أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد الحنفي - العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....31















المزيد.....

العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....31


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 2343 - 2008 / 7 / 15 - 03:55
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


القوى المدعوة للقيام بالعمل المشترك:.....2
وبالنسبة للشروط الموضوعية التي يجب أن تتوافر لمعرفة القوى المدعوة للقيام بالعمل المشترك، نجد أن هذه الشروط تكون اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، ومدنية، وسياسية مأزومة، تؤدى إلى تحميل الجماهير الشعبية ما لم تستطع تحمله. وهذه الشروط، بتفاعلها مع الشروط الذاتية للجماهير الشعبية، وللتنظيمات الممثلة للطبقات التي يمارس عليها الاستغلال المادي، والمعنوي، هي شروط تفرز الحاجة إلى العمل المشترك، وتدعو القوى الممثلة للطبقات الاجتماعية المقهورة إلى القيام بعمل مشترك معين، من أجل تغيير الشروط الموضوعية القائمة بشروط أحسن.

وهذا الاستنتاج القائم على الشروط الموضوعية الفارزة لمعرفة القوى المدعوة للقيام بالعمل المشترك، هي نفسها الشروط التي تفرض أن يقوم عمل مشترك بين التنظيمات الممثلة للطبقات التي يمارس عليها الاستغلال، كالعمال والتجار، والفلاحين، وسائر الأجراء في المجتمع، وباقي الشرائح، والفئات الاجتماعية غير المصنفة ضمن الطبقات الممارسة للاستغلال. فالتنظيمات المذكورة تتحمل مسئوليتها كاملة أمام الجماهير المتضررة من الاستغلال الرأسمالي الهمجي، إذا لم تقم بعمل مشترك لمحاربة ذلك الاستغلال، ورفع الحيف عن الجماهير الشعبية الكادحة المشار إلى طبقاتها، وشرائحها، وفئاتها.

وبسبب طبيعة الطبقات التي تمثلها التنظيمات المدعوة للقيام بالعمل المشترك، نستطيع أن نقول: إن الجماهير المستهدفة بالعمل المشترك، هي الجماهير المستهدفة بالاستغلال المادي، والمعنوي على اختلاف طبقاتها، وشرائحها، وفئاتها.

وانطلاقا مما سبق، نستطيع القول بأن القوى المدعوة للقيام بالعمل المشترك، هي القوى الممثلة للطبقات الاجتماعية المقهورة بالاستغلال المادي، والمعنوي، والتي تجمع بينها قواسم مشتركة: إيديولوجية، وتنظيمية، وبرنامجية، وسياسية، انطلاقا من شروط موضوعية معينة، واستهدافا لجماهير الكادحين، المدعوة بدورها إلى الانخراط في العمل المشترك، ودعمه، حتى تحقيق الأهداف المتوخاة منه.

وهذه القوى المدعوة للقيام بالعمل المشترك، يمكن تصنيفها إلى:

1) قوى يسارية عمالية، أو يسارية متطرفة، أو بورجوازية صغرى، يمكن أن تلتفي حول صيغة إيديولوجية يسارية معينة، وتصور تنظيمي مشترك، وبرنامج حد أدنى يتم الاتفاق عليه، من خلال هيئات التنظيم المشترك، ومواقف سياسية منسجمة مع طبيعة اليسار. والقوى اليسارية، لا تكون يسارية إلا باتخاذ القرارات التي تفرضها طبيعة اليسار في اتجاه بناء التنظيم المشترك، المنظم، والموجه، والقائد للعمل المشترك، والقوى اليسارية المدعوة للقيام بالعمل المشترك، لا يمكن أن تنسجم فيما بينها إلا بتعميق النظر في الممارسة اليسارية من خلال:

ا ـ القواسم الإيديولوجية المشتركة، الملخصة، والموحدة للقناعات الإيديولوجية اليسارية المختلفة، سواء تعلق الأمر بالإيديولوجية العمالية الملتزمة بقوانين الاشتراكية العلمية، أو اليسارية المتطرفة الملتزمة بقراءة تاريخية معينة للاشتراكية العلمية، قامت في تجربة تاريخية معينة. كاللينية، والماوية، والتروتسكية والغرامشية، وغيرها، مما يمكن أن نعمل على الاستفادة منه لصالح القواسم الإيديولوجية اليسارية المشتركة، أو بورجوازية صغرى تأخذ ببعض ما جاء في مختلف الإيديولوجيات بما فيه الإيديولوجية العمالية، أو إيديولوجية اليسار المتطرف، وصولا إلى الخروج بخلاصات إيديولوجية معمقة، تصلح مجتمعة لليسار، وموحدة له حتى يصلح قوة مدعوة فعلا للقيام بالعمل الإيديولوجي المشترك.

ب ـ وبناء على ما يتوصل إليه اليسار العمالي، والمتطرف، والبورجوازي الصغير، وفي نفس الاتجاه، نجد أنها ملزمة بإيجاد تصور تنظيمي مشترك فيما بينها، بناء على القواسم الإيديولوجية المشتركة، وانطلاقا من تعميق النظر في التصورات التنظيمية اليسارية، سواء كانت عمالية، أو يسارية متطرفة، أو بورجوازية صغرى، حتى تصل مكونات اليسار إلى خلاصة تنظيمية، يمكن اعتمادها في بناء تنظيم القوى اليسارية المدعوة للقيام بالعمل التنظيمي المشترك، الذي يستطيع تفعيل النضال المشترك، من أجل تحقيق مطالب اليسار المختلفة، سواء تعلقت بالجانب الاقتصادي، أو الاجتماعي، أو الثقافي، أو المدني، أو السياسي؛ لأن العمل المشترك إذا لم يتوفر له تنظيم قوي، ينظمه، ويوجهه، ويقوده، لا يستطيع أن يحقق الأهداف منه.

ج ـ وبناء التنظيم المشترك وحده ليس كافيا، إذا لم يكن هناك برنامج مشترك متكامل، ومعبر عن طموحات اليسار في تغيير الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي. ولذلك نجد أن اليسار ملزم بإخضاع برامجه المختلفة إلى تعميق الدراسة، وإلى التدقيق في الخلاصات التي يمكن أن نخلص إليها من خلال دراسة البرنامج العمالي، أو البرنامج اليساري المتطرف، أو البرنامج البورجوازي الصغير، حتى نستطيع الوصول إلى بناء برنامج متكامل، يصلح لتحقيق الأهداف الآنية، أو المرحلية، أو الإستراتيجية، إذا اعتمد في تفعيل التنظيم اليساري المفعل للعمل اليساري المشترك.

د ـ التدقيق في المواقف السياسية التي تصدر عن التنظيم المشترك، وعلى أساس وجود برنامج مشترك، حتى تصير تلك المواقف معبرة فعلا عن إرادة المنتمين إلى التوجهات اليسارية المختلفة، المدعوة إلى القيام بالعمل المشترك. ذلك أن المواق السياسية الصادرة عن التنظيم المشترك، تحتاج إلى عمق في التفكير، ودقة في التحديد، حتى تصير مواقف جماهيرية، تدفع في اتجاه الارتباط العميق بين الجماهير، وبين التنظيمات اليسارية المختلفة من جهة، وبينها، وبين التنظيم اليساري المشترك. وهذا الدقيق المطلوب في المواقف السياسية، يرفع من مستوى قيمة اليسار، وقيمة التنظيم المشترك، ومن قيمة العمل المشترك بين الجماهير المعنية بالعمل اليساري المشترك. وهو ما يترتب عنه تسييد التنظيم الذي يصير تنظيما جماهيريا.

ه ـ إخضاع أداء مناضلي التنظيم اليساري المشترك، المدعو للقيام بالعمل المشترك، في التنظيمات الجماهيرية، إلى التقويم القاضي بإعادة النظر في ذلك الأداء، من أجل الوقوف على نواقصه، والدفع في اتجاه تجاوزها، سعيا إلى صيرورة مناضلي التنظيم اليساري المشترك، وعلى جميع المستويات التنظيمية، أهلا لقيادة الجماهير في اتجاه تحسين أوضاعها المادية، والمعنوية. وهو ما يرفع شعبيتهم، ومن خلالهم شعبية اليسار، وشعبية التنظيمات اليسارية المدعوة للقيام بالعمل المشترك. فأداء مناضلي التنظيم اليساري المشترك في التنظيمات اليسارية لا يقف عند حدود معينة، بل يتجاوز كل الحدود في اتجاه تسييد كل مكونات اليسار الإيديولوجية، والتنظيمية، والبرنامجية بين افراد الشعب في كل بلد من البلاد العربية، ومن باقي بلدان المسلمين. وهذا التسييد يتم عن طريق الممارسة اليومية لمناضلي اليسار في التنظيمات الجماهيرية.

و ـ الجماهير المعنية بالعمل اليساري المشترك، الذي ينظمه، ويوجهه، ويقوده التنظيم اليساري المشترك. هذه الجماهير التي تتفاعل مع التنظيمات اليسارية بمكوناتها المختلفة، ومع التنظيم اليساري المشترك بمكوناته الإيديولوجية، والبرنامجية، والمواقفية السياسية، وأداء مناضلي التنظيم اليساري المشترك في التنظيمات الجماهيرية، من خلال القيام بالعمل المشترك، وتفعيله، حتى يستجيب لطموحات الجماهير الشعبية المعنية بالعمل اليساري المشترك.

فالجماهير المعنية بالعمل اليساري المشترك، والمتفاعلة في إطار عمله المشترك، تلعب دورا رائدا في جعل اليسار يتطور من خلال تفاعله مع الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، في أفق التأثير فيه، من أجل تغييره لصالح الجماهير، وبها، وسعيا إلى تحقيق الأهداف المحددة في البرنامج اليساري المشترك، سواء كانت آنية، أو مرحلية، أو إستراتيجية.

وإذا كان دورا الجماهير المعنية بالعمل اليساري المشترك حاضرا في الممارسة اليومية للتنظيم اليساري المشترك، فإن هذا التنظيم أيضا يلعب دورا رائدا في رفع مستوى وعي الجماهير الشعبية على جمع المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية. هذا الوعي الذي الذي يصير يساريا صرفا، يجعل الجماهير تزداد تفاعلا مع العمل اليساري المشترك، الذي يتحول إلى عمل جماهيري، مما يسهل تحقيق الأهداف المرسومة، والمتمثلة، بالخصوص، في تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.

وبذلك نجد أن انسجام القوى اليسارية المدعوة للقيام بالعمل المشترك، لا يتم إلا على أساس قيام قواسم إيديولوجية يسارية مشتركة، وتصور تنظيمي مشترك، وبرنامج مشترك، ومواقف سياسية مشتركة، وأداء مناضلي التنظيم اليساري المشترك في التنظيمات الجماهيرية، والجماهير الشعبية المعنية بالعمل اليساري المشترك، لتصير القوى اليسارية، بذلك الانسجام، مؤثرة في الواقع، ومتفاعلة معه، وسائدة، ومفعلة للعمل المشترك، حتى يحقق أهدافه كما يتصورها اليسار.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....30
- العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....29
- العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....28
- العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....27
- العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....26
- العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....25
- العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....24
- العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....23
- العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....22
- عرش بوبكر: المناضل الطليعي الشامخ، الذي أعجزه المرض عن مواصل ...
- العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....21
- العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....20
- العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....19
- الصحافة المستقلة، والافتقار إلى ممارسة الاستقلالية!!!… ..... ...
- الصحافة المستقلة، والافتقار إلى ممارسة الاستقلالية!!!… ..... ...
- الصحافة المستقلة، والافتقار إلى ممارسة الاستقلالية!!!… ..... ...
- الصحافة المستقلة، والافتقار إلى ممارسة الاستقلالية!!!… ..... ...
- الصحافة المستقلة، والافتقار إلى ممارسة الاستقلالية!!!… ..... ...
- العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....18
- العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....17


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد الحنفي - العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....31