أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - هادي الحسيني - كامل شياع وداعاً ايها المثقف النبيل














المزيد.....

كامل شياع وداعاً ايها المثقف النبيل


هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)


الحوار المتمدن-العدد: 2387 - 2008 / 8 / 28 - 00:45
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


لم يستطع المثقف العراقي الحر الحفاظ على حياته في ظل صراعات الاحزاب الطائفية والعرقية التي احالت العاصمة بغداد الى مسرح كبير لتنفيذ جرائمها الغادرة بحق مثقفينا الذين يتساقطون الواحد بعد الاخر بجرائم القتل مع سبق الاصرار والترصد ! ولاسباب كثيرة جداً وفي الغالب ما تكون هذه الاسباب ذات نزعات طائفية او ثمة تعليمات تستلمها تلك الاحزاب من قوى اقليمية خارجية صاحبة نفوذ قوي داخل الحكومة العراقية ومؤسساتها ، ومما لا شك فيه فان المثقف العراقي اصبح الاكثر عرضة للقتل بعد ان كان مهمشاً لعقود طويلة جراء السياسات الخاطئة التي سلكتها الانظمة العراقية المتعاقبة على حكم العراقي والتي تتفاوت بدكتاتورياتها ، لكن المؤلم في الامر ومنذ خمسة اعوام استطاعت الاحزاب الاسلامية في صراعها المرير على السلطة ان ترتكب جرائم القتل باسماء ادبية وفنية وعلمية لها ثقلها الحقيقي والتي تمثل الوجه المشرق للعراق وتاريخه وبطريقة غاية في الانتقام وغير مألوفة لدى المجتمعات المتحضرة في العالم !

فأن تقتل شخصاً لاي سبب كان ، عليك ان توغل في قتله ما دام قد مات ! هكذا ستراتيجيات القتل الحديث داخل الشارع العراقي ، فلم تكتف ايادي الغدر والجريمة التي اغتالت يوم امس المثقف العراقي البارز كامل شياع على طريق الخط السريع داخل العاصمة بغداد اثناء عودته من عمله في وزارة الثقافة ، فبعد ان اوقفوا سيارته وامطروه بوابل من الرصاص كان قد فارق الحياة على الفور ، ثم عاد احد القتلة ليفرغ رصاصات رشاشته في راسه بطريقة لا يمكن وصفها إلا بالجبن والخسة والعار والسفالة والعهر والرذيلة لهؤلاء القتلة الذين نفذوا مخططهم المسموم في القصاص من شخصية مرموقة مثل كامل شياع ، لقد تزامن مقتل شياع بعد الاعلان عن حكم الوزير السابق اسعد الهاشمي الهارب خارج العراق بالاعدام على خلفية تورطه بالتحريض على مقتل نجلي النائب مثال الآلوسي قبل عامين او اكثر !

كما وان وزارة الثقافة العراقية التي تسيطر عليها ميليشيات الاحزاب الاسلامية سيطرة تامة بعد هروب وزيرها الهاشمي قد بقيت بيد المجلس الاعلى الذي يمثله جابر الجابري الوكيل المتآمر على الثقافة والمثقفين بمحاولاته المستمرة لاذلالهم بكل صغيرة وكبيرة من خلال تصرفاته الرعناء في المؤتمرات والمهرجانات التي يقيمها اتحاد الادباء او وزارة الثقافة فعادة ما تعكس لغة حديثه عن سلطة المجلس الاعلى التي يتمتع بها بعد ان رحلت وزارة الثقافة التي تمثل شريان العراق الابهر الى المحاصصة الطائفية وسلمت الى ثلة من الطائفيين لا اكثر باستثناءات نادرة . فحقد هذه الثلل على اسماءنا اللامعة في حقول الادب والفكر والفن جعلها ان تزيح الكثير من تلك الاسماء في محاولة لطمر واخفاء معالم العراق الثقافية والتي تشكل خطورة واضحة على ضعفاء النفوس الغارقين بالحقد وحب السلطة والمال !

ولعل فاجعة المثقف العراقي التي منيّ بها يوم امس باغتيال كامل شياع لم تكن الاولى ولا الاخيرة ، على الرغم من الحديث عن التطورات الامنية السريعة التي عمت العراق بعد تدارك وخمد النعرات الطائفية المشتعلة لسنوات ما بعد سقوط النظام ، كان كامل شياع يخرج من دون حماية تذكر طيلة الفترة الماضية عكس الوزير ووكيله الذي تسبقه افواج من الحمايات فيما لو ذهب الى مكان ما ، لكن كامل شياع كان يرفض ذلك ويكتفي بسائقه ! الجريمة واضحة للعيان ومن هو المستفيد من قتل هذا الانسان الرائع بكل تصرفاته ؟ وبامكان الحكومة العراقية القبض على القتلة ومعرفة المحرض على هذه الجريمة ، إلا ان الامر سيثبت ضد مجهول ، مجهول الذي قتل واغتال مئات الشخصيات الثقافية والفكرية في ظل حكومة المحاصصة الطائفية !

كامل شياع الذي عاد من منفاه برغبة للعمل وتأسيس ثقافة عراقية صافية من كل الشوائب والاحقاد ، كان يعرف بان حتفه قادم لا محال على ايدي المأجورين والقتلة الذين يصدمهم المثقف المتنور صاحب الافكار الخلاقة للجمال والحياة وسط ركام العمائم الحاملة للاحقاد والضغينة المتسترة بغطاء الدين ، لقد نال الحاقدون من جسدك غدراً وجبناً يا ابا الياس لكنهم لم يتمكنوا من النيل من افكارك ومبادئك واخلاقك العالية ، ووداعاً ايها الانسان والمثقف النبيل كامل شياع ..



#هادي_الحسيني (هاشتاغ)       Hadi_-_Alhussaini#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنبكِ على ما جرى وإيانا نسيان ما أنتجته أرواحنا
- المغيبون في سجون الاحزاب الكردية !
- سفرات مسعود البرزاني السرية
- رحيل محمود درويش خسارة كبيرة
- ترحيل نقابة الصحفيين العراقيين الى مثوى الطائفية !
- اسرائيل تنتصر لقتلاها !
- الاكراد في خيارين أحلاهما مّر !!
- 14 تموز الثورة الخالدة في ضمائر العراقيين
- المشجب السافل!
- الى اين تذهب اموال العراق الطائلة ؟
- التصفيات الجسدية للصحفيين العراقيين !
- نص صاف يستذكر عذاباته
- لقاء طالباني - باراك والتبرير الغبي لمكتب الرئيس
- الموصل تحت رحمة الميليشيات !!
- وزير التربية يطلق النار على الطلبة العزل !!
- محاولات تمرير قانون النفط !!
- أسود الرافدين ، أخزيتمونا !
- قناة الفرات ، ومجاهدي خلق ، والدفاع عن ايران !
- القتلة ، فاصل ونعود !
- جابر الجابري الوكيل الادرد


المزيد.....




- موقف لافت من حزب الشعب الجمهوري التركي بشأن فلسطين
- العدد الأسبوعي (554 من 2 إلى 8 ماي 2024) من جريدة النهج الدي ...
- الاستشراق والإمبريالية والتغطية الإعلامية السائدة لفلسطين
- نتائج المؤثمر الجهوي الثاني لحزب النهج الديمقراطي العمالي بج ...
- ب?ياننام?ي ??کخراوي ب?ديلي ک?م?نيستي ل? عيراق ب? ب?ن?ي م?رگي ...
- حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا ...
- قادة جامعات أميركية يواجهون -دعوات للمحاسبة- بعد اعتقال متظا ...
- دعوات لسحب تأشيرات الطلاب الأجانب المتظاهرين في امريكا ضد عد ...
- “بأي حالٍ عُدت يا عيد”!.. العمال وأرشيف القهر
- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - هادي الحسيني - كامل شياع وداعاً ايها المثقف النبيل