يحق للمسلم أكل الحرام

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2350 - 2008 / 7 / 22 - 10:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

أتحدا كل علماء الإسلام من سنة ومن شيعة والأديان السماوية والكنائس والهياكل الياهودية والديانات الوضعية إذا أفتوا بتحريم أكل الميتتة والمتردية والنطيحة والفاطسة ..نعم , إذا حرموها على مسلم أو أي إنسان من أي ملة كان و هو لا يجد ثمن كيلو من الخبز ...ففي مثل تلك الحالة فإنهم لا يحرمونها على إنسان لا يجد ما يسد به جوف بطنه .

ولا أقول هنا عن إنسان مقطوع في الصحراء قد تقطعت به السبل ...فالذي يمشي في الصحراء هو أهون من الذي يجلس على عتبة باب داره ولا يجد درهما أو ريالا أو دينارا وجاره يلعب بالمال كما تلعب به الأطفال والصبية.
يحق للمسلم أكل الميتة ولحم الخنزير إذا لم يجد طعاما والحرام يبقع في مثل تلك الحالة على الذين يمنعون الماعون وعلى الدولة المسلمة والمجتمع المسلم أما المتضرر فيكفيه ضرره وطفره وقلة إمكانياته .

فعلى كل مسلم إذا لم يجد مصروفا لأولاده أن يأخذ قرضا بالربا وأن يتعامل بالحرام وأنا أكفل له أنه لا يقع عليه إثم بل الإثم يقع على الذين يمنعون الماعون ويركسون الأموال في البنوك ويأكلون أجود أنواع الطعام وبهذا يقع الإثم عليهم ويدخلون هم النار بدل أن يدخلها المقترض قرضا ربويا .

فهذا الرجل يحق له أن يأخذ قرضا ربويا إذا لم يجد في المسلمين من يقرض الله قرضا حسنا يضاعفه له .
وحين تكون في الصحراء وليس معك طعام تأكل منه فإن الإسلام يحلل لك إن كنت مسلما في مثل تلك الحالة بأن تأكل: القاذورات.... والجيفة... والميتة.....والمتردية .....والنطيحة ....وما أكل السبع ....وكل ما لم يذكر عليه إسم الله....
وكذلك يحل للمسلم أكل المخنوقة ....ودم ولحم الخنزير .... وما أهل به لغير الله ....وأن يستقسموا... بالأزلام.... والفسق ...وكل ما يلقى بطريقه حتى يصبح في وضع وفي سوق تتوفر به الحاجيات من مأكل وملبس ومشرب .

ويحق للمسلم أن يأكل الربى وأن يتعاطا بالربى وأن يأخذ قرضا كله ربا ويجوز للمسلم شرعا إذا لم يجد ما يسدد به عن نفسه أن يبيع بيعتان في بيعة واحدة وأن يبيع ما ليس عنده وأن يلعب القمار وأن يبيع المسكرات وأن يتعاطا بها .

ويحق للمسلم أن يكسر قاعدة الحرام والحلال وأن لا يتعامل بها إذا هو نام وبطنه فارغة وجاره بطنه ممتلأة وأنا أتحدا كل علماء الإسلام منذ نشأته حتى هذا اليوم في هذه المسألة .

ما دفعني لكتابة هذا المقال هو أن جار ة لي وضعت مبلغا من المال عند تاجر بورصة فإتصل بها شقيقها وهو يقول لها : ما بصير هذا حرام لا يجوز أن تتعاملي بالحرام .
وبعد أن أغلقت الهاتف سألتني وهي تدمع ...فقالت ؟:
-هل وضع مبلغ من المال حرام ؟
فقلت لها :
-لالا أنا بالنسبة لي ما في حرام .
-طيب أنا من وين أص رف على بناتي وأخي وشقيقي يتصل ويقول لي حرام وحلال وكلام فارغ وتخبيص ..لو كان يخاف الله كان مد إيده على جيبته وأعطاني مبلغ من المال !!ليش بناته يلبسن أحلى لبس؟؟؟وولاده أحلى لبس ..؟وأولادي ما بلبسوش زيهم وأنا ما معايه أدفع فاتورة كهربه ؟؟هذا هو الحرام إنه هو راتبه 1000دينار وبخيل .
فقلت لها :
إسمعيني لو كان أخوك المسلم يريد مصلحتك لدفع عنك ولاسمك ماله ومص ر وفه ومصر وف عياله والحرام أن لا تجد ما تأكل به أنت وأطفالك وصيصانك.
وفعلا أجاز الرسول دفع الصدقة للمرأة العاهرة ..لكي تكف عن عهرها قبل أن يبيح رجمها .
إن المجتمع الإسلامي يحلل ويحرم وفق ما تراه الدولة مناسب لها وكل فقهائنا فقهاء دولة وخلفاء والمجتمع الإسلامي كله مجتمع متخلف لا يراعي ضروف الناس فكيف سيحل بالناس والنفط والأسعار في إرتفاعات متزايدة يوميا ؟
يحل للناس في هذا اليوم أن يأكلوا الميتة والنطيحة وما أكل السبع إذا لم يجدوا ما يأكلوه .

وكذلك يحل للمسلم أكل الربا وأن يقرض مالا بالربى إذا كان وضع الناس تعبان وإذا لم تتوسع دائرة الغنى .
لقد كان اليهود العباقرة يسامحون الناس في الديون إذا وقعت وإنتشرت البطالة في جسم الدولة والمجتمع وذلك لكي تتمكن الناس من التحرر وإلا أكل الناس بعضهم بعضا وقتلوا بعضهم بعضا وسرقوا بعضهم بعضا .

إن المجتمعات العربية وظاهرة تفكك المجتمع وعدم إنشاء مؤسسات مجتمع مدني يعمل هذا كله على خلق مشاريع مشبوهة أخلاقيا وتنتشر الدعارة وهي من ضمن المشاريع المشبوهة أخلاقيا وكذلك تنتشر مشاريع إستنزافية ,وأظن أن تجارة البورصة النفطية والنقدية والغذائية هي في الوقت الحالي مشاريع ذات قيمة وستغطي نصف أو كل إحتياجات الناس .
الحرام أن لا يجد المسلم مصروف جيب لأطفاله وزوجته والحرام أن يجد بعض الناس الذهب والعملالت الصعبة وأن يودعوها في البنوك بنفس الوقت الذي لا يجد به بعض الناس ثمن كيلو خبز واحدة .

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل