أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبدالوهاب حميد رشيد - إنها حرب العراق المُدَمّر للاقتصاد.. يا غبي!















المزيد.....

إنها حرب العراق المُدَمّر للاقتصاد.. يا غبي!


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2322 - 2008 / 6 / 24 - 09:56
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


حرب العراق تستنزف البلايين. وهذا البلاء العاصف يُدمّر الدولار الأمريكي الذي كان قوياً فيما مضى. والاقتصاديون الجشعون في كافة أنحاء العالم، يبتهجون وهم يرون ما كان ذات مرة القوة الاقتصادية العظمى للاستقرار المالي، وقد تفككتْ..
الأجانب يشترون أصولاً assets رئيسة بالكامل مع الانخفاض المثير والمستمر للدولار. قد تشتري بلجيكا أكبر مصنع للجعة في الولايات المتحدة. وفي العام 2007 أنفق المستثمرون الأجانب 414 بليون دولار في شراء عدد من أكبر الأصول في الولايات المتحدة. وهناك كلام بأن شركة كريزلر للبناء المشهورة في نيويورك قد تم بيعها.
ربما سوف لن تحتاج الولايات المتحدة إلى أيدي عاملة من الصين، الهند، أو بنغلادش. فالأجانب ممن يشترون الشركات الأمريكية ستتوفر لهم أيدي عاملة رخيصة. ذلك أن قوة العمل المتواجدة توّاقة anxious للقبول بالعمل وبإلحاح لمواجهة التضخم في ظروف استمرار انخفاض قيمة العملة (الدولار). كذلك عليهم بالعمل الشاق المستمر لتسديد الدين البالغ عشرة ترليون دولار (1 ترليون= 1000 بليون). هذا الدين الذي ستخلفه إدارة بوش للأمريكان. شراء السعودية والصين للسندات الأمريكية يترك الولايات المتحدة عائمة.. ولكن ماذا بعد؟ نقترض من الصين لندفع للسعودية ثمن النفط الذي نستخدمه!
كل هذه الأمور مستمرة، في حين تمتعَ بوش على مدى أسبوع بزيارته التوديعية لأوربا. في كل مدينة زارها بوش، ظهر فيها مبتسماً وملوحاً لكاميرات أجهزة الإعلام، وكأنه في جولة وداع منتصر! هذا رغم انحطاط شعبيته في أوربا إلى دون مستواها الهابط أصلاً في الولايات المتحدة.. وهذا أمر غريب..
عند إلقاء نظرة إلى الوراء: الحرب الفيتنامية، إذ كلّفت حياة أكثر من 59 ألفاً من القوات الأمريكية، علاوة على مقتل 2.5 مليون فيتنامي وكمبودي.. سأل المؤرخون في الكتب الفيتنامية- التي لا يمكن حصرها لكثرتها- من أجل ماذا حصلت حرب فيتنام، وبدقة أكثر: ماذا كانت الحصيلة؟ ولكن، هل حرب العراق تُجسّد إعادة لحرب فيتنام؟..
عامل الخوف شقّ طريقه لتفجير حرب فيتنام المرعبة. شكلت جريمة شاركت فيها آلة الإعلام الدعائية propaganda، ودعّمتها المجمعات الصناعية الضخمة، بخاصة الحربية، والتي حذّر منها الرئيس الأمريكي الأسبق ايزنهاور.
القناع المؤثر في تلك الحرب تمثل في الفكرة القائلة: إذا لم توقف الولايات المتحدة الزحف الشيوعي في فيتنام، فمن المحتمل أن تسقط كافة الدول الآسيوية كأحجار الدومينو تحت الحكم الشيوعي. ولكن عندما هربت الولايات المتحدة من فيتنام الشمالية الشيوعية، بل ومن فيتنام كلها، فقد ثبت أن هستيرية القناع المؤثر بسقوط الدول الآسيوية كانت حجة زائفة ولم تتحقق. حتى روبرت ماكنمارا (سكرتير/ وزير الدفاع الأمريكي الأسبق) اعترف أخيراً أن الحرب الفيتنامية كانت حالة ميئوسة hopeless.
يتصاعد سعر الوقود بشكل لولبي بعيداً، وأعلى من أي وقت مضى. أسعار الغذاء، تكاليف الدراسة الجامعية، مصاريف العلاج/ المستشفيات، مواد البناء، العربات، أسعار كل الاحتياجات تتجه نحو الأعلى. وبالنتيجة تتصاعد تكاليف المعيشة بسرعة صاروخية، كما وتحطم الحلم الأمريكي مع انهيار مستوى أجور العاملين.
ماذا بشأن هؤلاء الأمريكان القادرين على الأدخار وحفظ مدخراتهم في البنوك؟ مارسَ الرئيس الأخير للبنك الاحتياطي الفيدرالي سياسة خفض سعر الفائدة وإلى أدنى مستوياتها مقارنة بالأربعين سنة الماضية. هذا الإجراء حفّزَ على ظهور فقاعة بناء وامتلاك البيوت، وتوجه الناس نحو الاستثمار في العقارات على شاكلة الاستثمار في سوق الأسهم stock market.
والآن فقد انفجرت تلك الفقاعة، وانخفضت بشدة أثمان البيوت في مناطق عديدة، بينما استمر الرئيس الجديد للبنك الاحتياطي الفيدرالي على سياسة سلفه بتخفيض سعر الفائدة وعلى نحو متكرر. من جهة أخرى، فالمواطنون ممن يعتمدون على دخول ثابتة، ويشترون السندات الأمريكية- السندات التي تُوفر استمرارية الاقتصاد- قد تعرضوا بشكل آلي للخداع/ الغش cheating فيما يخص حصولهم على عائد مناسب لمدخراتهم. كبار السن من المواطنون senior citizens ممن يعتمدون على عائد مناسب لمدخراتهم التي جمعوها طوال حياتهم بالعمل الشاق، يحصلون حالياً على عائد غالباً ما هو دون معدل التضخم. هذا يعني أن البنوك تستخدم أموال المدخرين دون مقابل!
الأزمة التي واجهت 2.5 مليون من المدينين نتيجة الرهونات العقارية، وعصرت مصائرهم، تُماثل نفس الرقم (2.5 مليون رهونات عقارية) عندما انفجرت في فترة الكساد العظيم (ثلاثينيات القرن الماضي).
صار هؤلاء ألـ 79 مليون مواطن من كبار السن (كالأطفال بلا حول ولا قوة) وهم ممن كانوا ينظرون إلى الأمام من أجل ضمان تقاعدهم مع تأمين اجتماعي ورعاية صحية.
كل هذه التحولات الضارة تتفاعل، في حين أن الدولار مستمر في إنهياره، وتكاليف المعيشة مستمرة في تصاعدها، مقرونة بتسريح العاملين، كما في صناعات العربات والطيران.
المشردون من الناس (ممن فقدوا منازلهم) يطوفون الشوارع وهم يستجدون الغوث. كشف تقرير لـ CNN مؤخراً، أن سكان الولايات المتحدة يُشكل 5% من سكان العالم، في حين يشكلون ثلثي السوق العالمي للمخدرات.
كتب مواطن من Seattle رسالة إلى محرر موقع Seattle Post- Intelligence بتاريخ 18 يونيو: "كان البنك الاحتياطي الفيدرالي، في الواقع، يدفع باتجاه سياسة التضخم المالي والنقدي منذ الثمانينات. استمرار تضخيم الإنفاق من قبل كلا الحزبين، ترافقه سياسة ضريبية هابطة ومعدلات فائدة منخفضة.. وبذلك أُغرق الاقتصاد في سيولة نقدية عالية حفّزت باتجاه التكنولوجيا، العقارات (ومن ثم برزت المسألة الجدلية القاتلة، متمثلة في الانفجارات الحالية للفقاعات!"
في خطاب للمؤرخ البريطاني- الأمريكي Lord Macaulay قبل أكثر من مائة عام، حذّر بقوله: سوف تُنهب plunder جمهوريتكم وعلى نحو مرعب في القرن العشرين، كما حدث لإمبراطورية روما في القرن الخامس، وعلى أيدي الطامعين المتوحشين. كما أن أفعال التخريب ستتولد من داخل بلدكم نفسه ومن قبل مؤسساتكم ذاتها!"
ممممممممممممممممممممممممممـ
It s the Iraq War that s Killing the Economy, Stupid!, (Bob Kendall), uruknet.info, June 20, 2008.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق.. كثرة كاثرة من الأرامل!
- الكُلْية مقابل الخبز في العراق الغني بالنفط!
- تصاعد أزمة اللاجئين العراقيين في ظروف تجاهل المجتمع الدولي
- العراق- آثار استخدام القوات الأمريكية ل -الأسلحة الخاصة- على ...
- سجون العراق.. ظلم، تعذيب، رشاوى
- العراق ثالث أكثر دولة فساداً في العالم!
- خطة سرية لإبقاء العراق تحت الهيمنة الأمريكية
- هل ما زلت غاضباً؟
- التذكير بأزمة اللاجئين العراقيين
- حرب بوش على أطفال العراق.. أبشع جرائم الحرب!؟
- قذائف اليورانيوم المنضب الأمريكية أكثر قتلاً من القنابل الذر ...
- العراق: البائعون المتجولون الصغار.. الطفولة المنسية في ظل ال ...
- العراق: أزمة الغذاء تضرب الفلوجة
- الشرق الأوسط وأزمة الطاقة/ الغذاء العالمية
- حان الوقت للأمريكان مراعاة حقوق الآخرين
- العراق: الفساد يلتهم الحصص الغذائية الشهرية
- مسح ميداني يكشف عدم رغبة العراقيين في سوريا العودة إلى العرا ...
- العراق: الفقر يصيب الناجين (اللاجئين)
- مبعوث اللأمم المتحدة: أطفال العراق ضحايا صامتون للعنف المتوا ...
- المسيحيون العراقيون: استهدافنا من قبل المتطرفين يرتقي للإباد ...


المزيد.....




- الأول في الشرق الأوسط.. صندوق النقد الدولي يفتتح مكتبا إقليم ...
- بلينكن يدعو الصين إلى -منافسة اقتصادية صحية-
- أردوغان: نهدف لرفع التبادل التجاري مع ألمانيا إلى 60 مليار د ...
- تكلفة باهظة والدفع بالعملة الصعبة.. كيف يبدو أول موسم للحج م ...
- رغم تضاعف أرباحها.. ما أسباب التراجع الكبير لأسهم -ميتا-؟
- ارتفاع أرباح مصرف أبوظبي الإسلامي 32% في الربع الأول
- اقتصاد الإمارات ينمو 3.3% في أول 9 أشهر من 2023
- -أبيكورب- تبدأ بيع سندات خضراء لأجل 5 أعوام
- أسهم أوروبا تتراجع وسط تباين أرباح الشركات
- الإمارات وتشيلي تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبدالوهاب حميد رشيد - إنها حرب العراق المُدَمّر للاقتصاد.. يا غبي!