أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - المشهد الفلسطيني وثقافة الطابور














المزيد.....

المشهد الفلسطيني وثقافة الطابور


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2312 - 2008 / 6 / 14 - 10:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


قادني قدري قبل أيام لحضور انتخابات في إحدى المؤسسات ذات الصيت الذائع، وكالعادة طرح التقريرين المالي والإداري وبعض الاقتراحات من الطاولة الرئيسية، ما لفت نظري أن الهيئة العامة كانت تكتفي برفع الأيادي تعبيرا عن موافقتها على كل ما يطرح عليها، والطامة الكبرى ان الكثير من القرارات التي حظيت بالإجماع بحاجة لتدقيق وتمحيص ومناقشة، إلا أن الإجماع المزعوم واد المحاولات اليتيمة للوقوف على حقائق الأشياء.

في مشهد آخر قال لي احد الأصدقاء اللذين لهم باع في العمل المؤسساتي لقد انقلبوا علينا، فقلت له من الذي انقلب عليكم، قال مدير المؤسسة الذي طالبنا باقالتة لتقادمه وسلطويته وفساده، هذا المدير الذي سارع بجمع تواقيع ثلثي الأعضاء بان وافقوا على إجراء انتخابات مبكرة الهدف منها استبعاد منتقديه الذين اعتقدوا أن من حقهم المطالبة بالإصلاح والتجديد في مؤسسة تطوعوا فيها لسنوات.

الصورة القاتمة في المشهد الفلسطيني تعبر عن ثقافة مستحدثة اجتاحت شرائح المجتمع بتلاوينها المختلفة، ثقافة تجسد السلبية والاستسلام للواقع الداخلي الذي يجسد الفلتات باشكالة المختلفة وإدراك المسيطرون على مقاديرنا لعدمية الفعل الداخلي الفاقد للنزعة الإصلاحية، لتسيطر علينا ثقافة الطابور الخطيرة التي أصبحت جزءا من تكويننا وبنيتنا الثقافية والاجتماعية والسياسية.

وقد عبرت ثقافة الطابور عن نفسها بشكل صارخ في الصراع الداخلي الفلسطيني الذي أتمنى كغيري من الفلسطينيين والغيورين العرب أن ينتهي وتعود المياه لمجاريها بين الفرقاء الذين لهم الفضل في الكشف عن أصل البلاء الذي حول المواطن لمجرد شيء يقف في طابور الوجبات السياسية الجاهزة صاحبة الفضل الأكبر في تفريغنا من مضموننا الذي شكل لعقود مضت سياجا لفعلنا السياسي والمجتمعي.

لقد لعبت القوى السياسية الفلسطينية غير مشكورة دورا كبيرا في نشر ثقافة الطابور التي انتقلت من الفعل النظري المتمثل بالتمترس خلف الشعارات الوطنية الضيقة الغير متقبلة للآخر إلى الممارسة العملية الداعية لتصفية الشريك، ولا داعي للعودة للوراء لسرد الجرائم التي ارتكبت بحق الذات الفلسطينية من قيل قيادات واشباة قيادات عملت على تعزيز ثقافة الطابور وأدركت محاسنها التي حولت الواحد فينا لمجرد" ربوت" يتحرك بالرموت كنترول باسم المصلحة الوطنية التي من السهل الالتفاف عليها.

لقد كشف الخطاب الشهير للرئيس محمود عباس الذي دعا فيه للحوار بين منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس عن خطورة المشكلة، فبقدرة قادر تحولت الصقور إلى حمائم ، وباتت فضائية الأقصى وتلفزيون فلسطين منابر إعلامية تلتزم المهنية، فبقدرة قادر اختفت الشعارات والأخبار التحريضية والتخوينية وتحول المحرضون إلى وحدويون والفاشيون إلى ديمقراطيون وطلبوا منا أن نلتزم الصمت حفاظا على مصلحة الوطن، وهذا ما حصل، ولكن.

مطلوب منهم وبدون استثناء ان لا يعودوا لما كان، وهذا يتطلب حوارا جادا يرتقي إلى حجم المخاطر المحدقة بالوطن والمواطن، مطلوب منهم احترام عقولنا وثقافتنا وحرصنا على الوطن ومسامحتنا لهم على ما ارتكبوه من جرائم وحماقات بحقنا كشعب، هم أمام استحقاق يفرض عليهم استبعاد المحاصصة التي كانت ولا زالت أصل البلاء، هم ملزمون بإعادة الاعتبار للمواطن الفلسطيني الذي تعرضت حقوقه للانتهاك.

لن نحصل كشعب على حقوقنا بسهولة، على كل واحد منا إزالة العصبة عن عيونه والكف عن الانتخاب بالطابور كما حدث في الانتخابات التشريعية الأخيرة، ويفترض أن لا نستسلم للثقة العمياء بقيادات لا تستحق منا هذه الثقة، ولا باس من المطالبة بملاحقة من ارتكبوا الجرائم بحقنا كشعب لان بقاءهم سيبقي سيف الانقسام مسلط على رقابنا، خاصة في ظل " فرعنة" البعض لأنفسهم واعتقادهم أن المشهد سيبقى على حالة، غير مدركين أن حركة المجتمع تسير إلى الأمام .



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار في الوقت الضائع
- مات المفتاح
- المبادرات في زمن الدكتاتوريات
- كاشف العورات
- شهداء فلسطين في طاحونة التطبيع
- كيف ولماذا: ستون عاما على النكبة
- عمال فلسطين قهر ما بعدة قهر
- اليسار الفلسطيني في بيت الطاعة
- لاجئون من المهد إلى اللحد
- أنا الشرعية والشرعية أنا
- من المسئول عن تصفية الوطنيين في الضفة المحتلة
- مرحى للتطبيع الإعلامي !! مات شناعة
- عطوفة المحافظ : العين بالعين
- موتى على أسرة الشفاء
- الحكومة الفلسطينية وتراكم الفشل
- متى ستنضم إسرائيل للجامعة العربية
- القطط السمان والعذر الأقبح من ذنب
- إعلان صنعاء وتجار المرحلة
- الشعب الفلسطيني يريد العنب
- قيادات من ورق


المزيد.....




- روسيا تقدّم إعانات مالية للأمهات الصغيرات لزيادة معدلات المو ...
- رضيعة فلسطينية تموت جوعا بين ذراعي أمها في غزة المحاصرة
- تعيين سالم صالح بن بريك رئيسًا للحكومة في اليمن
- واشنطن تفرض رسوماً جديدة على قطع غيار السيارات المستوردة
- رئيسة المكسيك ترفض خطة ترامب لإرسال قوات أمريكية لمحاربة كار ...
- الزعيم الكوري يؤكد ضرورة استبدال دبابات حديثة بالمدرعات القد ...
- نائب مصري: 32% من سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر (فيديو)
- إعلام: الجيش السوداني يستهدف طائرة أجنبية بمطار نيالا محملة ...
- صحيفة -الوطن-: تعيين حسين السلامة رئيسا لجهاز الاستخبارات في ...
- من هو حسين السلامة رئيس جهاز الاستخبارات الجديد في سوريا؟


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - المشهد الفلسطيني وثقافة الطابور