أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - في عراق اليوم.. فُتات العلم/ المعرفة!














المزيد.....

في عراق اليوم.. فُتات العلم/ المعرفة!


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2329 - 2008 / 7 / 1 - 10:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق الشهير قبل الاحتلال بمكتباته، جامعاته ومدارسه. الشهير بنظامه التعليمي الأفضل في الشرق الأوسط، محو الأُمية، تخريجه قمة المستويات الجامعية من علماء وأطباء، توفيره الدراسة المجانية للعديد من الطلاب الفلسطينيين، المصريين، الصوماليين، السودانيين، الموريتانيين، الأردنيين.. وتخرجهم من الجامعات العراقية. أنظر إليه الآن، فقط أنظر إلى نظام التعليم. لم يبق نظام تعليم. ما موجود أنقاض وخرائب.
من متطلبات هذا الاحتلال الأمريكي وتابعيه ارتداد العراقيين إلى حالة من الجهل والجهالة. وهذا يُفسر ممارسات عناصر مخابرات الاحتلال والأطراف المنضوية تحت لوائه استهداف الأكاديميين العراقيين وفق قوائم بالأسماء. هروب أعداد كبيرة من الأكاديميين إلى خارج الوطن، واغتيال أكثر من ألف أكاديمي عراقي من قبل المخابرات الأمريكية CIA، الموساد الإسرائيلي، فيلق بدر الإيراني، والمليشيات الطائفية التي اصطفت مع الاحتلال وحكومة الاحتلال في بغداد.. وهذه هي الحقيقة FACT..
من مستلزمات الاحتلال الأمريكي وأتباعه حرق المكتبات، تفريغ المدارس من المقاعد، تمزيق الكتب، سرقة معدات الجامعات، انتشار المليشيات في حرم الجامعات، حكومة للاحتلال تكبح أي تطور حقيقي في التعليم. هذا الاحتلال يُحتم إفراغ قاعات الجامعات، إفراغ الصفوف الدراسية، إفراغ رفوف ومخازن الكتب.
يحتاج الاحتلال إلى محو المعرفة (العلمية/ الوطنية) السابقة، وبذلك يمكنه إحلال "معرفته الهزيلة" محلها، وإحلال تفسيره (المزيف) للتاريخ، اجندته السياسية، وأفكاره. وهذا يُفسر ظاهرة التواجد الهائل لكتب الملالي الطائفية، وهي الأكثر مُتاحة في عراق اليوم..
لكن المعضلة لا تتوقف عند هذا الحد...
يحتاج الاحتلال كذلك إلى غسل أدمغة الناس، بخاصة الرافضين للاحتلال وصنيعته الطائفية. ويتحقق ذلك على أفضل وجه من خلال ممارسة الإرهاب Terror. فالاحتلال ودُمى الاحتلال هم إرهابيون من الدرجة الأولى. استخدم الإرهاب لحصر الناس في ظروف قاسية من الحرمان والجهل، علاوة على القتل والتشريد والتجويع.
إذا كنتَ تبحث عن النموذج الفعلي للدكتاتوية المستبدة، عندئذ القِ نظرة على عراق اليوم في ظل الاحتلال. هنا دكتاتوية حقيقية REAL تعيشها. إنها حاضرة أمام عينيك!
لكن هذه ليست القصة الرئيسة التي ستصفها السطور التالية. حدثتْ أمس (27 يونيو)- الساعة الحادية عشرة صباحاً- في الأعظمية المحاصرة بجدران كونكريتية على شاكلة الغيتو Ghetto.
حصل الحادث مع بدء امتحانات نهاية العام في بغداد. بدأ حوالي ألف طالب- معهد المعلمين- في الأعظمية السير على مدى ساعتين للوصول إلى قاعة الامتحان. كان مسموحاً أن يحملوا معهم أقلام الرصاص وهوياتهم فقط. موعد بدء الامتحان التاسعة صباحاً. وهم في سنتهم الأخيرة. وصلوا إلى قاعة الامتحان. لاحظوا أن أسماء كثيرة منهم غائبة عن قوائم الامتحان، وبشكل مقصود. انتظروا لغاية العاشرة والنصف (صباحاً)، لا أحد أعطاهم أسئلة الامتحان، وعليهم أن يُسلّموا أجوبتهم لغاية الساعة الثانية عشرة ظهراً.
تجمع هؤلاء الطلاب في مظاهرة سلمية داخل القاعة. حضر وزير "التعليم"- خضير الخزاعي. شرح الطلاب لوزير "التعليم" غياب أسماء عديدة من قائمة الامتحان، وهم ساروا ساعتين في الحر دون أن يتوفر لهم حتى الماء لإطفاء عطشهم.. باختصار، كان الطلاب في حالة غضب.. بدأ حراس- مليشيات- وزير "التعليم" إطلاق النار على الطلبة. أُصيب ستة بإصابات حادة. مات اثنين منهم في المستشفى!
لم يكن وزير "التعليم" قادراً على إعطاء تصريح مباشر.. بل عمل على ترويج تصريح مُلفّق يزعم أن الوزير "تعرض للتهديد الجدسدي" من قبل الطلاب غير المسلحين (سوى بأقلام الرصاص)!!
تمت مقابلة اثنين من هؤلاء الطلبة في وقت لاحق من نفس اليوم. قال أحدهما: "أطلقوا النار علينا بطريقة تُماثل بالضبط طريقة الإسرئيليين عند إطلاقهم الرصاص على الفلسطينيين."
هذا هو الإرهاب الحقيقي لحكومة الاحتلال ووزير "تعليم" حكومة الاحتلال في بغداد: إطلاق النار على طلاب عراقيين أثناء امتحاناتهم النهائية بقتل اثنين وجرح أربعة آخرين.
بطبيعة الحال، الحقيقة وراء هذه الجريمة هي أن هؤلاء الطلاب من الأعظمية.. هذا الانتماء جعلهم لحماً حلالاً- طعام مُباح وفق الشريعة اليهودية Kosher... وعلى نحو متطابق مع نظرة اليهود الصهاينة إلى الفلسطينيين باعتبارهم لحماً حلالاً يستحقون الذبح.
هذا هو الاحتلال ومعه أطراف إقليمية ومحلية طائفية فاسدة. إنه الجهالة.. الشيطنة.. مسندة بإرهاب فج.. إنه الاحتلال الأمريكي مُجسِّداً الشيطان، الجهل، الفساد، الإرهاب. وعليهم إلتقاط من يحمل نفس توجهاتهم لحكم العراق "الجديد."
هذا هو التعليم في عراق اليوم.. فُتاتٌ في أطلال وخرائب التاريخ!
ممممممممممممممممممممممممـ
"Detritus of Knowledge", (Layla Anwar, An Arab Woman Blues), uruknet.info, Saturday, June 28, 2008.
Art Work : Qais Al-Sindy."Detritus of Knowledge", 2007.

ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضربة جوية لإيران؟.. ماذا يمنع الولايات المتحدة؟
- الرئيس اللبناني: لبنان يقترب من تدمير الذات
- إنها حرب العراق المُدَمّر للاقتصاد.. يا غبي!
- العراق.. كثرة كاثرة من الأرامل!
- الكُلْية مقابل الخبز في العراق الغني بالنفط!
- تصاعد أزمة اللاجئين العراقيين في ظروف تجاهل المجتمع الدولي
- العراق- آثار استخدام القوات الأمريكية ل -الأسلحة الخاصة- على ...
- سجون العراق.. ظلم، تعذيب، رشاوى
- العراق ثالث أكثر دولة فساداً في العالم!
- خطة سرية لإبقاء العراق تحت الهيمنة الأمريكية
- هل ما زلت غاضباً؟
- التذكير بأزمة اللاجئين العراقيين
- حرب بوش على أطفال العراق.. أبشع جرائم الحرب!؟
- قذائف اليورانيوم المنضب الأمريكية أكثر قتلاً من القنابل الذر ...
- العراق: البائعون المتجولون الصغار.. الطفولة المنسية في ظل ال ...
- العراق: أزمة الغذاء تضرب الفلوجة
- الشرق الأوسط وأزمة الطاقة/ الغذاء العالمية
- حان الوقت للأمريكان مراعاة حقوق الآخرين
- العراق: الفساد يلتهم الحصص الغذائية الشهرية
- مسح ميداني يكشف عدم رغبة العراقيين في سوريا العودة إلى العرا ...


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - في عراق اليوم.. فُتات العلم/ المعرفة!