أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - حول تغطية أحداث سجن صيدنايا















المزيد.....

حول تغطية أحداث سجن صيدنايا


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2336 - 2008 / 7 / 8 - 11:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قد لا تكون التغطية الإعلامية الرسمية لما حدث في سجن صيدنايا أول من أمس، كافية ومشبعة لكل من لديه نهم صحفي، وجوع معرفي، أو فضول مزمن حرفي. غير أن تغطية "منابر المعارضة" السورية لذاك الحدث كان فيها الكثير من المبالغة والاستباق والشطط والتهويم، الذي تتبدى فيه ملامح لرغبوية تشويهية وتضخيمية واضحة دأبت تلك الفصائل على تقمصها حين مقاربتها للشأن السوري، ما أبعدها كثيراً عن الحيز الموضوعي الذي من المفترض أن تبقى فيه، ولمجمل تعاطيها لحدث تتداخل فيه كل الممكنات والتأويلات من الفردي الشخصاني إلى الجنائي والقضائي والتخريبي وحتى السياسي. وإذا كانت الرواية الرسمية السورية ليست تفصيلية بذاك الكم المطلوب، فبالطبع إن رواية بعض أصوات المعارضة التهويمية والتهليلية ليست البديل الموضوعي الذي يمكن أن نركن إليه.

وقد يكون هناك بعض الغموض فيما حدث حتى الآن، نظراً للطوق الأمني والإعلامي المعهود في هكذا تطورات، وثانياً لعدم وجود أية "مصادر" معلومات محايدة ومهنية يمكن من خلالها بناء تصور تام، ورسم صورة متكاملة لما جرى. لكن الصورة، والحقيقة "الغائبة" معها، ليست بالتأكيد كما حاولت أن ترسمها بعض الأصوات، التي لم تترك أبداً أي هامش للعقل كي يدلي بدلوه في الموضوع. فالموضوعية والمهنية الإعلامية الحقة تقتضي تسليط الضوء على كافة جوانب أي حدث، ومن زوايا عدة، وتقديم كافة الاحتمالات والإمكانيات والتصورات، وترك المجال بعد ذلك، لخيال، وربما قرار، المتلقي، وعدم العمل أبداً على توجيهه بمسار ووجهة يتيمة وواحدة، وإلا دخل العملية والمعالجة في نطاق الإعلام الشمولي المسيس والمؤدلج والموجه. وإذا قارنا "سرديات" المعارضة البكائية والنمطية في مقارباتها لأحداث سابقة ( اغتيال الحريري، وقصف الموقع النووي السوري المزعوم، مثلاً)، وما انطوت عليه من رغبوية ثأرية وكيدية ومبالغة وتشف وقسرية ظاهرة، فإنه من حقنا عدم الأخذ، وبالتالي عدم تصديق، كل ما يصدر عنها لاحقاً. وإن الحكم المعياري على تلك المقاربات، من ثم، لن يكون أبداً في صالحها أو في صالح من يتبنى هذه المقاربات، والأمس القريب يحفل باكثير من الأدلة، والأمثلة والبراهين. وبناء عليه، قد تكون الرواية الرسمية، هنا، أقرب إلى المنطق والواقع ( بالرغم من أن هذا لا يسر الكثيرين، ولكن لجهة أنها لا تحتوي ذاك الكم الهائل من التهويم وبالرغم من افتقارها وشحها الواضح بالكثير من الجزئيات والتفاصيل). فقد قدمت وكالة الأنباء العربية السورية "سانا"، القصة كما يلي:" دمشق-سانا- 6/7/2008: أقدم عدد من المساجين المحكومين بجرائم التطرف والإرهاب على إثارة الفوضى والإخلال بالنظام العام في سجن صيدنايا واعتدوا على زملائهم وذلك في الساعة السابعة من صباح يوم السبت في 5-7-2008 أثناء قيام إدارة السجن بالجولة التفقدية على السجناء. وقد استدعى الأمر التدخل المباشر من وحدة حفظ النظام لمعالجة الحالة وإعادة الهدوء للسجن وتنظيم ضبوط بحالات الاعتداء على الغير وإلحاق الضرر بالممتلكات العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين".( انتهى خبر سانا كما نقلته كلنا شركاء تاريخ 6/7/ 2008).

أمـّا نقل الخبر، وكما حاولت تعميمه أكثر من جهة إعلامية وحقوقية وسياسية، ( وطبعاً بناء على التسليم المسبق وعلى اعتبار أن هذا السجن لا يضم سوى الملائكة والأبرياء والثوار الصناديد وليس من بينهم ولا إرهابي ولا مجرم أو مخالف للقانون العام )، على أن معتقلين إسلاميين قاموا باحتجاز 400 من السجناء، فهو يحتاج إلى معجزة أخرى، (غير معجزة احتجاز الـ 400 ضابط وجندي أمني في رواية أخرى)، وتقتضي بالطبع وجود جمهور كامل من المهابيل والمساطيل المغفلين لتصديق تلك الرواية. (لأن حرباً شاملة بين دولتين وجيشين نظاميين لا يمكن أن تسفر عن هذا الكم الهائل من المأسورين، وبهذا الوقت اليسير، وطبعاً بعد إسقاط عدد القتلى والجرحى والفارين والناجين). ولإعطاء الحدث بعداً جهادياً ودينياً مثيراً يصب في طواحين موجة الإعلانات السلفية والقندهارية التي ميـّزت الفترة السابقة من عمل هذه المعارضة، يحقق الغاية المطلوبة منه، وينفذ بالتالي ودون عسر هضم إلى وجدان الشارع المسطول بالغيب الأسطوري، فلم يكن هناك مانع من إضفاء التوابل "الإسلامية" على خلفية الحدث.

ثم ما هي معايير البطولة في نظر بعض المعارضين إذ أصبح أي حادث أمني عارض ومفتعل، وخارج عن القانون أحياناً، ويحدث في كافة سجون العالم لأسباب كثيرة وعلى غير ما سوّق، هو عمل خارق وبطولي، ومادة دسمة وشهية تلهب خيال فحول وحسناوات المعارضة السورية على السواء، عن الكومونات الدمشقية وليس الباريسية الموعودة وقرب سقوط "الباستيل السوري"، ولتستأهل بالتالي كل هذا التطبيل والتزمير والتأليه، وقبل التأكد من بواعثه وأسبابه وخلفياته؟ وهل كل من ادعى بأنه يناهض "النظام السوري"، ولأي سبب كان، وتلاعب ببهلوانية بمفردات الديمقراطية والفساد والاستبداد، وقام بعمل عدائي وتخريبي وتهويم إعلامي وتجريح شخصي، أصبح بطلاً ومناضلاً وطنياً منزهاً تضرب حوله هالة تقارب التقديس؟ هل اختزلت البطولة والعمل الوطني المعارض إلى هذا الحد البائس من الابتسار والتبسيط؟

إن الاندفاع الرغبوي التشويهي والتضخيمي المحموم، والقفز إلى استنتاجات فورية وجاهزة، ودون الانتظار، حتى ينجلي بعض قتام وغبار" المواجهات الثورية"، وطرح ذات التصورات والمقاربات والتحليلات المحفوظة دائما في ثلاجات تلك المعارضة، حتى لو كان الأمر يتعلق بحادث سير بسيط، وطرحها للتداول بنفس العبوات البلاغية مع تغيير بسيط في التواريخ، والأرقام، وعناوين الحدث، سيدخل الشأن والهمّ الوطني السوري برمته في نمطية عدمية، ويكشف عن صورة بائسة وضحلة جوفاء لهذه المعارضة، ويعمل بذات القدر على إفقاد هذه المعارضة لأي قدر من الهيبة والمصداقية. فالرغبة بـ، وهاجس إسقاط النظام الذي يتلبس رؤوس البعض، لا يكفي لوحده لكي تصبح القضية عادلة وموضوعية، والتصورات دقيقة وصادقة، أو قابلة للتحقيق، ولا يعني بالضرورة حتماً، أن هذا النظام هو على هذا القدر من الضعف، والهشاشة وسهولة التطويق. فالفبركة والرغبة والتلفيق شيء، والواقع والمعطيات والإمكانيات، شيء آخر، بالتأكيد.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غسان الإمام: والشياطين البترولية الخرساء
- الحجاب كهوية عنصرية
- سوريا:موضة الخادمات الآسيويات
- تهنئة للإخوان السوريين
- التّمثيلُ بالأحياءِ: ضرورةُ تجْريمِ ِأُمراءِ وأشياخِ الوهابي ...
- الوهابيّة أم ِالنازيّة؟
- أنقذوا السوريين من العنصرية والاستعباد
- تَجْريمُ الفِكر القَوْمي
- لا لعودة سوريا للصف العربي
- برقية تعزية ومواساة
- همجية الوهّابية
- فرسان رفعت الأسد
- نَسْفُ الثقافةِ العربية
- خبر عاجل: اختفاء معارض سوري
- صدِقَ البعثيّون ولو كذبوا
- نكبة الأديان
- خدام: والمشي في جنازة القتيل
- احذروا آل سعود
- الأقليات العربية في دول الخليج الفارسي
- متى يكف رفعت الأسد عن إهانة السوريين؟


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - حول تغطية أحداث سجن صيدنايا