أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - أطفال العراق سيتحملون الكلفة الحقيقية للحرب














المزيد.....

أطفال العراق سيتحملون الكلفة الحقيقية للحرب


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2373 - 2008 / 8 / 14 - 11:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في كتابهما "حرب التريليون دولار" ناقش الحائز على جائزة نوبل Laureate Joseph Stiglitz (و) Linda Bilmes بأن إدارة بوش تستمر في الاعتماد على تخصيصات الطوارئ لتمويل مجهودها الحربي. ووفق تقديرهما بلغت كلفة الحرب المباشرة 1.5 تريليون دولار. يُضاف إليها 1.5 تريليون دولار آخر نفقات تعويضات القتلى من الأمريكان، مساعدة المحاربين القدماء. كما أن إعادة تحديث refurbish الجيش سوف تُضاعف هذه الكلفة. هذا مع اعتراف الكاتبين أن تقديراتهما بشأن كلفة الحرب هذه تعتبر "متحفظة."
قبل خمس سنوات مضتْ، وعندما بدأ غزو العراق، توقعت إدارة بوش حرباً قصيرة ذات كلفة منخفضة. ومع تصاعد الأحداث، تحولت هذه الحرب، ليس فقط إلى ثاني أطول حرب أمريكية بعد الحرب الفيتنامية، بل كذلك الأكثر تكلفة منذ الحرب العالمية الثانية.
تم تشريد وتهجير 4.5-4.7 مليون عراقي، على الأقل، منذ بدء الحرب، منهم 2.2-2.4 مليون داخل العراق (و) 1.5 مليون عراقي هربوا إلى سوريا، مقابل 750 ألف عراقي هربوا إلى الأردن، والبقية هربوا إلى مصر، لبنان، الإمارات، واليمن..
أغلبية مشردي الداخل طُردوا من بيوتهم تحت تهديد المليشيات الطائفية في ضواحي المدن والقرى المختلطة، ولا يسعهم العودة بسبب مصادرة بيوتهم من قبل أعضاء الطائفة الأخرى أو تدميرها. وهذا التطهير الإثني قاد إلى تحول النسيج الاقتصادي- الاجتماعي للمراكز المأهولة بالناس.
بغداد، المدينة الأكبر ذات ألـ 5-6 مليون نسمة، والتي جسّدت العراق في تنوعها اللغوي، الديني، الطائفي، تحولت بنسبة 75% لصالح طائفة (الأغلبية)، في حين حوصرت طائفة (الأقلية) والمسيحيون داخل جدران كونكريتية، مع خوفهم الانتقال إلى خارج مناطقهم المعزولة المحاصرة.
نقص خدمات الكهرباء، المياه، نظم المجاري.. عوامل تُهدد حياة المدنيين. البطالة 50%-70%، التضخم 70%، والامدادات الكهربائية للمنازل لا تتعدى السويعات يومياً. ورغم أن الشركات الغربية تسلّمت أكثر من 50 بليون دولار في مجال إعادة الاعمار، بقيت الهياكل الأساسية دون مستوياتها لما قبل الحرب.
النظام الصحي في البلاد، حيث كان العراق قبل الحرب الأكثر تطوراً في المنطقة، أصبح بعد الحرب في أزمة مستمرة. تدهور المستشفيات والتجهيزات الطبية، نقص المعدات والأدوية، عوامل أدت إلى عجز مواجهة الحاجات الصحية للأعداد الكبيرة من المرضى المدنيين. ويسيطر على وزارة الصحة أحد أعضاء الجماعات الطائفية، وهو يجمع بين انعدام الكفاءة والعقلية الطائفية المتخلفة.
الأطباء، العاملون في مجال التمريض، والمتخصصون بالأدوية تركوا العراق تحت طائلة التهديد بالموت. ويرى الخبراء أن العراقيين على مدى ثلاث عشرة سنة من المقاطعة المتواصلة، علاوة على الهجمات الجوية الأمريكية- البريطانية التي تخللتها- عاشوا أمراضاً نفسية منذ الغزو. كما تأثر الأطفال بحدة. وهذا يعني أن الجيل القادم يمكن أن يعيش في القلق والعنف.
قُوض نظام التعليم بدرجة خطيرة نتيجة تصفية/ هروب المدرسين، الباحثين، وأساتذة الجامعات، بالإضافة إلى نقص التجهيزات، الكتب، والمعدات. سقطت الجامعات تحت سيطرة العناصر المتطرفة الفاسدة لطائفة (الأغلبية) ممن يفرضون تعليماتهم على الطلبة وهيئة التدريس. يُرعبونهم، ويتدخلون في شئون المحاضرات والصفوف.
ووفق تقرير لمسح ميداني، صدر عن منظمة نسائية عالمية في 7 مارس، تواجه المرأة العراقية "أزمة وطنية." ذكرت 46% من العينّة تعرضهن للعنف على نحو متصاعد. وقالت 67% أن البنات منعن من الدخول إلى المدارس. وأوضحت 63.8% تدهور فرص حصول المرأة العراقية على العمل. وحسب 70.5% أن علائلاتهن لا تحصل على كفايتها لدفع تكاليف مستلزماتها الحياتية الأساسية.
وطالما أن تقدير عدد الأرامل في العراق يصل إلى نصف مليون أرملة (مليون أرملة في مصادر أخرى)، هذا يعني أن عائلات كثيرة تفتقد مُعيليها وتعتمد على مساعدة الأقرباء أو تُعاني عميقاً من الفقر المدقع.
إن الكلفة الحقيقة للحرب ستتحملها الأجيال العراقية القادمة.
مممممممممممممممممممممممممـ
Iraq’s Children will Bear the True Cost of the War-Basic amenities, health and education infrastructure are shattered beyond recognition,(Michael Jansen), uruknet.info, August 11, 2008.



ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطفال اليورانيوم المنضب وفلسفة هيباكوشا
- إسرائيل جاهزة للهجوم على إيران
- الهزيمة في العراق*
- مسألة توظيف المصطلحات: لا أحد يسخر من -إعلامي بغداد- بعد الآ ...
- وجهة نظر: هل النفط وراء مذكرة اعتقال الرئيس السوداني؟
- العراق الجديد.. اضطهاد المرأة
- التضخم في الخليج والارتباط بالدولار
- استمرار تدهور الظروف الحياتية للمشردين واللاجئين العراقيين
- الفلوجة تنتظر هجوماً آخر!
- السلاح الأكثر فعالية ضد القوات الأمريكية
- عودة العنف للانبار بعد أشهر من الهدوء النسبي
- عهر الإمبريالية العالمية
- العراق يبزغ كطريق عالمي لتجارة المخدرات
- هل أحمدي نجاد في طريقه إلى خارج السلطة؟
- كان الدافع هو النفط.. على طول الخط
- المشردون العراقيون المُغيَبون.. ضحايا مأساوية لحرب إمبريالية
- البربرية.. الهمجية
- حياة الجحيم.. في عراق اليوم
- في عراق اليوم.. فُتات العلم/ المعرفة!
- ضربة جوية لإيران؟.. ماذا يمنع الولايات المتحدة؟


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - أطفال العراق سيتحملون الكلفة الحقيقية للحرب