أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - غسان كنفاني رفيق الفقراء














المزيد.....

غسان كنفاني رفيق الفقراء


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2347 - 2008 / 7 / 19 - 10:50
المحور: القضية الفلسطينية
    


لبعض الرجال طعم خاص، ولكلماتهم قوة تتسلل إلى أعماقك ، كلمات تشعرك انك لا زالت حيا ، هم الناطقون باسمك والمعبرون عن وجعك، يعيشون معك أينما كنت، يدفعونك للتمرد على ذاتك، لأنهم المرآة التي تحكي لك حقيقتك بعيدا عن الزيف والأبجديات المستوردة، هم كذلك لأنك وهم من طينة واحدة، عشتم الهم الواحد والمصير الواحد والأمل الواحد، لا يكذبوا ويسموا الأشياء باسماءها، لقد تحرروا من مصالحهم الشخصية ووهبوا أنفسهم لك، لإيمانهم بأهمية وضعك على أولى درجات الحقيقة، ولقناعتهم بضرورة قول الحقيقة كل الحقيقة لك، لأنك لن تتحرر إلا بالحقيقة، حقيقة انك أيها الفلسطيني شردت من أرضك التي اغتصبها عدوك، لتتوه في صحراء الوعود الكاذبة ولتصبح مجرد سلعة تعرض في أسواق النخاسة ، يبيعونك بأرخص الأثمان، فأنت المشرد الفقير الذي بات يشكل عبثا عليهم، أنت من يذكرهم بأنهم مخصيون فاقدون لرجولتهم .

أنت يا أخي من حفر اسمك غسان كنفاني على صفحات الزمن الرديء، زمن انقلب عليك لأنك تنادي بفلسطينيتك التي يحاولون تجرديك منها، ينكرون عليك مجرد أن تحلم بالعودة إلى بيتك الذي لا زال هناك، يشمئزون من قرعك للخزان، هذا الخزان الذي ضقت بة لأنة تحول إلى قيد أسمة المخيم، مخيم كفر بوكالة الغوث والقبور المتلاصقة المسماة بالبيوت، يريدون منك أن تكون لحما بلا دم، ممنوع أن تفكر، وان اضطررت للتألم فتألم بصمت فصوتك بالنسبة لهم نشاز يعكر عليهم لياليهم الحمراء، أنت في نظرهم نبتة شيطانية تشوهه جمالية عالمهم الذي جاء ثمرة حبك لأرضك، وإصرارك على استعادة حقك.
لقد عول الأديب الشهيد غسان كنفاني في فكرة وقصصه على الفقراء، فهو الذي نادى في رواية رجال في الشمس بضرورة المواجهة وعدم البحث عن الخلاص الذاتي الذي لن يقود إلا للفناء في صحراء الغربة، لذلك قال لابو قيس ومروان واسعد الذين تركوا الوطن للبحث عن لقمة الخبز في الكويت لماذا لم تقرعوا جدران الخزان وتواجهوا الواقع وتشتبكوا معه ومع أبو الخيزران الذي مثل الأنظمة العربية المخصية التي فرطت بأرض فلسطين، لذلك راهن غسان كنفاني على الفقراء الذين يشكلون الغالبية التي لها المصلحة في الخلاص من الاحتلال واستعادة الأرض التي وحد بينها وبين الإنسان عندما قال الإنسان قضية.

والإنسان بالنسبة لغسان كنفاني هم الجماهير التي تمتلك مقدرة لا محدودة من العطاء، فكانت رواية أم سعد تعبيرا حقيقيا عن الفهم الحقيقي والاستعدادية المطلقة للتضحية لدى الجماهير الفلسطينية، وقد عكس كنفاني الاتباط الجماهير الفلسطينية بقضيتها في رواية ام سعد التي تمثل العمق الحقيقي للمرأة الفلسطينية عماد الثورة الفلسطينية والقلب النابض بديمومة العطاء والتضحية لإيمانها بان التضحية تشكل الطريق الوحيد لتحرير فلسطين وتشكيل ثقافة هادفة حولت المخيمات الفلسطينية في الوطن والشتات من مجرد خزان يحشر بة اللاجئون الفلسطينيون إلى مدرسة حقيقة تكرس ثقافة المقاومة وتخرج القادة الحقيقيين الذين بشروا بالخلاص بالفكر والممارسة.

لقد شكل الفقراء ملح الفكرة الكنفانية العاشقة لأرض البرتقال الحزين وأطفالها الذين شردوا واشتبكوا مع الواقع الجديد بتعقيداته التي فرضتها طبيعة اللجوء وقساوة المخيم والتيه الفلسطيني الذي تمرد على ذاته بانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة التي كانت الوعاء الحقيقي للشعب الفلسطيني وتطلعاته في الحرية والاستقلال، وهذا ما شدد علية الأديب الشهيد غسان كنفاني في مجموعته القصصية عن الرجال والبنادق.

لو قدر لغسان كنفاني وللشاعر الفلسطيني عبد الرحيم محمود ولماجد أبو شرار أن يبعثوا من جديد ويعيشوا واقعنا الفلسطيني الحالي الذي تنكر لهم ولأحلامهم ولكل ما ضحوا من أجلة، لو قدر لهم أن يبعثوا من جديد لفضلوا التوحد بالأرض على الحياة المفرغة من مضمونها، ولو فرضت عليهم الحياة بينا لأعلنوا الثورة علينا وعلى مفاهيمنا وقيمنا التي اتخذن من الدم الفلسطيني الذي يسفكه أقطاب الصراع على الساحة الفلسطينية، أنة دم من راهن عليهم غسان كنفاني من الفقراء وأبناء المخيمات التواقين للخلاص من الاحتلال والتداعيات الداخلية التي شربت من دمنا حتى الثمالة دون هدف.

إن عالم غسان كنفاني ليس لنا، وقد يستحضر بعض الكتاب الأديب غسان كنفاني وغيرة من عظماء هذا الشعب للاستقواء بهم على مرارة الواقع، لكن لا بد أن نعترف بأننا لا ننتمي إلى عالمهم ، يجب علينا أن نعترف بالحقيقة التي اكتشفها غسان كنفاني في رواية عائد إلى حيفا عندما قرر سعيد بطل الرواية استعادة طفلة خلدون الذي نسيه في غمرة اللجوء من حيفا ليجده قد تربى في كنف أبويين يهوديين وحمل اسم دوف ويخدم في جيش الاحتلال في الوقت الذي انتمى ابنة الثاني خالد للمقاومة الفلسطينية،لذلك شدد غسان كنفاني أن الإنسان قضية لان الانتماء للقضية الفلسطينية يحتاج أكثر من تلد كفلسطيني، وقد يشكل المشهد الفلسطيني الحالي مثالا حقيقيا لما قاله غسان كنفاني في رواية عائد إلى حيفا وذلك بوجود آلاف من أمثال دوف بيننا.




#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عطش وجوع وموت على نار هادئة
- احذروا فئران السفينة وامبرطورية الفساد
- الاعتداء على مؤسسة إبداع...كيف ولماذا!
- حول السياسي والوطني والتعصب الاعمى
- المحترم رفيق النتشة: القانون يحمي الفاسدين
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بطن الحوت
- البعد الأخلاقي لاستخدام الضحية كقطع غيار للقاتل
- متى ينزل اليسار الفلسطيني عن الشجرة
- المشهد الفلسطيني وثقافة الطابور
- حوار في الوقت الضائع
- مات المفتاح
- المبادرات في زمن الدكتاتوريات
- كاشف العورات
- شهداء فلسطين في طاحونة التطبيع
- كيف ولماذا: ستون عاما على النكبة
- عمال فلسطين قهر ما بعدة قهر
- اليسار الفلسطيني في بيت الطاعة
- لاجئون من المهد إلى اللحد
- أنا الشرعية والشرعية أنا
- من المسئول عن تصفية الوطنيين في الضفة المحتلة


المزيد.....




- أمطار غزيرة وعواصف تجتاح مدينة أمريكية.. ومدير الطوارئ: -لم ...
- إعصار يودي بحياة 5 أشخاص ويخلف أضرارا جسيمة في قوانغتشو بجن ...
- يديعوت أحرونوت: نتنياهو وحكومته كالسحرة الذين باعوا للإسرائي ...
- غزة تلقي بظلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- ماسك يصل إلى الصين
- الجزيرة ترصد انتشال جثامين الشهداء من تحت ركام المنازل بمخيم ...
- آبل تجدد محادثاتها مع -أوبن إيه آي- لتوفير ميزات الذكاء الاص ...
- اجتماع الرياض يطالب بفرض عقوبات فاعلة على إسرائيل ووقف تصدير ...
- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - غسان كنفاني رفيق الفقراء