أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عطا مناع - في الشأن اللاجئ














المزيد.....

في الشأن اللاجئ


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2169 - 2008 / 1 / 23 - 11:10
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


مؤسسات اللاجئين والانقلاب الأبيض على ثقافة العودة
من أنت، حدثني عن جذورك،كيف عاش أجدادك قبل النكبة وبعدها،أين سكنوا، في يافا أو حيفا..عسقلان..أم الرشراش.. عجور زكريا...علار.. بيت نتيف.. السفلة..راس أبو عمار..جراش.. المئات من القرى الفلسطينية التي تشكل قي مجموعها فلسطين المحتلة عام 1948. قرى لا زالت وبعد ستة عقود من التيه في صحراء اللجوء نابضة بالحياة رغم محاولات المحتل الحثيثة محو التاريخ بتغير معالم هذه القرى التي لا زالت تفوح منها رائحة ما زرعه جدي وجدك اللذان غادرا هذه الدنيا في حالة لا شبيه لها من الانكسار الممزوج بأمل العودة ولو جثة تدفن على مقربة من البيت المهجور ليختلط اللحم بالتراب الذي لطالما احتضن أسلافنا.

لقد كان هؤلاء بمثابة الذاكرة التي تحكي الوطن، وشكلوا حالة من التواصل والتوحد مع الأرض والتاريخ وأسباب التمسك بما أطلق علية بعضهم الفردوس المفقود، كانوا بمثابة رواد للتاريخ الشفوي الذين لم ينسوا لا شاردة ولا واردة، يصفون لك بيتك في قريتك المحتلة بدقة يعجز عنها روائي متمرس، كانوا يتوحدون مع حكاياتهم ويعودوا بالزمان ليعيشوا المكان في لحظة سكر ممزوجة بالألم والسعادة والفخر بما كان لهم ولا زال يعيش في اعماقهم ، انة الإدمان على حب المكان وسنوات الشقاء في الأرض التي أحبوا.

هؤلاء غادرونا ولم يبقي منهم في الحارة أو المخيم إلا بعدد أصابع اليد، بموتهم فقدنا الحكاية وما يعيننا على مواجهة طبيعة الإنسان التي يشكل النسيان إحدى مرتكزاتها، لم نتنبه للكنز فقدناه إلا بعد فوات الأوان، لنتوه في مخيمات اللجوء مفتقرين أسباب وجودنا، يفصلنا عن أصولنا بون شاسع من محاولات الشطب للذاكرة، ولنغرق في مقولات مسطحة خالية من المضمون، ونتحول إلى شعار ينضح كذبا وتضليلا، ولتجد بعض النخب التي أتعبها الانتظار ضالتها فينا، متسلحة بالجمل والصالونات المكندشة مع يافطة تحمل شعار العودة، أو صورة للاجئ يحمل ما استطاع ليكون له معينا في طرق الهجرة الطويل، أو طفل بشعرة المنفوش يقف في طابور التموين.

العشرات من المؤسسات التي تنشط في أوساط اللاجئين الفلسطينيين بالوطن المحتل، منها ما هو متخصص بالدفاع عن حق العودة ومنها من اتخذ اسما يوحي بأنة يعمل من اجل هذه الشريحة، الغريب أن هناك من يجاهر ليل نهار بانحيازه إلى قضية اللاجئين مدعيا بضرورة إقناع العالم بحقنا، لينئي بنفسه عن تجمعات اللاجئين تحت شعارات مختلفة، لنصطدم بحقيقة مرة تؤكد تغليب العمل المكتبي المدفوع الأجر وطبعا بالدولار على الفعاليات الميدانية التي من شأنها الإبقاء على شعلة الانتماء للذات وعدم الانجراف وراء سراب الآخر الذي لعب دورا رئيسا في نكبتنا.

المتابع لتجمعات اللاجئين وخاصة المخيمات يستطيع أن يشاهد الانقلاب الثقافي الذي احدثتة بعض المؤسسات، وحالة العجز أو الخوف من الاستحقاقات المترتبة على رفع الصوت في وجه مرحلة تتميز بتواصل المؤامرات على قضية اللاجئين وحقهم في العودة، لدرجة أن المناسبة الأم وهي إحياء ذكرى النكبة اضمحلت لتصبح مجرد مطبوعة تحتوي على بعض المقالات وطبعا يتابعها من يكتب فيها فقط، أو طبخة شعبية تدعى إليها الفعاليات ولا باس ببعض اليافطات أو المسابقات الثقافية الموسمية.

وبما أن الأمور تقاس بنتائجها، وطالما أن قضية اللاجئين تشهد تراجعا ملحوظا في الوطن المحتل، حيث غياب الفعل المناهض للالتفاف على حقنا بالعودة،وصمت لجان الدفاع عن حق العودة سوى بعض البيانات أو العرائض التي يقف على رأسها بعض الغيورين، فلا باس من قراءة نقدية للواقع اللاجئ ونفض الغبار الذي تراكم على بعض المؤسسات الناشطة في الشأن اللاجئ وإعادة بنائها بعيدا عن الصنمية والاستئثار وسيطرة أشخاص أصبحوا عبثا علينا، يحرمون الحلال ويحللون الحرام، علاقتهم بقضيتنا لا تعدو مرتب في آخر الشهر، ولتتكون مصالح تتناقض مع الهدف التي وجدت من أجلة بعض مؤسساتنا ليفقد القائمون عليها مبرر بقائهم ولتشهد عملية نفض حقيقية تقود إلى النظر في السياسة المتبعة والتخلص من بعض المتسلقين وتحجيمهم خاصة أن بعضهم يتلون من تلون المرحلة، من حق اللاجئين على النخبة الوطنية الاهتمام بالبعد الثقافي وإعادة الهيبة لمشرعنا المتمثل بحقنا في العودة من خلال الممارسة الوطنية البعيدة عن أصحاب الصالونات الذي اتخذوا من قضيتنا علاقة لمصالحهم التي أسست لانقلاب على بنيتنا الثقافية .



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبقة التكنوقراط وسقوط ورقة التوت
- في الشأن اللاجئ: تمخض بوش فولد 150 مليار
- زيارة العم سام والاستئناس بالخازوق
- في الشأن اللاجئ:حق العودة في خطر
- أنفاق غزة من الممارسة الوطنية إلى البزنس الرخيص
- غزة تدق جدران الخزان... فهل من مجيب
- تكتيك مكشوف
- انابولس المذبحة للثوابت والأرض والإنسان
- مخاطر العودة الة غزة على ظهر الدبابة الاسرائيلية
- أن نفرح ونحتفل...نعم.. ولكن
- العنف الفلسطيني وتنامي الشعور بالعار
- هل إسرائيل العدو رقم واحد للفلسطينيين
- أيها اللاجئون .. عند ليبرمان القول الفصل
- هل سيفرطون بحق العودة؟ الجواب نعم
- امراء التطبيع والعبث بالمخيمات الفلسطينية
- حول الجوع والموت والاستزلام في زمن الحصار
- الأسرى في السجون الفلسطينية والتعتيم الإعلامي
- الممنوع والمسموح في زمن الانقلاب
- الصحافة الفلسطينية وسياسة العصا بدون الجزرة
- انقلاب غزة وخريف رام اللة وجهان لعملة واحدة


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عطا مناع - في الشأن اللاجئ