أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد الحنفي - عرش بوبكر: المناضل الطليعي الشامخ، الذي أعجزه المرض عن مواصلة النضال، إلى أن وفاه الأجل...















المزيد.....

عرش بوبكر: المناضل الطليعي الشامخ، الذي أعجزه المرض عن مواصلة النضال، إلى أن وفاه الأجل...


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 2323 - 2008 / 6 / 25 - 10:38
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


عرش بوبكر الإنسان:

بتاريخ 20/6/2008 فارقنا المناضل الطليعي الكبير الأخ، والرفيق، والمناضل، والإنسان عرش بوبكر، وإلى الأبد. فكان فراقه خسارة كبرى بالنسبة للشعب المغربي، وبالنسبة لمناضلي الحركة التقدمية، واليسارية، والديمقراطية، وبالنسبة لمناضلي حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.

وهذا الفقدان، بالنسبة إلى هؤلاء جميعا، يحضر معه فقدان الإنسان؛ لأن الأخ بوبكر، كسائر أفراد أسرته، اختصر في شخصيته كل ملامح الإنسانية النابعة من التراث الإنساني، ومن المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.

عمل كل جهده على أن تحضر القيم الإنسانية النبيلة في علاقته بأبنائه، وبأقاربه، وبالمناضلين، وبتلاميذه، وبعامة الناس، وخاصتهم، وكأن الإنسانية اختارته لأن يكون كذلك.

ولإنسانيته، كان يحظى بحب الجميع، وتقديرهم، وبرغبة الجميع في الاسترشاد بشخصيته، التي لا تتبدل أبدا، حتى ودعنا، ليخلف وراءه مثالا يقتدى به في التضحية من أجل سيادة قيم الإنسان.

عرش بوبكر المناضل الحقوقي:

ونظرا لتشبع الأخ، والرفيق، والمناضل، والإنسان، بقيم الإنسانية، فإنه وجد نفسه مناضلا من أجل إشاعة تلك القيم في المجتمع المغربي، فارتبط، ومند نعومة أظفاره، بما هو جميل في واقع الحياة، وفي الفكر، وفي التاريخ الإنساني، وعمل على بث قناعته في ممارسة مهنة التعليم منذ بداية ستينيات القرن العشرين، إلى أن تقاعد عن العمل، وبادر إلى الانخراط في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان منذ تأسيسها في سنة 1979، وعمل، إلى جانب رفاقه في الدرب الحقوقي، على تأسيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بقلعة السراغنة سنة 1989، وحرص على أن تحترم حقوق الإنسان بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وحتى يربط بين القول، والفعل في ممارسته اليومية، من أجل أن تسود حقوق إنسان في الواقع المعيش، ومن أجل أن يتمكن المواطنون من التمتع بحقوقهم المختلفة، كما هي في المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، انطلاقا من مدينته التي قضى فيها حياته، والتي ترسخ فيها النضال الحقوقي الذي صار يشكل جزءا من الحياة اليومية، والتي غادرها، وحقوق الإنسان لازالت تعرف انتهاكات جسيمة على المستوى الوطني، وعلى المستوى المحلي.

عرش بوبكر المناضل النقابي:

وكامتداد للنضال الحقوقي للأخ، والرفيق، والمناضل عرش بوبكر، ناضل، ومنذ التحاقه بالعمل في بداية الستينيات من القرن العشرين، من أجل تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية لنساء ورجال التعليم، ولباقي الأجراء، وطليعتهم الطبقة العاملة، من خلال انتمائه الى الإتحاد المغربي للشغل، ومساهمته في بناء النقابة الوطنية للتعليم، وفي تأسيس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل. وكنتيجة لنضالاته النقابية، تعرض خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، إلى مضايقات مكثفة، كانت تتوج إما بالاعتقال الظرفي في مخفر الشرطة، وإما بالسجن، والمحاكمة، كما حصل في 20 يونيو 1981، و 8 مايو 1983، التي ترتب عنها التوقيف عن العمل ابتداء من يونيه 1981، إلى سنة 1988، ليتعرض، بسبب ذلك التوقيف، إلى التجويع، والقهر، والحرمان من الحصول حتى على الحاجيات الضرورية، وبعد رجوعه إلى العمل، وبسبب الالتفاف على المنظمة النقابية في قلعة السراغنة من قبل الجهات المعينة، التي مارست كافة أشكال التحريف النقابي، ساهم في تأسيس، وفي بناء الاتحاد المحلي للإتحاد المغربي للشغل، الذي صار مقصد العمال، والأجراء في القطاعين: العام، والخاص.

وما يجب أن نسجله بمداد الفخر، والاعتزاز، أن المكاسب التي تحققت للعمال، والأجراء في القطاعين: العام، والخاص، لم يكن الأخ، والرفيق، والمناضل عرش بوبكر بعيدا عنها، وقد ظل وفيا للعمال، والأجراء، إلى أن وفاه الأجل، لتفقد الطبقة العاملة مناضلا نقابيا وفيا، قلما تجود الظروف بمثله.

عرش بوبكر المناضل الطليعي:

وانطلاقا من إخلاصه للطبقة العاملة، وباقي الأجراء، نجد أن الأخ، والرفيق، والمناضل بوبكر عرش، يرتبط بالحركة العمالية، من خلال ارتباطه بالحركة الاتحادية الأصيلة، ومعايشته لكافة أشكال القمع التي مورست على مناضليه، انطلاقا من اعتقالات الستينيات، والسبعينات، والثمانينات، وما أعقبها من محاكمات على مدى هذه العقود، وانتهاء باعتقالات ومحاكمات 1997، بسبب مقاطعة حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي للانتخابات البرلمانية حينذاك.

وكما حصل في مقاومته لتحريف العمل النقابي، وحرصه على إنتاج عمل نقابي صحيح، فإن الأخ، والرفيق، والمناضل الطليعي، قاوم التحريف السياسي داخل الحركة الاتحادية، حيث كان من المناضلين الذين قاوموا الخط الانتخابي، وتمسكوا بالخط النضالي الديمقراطي منذ انعقاد المؤتمر الاستثنائي، مرورا بالمؤتمر الوطني الثالث للاتحاد الاشتراكي، وانتهاء بمحطة 8 مايو 1983، حيث انفرزت من داخل الحركة الاتحادية الحركة الاتحادية الأصيلة، لتصير في الواقع حركتان: حركة اتحادية يقودها المكتب السياسي الذي وقف وراء اعتقال 34 مناضلا اتحاديا أصيلا، من بينهم الأخ، والرفيق، والمناضل بوبكر عرش، وحركة اتحادية أصيلة يقودها أعضاء اللجنة الإدارية، الذين أودعو سجن لعلو، وحوكموا ابتدائيا، واستئنافيا، وصدرت في حقهم أحكام بالسجن تراوحت بين سنتين موقوفتي التنفيذ، وسنة نافدة، وثلاث سنوات نافدة، وقد كان من بين المحكومين بسنة نافذة الأخ، والرفيق، والمناضل عرش بوبكر.

وكنتيجة لذلك، فقد صار الأخ، والرفيق، والمناضل بوبكر عرش مناضلا عماليا، وطليعيا لا ينازع، ساهم في إيجاد حركة طليعية متميزة في جهة مراكش، ثم في إقليم قلعة السراغنة، من خلال قيادته لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي بالجهة، ثم بالإقليم، منذ أخذ وصل الاعتراف بحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، فكان إقليم قلعة السراغنة أول إقليم وضع ملفه التنظيمي لدى السلطة المحلية، وأول إقليم يتخذ له مقرا لهذا الحزب العتيد.

والخلاصة:

أن الأخ، والرفيق، والمناضل عرش بوبكر، كان مثالا للمناضل الوفي، الذي فتح أركان بيته للمناضلين على المستوى المحلي، والإقليمي، والجهوي، والوطني، وللمناضلين الوافدين عليه من الشمال، والجنوب، والشرق، والغرب، وغير ذلك مما لا يمكن نسيانه أبدا. وهو ما يجعل الأخ، والرفيق، والمناضل عرش بوبكر حاضرا، رغم وفاته، بين الجماهير، وبين العمال، والأجراء، وبين المناضلين الشرفاء، وبين المناضلين الطليعيين.

ومما يزيد ني اعتزازا بهذا المناضل الفذ، الذي افتقدنا جسده، ولم تفتقد روحه، أن رفيقة دربه في الحياة الأخت خديجة، وبناته، وأبنائه يعتبرون منزل المناضل، والأخ، والرفيق عرش بوبكر، لكل المناضلين الشرفاء، ولمناضلي حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي بالخصوص.

فتم مطمئنا، في مرقدك الأخير، أيها المناضل الذي نعتز بتضحياته.

ونم مطمئنا على حركتك التي ساهمت في بنائها، لأن من ربيتهم على الصمود، والتضحية، سيستمرون في الصمود، والتضحية، إلى أن تتحقق الأهداف الكبرى التي ضحيت صامدا من أجلها، والمتمثلة في تحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية.

فوداعا لجسدك أيها الأخ، والرفيق، والمناضل الكبير عرش بوبكر.

ومرحبا بعطائك، وتضحياتك، مثالا للمناضلين الأوفياء، المستمرين على طريقك.

رفيق درب نضالك: محمد الحنفي

ابن جرير في 23/06/2008



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....21
- العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....20
- العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....19
- الصحافة المستقلة، والافتقار إلى ممارسة الاستقلالية!!!… ..... ...
- الصحافة المستقلة، والافتقار إلى ممارسة الاستقلالية!!!… ..... ...
- الصحافة المستقلة، والافتقار إلى ممارسة الاستقلالية!!!… ..... ...
- الصحافة المستقلة، والافتقار إلى ممارسة الاستقلالية!!!… ..... ...
- الصحافة المستقلة، والافتقار إلى ممارسة الاستقلالية!!!… ..... ...
- العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....18
- العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....17
- العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....16
- العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....15
- الشارع الرئيسي بين إهدار المال العام وتشريد مآت الأسر ... !! ...
- العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....14
- العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....13
- العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....12
- العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....11
- العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....10
- العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....9
- العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....8


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد الحنفي - عرش بوبكر: المناضل الطليعي الشامخ، الذي أعجزه المرض عن مواصلة النضال، إلى أن وفاه الأجل...