أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - من يحيي المعاني إذا ماتت ؟














المزيد.....

من يحيي المعاني إذا ماتت ؟


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2315 - 2008 / 6 / 17 - 10:38
المحور: كتابات ساخرة
    


نيرون : هههههههههههه إنها تحترق يا للروعة...روما تحترق ...
زينون: صحيح أنك أحرقتها ولكن إعادة بناءها ليس صعبا .ههههههههه.
نيرون : ليس صعبا ؟!
زينون : طبعا ليس صعبا إعادة بناء الأحجار والأسقف الخشبية هذا شيء عادي , نعم , عادي جدا هههه.
نيرون : إذن : إبنوها... إبنها يا زينون .
زينون : ولكن هنالك مشكلة يا مولاي لا أستطيع حلها .
نيرون: وما هي ؟
زينون :مشكلة الثقافة والمعاني والشعر والأدب .
نيرون : وما به ؟
زينون : إنك يا مولاي فرضت على الشعب الروماني أن يتعلموا أسقط وأردى وأخس أنواع الشعر والأدب وبهذا ماتت بهم المعاني الجميلة وحبهم للكلمة . فكيف تريد مني أن أحل هذه المشكلة .

هذا صحيح وصدق الفيلسوف زينون .
فالشعب الذي تموت به المعاني لا يمكن أن نحييها به .
وتستطيع الحكومات ورؤساء الجمهوريات أن يعلموا ويدربوا أي شخص في أن يكون مهندسا أو طيارا ولكنهم لا يستطيعون أن يدربوا فنانا ليكتب لهم فنا أو شاعرا ليكتب لهم شعرا .
فالجامعات تخرج لنا طلاب متخصصين في كل المجالات ولكنها لا تخرج شعراء ما لم يكونوا هم بالأصل شعراء ولا فنانين ما لم يكونوا هم فنانين بالأصل .
وروح المعاني مقتولة لدينا والشعب العربي ليس صحيحا ما يقال عنه أنه بطل يقرأ , والأصح أنه لا يقرأ من أصله .

ولا يستطيع أي وزير عربي أو أي رئيس وزراء عربي أن يجلس أمام رئيس جمهوريته واضعا رجلا على رجل .
لأن ثقته في نفسه صفر وإحساسه بالمعاني الجميلة صفر .
ولا تستطيع أي إمرأة عربية أن تجلس أمام زوجها جلسة إغراء جنسي لأنها حرام والدلع حرام والمعاني الجميلة كلها مقتولة بداخلها .

ولا تستطيع أي لجنة إحتفالات وطنية أن تقيم إحتفالا وطنيا دون أن تكون حجم الإنفاقات أكبر بكثير من حجم الأعمال المنجزة أو المنوي إنجازها .
وتبدأ الإحتفالات الوطنية وتنتهي كما هي دون أن يفعلوا شيئا وفي نهاية الإحتفال يتصافح المتآمرون عفوا أقصد المحتفلون , نعم , يتصافح المحتفلون على بعضهم البعض ويأكلون طعاما فاخرا جدا جدا جدا , لا يأكله في ذلك اليوم رئيس جمهورية عربية .

وتبدأ الإحتفالات بتجميع كل من ليس له علاقة بالإحتفال بينما يجلس الذين لهم علاقة بالإحتفالات في بيوتهم دون أن يعلموا متى حصل الإحتفال ومتى تم الإعداد له ومتى تم بدأ ومتى أختتم وإنتهى .
تلك الإحتفالات وشكلها لا تحدث إلا في دول إستبدادية تستبد برغيف الخبز وبالمواطن وبالثقافة وبالسياسة وبالإقتصاد والفقير فيها فقير بالإكراه والغني غني بالضرورة والأغنياء أغنياء بالوراثة والفقراء فقراء بالوراثة وهذا نظام دكتاتوري عرفته القاهرة على فترة من التاريخ ونحن نمارسه ولكن بشكل أفضل .

فالأدب مقتولة به روح المعاني والثقافة خالية من كل شيء والفن في الدول العربية يشبه كل شيء ما عدى الفن نفسه وكذلك الصحافة وكذلك كل شيء يخلو من كل شيء .
وتسيطر وسائل إعلام الدولة على ثقافة الشعب بكل الوسائل ولا يمكن أن تجد عملا ثقافيا خالصا لوجه الثقافة نفسها فكل الأعمال تعمل من أجل أن لا تكون هنالك أعمال فالصحافة موجودة حتى لا تكون هنالك صحافة والثقافة موجودة حتى لا تكون هنالك ثقافة والتمثيل و...إلخ .
والإحتفالات خالية من المعاني الجميلة والوطنيون يسيؤون للثقافة بحجة أنهم هم الأولى أن يقيموا الثقافات والإحتفالات الوطنية وهذا خطأ .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رائحة إبط الرجل تنظم الدورة الشهرية للمرأة
- الإستعمار للمواطن العربي أفضل
- العبقرية ليست للعرب
- الثقافة التي تطعمنا الخبز أو خبز المسيح
- بابلوف في المخابرات1
- هل سيبقى بوش حمارا؟
- هل سيبقى بوش حمارا ؟
- دعوة لفتح ملفات الأدب الجاهلي والمسكوت عنه
- العمل الثقافي المقدس
- الرجل يقف على قدمين والمرأه على قدم واحده
- المثقفون ملح الأرض
- عشقي للجمال في الحوار المتمدن
- القوانين العراقية أرست قواعد الديانات التوحيدية .
- خذوا حذركم عند كل عربي
- الخليفة المعتصم المثمن
- شكرا أمريكيا وإسرائيل
- الجريمة تدل على نوعية المجرم
- العقاب
- تطور الإنسان
- الشيطان مخلوق جميل


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - من يحيي المعاني إذا ماتت ؟