أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - إيمان أحمد ونوس - أسرار ما قبل الولادة.؟؟!!



أسرار ما قبل الولادة.؟؟!!


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 2337 - 2008 / 7 / 9 - 10:55
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


بدأت الحكاية لحظة علمي بأنني حامل، في وقت غير صالح لقدوم طفل جديد لا من حيث الإمكانيات ولا من حيث عدد الأطفال في الأسرة، إذ لدي ثلاثة أطفال- ولدان وبنت- وأنا مقتنعة بهذا العدد من الأولاد.
لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن كما يقال، فلقد حدث الحمل وسقطت كل المحاولات الرامية للإجهاض بسبب وضعي النفسي والجسدي، إذ أن في هذا الإجهاض مخاطرة بحياتي، فأذعنت مرغمة على استمرارية الحمل رغم رفضي الدائم ومحاولاتي التقليدية لإجهاضه، بسبب عمري المتقدم قياساً للحمل، إضافة إلى الفارق الكبير بين الابن الأصغر والمولود القادم، لكن لا جدوى.
وجاءت لحظة الولادة والتي كنت أتمنى فيها أن يكون المولود أنثى، وكم كانت فرحتي عظيمة ولا حدود لها عندما علمت أن المولود أنثى، حيث أنني اخترت لها اسماً جميلاً كصورتها البريئة، وجمال عينيها الواسعتين السوداوين.
رغم كل رفضي لهذا الحمل إلاّ أنني تعاملت مع المولودة الجديدة بحب وبما تمليه عليّ أمومتي وواجبات التربية، إضافة لكونها أنثى.
وهكذا مرت الأيام وكبرت تلك الطفلة رائعة الجمال محاطة بحب واهتمام كل أفراد الأسرة، حتى أن الأب العصبي دائماً كانت قد هدأت ثورته قليلاً بعد مجيء الطفلة.
حاولت أن أتجاوز بتربيتها عن كل أخطائي السابقة في تربية إخوتها من ضرب وتوبيخ وما شابه
لأنني كنت قد تعرفت أكثر إلى أساليب التربية السليمة جسدياً ونفسياً، وهكذا كان فلم أستعمل الضرب أبداً، بل كان الحوار والتهذيب والعقوبات المعنوية الخفيفة، وهذا ما كان يأخذه عليّ إخوتها لأنني مارست معهم الضرب والتعنيف في كثير من الأحيان.
كبرت الصغيرة وبدأت تدخل مرحلة المراهقة، ولديها إحساس أنها عقبة في طريقنا جميعاً...
إضافة إلى إحساسها أو شعورها الدائم بينها وبين نفسها أنني لا أرغب بها ولا أحبها، لأنني في فترة الحمل حاولت أكثر من مرة إجهاضها.
كنتُ أتساءل بيني وبين نفسي عن سبب رفضها شبه الدائم للكثير من القضايا والأمور التي نتناقش بها في البيت، وهذا ما يشاركها به أخوها الذي يسبقها في الترتيب، إذ أنه أيضاً أتى من حمل مرفوض بدايةً، وبقي الرفض قائماً طوال فترة الحمل، لكن الأمور تغيرت بعد ولادته مثلما تغيرت مع أخته، غير أن الشيء الوحيد الذي لم يتغير هو رفضهما الدائم للكثير من الأمور والتوجيهات التي أقدمها لهما..
إلى أن عرفت أن الطب النفسي أثبت أن الطفل الذي يأتي من حمل مرفوض سيبقى رافضاً لكثير من الأمور والأشياء رغم كل عناية تربوية أو نفسية تُقدم له..
وهذا ما خفف عليّ بعض المتاعب لأنني بدأت أتعامل معهما بطريقة مغايرة تقديراً لظروف مجيئهما للحياة...
لكن لم يخطر ببالي ولو للحظة أن تنفر مني ابنتي وتكرهني وتكره الدنيا لأنني لم أكن راغبة في بقاء الحمل وهي جنين في أحشائي.
قالت ذات مرة في مذكراتها الخاصة بها:
" ما ذنبي إذا كنتِ لا ترغبين في الحمل..؟ لماذا حملتِ بي وأنت لا ترغبين بالأولاد..؟
لماذا لم تكوني على قدر من المسؤولية تجاه نفسك وتجاهي قبل أن يتم الحمل..؟
أنا لا أحبك.. ولا أستطيع أن أبوح بهذا الأمر حتى لا يعيرني الناس بعدم حبي لأمي، ولأن حب الأم أمر طبيعي وبديهي، لكنني لا أحبك لأنك لم تحبني يوماً، ولن تحبيني مهما قدمت لك من إيجابيات تعزز مكانتي لديك، ثمّ من قال لك أن تربيني بطريقة حديثة غير تربية إخوتي، وهل أنا حقل تجارب لديك حتى تجربي التربية بدون ضرب ..؟"
لكنني عرفت السبب الذي أدى بها لحمل كل تلك القناعات من كرهها لي ورفضها لكل ما أقول.
والسبب هو أنني كنتُ دائماً أتحدث أمامها كيف أنني لم أكن راغبة في قدوم طفل جديد، وكم هي المحاولات والطرق التي استخدمتها لإجهاضها ولم أفلح...
وعندما يكون الطفل ذا حساسية عالية إضافة لمستوى من الذكاء أعلى من أقرانه، فربما يكون تلقيه لمثل هذه الأحاديث تلقي غير عادي، وتعامله معها بطريقة تختلف عن كثير من الأطفال الآخرين.
من هنا أقول أننا كآباء ومربين نُخطئ كثيراً عندما نتحدث عن فترة الحمل وما فيها من أحداث تكون بذرة خصبة لخيال ينسجه الطفل ويبني عليه في كثير من الأحيان والحالات أساس تعامله اللاحق مع الأسرة ولا سيما الأم، حيث تتأثر بنيته النفسية بموقف الأم منه وهو جنيناً في رحمها رفضاً أو قبولاً، فيرى الحياة فيما بعد من خلال هذا الموقف لأن تركيبته النفسية والعقلية لا تمكنه من تحليل الأمور واستيعابها بشكل دقيق ومنطقي.
لذا على الأم الابتعاد قدر الإمكان عن تلك الأحاديث بحضور الأطفال تجنباً لما يمكن أن يتعزز في نفسية طفل جاء من حمل مرفوض.






#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأطفال والهاتف النقّال منذ المرحلة الجنينية
- تربية الطفل وثقافته
- المُطَّلَقَة... بين محرقة الدعم ومطرقة المجتمع؟؟!!
- الأخلاق قيمة كلية غير قابلة للتحديث
- الآثار المترتبة على استلاب الطفل للشاشات
- ردّ على إيضاحات الحوار المتمدن الأخيرة.
- أمي...سنديانة الأمان...
- إلى المرأة في عيدها
- العنف الموجه للمرأة عبر الموروث القيمي والأخلاقي
- صعوبات التعلم عند الأطفال
- أدب الأطفال بين الثقافة والتربية- قراءة في كتاب -
- أهلاً .... عيد الحب؟!
- ميشيل منيّر والصين يعيدان الاعتبار إلى لين بياو
- المرأة والشرف مترادفتان متلازمتان بين سندان القانون ومطرقة ا ...
- خالد المحاميد وناكرو الجميل يهود إسرائيل
- المؤتمر الأول لأسر لاعبي الأولمبياد الخاص بدمشق
- مفهوم العيب بين الأمس... واليوم
- صديقتي عفاف الأسعد تسألني... أين دماغي..؟؟
- كشف حساب للعام الجديد
- تركي عامر...وقصيدة لأبالسة السماء


المزيد.....






- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - إيمان أحمد ونوس - أسرار ما قبل الولادة.؟؟!!