أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - حول السياسي والوطني والتعصب الاعمى














المزيد.....

حول السياسي والوطني والتعصب الاعمى


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2331 - 2008 / 7 / 3 - 10:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


يرزح الشعب الفلسطيني تحت ثقل بضاعة قوامها شعارات سياسية فقدت مضمونها لعدم تماشيها مع الواقع الفلسطيني الذي أنهكته الضربات الخارجية والداخلية على حد سواء، والمتتبع لما يطرح من قبل المستوى السياسي الفلسطيني بمشاربه وتلاوينة المختلفة مع عدم التعميم ينطلق من قاعدة الغاية تبرر الوسيلة، وبهذا تصبح المصالح الفئوية فوق كل الاعتبارات الوطنية وأبجدياتها التي تتحول لطلاسم يصعب حلها وخاصة عند الشرائح الأوسع والتي تشكل الأرضية الصلبة لديمومة المقاومة بأشكالها المختلفة.

الشعب الفلسطيني هو شعب المليون أسير ومئات الآلاف من الشهداء والجرحى وملايين المتمسكين بحقوقهم الوطنية رغم الجرائم والمجازر التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي والخاضعة لمنهجية تعتمد سياسة الخطوة خطوة كهدف استراتيجي لإلحاق الهزيمة النفسية والثقافية والعقائدية بالشعب الفلسطيني، غير أن دولة الاحتلال فشلت في تحقيق أهدافها المعلنة والغير معلنة بسبب تمسك الطبقات الفقيرة التي شكلت حطبا لكافة مراحل المقاومة رغم قناعتها بضعف الطبقة السياسية الفلسطينية المعاصرة التي لها حساباتها وأجندتها الخاصة.

لقد تكثفت الأحداث التي عصفت بالمشهد الفلسطيني لتعبر عن نفسها بالتشرذم وعدم وضع إستراتيجية كفاحية تعكس مصالح الكل الفلسطيني، هذا الكل الذي راقب التراكمات التي اتخذت شكل الوصفات الجاهزة عند فصائل العمل الوطني لتتوج الأداء المشوه باقتتال شكل منعطف خطير في مسار المقاومة الفلسطينية لدرجة أن تداعياته ستعيش لعقود طويلة.

الأزمة واضحة للفلسطيني العادي الذي لا يضع نظارات فصلت خصيصا لرؤية الزاوية المراد له أن يرها، تلك الزاوية التي ترسم الخط الفاصل بين السياسي والوطني وبين المقاوم والمفرط ، وإذا صح هذا القول سنصطدم بالحقيقة المرة التي أثبتتها المشاهدات بان ليس كل سياسي وطني وهذا يفسر حقيقة المخاطر التي تحدق بالساحة الفلسطينية وسياسات التضليل التي تمارس وعلى عينك يا تاجر على الشعب الفلسطيني الذي صدق الشعارات المفصلة على مقاس المرحلة لتحقيق أهداف آنية، وهذا ما حدث في الانتخابات التشريعية الثانية التي رفعت سقف التوقعات لدى المواطن الفلسطيني حول الديمقراطية والشفافية ومحاربة الفساد والإصلاح والتغير وسيادة القانون والحريات الفردية مما خلق أجواء شعبية متفائلة ومرتاحة للقادم الذي سيخلصها من السنوات العجاف التي كسرت ظهر الشعب.

الطامة الكبرى أن الوعود بجمهورية أفلاطون المثالية سقطت بعد إعلان النتائج مباشرة وتحولت للعنة حلت على الشعب الفلسطيني بسبب الأداء السياسي للفصائل الفلسطينية التي تنكرت لوعودها ودفعت بالساحة الفلسطينية للمنطقة المظلمة التي قضت على ثوابت وانجازات حققها الشعب الفلسطيني للحفاظ على نسيجه الوطني والسياسي والاجتماعي، فغابت شمس الديمقراطية وصودرت الحريات وسادت لغة الهراوة في الشوارع ناهيك عن الاعتقالات بالجملة والمس بالرموز الوطنية تحت شعار مصلحة الوطن الذي أصبح يقبل القسمة على اثنين وثلاثة وأربعة.

لقد نزلت الخلافات الداخلية الفلسطينية بردا وسلاما على دولة الاحتلال الإسرائيلي التي أعلنت الحرب على الضفة وغزة على حد سواء، واستغلت الحرب الإعلامية التي نحمد الله أنها هدأت بعد إعلان الحوار من قبل الرئيس عباس رغم أن الإعلان جاء متأخرا وهذا أفضل من استمرار حالة الخلاف التي أتاحت لدولة الاحتلال لارتكاب الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة الذي فقد المئات من أبناءة ناهيك عن الحصار الظالم وبروز شرائح مستغلة لحاجات الناس الذين لا زالوا يموتون لانعدام الأدوية وإمكانية العلاج في الخارج، والضفة الغربية ليست أحسن حالا فالاغتيالات والمداهمات المستمرة ومصادرة الأراضي وتهويد القدس.

لا يمكن للحلول الترقيعية والمواقف السياسية المرتجلة أن ترتم الفجوة التي نشأت ما بين المنهج السياسي الانتقائي والتطلعات الوطنية، خاصة أن الشعب الفلسطيني دفع ثمنا غاليا لهذا المنهج الذي عكس حالة التعصب والاصطفاف التي أحدثتها القوى السياسية برموزها التي أثبتت بخطابها الانفعالي التعصبي الذي استخدم الوطن والمواطن كشماعة لتحقيق ما يمكن تحقيقه من مكاسب فئوية، لكن سرعان ما سقط خطابهم بكل مفرداتة أمام الثقافة الوطنية التي دافعت عنها الشرائح التي لها مصلحة في الوحدة الوطنية الحامية للمشروع الوطني الفلسطيني الذي يسمي الأمور بمسمياتها سواء على صعيد الشرعيات الوطنية أو الممارسة الوطنية في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي الذي هزمته جماهير المقاومة، تكل الجماهير التي قدمت ولا زالت الكثير للوطن لإدراكها أن ما يجرى من صراع سيسقط أمام صمودها وتكاتفها وهذا ما اثبتة جميع الفلسطينيين عندما أعلنت دولة الاحتلال أنها ستحرق غزة فخرجت المسيرات في كافة أماكن التواجد الفلسطيني في فلسطين المحتلة والشتات لنؤكد ان الانفصال يعشعش في عقول السياسيين وان لا خلاف بين إفراد الشعب المتفق تلقائيا على الإصلاح الداخلي ومقاومة الاحتلال.

لا يكفي أن نستمع للشعارات الجوفاء عن أهمية إعادة اللحمة، ومن الأهمية بمكان البدء بخطوات عملية لوقف الاعتقال السياسي واتخاذ إجراءات من شانها تعزيز الثقافة المناهضة للاحتلال وضرب المثل الحقيقي الذي بالضرورة أن يتخلص من القيود الخارجية ومراكز القوى الداخلية التي وضعت المصالح الوطنية ومفرداتها خلف ظهرها، بهذا فقط نعيد الاعتبار لثقافة المقاومة ونعزز التواصل الوطني بين الأجيال التي استخدمت لإغراض داخلية، وبمعزل عن هذا الفهم سنكون كشعب وقوى سياسية كمن يسبح بعكس النهر وهذا ما يتناقض مع حركة التاريخ التي لا تكيف مع الذين يناطحونها.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحترم رفيق النتشة: القانون يحمي الفاسدين
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بطن الحوت
- البعد الأخلاقي لاستخدام الضحية كقطع غيار للقاتل
- متى ينزل اليسار الفلسطيني عن الشجرة
- المشهد الفلسطيني وثقافة الطابور
- حوار في الوقت الضائع
- مات المفتاح
- المبادرات في زمن الدكتاتوريات
- كاشف العورات
- شهداء فلسطين في طاحونة التطبيع
- كيف ولماذا: ستون عاما على النكبة
- عمال فلسطين قهر ما بعدة قهر
- اليسار الفلسطيني في بيت الطاعة
- لاجئون من المهد إلى اللحد
- أنا الشرعية والشرعية أنا
- من المسئول عن تصفية الوطنيين في الضفة المحتلة
- مرحى للتطبيع الإعلامي !! مات شناعة
- عطوفة المحافظ : العين بالعين
- موتى على أسرة الشفاء
- الحكومة الفلسطينية وتراكم الفشل


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - حول السياسي والوطني والتعصب الاعمى