أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - عن نقد الأستاذ عمار ديوب لمشروع الرؤية السياسية الجديدة














المزيد.....

عن نقد الأستاذ عمار ديوب لمشروع الرؤية السياسية الجديدة


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2339 - 2008 / 7 / 11 - 11:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا بد من الاتفاق مع ما ذهب إليه الأستاذ ديوب من أن مشروع الرؤية السياسية الجديدة لم يقارب مباشرة خطاب حركة حماس و التيار الأصولي , رغم أنه قد فعل ذلك ضمنا , فمشروع الرؤية السياسية يؤسس على فشل الخطابات الموجودة على الساحة الفلسطينية بما في ذلك خطاب و رؤية حماس و يهدف إلى خلق بديل عنها..هناك في حقيقة الأمر عدة مستويات للمقاربة النقدية لرؤية حماس هذه , هناك مستوى إيديولوجي يناقض الخلفية السياسية و الفكرية لرؤية حماس , كما أن هناك مستوى آخر أخذ يتوضح أكثر مؤخرا مع وصول حماس إلى موقع السلطة و من ثم أداءها كطرف رئيسي في الحكم قبل استيلائها على السلطة في غزة , هذا المستوى هو مستوى نضج فهم و ممارسة السياسة , أو بالأحرى المناعة تجاه التبقرط أو التحول إلى جزء من المؤسسة الفوقية المنشغلة بمصالحها الخاصة أو تحولها الميليشيوي الذي يمثل تكاملا مع حالة تبقرط قياداتها..هناك أساس فكري – سياسي ما مختلف عن رؤية حماس في أساس مشروع الرؤية السياسية , هناك من دون شك موقف علماني ديمقراطي في السياسة و الفكر , لكن أيضا هناك موقف علماني ديمقراطي من الإنسان و تعريف ديمقراطي لهويته يتعارض مع المفهوم الأصولي عن الهوية , موقف يرفض أن يعرف الإنسان بهويته الدينية , إنه يرصد الإنسان ككائن وجودي يحدد بنشاطه في سبيل تلبية حاجاته و من خلال البحث عن حياة أفضل و من خلال بحث حر لا يعرف التابوهات عن الحقيقة أو عن النسخة الحالية النسبية منها , إن الهوية الدينية في نظر مريديها ثابتة قطعية رغم أن مضمونها دائم التغير كأي شيء حي و هي تضع نفسها فوق النشاط الإنساني و فوق الإنسان ككائن , إنها تأمره باسم المقدس , لكن مشروع الرؤية , كما أراه أو أزعم أني أراه , لديه تعريف مختلف جدا عن الإنسان , إنها تراه في حركيته المتفاعلة مع الوجود و المنتجة للقيم و العقائد التي تلبي حاجاته و توفر له أوسع حرية و إشباع ممكن مادي و روحي , ليس أن هذا الموقف يتجاوز الإيديولوجيا , فكل محاولة للهروب من الإيديولوجيا غالبا ما تؤدي إلى تبني ضمني لإيديولوجيا ما في نهاية الأمر و غالبا ما تكون محاولة لتمويه موقف معادي للإيديولوجيا موضع النقاش , بل إنها بالفعل مقاربة إنسانية بمعنى فوق دوغمائي , لا بمعنى معادي للإيديولوجيا كما عبر عنه مثلا فوكوياما في نهاية التاريخ , أي أنها تضع الإنسان في مواجهة الدوغما التي تتخذ دوما شكل الحقيقة المطلقة التي تحاول لي ذراع الواقع و التاريخ و إدعاء الثبات قبل أن تتحول إلى حالة اضطهاد و إرهاب فكري معرفي تتماهى غالبا مع اضطهاد و إرهاب اجتماعي موازي , هذا في حقيقة الأمر هو ما يشكل أساس مرجعية و مشروعية الرؤية , إلى جانب أزمة الخطابات و الرؤى الأخرى..نحن نعرف مثلا أن الفكر القومي كان وراء ظهور حالات قمع و اضطهاد سلطوية في عالمنا العربي , و نعلم أن القضية الفلسطينية كانت دائما ملجأ مناسبا لمن يريد محاربة الحداثة مثلا كمعادل للاستسلام أمام المشروع الاستعماري الغربي كما كانت أيضا بالنسبة لمن استثمروا صعود شعبية الشعارات القومية في الخمسينيات و الستينيات ليجعلوه أساسا لسيطرتهم على الدولة دون أن يعني هذا سوى استخدام نفعي لمعاناة الشعب الفلسطيني مستخدمين هذه الشعارات لخدمة مصالحهم و لتكريس موقف وصائي على الجماهير الفلسطينية يهمشها ليس فقط كغاية للتحرير أو هزيمة مشروع الاحتلال بل يهمش أولا حقها في تقرير مصيرها الذي يصبح أسير تلك الشعارات المنفصلة حتى عن مطلقيها , نذكر جيدا هنا موقف الكثير من القوى القومية على امتداد الوطن العربي بعد هزيمة حزيران 67 التي انتقلت من مفهوم شوفيني عن القومية إلى مفهوم إنساني يساري إن شئتم كرد فعل على هزيمة الأنظمة القومية التي كشفت الهزيمة عن عيوبها الداخلية سواء في ممارستها أو بنيتها أو بنية خطابها..تريد الرؤية هنا أن تدافع عن بديل إنساني , فلسطيني كما هو يهودي مثلا , إنه بديل لا يلغي المضمون القومي و لا حتى الديني للهوية , لأن هذا أيضا موقف دوغمائي من الإنسان يحاول أن يفرض عليه تصورا مسبقا , بل إنه يرفض أن يكون هذا التنوع أساسا للظلم و التمييز القومي أو الديني , و بالتأكيد لا الاجتماعي أو العرقي...في الختام كل التقدير للأخ عمار....



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن مجزرة سجن صيدنايا
- بين باريس و أنقرة و كاراكاس
- بين الاستبداد و الحرية
- برنامج الاتحاد العام للأناركيين
- بين دوغما الماركسية و المتمركسين و واقع الناس....
- بيروت خيمتنا..بيروت نجمتنا..
- نعوم تشومسكي عن 1968
- من سقوط المراهنة على الخارج إلى المراهنة على الشعب كقوة وحيد ...
- عن إعلان مشروع رؤية سياسية فلسطينية جديدة
- تاريخ مجموعات الألفة affinity groups
- نحو التغيير الذي يعني حرية الناس
- من كتاب الاقتصاد الأناركي : بديل عن عالم في أزمة
- ما يعنيه الكلام عن اليسار العربي الجديد
- من منشورات الأممية الموقفية situational international
- بعد توافق النخب و السلام بين الديكتاتوريات : نحو حرب الناس م ...
- الأناركية بقلم دانييل غورين
- مانيفيستو كو - ريتوس , من منشورات الأممية الموقفية
- التضامن في الحرية : طريق العمال إلى الحرية لميخائيل باكونين
- من أجل إعلام بديل , من أجل فن بديل , شعبي , جماهيري , يومي , ...
- بين بيروت الحريري و نصر الله..لا مكان للفقراء!!


المزيد.....




- -الأسبوع القادم سيكون حاسمًا جدًا-.. أبرز ما قاله ترامب عن إ ...
- هل اغتيال خامنئي عامل حاسم لكي تربح إسرائيل الحرب؟
- لجنة الإسكان بالبرلمان توافق على زيادة الإيجار القديم بنسبة ...
- مصر تكرم أشهر أطبائها في التاريخ بإطلاق اسمه على محور وكوبري ...
- -تسنيم-: مقتل 7 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف سيارتين مدنيتين ...
- بوتين يلتقي رئيس إندونيسيا في محادثات رسمية غدا الخميس
- مصر تحذر: المنطقة ستبقى على حافة النار بسبب فلسطين ما لم تحل ...
- بقلوب مكلومة.. غزة تودّع أبناءها الذين قضوا في طوابير الجوع ...
- هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟
- في حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - عن نقد الأستاذ عمار ديوب لمشروع الرؤية السياسية الجديدة