العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....10

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 2284 - 2008 / 5 / 17 - 10:44
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    

إلى:

ـ الطبقة العملة في عيدها الأممي (فاتح مايو 2008).

ـ أحزاب الطبقة العاملة الساعية إلى استعادة الأمل في تحقيق الاشتراكية.

ـ من أجل العمل على تطوير الأداء النضالي في أفق استنهاض الطبقة العاملة.

ـ من أجل تحقيق الاشتراكية كبديل للنظام الرأسمالي الهمجي العالمي.
أهمية العمل المشترك:....1

فما هي الأهمية التي يكتسيها العمل المشترك؟

وما مصدر تلك الأهمية؟

وما هي مستوياتها؟

إن أهمية العمل المشترك هي في نجاعة العمل المشترك نفسه، انطلاقا من كونه عملا مشتركا بين مجموعات من المكونات التي استطاعت أن تعمل على إيجاد قواسم مشتركة فيما بينها، كأسس لقيام تنظيم معين: تنسيقي، أو تحالفي، أو تجمعي، أو جبهوي، من أجل تنظيم، وتفعيل، وقيادة العمل المشترك، في أفق تحقيق اهداف آنية، أو مرحلية، أو استرتيجية.

ويكتسي العمل المشترك، كذلك، أهمية من خلال القواسم المشتركة بين التنظيمات المساهمة فيه من خلال:

1) القواسم الإيديولوجية المشتركة:

وهل هي قواسم ايديولوجية إقطاعية؟

أو بورجوازية تابعة؟

أو بورجوازية ليبرالية؟

أو بورجوازية صغرى؟

أو عمالية؟

أو يسارية متطرفة؟

أو يمينية متطرفة؟

وما هي درجة التقارب، أو التباعد بين مختلف الإيديولوجيات؟

وما دور التقارب في إيجاد قواسم إيديولجية مشتركة؟

وهل هي في مستوى تفعيل العمل المشترك؟

أم أنها لا ترقى إلى ذلك أبدا؟

وما دور التباعد في استحالة قيام عمل مشترك بين التنظيمات المتباعدة إيدولوجيا؟

وما هي الحمولات الإيديولوجية التي تقتنع بها التنظيمات المختلفة، والتي يمكن أن تقوم بها قواسم مشتركة؟

فالقواسم المشتركة الإيديولوجية، باعتبارها تعبيرا عن المصالح المشتركة، بين بعض الطبقات الاجتماعية، وبين التنظيمات الممثلة لتلك الطبقات، تلعب دورا أساسيا في تمهيد الطريق، وتذليل الصعاب، وإزالة العوائق أمام قيام عمل مشترك بين التنظيمات المتقاربة إيديولوجيا، ومن هنا كانت، ولا زالت، وستبقى أهمية القواسم الإيديولوجية المشتركة، مما يعطى للعمل المشترك أهمية خاصة.

2) القواسم التنظيمية المشتركة التي قد تكون قواسم إقطاعية، أو قواسم بورجوازية تابعة، أو بورجوازية ليبرالية، أو بورجوزاية صغرى، أو عمالية، أو يسارية متطرفة، أو يمينية متطرفة.

ذلك أن القواسم التنظيمية تساهم، بشكل كبير، في جعل التنظيمات المتقاربة تنظيمات تسعى إلى إقامة تنظيم معين، من أجل تنظيم، وتوجيه، وقيادة عمل مشترك معين، لخدمة مصلحة معينة، ذات طبيعة وطنية، أو قومية، أو طبقية، أو جماهيرية عامة.

وتعتبر القواسم التنظيمية ذات أهمية خاصة، نظرا لدورها، كذلك، في تمهيد الطريق، وتذليل الصعاب أمام قيام عمل مشترك بين تنظيمات معينة. وطبيعتها هي التي تعطي للعمل المشترك أهمية معينة.

فالعمل المشترك بين التنظيمات ذات الطبيعة الإقطاعية، له أهميته بالنسبة للإقطاعيين، وهي غيرها بالنسبة للعمل المشترك بين التنظيمات ذات الطبيعة البورجوازية التابعة، او البورجوازية الليبرالية، أو البورجوازية الصغرى، أو العمالية، أو اليسارية المتطرفة، أو اليمينية المتطرفة. وهكذا... ذلك ان اختلاف طبيعة كل مجموعة من التنظيمات، يترتب عنه اختلاف نوعية العمل المشترك، الذي يمكن أن يقوم بينها. واختلاف أهمية ذلك العمل، بسبب اختلاف القواسم المشتركة، من مجموعة تنظيمية إلى مجموعة تنظيمية أخرى.

3) القواسم المشتركة البرنامجية، التي تختلف بدورها من مجموعة تنظيمية، إلى مجموعة تنظيمية أخرى، سواء تعلق الأمر بالبرامج ذات الطبيعة الإقطاعية، أوالبورجوازية التابعة، أو البورجوازية اللبيرالية، أو البورجوازية الصغرى، أوالعمالية، أو اليسارية المتطرفة، أو اليمينية المتطرفة؛ لأن القواسم المشتركة البرنامجية، باعتبارها خلاصة مركزة لمجموع برامج التنظيمات، تعتبر ذات أهمية خاصة، سواء تعلق الأمر بالبرامج الاقتصادية، أو الاجتماعية، أو الثقافية، أو السياسية، ما دامت تلك البرامج مجالا للعمل المشترك، وموجها ل،ه في أفق جعله يسعى إلى تحقيق الأهداف المحددة إيديولوجيا، وتنظيميا، وسياسيا، على المستوى الآني، أو المرحلي، أو الإستراتيجي.

4) وما قلناه في القواسم المشتركة الإيديولوجية، أو التنظيمية، أو البرنامجية، فيما يخص أهميتها، يمكن استحضارها بالنسبة لأهمية العمل المشترك السايسي / الميداني، الذي يلعب دورا كبيرا توطيد العلاقة بين التنظيم المنظم، والموجه، والقائد للعمل المشترك، وبين الجماهير المعنية بذلك.

وأهمية القواسم المشتركة السياسية، تبقى حاضرة في التنظيم المنظم، والموجه، والقائد للعمل المشترك، سواء تعلق الأمر بالتنظيم ذي الطبيعة الإقطاعية، أو البورجوازية التابعة، أو البورجوازية الليبرالية، أو البورجوازية الصغرى، أو العمالية، أو اليسارية المتطرفة، أو اليمينية المتطرفة؛ لأن هذه الأهمية المضاعفة، تؤدى وظيفتين أساسيتين:

الوظيفة الأولى: تحقيق وحدة التنظيمات المساهمة في بناء التنظيم المنظم، والموجه، والقائد للعمل المشترك، الهادف إلى تحقيق أهداف معينة، تخدم مصلحة الطبقات التي تمثلها تلك التنظيمات.

الوظيفة الثانية: توطيد علاقة التنظيمات المساهمة في بناء التنظيم المنظم، والموجه، والقائد للعمل المشترك، والمستهدف بالقواسم السياسية المشتركة.

وبذلك نصل إلى أن القواسم المشتركة الإيديولوجية، والتنظيمية، والبرنامجية، والسياسية، تلعب دورا كبيرا في تكريس أهمية العمل المشترك، الذي تساهم فيه تنظيمات تنظيمات معينة، انطلاقا من برنامج مشترك معين، لتحقيق أهداف معينة. وهذه الأهمية تعطى للعمل المشترك سلطة الفعل الذي لا يكون إلا جماعيا، من أجل استفادة أغلب الجماهير من ذلك الفعل، وعلى جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

ومصدر أهمية العمل المشترك، تأتى من:

1) طبيعة التنظيمات المساهمة في بناء التنظيم المنظم، والموجه، والقائد للعمل الشترك:

وهل هي تنظيمات إقطاعية؟

أو بورجوازية تابعة؟

أو بورجوازية لبيرالية؟

أو بورجوازية صغرى؟

أو عمالية؟

أو يسارية متطرفة؟

أو يمينية متطرفة؟

لأنه بقدر ما تتسع دائرة المستفيدين من العمل المشترك، تحضر أهميته بشكل مكثف، وبقدر ما تضيق، تتراجع تلك الأهمية إلى الوراء.

2) طبيعة الإيديولوجيات التي تقف ورا قيام تقارب بين التنظيمات المساهمة في بناء التنظيم المنظم، والموجه، والقائد للعمل المشترك:

وهل هي إيديولوجيات ذات طبيعة إقطاعية؟

أو بورجوازية تابعة؟

أو بورجوازية ليبرالية؟

أو بورجوازية صغرى؟

أو عمالية؟

أو يسارية متطرفة؟

أو يمينية متطرفة؟

لأنه بقدر ما تتسع دائرة الذين تعبر تلك الإيديولوجية عن مصالحهم، بقدر ما تزداد أهمية العمل المشترك، وبقدر ما تضيق تلك الدائرة، بقدر ما تتراجع أهمية العمل المشترك إلى الوراء.

3) طبيعة البرامج المعتمدة في إيجاد تنظيم منظم، وموجه، وقائد للعمل المشترك:

وهل هي برامج ذات طبيعة اقطاعية؟

أو بورجوازية تابعة؟

أو بورجوازية ليبرالية؟

أو بورجوازية صغرى؟

أو عمالية؟

أو يسارية متطرفة؟

أو يمينية متطرفة؟

لأنه بقدر ما تعكس البرامج طموحات قطاعات عريضة، بقدر ما تزداد اهمية العمل المشترك، المنطلق من تلك البرامج، وبقدر ما تضيف مساحة الجماهير التي تستفيد من اعتماد تلك البرامج في العمل المشترك، بقدر ما تتراجع تلك الأهمية إلى الوراء.

ولذلك فالحرص على ان تعكس طبيعة البرامج طموحات الجماهير العريضة، هو نفسه الحرص على أن تكون للعمل المشترك أهمية عظمى.

4) طبيعة المواقف السياسية، التي قد تكون إقطاعية، أو بورجوازية تابعة، أو بورجوازية ليبرالية، أو بورجوازية صغرى، أو عمالية، أو يسارية متطرفة، أو يمينية متطرفة.

فهذه الطبيعة هي التي ترفع مكانة العمل المشترك، وتجعل أهميته حاضرة بكثافة في فكر، وممارسة التنظيمات المساهمة في بناء العمل المشترك، أو تجعله غير ذي قيمة، إذا لم يعبر إلا عن إردة طبقة اجتماعية، لا تشكل إلا قلة ضئيلة من المجتمع، كما هو الشأن بالنسبة للطبقات الممارسة للاستغلال المادي، والمعنوي للمجتمع، كالإقطاع، والبورجوازية التابعة، والبورجوازية على سبيل المثال.

وبذلك نجد أن مصدر أهمية العمل المشترك، يرتبط بطبيعة التنظيمات، وإيديولوجيتها، وبرامجها، ومواقفها السياسية، نظرا للعلاقة الجدلية القائمة بين هذه الأهمية، وبين تلك الطبيعة، مما يجعل قوة العمل المشترك ترتبط بأهميته. وأهميته ترتبط بطبيعة المصدر.

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات