أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - المشردون العراقيون المُغيَبون.. ضحايا مأساوية لحرب إمبريالية














المزيد.....

المشردون العراقيون المُغيَبون.. ضحايا مأساوية لحرب إمبريالية


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2336 - 2008 / 7 / 8 - 11:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ابتسامته المُعبّرة عن مرارته كلما سمع بدعوة حكومة الاحتلال في بغداد لملايين اللاجئين الهاربين من الموت العودة إلى البلاد، قال أبو عمر ( 43 عام) لوكالة Islamic on line: "تدعو الحكومة اللاجئين العودة إلى العراق لكني أنصحها دعوة فقط الأغنياء منهم... طالما لا تستطيع رعاية هؤلاء ممن يُعانون أصلاً في داخل بلدهم."
خسر أبو عمر منزله ومتجره لمليشيات العاصمة، ومنذ العام 2007 يعيش وعائلته في ملجأ خارج بغداد، ويرى أن الحكومة تفتقر إلى آلية لحل خلافات ملكية العقارات: "إذا ما عاد المزيد من المهجرين في ظل نفس الظروف القائمة، فسيواجهون، وعلى نحو أعمق، المزيد من الشقاء والتعاسة."
وذكر رفيق محمد- 42 عام- أب لأربعة- لاجئ في إحدى ضواحي بغداد: "أصبحنا مشردين منذ العام 2006، ونعتمد كلياً على مساعدات الوكالات بدلاً من الحكومة... تتجسد فجيعة العائلات العراقية المشردة في عدم معالجة معاناتها، بل وعدم الانتباه إليها أو المبالاة بها." بينما ذكرت أم علاء (أُم ثلاثة أطفال يعيشون في ملجأ شمال كركوك): "يجب أن نسير ثلاثة كيلومترات يومياً للحصول على ماء نظيف صالح للطبخ والشرب... إملاء خزانات المياه تأخذ فترة طويلة من قبل الوكالات، ونحن نفتقر باستمرار إلى الماء والغذاء."
لكن ما يؤلم أكثر أُم علاء أن أطفالها تأثروا بكابوس ظروف الحياة المؤلمة "عائلتنا كانت في أفضل حال لغاية إجبارنا على ترك منزلنا، والآن أصبح حال أطفالي كحال أطفال الشوارع، غير قادرين على الاستحمام يومياً بغية المحافظة على الماء المتوفر للشرب والطبخ... إن أقرب مدرسة إلينا بعيدة جداً، والأطفال يتحولون إلى أُميين جهلة. لقد فعلتُ كل ما استطيع حتى أوفر لهم تعليماً جيداً."
تقول منظمة الصليب الأحمر العراقية أن حوالي 65% من المشردين في الداخل هم أطفال دون سن ألـ 12 سنة. ويُقدر تقرير صدر تواً للجيش الأمريكي عدد اللاجئين العراقيين بخمسة ملايين نسمة يُشكلون أسوأ مأساة لأزمة إنسانية في المنطقة بسبب الغزو/ الاحتلال.
وذكرت منظمة العفو الدولية بأن حكومة الاحتلال في بغداد تخلّت عن مسئولياتها تجاه اللاجئين العراقيين من خلال نشرها شعوراً كاذباً عن حالة الأمن في العراق والتي هي ليست آمنه وليست ملائمة لعودتهم.
وأكدت المنظمة فشل الدول الأكثر غنى في العالم توفير المساعدات الضرورية إلى اللاجئين العراقيين "حيث أغلبهم يُعانون من فقر مدقع." ورغم دورها الرئيس في خلق الأزمة والكارثة التي سببتها نتيجة الغزو/ الاحتلال، فشلت الدولة المحتلة حتى في تلبية أبسط وعودها، إذ قامت الولايات المتحدة بتوطين 1608 لاجئ عراقي من 7000 وعدتْ بتوطينهم العام 2007. وهي بطيئة جداً في تنفيذ وعدها بتوطين 12 ألف لاجئ عراقي العام 2008.
كما أن إجراءات إعادة اللاجئين العراقيين إلى بلدهم، أصبحت سياسة مطبقة من قبل دول أوربية عديدة، رغم المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها هؤلاء المهاجرون. وحتى السويد التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين العراقيين في أوربا، وكانت سابقاً مثالاً لمواقفها الإيجابية تجاههم، قامت حالياً بتغيير سياسة اللجوء رافضة حماية أعداد كبيرة من اللاجئين العراقيين.
كل هذا يحدث في نفس الوقت الذي يتعرض فيه العراقيون في الداخل إلى القتل بأعداد كبيرة من قبل الجماعات المسلحة، القوات المحتلة، قوات الأمن العراقية، وقوات المرتزقة والمليشيات. وفي ظروف اليأس هذه يُحاول الكثير من العراقيين الهروب من وطنهم، رغم غلق نوافذ الهروب أمامهم بعد فرض المزيد من الإجراءات المشددة على سمة دخول العراقيين إلى الأردن وسوريا.
وبالعلاقة مع هذه الظروف المريرة، ذكر تقرير لـ Refugees International: "منذ الأزمة، أثبتت حكومة العراق أنها غير راغبة وغير قادرة على مواجهة حاجات ضعفاء العراقيين، رغم حصولها على عائدات ضخمة. إنها مقسمة بين خطوط طائفية تفتقر إلى كل من القدرة والإرداة السياسية لاستخدام موارها الكبيرة المتاحة لديها لمعالجة المشاكل الإنسانية للعراقيين. وبالنتيجة، لم يبق للحكومة أي قدر من المصداقية والموثوقية لدى العراقيين."
قدّمت حكومة الاحتلال في بغداد مؤخراً 25 مليون دولار إلى كل من الأردن، سوريا، ولبنان للمساعدة على تلبية حاجات اللاجئين لديها!! مبلغ هزيل لتلبية حاجات هؤلاء الناس.. وفي نفس الوقت بقيت الحكومة عاجزة عن إدارة النظام العام لتوزيع المواد الغذائية، حيث يعتمد عليه ملايين العراقيين، وليخسروا المساعدة الوحيدة التي اعتادوا على تسلمها منذ عهد النظام العراقي السابق. يحدث كل هذا، رغم حصول وفرة ببلايين الدولارات في الميزانية العامة!!
مممممممممممممممممممممممممـ
1. Invisible Iraqi Displaced, (Afif Sarhan, IOL Correspondent), uruknet.info, July 3, 2008.
2. Iraqi refugees are tragic victims of a perverse war, (Cesar Chelala), uruknet.info, Friday, 4 July, 2008.
Cesar Chelala, a co-winner of an Overseas Press Club of America award, is the foreign correspondent for Middle East Times International (Australia).

ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البربرية.. الهمجية
- حياة الجحيم.. في عراق اليوم
- في عراق اليوم.. فُتات العلم/ المعرفة!
- ضربة جوية لإيران؟.. ماذا يمنع الولايات المتحدة؟
- الرئيس اللبناني: لبنان يقترب من تدمير الذات
- إنها حرب العراق المُدَمّر للاقتصاد.. يا غبي!
- العراق.. كثرة كاثرة من الأرامل!
- الكُلْية مقابل الخبز في العراق الغني بالنفط!
- تصاعد أزمة اللاجئين العراقيين في ظروف تجاهل المجتمع الدولي
- العراق- آثار استخدام القوات الأمريكية ل -الأسلحة الخاصة- على ...
- سجون العراق.. ظلم، تعذيب، رشاوى
- العراق ثالث أكثر دولة فساداً في العالم!
- خطة سرية لإبقاء العراق تحت الهيمنة الأمريكية
- هل ما زلت غاضباً؟
- التذكير بأزمة اللاجئين العراقيين
- حرب بوش على أطفال العراق.. أبشع جرائم الحرب!؟
- قذائف اليورانيوم المنضب الأمريكية أكثر قتلاً من القنابل الذر ...
- العراق: البائعون المتجولون الصغار.. الطفولة المنسية في ظل ال ...
- العراق: أزمة الغذاء تضرب الفلوجة
- الشرق الأوسط وأزمة الطاقة/ الغذاء العالمية


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - المشردون العراقيون المُغيَبون.. ضحايا مأساوية لحرب إمبريالية