أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الفيتوري - بورتريه آسيا














المزيد.....

بورتريه آسيا


أحمد الفيتوري

الحوار المتمدن-العدد: 2347 - 2008 / 7 / 19 - 07:14
المحور: الادب والفن
    


ما الذي يجعل امرأة قارة ، من الذي يؤله النساء ، كيف تكون امرأة من النساء وتكون كل النساء ، من المرأة التي ليست كالنساء وهي النساء أيضا ، ما الذي يجعل الماء ماء ، والماء كل شيء ، من تكون امرأة من الناس ككل الناس ومُصطفاء منهم ، من آسيا قارة القارات وحبيبة واحد أحد ، ما الذي يجعل امرأة ترُوم المحن، وتمنح مُضاداتها الحيوية للوجلين ومن بهم وهن.
كيف تسن أن تكون امرأة رؤم وأم حنون وصديقة ، كيف لها مُخاتلة النفس التعبة والنهوض بأعبائها دون كلل، كيف لامرأة لا تكل ، لا تمل ، لا تعرف الوهن وقد حاطها الزمان بكل رُعوناته .(رٌعونته )
كأن آسيا – هكذا اسمها – القارة الكبرى ؛ الأخت الأكبر كأنها المرأة الأولي، حواء من روضت الدهر كي نكون، أو أنها الابنة الاولي لحواء ، من تنسمت المكابدة ، ولطفت أجواء الدهر علينا ، من عصرت كبدها كأٌكسجين للنفس متى ضاقت النفوس بنا.
جالت في أيامنا دون أن تدري كدواء لمحنتنا واتخذناها قدوة .. وقدة .. وتمترسنا بها في وجه جحافل الظلم ؛ كاظيمين لأجلها ضعفنا، فآسيا قارة مُقتدرة، وإن وهن العظم منها ، كانت رئة كل ذي نفس ضيق، وكل هلوع وغير مُقتدر .. ذاك دون أن تدري ، وطبعا نحن غير دارين و لا مدركين كم هي فينا قوة، تعصرنا وتعصمنا في وجه الضيم الذي حاقنا لحقب ، وحقب بنا كما الزلزلة التي لا تريم ، و لا تأخذها سنة رحمة و لا تنام .
إن لم ينم الظلم فلم يأخذ آسيا وسن علي الظلم ، و لا عن أحبابها في دين الحرية.
امرأة غير ملول ، امرأة غير كلومة ، غير هلوع ، امرأة تحب الناس للناس ، تحب الناس وفي هذا ليس بمستطاعها التغيير فلم تكره حتى المكروهين ، حسبها أن تحب لا أن تُحب حسبُها أن تمنح ، حسبُها أن تُبلسم الجراح .
اذا وقب غاسق ، وحسد حاسد ، فعينها تعويذة للمقهورين هي في الناس كافة، هي امرأة تذوذ عن الحياة وحسب.
لا أعرف صنوا للقارة هذه ، للصمد غير أخ شقيق روحها من أٌمها وأبيها يُدعى عبد العزيز الغرابلي ، من كان روح بسمة.. فجسده تبدد في بسمة لا تفارقه ولم يفارقها حتى ساعة حاصره من الأمام المرض ، ومن الخلف السجن .
لقد غربل الزمان الذي أعيش نفسه في غربال شمس كي يضيء حياتي، ومن كانوا و لا زالوا رفقتي ، بآسيا هذه وصنوها عبد العزيز من ذهب في رحلة الدهر المعهودة ، تاركا فيّ ومضة لا تنطفيء ، وتاركا لنا كفا ظليلا في حجم كف آسيا.. حناء رطبة وندى أنعش أرواحنا من جفف حلقها السجن وحليفه الضيم .
كأن آسيا امرأة خُلقت كي تكون مظلة تسد عنا فعل الضيم في النفوس ، كي توقظنا من سراب النفس العطشة للحياة النفس التي زنزنت عن الحياة.
أي آسيا يا أم جُمانة رمان الروح الطليقة، وسعدون الفتى الذي يحمل اسم شاب ليبي صرع البغي الأيطالي ، ولم يُ صرع وإن كان من الميتين ككل الناس، أول مرة جلت عليّ في حديث في زنزانة في سجن بورتا بينتو؛ كان زوجك الآن وحبيبك دائما يذكرك كما يذكر المغيث ، فأغثنا بك، لم تكوني في حكاية من حكاياته الكثيرة التي تعرفين.. كنت الحكاية ؛ عبد الحميد البشتي الرجل الغلاب غالب السجن بك فينا، منحنا من روحه أنت ما لم تمنحنا أرواحنا المنعمة بآمال توهن غير المتيقظ، وتنعس الشغوف عن ما به.
عبد الحميد كما عبد العزيز يعرفانك فعرفناك، ولم تكوني ظنا، كنت القين الذي يصبغه الزمان كالنبيذ أو الحناء تبات ليلة كي تتوقد في صبحها.



#أحمد_الفيتوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدق أو ..
- مقبرة الأفاعي
- بورتريه الغرابلي
- ذكريات سجين سياسي ليبي
- أفيون الإيمان
- من وجد أخذ .. النفط×البترول
- السوسي
- .. وليس لي .. ما ليس لي..
- عاشور الطويبى شعرية الصمت والسكون !
- • رجب الماجري:الشعر أن يبوح المرء بنفسه .
- فرج العربي : الحداثة الشعرية التي تطاردها الأشباح !
- أطالب بحق إصدار صحيفة خاصة ومستقلة
- • يوميات
- • درنة غرام لا يمكن اعتزاله!
- ليال بورتا بينيتو
- بيتزا أحمد الفيتوري
- أنت كذبي
- جيل 57 بدايات الواقعية الليبية
- آنا حبيبتي
- احذروا غات !


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الفيتوري - بورتريه آسيا