أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - قيادات من ورق














المزيد.....

قيادات من ورق


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2228 - 2008 / 3 / 22 - 09:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


علمتنا تجارب الشعوب الطامحة للحرية أن للفرد دورا أساسيا في الارتقاء بوعي الجماهير المنخرطة في النضال، وان على النخبة السياسية استحقاقات تتقاطع مع دورها القيادي من خلال قراءة أفكار الخصم ووضع الآليات الاعتراضية التي من شانها تحقيق انتصارات تكتيكية تراكم للانتصار الكبير إلا وهو الوصول للأهداف التي وضعتها تلك النخبة.

لقد أفرزت الثورة الفلسطينية المعاصرة العشرات من القادة العظام المبدعين الذين تركوا بصمات لن تمحى، قادة تميزوا بالإبداع والمبادرة واستشعار حاجات الناس، ولدوا من رحم الجماهير وساروا أمامها لا خلفها، تحسسوا آلامها وبذلوا حياتهم من اجلها، كانوا مثل الناس يعيشون حياتهم، حولتهم شعوبهم لرموز وطنية وقادة يستحقون التقدير لأنهم عرفوا كيف يخاطبوا جماهيرهم ويعبروا عن مصالحهم ويقفوا إلى جانبهم في أحلك الظروف.

لكي تكون قائدا لا يكفي أن تجيد التحليل السياسي وإلقاء الخطب العصماء، إن للقائد كريزما خاصة لن تكون في متناول من يريد، والشعوب لا تلد القادة كل يوم، وخاصة الشعوب العربية التي تفتقر للقادة الحقيقيين لا المستنسخين الدخلاء الذين اتخذوا من دماء شعوبهم وآلامها وسيلة لتحقيق غاياتهم ومصالحهم الفردية، معتقدين وبنرجسية مفرطة إنهم فوق قانون الحساب والعقاب، فأخذتهم العزة بالإثم، معتمدين على دعم المعسكر المعادي لطموحات شعوبهم، معتقدين بديمومة الحالة الراهنة.

إن الطلة الجميلة والسيارات الفخمة والعيش في الفنادق لا تصنع القائد الحقيقي، كما أن الاستخفاف بعقول الشعب والاعتقاد بنجاح سياسة التضليل والضحك على اللحى سرعان ما ينكشف، لان سياسة التسويف ووضع الرؤؤس في الرمال لن تصمد أمام الحقائق الميدانية المعاشة وتجارب الشعوب التي أصبحت تفرق بين الصالح والطالح وبين القائد الحقيقي وقادة الوجبة السريعة الذين استنزفتهم الفضائيات العربية وباتوا يعيدون اجترار مواقفهم الباهتة الخلية من أي مضمون.

من المخجل أن يعتمد المراقب والمتابع للصراع الفلسطيني الإسرائيلي المصادر الإسرائيلية، ومن المعيب على السياسي الفلسطيني أيا كان موقعة أن يتمسك في المفاوضات في ظل أن الآخر يعلن عن فشلها من خلال عمليات التسويف وارتكاب الجرائم بحق شعبنا، لم نعد بحاجة لمعجزة تأتينا من السماء لنعرف أن دولة الاحتلال لا تريد السلام مع الشعب الفلسطيني، لسنا بحاجة كفلسطينيين وعرب لاستخدام ذكاءنا لمعرفة نية الدولة العبرية بعد أن أعلنت أنها ستحرق الشعب الفلسطيني وأنها ستستخدم سياسة التطهير العرقي، وأعمى سياسيا من يعتقد استعداد إسرائيل الاعتراف بالحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني، وخاصة أن ساسة الدولة العبرية أعلنوا صراحة بان القدس عاصمة الدولة العبرية ويمارسون إعلانهم على الأرض بتهويد القدس والتخطيط لهدم المسجد الأقصى والاستمرار في الحفريات في محيطة.

إسرائيل لا تعترف بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين وضربت عرض الحائط القرارات الدولية بهذا الخصوص، وإسرائيل أعلنت عن بناء آلاف من الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية، وأكدت أنها ستستمر في قتل الفلسطينيين والمفاوضات، إنها تصادر الأراضي وتسيطر على المياه والمعابر والشوارع، الدولة العبرية تعتقل وبشكل يومي العشرات من الضفة وتتخذ من سياسة قتل الأطفال في غزة إستراتيجية يومية، وتصدر الفتاوى بقتل العرب الفلسطينيين، وتطالب الدولة العربية بالتطبيع المجاني.

بالمقابل تتمسك القيادة الفلسطينية بالمفاوضات رغم معرفتها بان انابولس ولد ميتا، واكتشافها بأنة فخ نصب للشعب الفلسطيني وقواه لتعزيز الانقسام الداخلي، القيادة الفلسطينية تدرك أكثر من غيرها مستوى الفشل في المفاوضات التي لم تتقدم خطوة واحدة سوى المزيد من لقاءات العلاقات العامة الفارغة المضمون المعززة للجرائم الإسرائيلية في فلسطين المحتلة.

وبعيدا عن العصبوية والتبعية السياسية فالمشهد الفلسطيني ينذر بدخول مرحلة جديدة من العمل الوطني الذي سيشهد مخاضا عسيرا لولادة جديدة تنفي القديم الذي عجز عن تحمل مهام المرحلة، ولادة تعبر عن التناقض في المصالح الطبقية التي تفعل فعلها في المجتمع الفلسطيني، وتحتكم لقوانين التطور الاجتماعي التي تفعل فعلها في منطقتنا، فالتسارع في عملية الفرز الطبقي الذي يعبر عن نفسه بالمواقف السياسية التي تعبر عن مصالح طبقات بحد ذاتها سيشهد القفزة التي تقود للتغير، وهذا التغير سيؤدي إلى سقوط برامج سياسية سبقتها حركة الجماهير المتطلعة للتحرر من القهر ألاحتلالي، بمعنى ستسقط الطبقات التي تعوم بعكس تيار الجماهير الفلسطينية والعربية وستفقد هذه الطبقات اتزانها وستعلن صراحة تحالفها مع أعداء الشعب مما سيسرع بسقوطها بانتقالها للمعسكر المعادي.

العشر سنوات القادمة تحمل في أحشائها التغير في المجتمعات العربية المتململة، وقد تكون التفاعلات التي تعصف بالشارع العربي غير مرئية لكنها سرعان ما تعبر عن ذاتها بقسوة غير مسبوقة، لاقتناع الشارع العربي إن الطبقة السياسية لم تعد تعبر عن مصالحة وباتت عاجزة عن إيجاد حلول للمشاكل اليومية، إنها قيادات شاخت وان لها أن ترحل لانكشافها أمام شعوبها المدركة لعقمها السياسي وعدم جدوى جرعات الدعم الأمريكي لها، إنها قيادات من ورق تعيش خارج الزمان والمكان ولا ترى أكثر من مصالحها التي تكثفت في سياسة التوريث حينا والانبطاح السياسي ووضع مقادير شعوبها في يد الأعداء، استبشر خيرا برحيلهم فرياح التغير ستهب على المنطقة وستسقط قيادات الورق لا محالة.






#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة بطعم الدم
- الهجوم على الجزيرة بسيف من خشب
- حول التكفير والإلحاد والفتاوى الهابطة
- المرأة الفلسطينية والاضطهاد المركب
- التطهير العرقي للفلسطينيين والاستحقاقات الداخلية
- لن تسقط غزة : إنها حصننا الأخير
- دور السلاح النووي في الحرب القادمة
- ليس بالقبل وحدها يحيا الإنسان
- التكفيريون وبطاقات الدخول لجهنم
- رحل الحكيم: في فمي ماء
- لماذا يتعاملون معنا كقطعان بشرية..
- دكتور فياض وشعار ادفع بالتي هي أحسن
- يجتاحنا البرد من بعدك يا حكي
- ثقافة الإطارات المشتعلة
- في الشأن اللاجئ
- طبقة التكنوقراط وسقوط ورقة التوت
- في الشأن اللاجئ: تمخض بوش فولد 150 مليار
- زيارة العم سام والاستئناس بالخازوق
- في الشأن اللاجئ:حق العودة في خطر
- أنفاق غزة من الممارسة الوطنية إلى البزنس الرخيص


المزيد.....




- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...
- خبير عسكري يكشف مصير طائرات F-16 بعد وصولها إلى أوكرانيا
- الاتحاد الأوروبي يخصص 68 مليون يورو كمساعدات إنسانية للفلسطي ...
- شاهد: قدامى المحاربين البريطانيين يجتمعون في لندن لإحياء الذ ...
- وابل من الانتقادات بعد تبني قانون الترحيل إلى رواندا
- سوريا.. أمر إداري بإنهاء استدعاء الضباط الاحتياطيين والاحتفا ...
- طبيب: الشخير يمكن أن يسبب مشكلات جنسية للذكور
- مصر تنفذ مشروعا ضخما بدولة إفريقية لإنقاذ حياة عدد كبير من ا ...
- خبير أمني مصري يكشف عن خطة إسرائيلية لكسب تعاطف العالم


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - قيادات من ورق