أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - لاجئون من المهد إلى اللحد














المزيد.....

لاجئون من المهد إلى اللحد


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2265 - 2008 / 4 / 28 - 11:00
المحور: القضية الفلسطينية
    


كل ذكرى وانتم بخير

كان والدي رحمة اللة وهو الذي عايش النكبة الفلسطينية بكل تفاصيلها وكغيرة من المظلومين الفلسطينيين الذين عايشوا المذابح التي ارتكبتها العصابات الصهيونية الهاغاناة وشتيرن والأرغون، قلت: كان والدي يستغل كل مناسبة للحديث عن قريتنا زكريا القريبة من مدينة الرملة، كانت له فلسفة غريبة في وصف الأشياء وخاصة أن طبيعته الهادئة وارتباطه المجنون بالسنوات الأربع والعشرين التي عايش فيها قريتنا المحتلة، خاصة أن تلك السنوات فعلت فعلها لتبقى آثارها محفورة عميقا في قلب وعقل هذا الجيل الذي حلت علية لعنة التشرد والفقر والحنين للفردوس المفقود الحاضر دائما رغم محاولات الطمس التي مارسها الاحتلال الإسرائيلي على مدى عقود التيه .
سأعود للحديث عن ما اعتبره حقا لي يتسم بخصوصية مطلقة لا يفهمها إلا من ارتدى البنطلون المرقد وقضى طفولته حافيا جائعا مراقبا متسائلا ومراقبا لواقع طغت علية القسوة والحرمان وانتظار ما يسد الرمق من المؤسسات الاغاثية التي برزت كنتاج طبيعي للنكبة والتشرد الذي بدا أنة لا ينتهي، لكن ما كان بثلج الصدر ويريح القلب انك تعيش في مجتمع سادت بة المساواة في كل شي، فقد وحد الفقر والخيمة ومن بعدها غرفة الوكالة المصممة خصيصا للاجئين الفلسطينيين بين سكان المخيم الذين انسجموا وتناغموا مع واقعهم الاقتصادي وقهروا واقعهم بالتواصل مع الذكريات التي حملوها معهم من هناك، تلك الذكريات التي تحولت من مجرد حنين للماضي إلى فعل فجر الطاقات الكامنة لدي عشرات آلاف من المشردين الذين وجدوا الإجابة عن تساؤلات عجزت الطفولة البريئة أن تجيب عليها.
من واجبي بل من واجب كل الذين عايشوا جحيم اللجوء ولا زالوا أن يحطموا الصمت ويسقطوا ورقة التوت عن عورة من يحاول أن يزيف ويبسط معاناتنا وديمومة جحيمنا الذي سيدخل عامة الستون، ستون عاما فرقت الابن عن أبية والأخ عن اخية ليشردوا من شرق العالم إلى غربة ومن شماله إلى جنوبه، ولنتحول لقصة يتندر بها اشباة المثقفين الذين اسلخوا عن أبناء جلدتهم وأدركوا بغريزتهم الحيوانية أننا كنز لا ينضب، ركبوا الموجة وبذلوا الجهود المضنية لتحويلنا لمجرد فرجة للمستشرقين والباحثين عن المغامرة في شوارع مخيماتنا الضيقة، مستغلين حاجتنا لحشد التضامن والتعاطف معنا.
مخطئ من يعتقد إن قضية اللاجئين مجرد مناسبة سنوية نتسابق على إحيائها بالفعاليات الممولة من الجهات التي كانت سببا في نكبتنا، وجاهل حتى العظم من يكثف واقعنا البائس في مسيرة هنا ومفتاح هناك أو طبخة جريشة ورغيف من خبز الطابون. لا باس بتلك الفعاليات التي بالضرورة أن تستنهض الهمم وتعكس حالة من الاستمرارية والتفاعل المستند للوعي الهادف لواقعنا المرتكز على زرع بذرة المعرفة لقضية اللجوء في عقول الأجيال المتلاحقة، والابتعاد عن الانتقائية والسطحية التي تعتمد التلقين الموجة المحكوم بسقف لا يسمح بتجاوزه انطلاقا من موضة الواقعية الجديدة التي تجتاح المخيمات الفلسطينية وتهدف خلق بلبلة فكرية وروحية غير مبالية بالمؤامرات التي تحاك في الخفاء والعلن.
وما يثير الحنق لدى المتابع للمجريات السياسية على الساحة الفلسطينية تناقض الشعار السياسي من العملية التفاوضية مع دولة الاحتلال التي أكدت أكثر من مرة أنها لن تتفاوض على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين وإنها لا تعترف بهذا الحق الذي لا اعتقد أننا بحاجة ان يغترف بة احد لان ستون عاما ليست بالفترة الكافية لشطب ذاكرة الشعب الفلسطيني الذي لا زال متمسكا بحقوقه الوطنية، لكن الغزل السياسي الذي يمارسه بعض السياسيون الفلسطينيون مع دولة الاحتلال من خلال المبادرات الميتة قبل أن تولد فتح المجال للسجالات في الصالونات الفكرية للتشكيك بإمكانية حق العودة وسال اللعاب حول التعويض متناسين أن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم التي هجروا منها حق فردي في مضمونة ولا يحق لأي كان التفاوض علية حتى منظمة التحرير الفلسطينية التي تمثل الشعب الفلسطيني، ولكن الصفة التمثيلية التي تحملها منظمة التحرير لا تعصيها الحق بالتفاوض والتفريط بحقوق اللاجئين لأنها تفقد مبرر وجودها لأنها انطلقت لهدف تحقيق العودة.
قد تكون الذكرى الستون لتشرد الشعب الفلسطيني من أدق المحطات التي نشهدها نظرا للضغوط التي تمارس على السلطة الفلسطينية للقبول بمبدأ الدولة اليهودية والتوصل لحل ممسوخ يرتكز على إزالة بضعة حواجز من الضفة أو بعض التصاريح لشخصيات فلسطينية ودويلة فلسطينية تسيطر على التجمعات السكنية الفلسطينية، المرحلة دقيقة بسبب انقسام الشعب الفلسطيني هذا الانقسام الذي شكل وقودا لبلدوزر الاستيطان الإسرائيلي، وشرع أبواب العواصم العربية للتطبيع العلني مع دولة الاحتلال التي باتت تعرف من أين تؤكل الكتف.
المطلوب إعادة الحياة والاعتبار للإنسان اللاجئ وقضيته، واعتبار الذكرى الستين لنكبتنا وتشردنا محطة ووقفة لقراءة ما يدور في محيطنا من تفاعلات هدفها وأد قضيتنا ودفن حقوقنا المشروعة التي أؤكد أنة لا يحق لأي كان المساومة عليها والتفريط بها لأنة ببساطة لا يحق للذي لا يملك أن يعطي من لا يملك.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا الشرعية والشرعية أنا
- من المسئول عن تصفية الوطنيين في الضفة المحتلة
- مرحى للتطبيع الإعلامي !! مات شناعة
- عطوفة المحافظ : العين بالعين
- موتى على أسرة الشفاء
- الحكومة الفلسطينية وتراكم الفشل
- متى ستنضم إسرائيل للجامعة العربية
- القطط السمان والعذر الأقبح من ذنب
- إعلان صنعاء وتجار المرحلة
- الشعب الفلسطيني يريد العنب
- قيادات من ورق
- أسئلة بطعم الدم
- الهجوم على الجزيرة بسيف من خشب
- حول التكفير والإلحاد والفتاوى الهابطة
- المرأة الفلسطينية والاضطهاد المركب
- التطهير العرقي للفلسطينيين والاستحقاقات الداخلية
- لن تسقط غزة : إنها حصننا الأخير
- دور السلاح النووي في الحرب القادمة
- ليس بالقبل وحدها يحيا الإنسان
- التكفيريون وبطاقات الدخول لجهنم


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - لاجئون من المهد إلى اللحد