أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف بيدس - أحمد آدم : يمسك العصا من منتصفها فلا يطول بلح الجماهير .. ولا عنب النقاد














المزيد.....

أحمد آدم : يمسك العصا من منتصفها فلا يطول بلح الجماهير .. ولا عنب النقاد


أشرف بيدس

الحوار المتمدن-العدد: 2361 - 2008 / 8 / 2 - 06:47
المحور: الادب والفن
    


رغم تنوع الموضوعات التي يختارها أحمد آدم ، إلا أن طريقة تناوله واداءه ظلت واحدة، وقد كانت مثار اعجاب وافتتان في البداية من قبل الجماهير، لكن مع مرور الوقت صارت عقيمة، وهو ما لم يلتفت إليه، صحيح أنه يبذل جهدا كبيرا لكنهأداءه النمطي (الكلام بسرعة تحريك اليدين والرأس بصورة متواصلة طريقة الضحك، الهروب من المواقف بكلمات في غير محلها)، جعل المتفرج يشعر بأنه يكرر نفسه، وباتت طريقته محفوظة وردود أفعاله متوقعة؛ لم يطرأ عليها جديد، لذلك لم تؤثي بثمار طازجة ولم تترك أثر مع الجماهير، حتي علي مستوي فريق العمل ظلت اختياراته واحدة، نفس الوجوه في أدوار شبيهة إن لم تكن متكررة!
ومن الظلم أن نقول أنه الوحيد الذي ظل حبيس لأداء واحد، فالكثيرون، أن لم يكن الجميع وقعوا في هذه المصيدة التي تضمن لهم النجاح بعيدا عن المخاطرة، فاللعب في المضمون خير من المجازفة التي تحتمل الفشل، لذلك وجد التكرار رواجا واحتفاء من قبل الجماهير، أما أحمد آدم فقد بينما انزلقت قدماه ولم يفلح في النهوض لتحديد موقع (ايراداي) في شباك التذاكر.
في فيلمه «فيلم هندي» يقدم «آدم» واحد من أروع الأدوار التي ناقشت العلاقة بين المسلم والمسيحي وفي إطار كوميدي خفيف الظل، فشخصية «سيد الحلاق» تناسب إمكاناته الشكلية والحركية والدائية، لذلك نجح في الدور نجاحا كبيرا وأصبح من أدواره المميزة، لكن سوء الحظ لم يكتب للعمل النجاح الذي يستحقه، رغم أنه توافرت فيه شروط لم تتوافر في أعمال أخري.
ليس بالضرورة أن ما يحققه الفنان علي خشبة المسرح، يمكن تحقيقه علي شاشات السينما، فالأمر مختلف تماما، رغم أن ما يقدم في السينما أو المسرح لا يخرج عن إطار الفن والإبداع، بالإضافة إلى أن الجمهور يتذوق العمل الفني الجيد بصرف النظر عن مكان تقديمه. إلا أن ما يحدث في السينما في السنوات الأخيرة غيّر كثيرا من المفاهيم المتعارف عليها، ربما تكون الحالة الوحيدة المستثناة من ذلك هو النجم عادل إمام الذي كسر هذه القاعدة وأصبحت أعماله السينمائية والمسرحية لا يمكن الحكم عليها بما هو سائد، وبالتالي فهي خارج التقييم، ولا ينطبق عليها القياس.
إن بداية أحمد آدم القوية لم تتشابه مع أحد، خصوصا في الأعمال التي شارك فيها مع محمد صبحي، التفت حوله الجماهير، لكن خطواته السينمائية تعثرت، وأصبحت المسافات شاسعة بينه وبين أبناء جيله بل وفي تزايد مستمر، ربما لأنه كان تركيزه منصبا علي شباك التذاكر وبدأ يلهث وراءه، وإلحاحه المستمر المستمر في تضييق هذا الفارق الذي راح يتسع مع كل عمل، وأصبح أكثر فترة عرض لأي فيلم من أفلامه لا تتجاوز خمس أسابيع،
قدم «آدم» أفلام : ولا في النية، والرجل الأبيض المتوسط، وشجيع السيما، وهو فيه ايه، وفيلم هندي، ومعلهش احنا بنتبهدل، وأخيرا «صباحو كدب» ورغم ذلك لم تحقق ما كان مأمول منها، والغريب أنها عندما تعرض علي المحطات الفضائية تعيد الجماهير اكتشافها، فهي لا تختلف كثيرا عن تلك التي تحصد ملايين من الجنيهات، ولكن سوء حظها أو افتقاد الكيميا بين «آدم» وجماهير السينما يطيح بها بعيدا.
لقد حرص «آدم» أن يقدم أعمالا مختلفة تفوح منها رائحة سياسية واجتماعية ونقدية لمشاكل حياتية آنية، لكنه أسهب من السخرية والهزل، ولم يحافظ علي ضبط إيقاعها الكوميدي، فجاءت أعماله أقرب للكوميديا الغارقة في السواد، ولم يشعر المتفرج بقيمتها، رغم جودة أفكار معظمها، وهو ما جعل المشاهد يتساءل، هل آدم يضحك علينا؟ أم يضحكنا؟ ومن هنا حدث الجفاء بين الجماهير وأعماله، ولم يحاول آدم من تغيير طريقة المعالجة والتقديم التي كانت تصدم المتفرج بشكل متكرر، فأصر في تحد يحسد عليه علي تكرار التجارب بنفس معاييره السابقة التي افرغت الفكرة من محتواها باستثناء «فيلم هندي» كما أسلفنا، في الوقت الذي كان يشكو «آدم» من وجود أفلام كثيرة ليس لها مضمون أو هدف، استطاعت أن تستقطب الجماهير وتحقق ايرادات عالية، في حين أنه يقدم مشكلات وقضايا يعاني منها قطاع كبير من الناس، ومع ذلك تحجم عنها الجماهير ولم تلفت أنظار النقاد.
إن أحمد آدم في حاجة لالتقاط أنفاسه والتمهل قليلا، والتعامل مع شروط السوق التي تخضع لذوق المتفرج الذي تغير كثيرا، ورغم أنه حريص علي تقديم مواصفات، وإذا كان يسعي للإيرادات فهناك أيضا شروط فنية لا يجب الحياد عنها، أما إذا كان يهدف تقديم أعمال هادفة فالمسألة محسومة إذن فلا يغضب من قلة الإيرادات، لقد لعب آدم دور في فيلم «شحاتون ونبلاء» مازال الكثيرون يتذكرونه.



#أشرف_بيدس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتي لا ننسي أطوار بهجت
- البطاطا طريق للحرام
- الأسطي حسن أشهر عامل في السينما السينما المصرية
- أحمد السقا..فارس جيله
- الأمهات ستر الدنيا
- الناس اللي فوق والناس اللي تحت
- الانتظار المميت
- السقوط
- الفارس المهزوم
- الاعتداء الاخير
- الوهم
- الوشاح البنفسجي
- عيد ميلاد
- ترحال
- زهوة الالوان
- المسافة الوهمية
- طفولة
- القناع المزيف
- عبودية
- الرهان الخاسر


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف بيدس - أحمد آدم : يمسك العصا من منتصفها فلا يطول بلح الجماهير .. ولا عنب النقاد