أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب فارس - ‏‏عصفٌ شعريٌ إلى محمودْ درويشْ














المزيد.....

‏‏عصفٌ شعريٌ إلى محمودْ درويشْ


حبيب فارس

الحوار المتمدن-العدد: 2377 - 2008 / 8 / 18 - 10:04
المحور: الادب والفن
    


سَريعُ الدّخول ِفالخروج ِ
فالدّخولْ...
أشكُرُكَ مَحْموداً، على
مَنْسوبِ تَعارُفِنا المُعْتَدِلْ، على
إطلاقِكَ صداقة ًمن نوع ٍآخرْ، على
انْسيابِ ساقِيَتِها في بُستانيَ العَطِشْ، على
رَويـِّهِ حتى نهايةِ الشَّبعْ. دُونَ
التّجَمْهُر ِعندَ جذع ِالتّلّة ْ. دُونَ
وَرَمي السّرَطانِيِِّّ النَّظيفْ. دونَ
فـَقـْئِهِ عندَ
كلّ دخولْ، عندَ
كلّ خروجْ، عندَ
كلّ انْضِغاطٍ لعبق ِالزّعْتَر ِفي مَشْتَلِهِ المُحَاصَرْ، عندَ
بوّاباتِ أمّ الشّرائعْ، عندَ
أقدام ِحِصان ِهَنيبعلْ، عندَ
كلّ الأعداءِ من ورائِكُمْ، عندَ
كلّ البحار ِمن أمامِكُمْ، عندَ
مُحيطٍ متصخّر ٍمفتوحْ، عندَ
صحراءٍ متجمّدةٍ مفتوحة ْ، عندَ
نيل ٍ، دِجلةٍ وفراتٍ مالحاتٍ مفتوحة ْ، عندَ
ثقافةٍ لم يعدْ فيها
أندَلسْ، لم يعدْ فيها
اٍبراهيمْ، لم يعدْ فيها
يسوعْ، لم يعدْ فيها
محمّدْ، لم يعدْ فيها
عمراً، ولا
عليّاً، ولا
خالداً، ولا
صلاحاً، ولا
دِيْنْ
***
أشكُرُكَ مَحموداً، يومَ
خَرَجْتَ من الزّنزانةِ، يومَ
دَخَلْتَني سَجِّلْ... يومَ
خَرَجْتَ عُصْفوراً من الجليل ِ، نحوَ
غاباتِ أرز ٍتُحْرقُ بإسْم ِالرّبْ، نحوَ
غاباتِ سنديان ٍفروعٌها من دُخانْ، نحوَ
غاباتِ نَخيل ٍرُطـُبُها قنابلْ، نحوَ
بنادق ٍشقيقةٍ مٌصوّبةٍ نحوَ
صَدْر ِفضائِكْ، نحوَ
عُنٌق ِزُجاجةِ المصيرْ، يومَ
قتلوكَ القتْلَ الأخيرْ دونَ أن تَموتَ، يومَ
خَرَجْتَ للعُلى شَهاباً في يَدهِ قصيدةْ والأخرى غُُصْنَ زيتونْ، يومَ
دَخَلْتَ الجَنّة مؤكّداً قفِرَها مِنْ
وُكلاءِ سَفرها وزُوّارها المزعومينْ، مِنْ
تجّار ِالمَحارق ِ، مِنْ
مُزارعيّ الشّعارات ِ، مِنْ
قادةِ وجُنْدِ المُكَفـِّريْنْ
***
أشْكُرُكَ محموداً لِخُروجـِكَ الأخيرْ قبْلَ اكتمال ِالتّعارُفْ، مِنْ
عالـَم ٍأضْيَقَ مِنْ
كٌمِّ قميصْ، مِنْ
أقحُوانةٍ باكيةٍ على اختطافِ تُرابـِها، مِنْ
زهرةِ لوز ٍمَذهولةٍ لِقتْل ِلونِها، مِنْ
بَرْوَةٍ مَخْصيّ مُعْتـَصَمِيها، مِنْ
رامَ (شُوْطِنَ) اللّهُ- هَا، دونَكَ وصُعودِكَ قِمّة قعْرها، مِنْ
مَجرّةٍ أصْغرَ مِنْ
محمودْ دروشْ
***
أشكُرُكَ درويشَ لِخُروجكَ على
مألوفِ المألوفْ، على
تعارُفِنا البسيطِ البسيطـْ ، على
تَمْعِيْنِكَ اللاّعاديَّ لِمَعنى العاديِّ من الأسماءْ، معكَ
لم يعدْ محمودٌ مجرّدَ محمودْ، معكَ
لم يعدْ درويشٌ مجرّدَ درويشْ، معكَ
أمسى محمودٌ محموداً محموداً، معكَ
بات درويشٌ درويشاً درويشاً، معكَ
صار محمودُ درويش ٍمحمودَ درويشْ، معكَ
قـَصَفتْ القصيدةُ ما بعدَ بعدَ الشّعرْ، معكَ
وصلَ الشّاعرُ إلى ما بعدَ بعدَ النّبيْ، معكَ
رٌفِعَتْ الصّلاة إلى ما فوقَ فوقَ الإيمانْ، معكَ
أصبح مِفتاحُ الجنّةِ لا يَمُسّهُ
إلاّ المطهّرونْ
***
شكراً محمودَ لأنّك لم تعْرفني ولم أعرفكَ أكثرْ، وإلاّ
لأماتـَتْكَ سِهامُ غروري بعدَ قتْلِكَ الأخيرِْ، وإلاّ
لأماتــَني رَصاص ُحُبّكَ بعدَ قتْلِكَ الأخيرْ، وإلاّ
لـَمُتّ كلّ قصيدةٍ عندَ مفارق ِآياتِكَ البيّناتْ، وإلاّ
لـَبَانَ قهْرُ الموتِ عندَ رشفِ كلّ حَرفٍ من كأس ِالجليلْ،
لدى افتضاح أسرار ِأمّهاتِ أمّهاتِ المَعْنى،
لأمّهاتِ أمّهاتِ الكلامْ،
بموسيقاهِ الأحْضَرَ من الحُضورْ،
الأرْسَخَ من الرُّسوخْ،
الأعلى من أشهادِ القبورْ
***
سريعُ الخروج ِ
محمودَ درويش ٍ، أنتَ،
سريعُ الدّخولْ،
كلّما خَرَجْتَ من زنزانةٍ
حَُكَِمْتَ بالمؤبّدِ
داخلَ الصّدورْ.
اليومَ تخْرُجُ مَجرّةً من رحم ِمجرّةٍ
مُنازعةٍ الموتَ على فراش ِالإنطفاءْ،
اليومَ تُضيءُ زميلاتـَكَ المجرّاتْ
بأبدِ الحياةْ



#حبيب_فارس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى خالد محاميد(1) لِسُنونو اللّجون(2) وعيترون(3) فضاءٌ واحد ...
- شذرات
- بعض وصفات غسيل العار
- دعوة للجنون
- نوم على إيقاع القلم
- ايروتيكيّات مُحافظة
- الشمس على أهبة العصيان
- لست منكم ولا منهم
- إسأل روحك !
- حبيب فارس لرئاسة الجمهوريّة اللبنانيّة !
- من بديهيّات الإنفصام البيو- سياسي
- طبيخ
- أسبوعٌ مع سعدي يوسف
- أربعُ رسوماتٍ بالأسْوَد والأبْيَض
- لنْ ينتصرَ السّمُ على الحياةْ
- بالعَكْسْ
- اعذريني يا غزّة
- إنتمائيّات
- كلمة
- زمن العضّ والنّسيانْ


المزيد.....




- رحيل الفلسطيني محمد لافي.. غياب شاعر الرفض واكتمال -نقوش الو ...
- موعد نزال توبوريا ضد أوليفيرا في فنون القتال المختلطة -يو إف ...
- الليلة..الأدميرال شمخاني يكشف رواية جديدة عن ليلة العدوان ال ...
- أعظم فنان نفايات في العالم أعطى للقمامة قيمتها وحوّلها إلى م ...
- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب فارس - ‏‏عصفٌ شعريٌ إلى محمودْ درويشْ