أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - يجتاحنا البرد من بعدك يا حكي














المزيد.....

يجتاحنا البرد من بعدك يا حكي


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2175 - 2008 / 1 / 29 - 00:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


لماذا أحببناك وتبعناك وآمنا بك وانصهرنا بحلمك وامتشقنا فكرك وخضنا معك المستحيل،من أنت يا ابن اللد لتفجر فينا ما مل جهدنا لتجاوزه ،غادرتنا في اللحظة الحرجة، ما أحوجنا إلى بقاءك تبعث فينا بعض الدفيء وتمدنا بأسباب الحياة وعدم الكفر بواقعنا الذي حولنا إلى مجرد مصاصي دماء لأبناء جلدتنا، لانترك فرصة إلا وننهش فيها لحم بعضنا، يا سيدي أخطئت التوقيت كان يجب عليك أن تتحمل مشاهد العار في أرضك المحتلة، على الأقل قل كلمتك أيها النبي المظلوم فيهم وارحل.

يا سيدي نحن في أرضك المحتلة موتى تكالبت علينا فئران السفينة الفاقدة لبوصلتك، لقد فقدت سفينتك شراعك الذي نسجته بعرقك ودمك، ليتحولوا إلى قراصنة يسطون على ثوابتك ومدينتك التي أحببت، لقد سلبونا حريتنا وها هم يستخدموننا عبيدا نذبح بعضنا ليشبعوا رغباتهم المريضة، لنتحول إلى حطب لمعركة لا ناقة لنا فيها ولا جمل، معركة تجرفنا بعيدا عن حلمك بفلسطين حرة عربية من نهرها إلى بحرها، معركة أتت على كل ما بنبتة وبشرت بة من عودة للاجئين ووحدة وطنية تستند لصخرة متينة لاتلين.

لن أضيف على ما قيل وما سيقال فيك، كقائد ومؤسس وملهم ومفكر تميز برؤية ثاقبة وعقائدية صلبة آمنت بان فلسطين لشعبها مها طال الانتظار وبغض النظر عن المتساقطين والمهرولين إلى التسوية التي رفضت، ما اعرفه انك آمنت بشعبك ووقفت إلى جانب فقراء شعبك في مخيمات اللجوء وكنت القائد والحكيم تدوي جراحهم وتبشرهم بالعودة للجنة المفقودة قولا وفعلا، لذلك أحببناك نحن اللاجئون والعمال والفلاحون وعشت فينا ولم نقبل بغيرك قائدا رغم تنحيك الاختياري عن قيادة سفينتنا، إلا انك بقيت فينا نذكرك في مجالسنا ونحمد اللة على وجودك يا حكيمنا ولو مقعدنا مريضا فلا باس فأنت عنوان ديمومتنا.

لقد قال الكاتب زياد أبو شاويش إن رحليك بطعم العلقم وقد أصاب، وقال الكاتب راسم عبيدات وقبل رحيلك عنا انك آخر من تبقى من عمالقة النضال وقد أصاب كبد الحقيقة، لقد قيل عنك الكثير، ولكن شتان ما بين الكلمة والواقع، انة الفراغ المخيف الذي ينذر باقتراب الجحيم، جحيم الترهل واللامبالاة والتشظي والشعور بالبرد الذي يجتاح أعماقنا ويكشف عن حقيقتنا، حقيقة دخول الشعب الفلسطيني في دائرة اليتم السياسي والفكري ووضوح الرؤيا، حقيقة غياب القادة الأوائل الذين لم يفجروا ثورة وحسب بل حافظوا على استمراريتها ، حقيقة غياب الوعي في أوساطنا لعدم إدراكنا لهول المصيبة التي نحن فيها، مصيبة الاقتتال الذي لا نهاية له، والتنازل الذي لا مبرر له، والقادة الموتى وهم إحياء، ينشرون فكر الانتقام بعكسك ويقودون الوطن إلى أسواق النخاسة في انابولس وغيرها، دون الأخذ بما قدمتم وضحيتم طيلة عقود مضت انتم الرعيل الأول.

لقد رحل الحكيم وستستمر الحياة ، حياة مليئة بالتناقض والتناحر الفلسطيني على ارض لا زالت محتلة، لن يجلسوا إلى طاولة الحوار، وستغلق المعابر من جديد، لنبدأ بجمع أشلاء ضحايا صواريخ الطائرات الاحتلالية، سيلتقي السيد الرئيس باولمرت ، وتتوالى اجتماعات قريع مع تسيفي لفني، ولن يتوقف تهويد القدس وبناء الشقق الاستيطانية، وستبقى حماس أسيرة تعنتها، رحل الحكيم وسيشيع جثمانه الطاهر في الأردن حيث مخيمات اللجوء التي عاشها في البدايات، حقه عليكم أن تكرموه وتحملوه كما حملكم وانحاز لقضيتكم، فهو الرجل الذي ذهب وترك لكم الكثير ولكنكم لا تعرفون.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الإطارات المشتعلة
- في الشأن اللاجئ
- طبقة التكنوقراط وسقوط ورقة التوت
- في الشأن اللاجئ: تمخض بوش فولد 150 مليار
- زيارة العم سام والاستئناس بالخازوق
- في الشأن اللاجئ:حق العودة في خطر
- أنفاق غزة من الممارسة الوطنية إلى البزنس الرخيص
- غزة تدق جدران الخزان... فهل من مجيب
- تكتيك مكشوف
- انابولس المذبحة للثوابت والأرض والإنسان
- مخاطر العودة الة غزة على ظهر الدبابة الاسرائيلية
- أن نفرح ونحتفل...نعم.. ولكن
- العنف الفلسطيني وتنامي الشعور بالعار
- هل إسرائيل العدو رقم واحد للفلسطينيين
- أيها اللاجئون .. عند ليبرمان القول الفصل
- هل سيفرطون بحق العودة؟ الجواب نعم
- امراء التطبيع والعبث بالمخيمات الفلسطينية
- حول الجوع والموت والاستزلام في زمن الحصار
- الأسرى في السجون الفلسطينية والتعتيم الإعلامي
- الممنوع والمسموح في زمن الانقلاب


المزيد.....




- تقرير: الاحتلال يعتقل 18 ألف فلسطيني بالضفة منذ طوفان الأقصى ...
- استمرار فعاليات التضامن مع غزة في ألمانيا
- جامعة بجنوب أفريقيا تطلق مشروعا لحماية وحيد القرن من الصيد ا ...
- توترات بين الأطراف المسلّحة بإقليم تيغراي الإثيوبي
- ما دلالات تصاعد الأحداث المتزامن في السويداء والشمال السوري؟ ...
- نقاط انتظار المساعدات.. كمائن قتل للمجوعين في غزة
- قادة أجهزة أمنيون سابقون بإسرائيل: إنجازاتنا محدودة وحرب غزة ...
- يوميات اللبنانيين مع المسيّرات الإسرائيلية بين التعود والإنك ...
- هل بدأت إسرائيل علنا تقسيم -الأقصى- مكانيا؟ وكيف يمكن ردعها؟ ...
- إدارة ترامب توقف خطط تطوير مشاريع طاقة الرياح البحرية


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - يجتاحنا البرد من بعدك يا حكي