مرافقاً للفصل الإبتدائي بعدَ الآخر : " جهاد " ، الولد الجميل ، إبن الضابط الحلبيّ الأصل ، كان هنا إذاً مع والدته الشابة وشقيقته الصغرى ، مترفلاً كالعادة بهندامه الحسن وصحته المتورّدة . شئتُ الهربَ من قدّام عينيه ، إلا أنه لمحني وهوَ في غمرة لهوه . " إنّ " شاهرَ " ، زميلنا ، متواجدٌ ثمة في الجهة الاخرى ، وسنمضي إليه حالا " ، قالها بحماسةٍ فيما خصلة شعره ، الأشقرَ ، تنساب على عينيه ـ كعلامةٍ مميّزة لدِعَة مسلكه .

***
ـ " ماذا كان يبغي منكَ ، ذاكَ الرجل ؟ "
سألني " شاهر " ، زميلي في الصف الإبتدائي ، السادس ، فيما هوَ يشير بيده إلى ناحية حجرة مراقب الحديقة ، الموارب بابها للتوّ . من رحمة ربّنا بنا ، نحن الصغار ، ألا يكون ضرورياً وقفتنا في سوق الدّين . إلا أنّ الديّان ، الأعظمَ ، ما رحمني على كل حال ، في عصر هذا اليوم الربيعيّ ، المعتدل ؛ في وقوقفي محمرّاً ، منسحقاً ، تحت سكين المساءلة المطروحة من لدن الولد الأنيق ، المغندر . " إنه والدي " : قلتها أخيراً ، بنبرة خافتة مقتضبة . في اليوم التالي مباشرة ، وما إنقضت دقائق قليلة على شروعنا بطقس الفرصة ، الرخيّ ، إلا وزملاء صفي ، جميعاً ، على معرفة بيّنة بالخبر الجديد ، الأكثر طزاجة . بعيدَ الخروج من المدرسة ، ومبالغة بالنكال بيَ ، شيّعني رفيقا الأمس بترديد لازمة ، هازئة ، وبصوتٍ واحد ، منغوم : " جنائني بابا ! " . ما ضاعفَ من تأثري ، حدّ ذرف العبرات ، أنّ " جهاد " ؛ الذي كنتُ أعدّه صديقاً حميماً ، حتى ذلك الوقت ، قد سبق له في صباح اليوم نفسه ، أن ذكرني وعلى الملأ ، بما كنت زعمته له قبلاً عن " وظيفة " الأب في أمانة العاصمة . " نعم ، كان موظفاً هناك في المشتل ، قبل أن يعيّن مراقباً لهذه الحديقة " : محتداً مجهشاً ، أجبته عندئذٍ بتلك المعلومة ، المكررة ، والتي بالمقابل ما جلبتْ سوى المزيد من الهأهأة والسخرية . بيْدَ أنني الآن ، على طريق الإياب ، وفي حمأة إنفعالي ، ما أبهتُ بهذين الزميلين ، اللدودين ، ما دام زميلنا الآخر ، " سيفو " ، إنضمّ إلينا . صديقي هذا ، و أحد أفراد عصبة الزقاق ، كان قد تناهى في هرولته إلى حيث موقفنا ثمة ، المراوح أمام الطريق العام ، الفاصل بين عالمَيْ الأبنية الحديثة والحيّ القديم . " يا هذا ، عليكَ أن تتذكر " المسرابَ " ، قبل كل شيء ! " : بكلمته القاطعة ، توجّه " سيفو " إلى " شاهر " . هذا الأخير ، إنتفضَ على الأثر ـ كالملسوع بإبرةٍ سامّة لنحلة ؛ وكما لو أنّ له أجنحتها ، فقد طار من المكان بكل توقه للهرب والإختفاء .

***
ولكنّ " شاهر " أخذ بالتمادي في مناكدتي خلال الدروس وفي الفرصة ، على السواء . دامع العينين ، كان عليّ أن أعودَ من المدرسة ، مختنقاً بالقهر والمهانة . بكلمة واحدة حسب ، أبثها لأخي ، العتيّ ، كان من المؤكد ، الجازم ، أنّ معاناتي ستتبخر ، نهائياً . ولكنني آنئذٍ طفقتُ على صمتيَ ، المحتبي مشاعري تلك ، ولسببٍ ما ، ما فتأ لليوم في محل أسئلة العمر ، غير الحاظية بجواباتٍ مقنعة : أهوَ إيثاري الألم ، المكابر ، كيلا أبدو ضعيفاً بنظر " جينكو " ، على الأقل ؟ أم شفقتي على ولدٍ ، هوَ بمثابة زميل لي في الفصل ، على كل حال ؛ ولد ملتمع الإجتهاد ومحبوبٌ من الأساتذة ؟ صمتي هذا ، شملَ أيضاً أقربَ أصدقائي إليّ ؛ " سيفو " ، إبن جيراننا من آل " دقوريْ " . وعلى كلّ حال ، كان صديقي هذا في فصل آخر ، مجاور ، مما تعذر عليه العلم بتفاصيل حكايتي . بعيداً عن عياني ، فقد قدّر للمعاناة تلك ، الموصوفة ، أن تنجلي وبتدبير يمتّ للمصادفة . كنا إذاً ، في يوم تال ، على موعدٍ مع مباراة كرة قدم ، ، فاصلة ، وفي ملعب مدرسة " النضال العربي " ؛ المدرسة الإبتدائية ، التي سبق لي وقضيتُ فيها ثلاثة فصول ، متتابعة . سورُ الباحة ، الكبرى ، المطلّ على بساتين الحارَة ، من جهة " الجوزة " ، كان على زحمةٍ من النظارة ، الطفلة ، المتكومة قاماتها على حافته ، الضيّقة ، جماعاتٍ وإفراداً . من جهتي ، فإنّ الموقع الممتاز ، المتيح متابعة تلك المباراة ، كان مع ذلك غيرَ مريحاً لي : عقدة الخوف من الأماكن المرتفعة ، المَرَضيّة ، دأبت تتحكم بمسلكي ، مذ ذاك الحين الذي أنتشلتُ فيه من هاوية فتحة حوشنا ، المطلة على منزل جيراننا ، من آل " حمّوكي عرب " ؛ الفتحة ، المرسّخة بالمقابل أسطورة أخي ، لمّا شهدتْ قفزته الجسورة ، الشاهقة ، هرباً من غضبة عمّنا ، الكاسرة . وها هوَ " جينكو " ، في يوميَ هذا ، الرياضيّ ، يتبدى لعينيّ من بعيد ، مع خروجه الآنيّ من البقعة المخضوضرة ، الواقعة مباشرة تحتَ أسوار المدرسة . دقائق اخرى ، على الأثر ، وندائي بإسمه ، الممدود المستغيث ، سيحيل أبصار النظارة ، جميعاً ، من متابعة الكرة ، المطاطية ، إلى قرينتها ، اللحميّة ؛ إلى الصبيّ الأرعن ، الذي كادت خشونته في تخطي موقفي على السور ، المتفرّج ، أن تطيحَ بي من أعلاه ، والما لبثَ أن دُفِعَ ثمناً باهظاً ، أكبرَ بكثير من هفوته ، الطارئة .

***
ـ " هل رأيتم " جنّو " ، يومَ أمس ، حينما جندلَ سبعة شبان ، لوحده ؟ "
كذلك كان " أبناءُ البنايات " يبتدهون بعضهم البعض بهذه المساءلة ، المُحالة إلى إحدى الوقائع الأكثرَ جدّة لـ " جينكو " ؛ شقيقي الكبير . بدوري ، كنتُ شاهداً على هذه الواقعة ، والتي سبّبت لي جزعاً كبيراً ؛ في مبتدئها ، على الأقل . وكان شقيقي قد عثرَ ذلك اليوم ، الصيفيّ ، على ساعة أثرية ، مزخرفة بوشي مذهّب ، ملقاة على قارعة أرض ممهّدة حديثاً ، تمهيداً لرفع عمارة جديدة فيها . وها هي مجموعة من الشباب اللاهين ، المتسكعين أمام الأبنية ، الحديثة ، المحتبية سكناهم ، يحيطون على الأثر بأخي مطالبينه بترك لقيته ، بزعم أنها من متاع منطقتهم . باكياً مروّعاً ، شهدتُ " جينكو " وهوَ قابع تحت هامات أولئك المعتدين ، الأكبرَ منه سناً ، فيما لكماتهم وركلاتهم تدمي وجهه . ما كان ثمّة صديق وقتئذٍ ، بما أنّ العراك صادفَ وقتئذٍ فترة الظهيرة ، القائظة ، وكنتُ وإياه خارجيْن من بستان عمّنا في طريقنا للمنزل . ما إستطالَ جزعي أكثرَ من دقيقة حسب . وربما ان مشهد بكائي ، المرير ، قد حظيَ بلمحة من لحاظ أخي ، في غمرة تلك المعمعة ؛ وهوَ ذا منتفضاً بصرخةٍ ثاقبة ، مهولة ، يفرّق الجمع عن كاهله ، منهالاً على أفراده بقبضته القوية ، الماحقة ، فيجبرهم بعدئذٍ على الفرار من المكان .

***
الجادّة الحديثة ، إذاً ، المتفرّعة من شارع " إبن النفيس " ، من ناحية " جسر الجوزة " ، تعيّن عليها أن تأتلفَ وحضور أخي ، العتيّ . أستعيدها المرّة الأولى ، المنذورة للمشادات ، حينما كانت هذه الجادّة في طور الإنشاء ، أبنية ً ومحلاتٍ وشوارعاً ، وكذلك عمري ، غيرَ المتجاوز آنئذٍ الستة أعوام . عمال البناء ، في السكن ذي الأدوار الأربعة ، المركون على مدخل الجادّة ، كانوا يومذاك في إستراحة الغداء ، لمّا خرجنا من بستان العمّ في وجهتنا إلى البيت . " سلحفاتكَ هذه ، مدهشة ! أمنَ الممكن أن تدعنا نتلمّسها ؟ " : خاطب أحدُ أولئك العمال " جينكو " ، المحتضن تلك اللقية ، الزاحفة . كان طقس صيد السلاحف ، التقليديّ في عرف طفولتنا ، قد إبتده للتوّ . ولكن أخي ، على غير المعتاد ، جنّب إحدى هاته الزواحف من المصير المعروف لأخوات جنسها ، وكان في ذهنه ، على الأرجح ، أن يدعها في رعاية جنينة منزلنا ، اليانعة . وعلى ذلك ، ما كان غريباً أن تكون لقيته تلك ، الجديدة ، بمثابة الشرارة لأوار غضبته ، حينما رفضَ أولئك العمال إعادتها إليه . الحجارة ، المتهاطلة عليهم من خرابة " رزي آني " ، على الضفة الاخرى من النهر ، أجبرتْ العمال على وضع السلحفاة على رصيف الشارع العام ، ومن ثمّ العودة إلى مشاغلهم ، خشية تعرّضهم للمحاسبة من لدن متعهّد البناء أو مراقبه . إلى الجنوب من تلك الجادّة ، نفسها ، الواقعة بإزاء مدرسة " النضال العربي " من ناحية البساتين ، كانَ يقومُ فيما مضى ملعبُ طفولتنا ، قبل أن يستولي عليها فلسطينيو أشبال " فتح " ؛ بما انّ شقة معلمهم ، " أبي جهاد " ، ( مساعد الزعيم " عرفات " ) ، تقع بدورها على مقربة منه : هنا ، في المكان هذا ، وفي خريف العام نفسه ، سيكون أخي على موعدٍ ، غير وديّ ، مع مدرّب أولئك الأشبال ؛ على موعدٍ ، دمويّ ، من ثمّ ، مع الجريمة المتهم بها هوَ وعددٌ من أفراد عصبته .

مستهلّ الجزء الثاني من سيرة بعنوان " مَراجع من مجلّد العُمر "*



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برجُ الحلول وتواريخُ اخرى : الخاتمة
- العَذراء والبرج 4
- العَذراء والبرج 3
- العَذراء والبرج 2
- العَذراء والبرج *
- الطلسَم السابع 6
- محمود درويش ، الآخر
- الطلسَم السابع 5
- الطلسَم السابع 4
- زمن السّراب ، للشاعر الكردي هندرين
- الطلسَم السابع 3
- الطلسَم السابع 2
- دمشق ، عاصمة للمقتلة الجماعية
- الطلسَم السابع *
- أسمهان : أيقونة وأسطورة 2 2
- أسمهان : أيقونة وأسطورة
- حَواريّو الحارَة 6
- النصّ والسينما : بداية ونهاية لصلاح أبو سيف
- حَواريّو الحارَة 5
- حَواريّو الحارَة 4


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - ثمرَة الشرّ : جادّة الدِعَة والدّم