العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....23

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 2327 - 2008 / 6 / 29 - 10:41
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    

إلى:

ـ الطبقة العملة في عيدها الأممي (فاتح مايو 2008).

ـ أحزاب الطبقة العاملة الساعية إلى استعادة الأمل في تحقيق الاشتراكية.

ـ من أجل العمل على تطوير الأداء النضالي في أفق استنهاض الطبقة العاملة.

ـ من أجل تحقيق الاشتراكية كبديل للنظام الرأسمالي الهمجي العالمي.
ضرورة العمل المشترك:.....6

واذا كانت علاقة اداء مناضلي التنظيم المشترك في التنظيمات الجماهيرية، بمختلف أبعاد التنظيم المشترك: الإيديولوجية، والتنظيمية، والبرنامجية، والجماهيرية، بهذه الأهمية، فإن علاقة الجماهير المعنية بالعمل المشترك الجدلية، بمختلف ابعاد التنظيم المشترك، لا تقل أهمية عن أداء مناضلي التنظيم المشترك.

ولذلك نجد أن علاقة الجماهير الشعبية المعنية بالعمل المشترك، بالمجالات التي لها علاقة بالتنظيم المشترك، تقتضي قيام:

1) علاقة جدلية مع القواسم الإيديولوجية المشتركة، باعتبارها قواسم ايديولوجية معبرة عن المصالح الطبقية لسائر الجماهير الشعبية الكادحة، بصيرورتها إيديولوجية هذه الجماهير التي تعمل على تسييدها في أنسجة المجتمع المختلفة، واعتمادها أداة لممارسة الصراع الإيديولوجي على المستوى المجتمعي. وهذا الصراع هو الذي يكشف جوانب النقص في القواسم الإيديولوجية المشتركة، والتي تعرقل صيرورتها إيديولوجية المجتمع ككل، مما يؤهلها لإعادة النظر في أفق تأهيلها لمواجهة التحديات المطروحة عليها، سعيا إلى صيرورتها سائدة في المجتمع، وفي كل بلد من البلدان العربية، ومن باقي بلدان المسلمين. وفي نفس الوقت، فإن عملية تطور، وتطوير القواسم الإيديولوجية المشتركة، يرفع من مستوى الوعي الإيديولوجي للجماهير المستهدفة بالعمل المشترك، وسيجعلها أكثر حرصا على الانخراط في العمل المشترك، الذي يسعى إلى تحقيق مصالحها الطبقية، وإلى رفع الحيف عنها في مختلف المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية. وهو ما يعنى قيام تفاعل إيجابي بين الجماهير المعنية بالعمل المشترك، وبين القواسم الإيديولوجية المشتركة، مما ينتج عنه التطور، والتطوير المتبادلين.

2) علاقة جدلية مع التنظيم المنظم، والموجه، والقائد للعمل المشترك؛ لأن إشعاع هذا التنظيم في صفوف الجماهير الشعبية المعنية بالعمل المشترك، يجعله يتوسع، وتوسعه أفقيا، وعموديا، يجعل القوانين التنظيمية المشتركة، لا تستجيب، بما فيه الكفاية، لذلك التوسع. وهو ما يعني ضرورة إعادة النظر في الأساليب التنظيمية المعتمدة في التنظيم المشترك على مستوى القانون الأساسي، والنظام الداخلي، وعلى مستوى الهيكلة الأفقية، والعمودية، حتى يستطيع القدرة على التعاطي، وبشكل ايجابي، مع التوسع التنظيمي في صفوف الجماهير المعنية بالعمل المشترك. وهو ما يؤدي إلى إشاعة تربية تنظيمية في صفوف الجماهير الشعبية، تقودها، بالضرورة، إلى الانخراط في الإطارات النقابية، والجمعيات، والأحزاب السياسية، وفي التنظيم المشترك في نفس الوقت. وهو ما يعنى أن علاقة الجماهير الشعبية المعنية بالتنظيم المشترك، هي علاقة تفاعلية منتجة كذلك للتطور، والتطوير المتبادلين.

3) علاقة جدلية مع البرنامج المشترك، موضوع تفعيل العمل المشترك في صفوف الجماهير الشعبية المعنية بالعمل المشترك. ذلك أن تعاطي الجماهير مع البرنامج المشترك، يرتبط بكونه يسعى إلى تحقيق طموحاتها المادية، والمعنوية، في مختلف المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، مما يجعل الجماهير الشعبية المعنية بالعمل المشترك تزداد ارتباطا بالتنظيم المشترك، فتنخرط فيه، وتساهم في تفعيل برنامجه، وتزداد حماسا للعمل من أجل تحقيق أهدافه المسطرة، والمحددة، وحماس الجماهير المعنية بالعمل المشترك. وأثناء مساهمتها في تنفيذ العمل المشترك، لابد أن تكشف عن جوانب النقص التي تدفع إلى إعادة النظر في البرنامج المشترك، من أجل تجاوز تلك الجوانب، وجعل البرنامج المشترك اكثر استجابة لحاجيات الجماهير المعنية بالعمل المشترك، وأكثر تحفيزا على الانخراط فيه، وأكثر حرصا على تفعيل التنظيم المشترك. وهوما يؤكد على العلاقة التفاعلية القائمة بين الجماهير الشعبية المعنية بالعمل المشترك، وبين البرنامج المشترك.

4) علاقة جدلية مع المواقف السياسية للتنظيم المشترك. هذه المواقف التي تنقل التنظيم المشترك إلى مستوى الاهتمامات الآنية: المرحلية، والإستراتيجية للجماهير الشعبية المعنية بالعمل المشترك، فتزداد الجماهير تفاعلا مع المواقف السياسية، ومن خلالها، مع التنظيم المشترك، الذي يصير هدفا، ووسيلة بقواسمه الإيديولوجية المشتركة، وببرنامجه المشترك، وبأداء مناضليه في التنظيمات الجماهيرية المختلفة، الأمر الذي يجعل التنظيم قويا، وقواسمه الأيديولوجية سائدة، وبرنامجه مفعلا، ومواقفه السياسية معبرة عن طموحات الجماهير الشعبية، وأداء مناضليه في التنظميات الجماهيرية مدعاة للانخراط في العمل المشترك. وفي نفس السياق، فإن الجماهير الشعبية تعتبر بمثابة مختبر لصحة المواقف السياسية، أو عدم صحتها، وعلى جميع المستويات، وفي مختلف المجالات، وهو ما يعتبر مدعاة إلى جعل التنظيم المشترك يخضع مواقفه السياسية إلى التدقيق، حتى تصير أكثر تعبيرا عن طموحات الجماهير الشعبية المعنية بالعمل المشترك، وأكثر تحفيزا لها على العمل على تحقيق أهداف العمل المشترك: الآنية، والمرحلية، والإستراتيجية. وهو ما يعنى تلازم التفاعل بين الجماهير الشعبية المعنية بالعمل المشترك، وبين المواقف السياسية التي يتخذها التنظيم المشترك. وهو تلازم منتج للتطور، والتطوير المتبادلين بين الجماهير الشعبية، وبين المواقف السياسية للتنظيم المشترك.

5) علاقة جدلية مع أداء مناضلي التنظيم المشترك في الإطارات الجماهيرية. ذلك الأداء الذي يعتبر تعبيرا عن طموحات الجماهير المعنية، وعن سعيها إلى تحقيق الأهداف المشتركة، لعملها من أجل ذلك، مما يوثق علاقتها بالتنظيمات الجماهيرية من جهة، ويعمل على تحقيق الأهداف المسطرة في برامج تلك التنظيمات ذات الطابع الآني من جهة ثانية، ويجعلها تنخرط في العمل المشترك، في أفق تحقيق الأهداف المرحلية، والإستراتيجية من جهة ثالثة، خاصة، وأن أداء مناضلي التنظيم المشترك، ينقل النظرية السائدة في التنظيم المشترك إلى الممارسة، من خلال ذلك الأداء. الأمر الذي يعتبر أكثر تاثيرا في صفوف الجماهير المعنية بتفعيل برامج المنظمات الجماهيرية المختلفة. غير أن الجماهير المعنية عندما تنساق وراء اداء مناضلي التنظيم المشترك، من خلال التنظيمات الجماهيرية، لا بد أن تكشف جوانب النقص في ذلك الأداء، مما يجعل مناضلي التنظيم المشترك يراجعون أداءهم من خلال التنظيم المشترك، من أجل جعل رفع مستوى أدائهم في التنظيمات الجماهيرية، متجاوزين جوانب النقص، وساعين إلى جعل أدائهم في مستوى توجيه ممارسة الجماهير المعنية بعمل التنظيمات الجماهيرية، حتى تنخرط في العمل الجماهيري من الباب الواسع، ليصير بذلك تبادل التأثير، والتأثر بين الجماهير المعنية بالعمل المشترك، وبين أداء مناضلي التنظيم المشترك في التنظيمات الجماهيرية. وهو ما يقود إلى التطور، والتطوير المتبادلين في الممارسة.

وبذلك يتبين أن الجماهير المعنية بالعمل المشترك، تجد نفسها مضطرة لإقامة علاقة جدلية مع القواسم الإيديولوجية المشتركة، ومع التنظيم المشترك، ومع البرنامج المشترك، ومع المواقف السياسية التي يتخذها التنظيم المشترك، ومع أداء مناضلي التنظيم المشترك، بهدف تبادل التطور، والتطوير في مختلف المستويات، وفي جميع المجالات، سعيا إلى جعل العمل المشترك وسيلة ناجعة لتحقيق الأهداف الآنية، والمرحلية، والإستراتيجية، التي تخدم مصالح الجماهيري المعنية بالعمل المشترك.

وبهذه الخلاصات التي وقفنا عليها، من خلال تناولنا لفقرات ضرورة المشترك، نجد أن هذه الضرورة تبقى حاضرة في الزمان، والمكان، حضور العمل المشترك نفسه، الذي يقف أولا وراء وجود القواسم الإيديولوجية المشتركة، ووراء التنظيم المشترك، المنسجم مع تلك الإيديولوجية، ووراء وجود البرنامج المشترك، باعتباره وسيلة للتنظيم المشترك، ووراء المواقف السياسية التي يتخدها التنظيم المشترك، ووراء أداء مناضلي التنظيم المشترك في الإطارات الجماهيرية، ووراء تحديد الجماهير المستهدفة بالعمل المشترك، ويقف ثانيا وراء قيام تفاعل منتج للتطور، والتطوير، بين هذه المكونات جميعا، كما وضحنا ذلك بما فيه الكفاية، سعيا إلى إنضاج الشروط الضرورية لتحقيق أهداف العمل المشترك الآنية، والمرحلية، والإستراتيجية، والمتمثلة في التحسين المستمر لأوضاع الجماهير المعنية بالعمل المشترك: المادية، والمعنوية، وفي تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، كأهداف استيراتيجية تتحقق في ظل دولة قائمة على أساس دستور ديمقراطي كدولة مدنية، ديمقراطية، علمانية، وكدولة للحق، والقانون، لتكون بذلك ضرورة العمل المشترك قد حققت أهدافها.

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات