ضربة جوية لإيران؟.. ماذا يمنع الولايات المتحدة؟

عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2326 - 2008 / 6 / 28 - 08:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

على نحو غير مشابه للهجوم على العراق قبل خمس سنوات، لا يتطلب الهجوم على إيران قوات أرضية كثيفة. ومع التغذية المستمرة للإعلام الترويجي propaganda ضد إيران، ستكون هناك حاجة قليلة لمزيد من التحذير والتخويف قبل بدء تنفيذ حملة الصدمة والرعب من خلال ضربات جوية وصاروخية.
تم الاتفاق بين الولايات المتحدة وإسرائيل على أعلى المستويات. مخططوا الجيش منهمكون في وضع خططهم والطيارون منشغلون بتدرباتهم. ونفذت إسرائيل تدريبات جوية في وقت مبكر من هذا الشهر.
بعد اجتماع استغرق 90 دقيقة في البيت الأبيض مع بوش بتاريخ 4 يونيو، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بأنه (و) بوش أصبحا يحملان رأياً واحداً. "اتفقنا على ضرورة التعامل مع التهديد الإيراني. صرتُ أكثر ثقة بعد الاجتماع بشأن الحلول الأمريكية وتحديد الجداول الزمنية للمشكلة. يتفهم بوش الخطورة الشديدة للتهديد الإيراني والحاجة إلى التغلب عليها والتوجه نحو الفعل قبل نهاية ولايته في البيت الأبيض." كما ولاحظ أحد أعضاء وفد اولمرت بأن "الاجتماع ركّز على (الشئون العملياتية) فيما يخص التهديد الإيراني."
هل يبدو (بوش) كعادته يبلف ويتبجح؟
العقل المدبر الدافع لهذا الهجوم، هو نائب الرئيس الأمريكي شيني. اقترح الصيف الماضي تنفيذ ضربة جوية ضد قواعد الحرس الثوري الإيراني، لكن اقتراحه واجه بإصرار اعتراض رئيس هيئة الأركان المشتركة، حسب J. Scott Carpenter أحد كبار المسئولين، في حينه، بوزارة الخارجية الأمريكية.
ومع استمرار كارثة العراق ومضاعفاتها، أصرّ مسئولي البنتاغون هذه المرة على "قرار سياسي" حسب كاربنتر. القلق الحقيقي هنا يتجسّد في رخاوة تجهيزات الولايات المتحدة، كما في خط الكويت- بغداد، وضعف قدرتها على تعزيزها، ومخاوف من مواجهة أحد أمرين: الإذلال أو استخدام قنابل نووية محدودة.
وحسب المستشار السابق لـ بوش Michael Gerson تجسّد موقف البتاغون العام 2007 في "خوف القيادة العسكرية" من "تصعيد الهيمنة" الإيرانية. وفي مقالته بـ واشنطن بوست، أشار جيرسون إلى أن "تصعيد الهيمنة" يعني في حالة توسع الصراع أن إيران يمكنها من زيادة التعقيدات التي تواجه أمريكا في العراق أكثر مما هي معقدة حالياً."
وحسب الخبير الإيراني السابق لدى مجلس الأمن الوطني Hillary Mann وكان قد وطّد علاقة قوية مع مسئولين كبار في البنتاغون: عارض الأدميرال وليام فالون- القائد السابق للجيوش الأمريكية في المنطقة- بقوة الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية. إن إعلانه الصريح لمعارضته تسبب في تقديم استقالته واستبداله بالجنرال ديفيد بيترسون الذي أظهر أصلاً موافقته على القيادة التزاماً بموقف شيني في تأييد الهجوم.
إسرائيل تحث الولايات المتحدة على مهاجمة إيران، بل وتزُيد ضغطها بهذا الاتجاه، حسب مراسل وكالة CBS News، ولا ترغب في الانتظار لغاية مجيء الإدارة الجديدة. ورسالتها بسيطة "إذا لم تنفذوا سنفعلها نحن." لكن إسرائيل لا تمتلك قاذفات ستراتيجية، كما أن سلاحها الجوي ليس كمثل السلاح الجوي الأمريكي. وبالتالي فهي غير قادرة على تدمير البرنامج النووي الإيراني.
يدعم نائب الرئيس الأمريكي الهجوم لكن رئيس القيادة المشتركة الادميرال مايك مولن ووزير الفاع غيتس يعارضانه على اعتبار أنه يمكن أن يؤدي إلى تفجير حرب ثالثة في المنطقة.
تُقدّر الاستخبارات الأمريكية أن إيران لن تكون قادرة على صنع القنبلة الذرية لغاية وقت مبكر من العقد القادم. بينما تتحرك إسرائيل من منظور أقل بكثير، "فحسب المصادر الأمنية الإسرائيلية، ستمتلك إيران القنبلة الذرية لغاية العام 2009."
بإختصار، وحسب التوقعات الصادرة، هل ستتجمع عاصفة كثيفة في أواخر هذا الصيف أو أوائل الخريف القادم لإنجاز "المهمة"!؟
ممممممممممممممممممممممممـ
Bomb Ieran? What s to Stop Us?, McGovem, Tuesday, June 24,2008.
CSB News, Israel Proddind U.S. To Attack Iran, June 24,2008.

#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل