أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - احذروا آل سعود














المزيد.....

احذروا آل سعود


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2280 - 2008 / 5 / 13 - 11:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بحركة عكسية لا تخلو من مغزى كبير، وفي الوقت الذي كانت تقترب فيه المدمرة الأمريكية يوإس إس كول من الشواطئ اللبنانية كان زورقاً سريعاً يقل عبد العزيز الخوجة سفير السعودية في لبنان ليحط في ميناء لارنكا القبرصي. ورمزية الحركة تتأتى من تبادل الأدوار، بحلول الأمريكان العسكري في المكان الذي شغره السعوديون دبلوماسياً، الحلفاء التاريخيون للغرب في هذه المنطقة.

وواحدة من أفضل تداعيات التطورات الأخيرة في لبنان، هي فرار عبد العزيز الخوجة سفير خادم الحرمين الشريفين(هكذا هو توصيفه الرسمي)، لدى الجمهورية اللبنانية التي يحاول فريق السلطة ومن لف لفه لتحويلها إلى إمارة وهابية مصغرة تنفذ فيها الحدود، وتقطع فيها رقاب الناس علناً في الشوارع، وتغتصب وتنكح وتفخذ فيها الرضيعات الصغيرات باسم شرع الله، وينطبق عليهم التوصيف السماوي حول الملوك الذين لا يدخلوا قرية إلا وأفسدوها، ليعود معهم وبهم لبنان آلاف السنين إلى الوراء. السفير الخوجة كان يفاوض نيابة عن "فريق الموالاة" ويعطي الأوامر والنواهي وكأنه حاكم متصرف في لبنان، ويساوم ويقرر عن جبهة عريضة من اللبنانيين الذين لا حول لهم ولا قوة. لكن عنجهية فريق السلطة انهارت فجأة ولاذوا مذعورين ولا يقوون على الإتيان بأي تصريح بعدما رأوا "العين الحمرا" من فريق المعارضة التي لا تهادن ولا تساوم في خطوطها الحمراء، ولم تنفعهم كل قبلات كوندوليزا، والعناق الحار للسنيورة أمام الرأي العام وضخ المال السعودي بلا هوادة في طواحين الموالاة. وقد كان التوريط السعودي المصري في ما وصل إليه، ووراء كل ما أتى به فريق السلطة من تسلط ورفض للحوار أو إبداء أي نوع من التنازلات معتمداً على ضمانات أمريكية بالحماية والتغطية، غير أن الأمريكيين، وكعادتهم، سرعان ما يتخلوا عن حلفائهم في أحلك الأوقات، وكما فعلوا في فييتنام، والعراق.

لقد كانت خطوة فريق الموالاة الأخيرة بالون اختبار لمعرفة مدى قوة المعارضة، وردود أفعالها وما يمكن أن تتخذه من إجراءات بعد أن شعر فريق الموالاة بنشوة النصر جراء الدعم السعودي المصري ومحور الاعتدال العربي اللامحدود له، ولم تنتظر المعارضة وحلفاؤها لتؤكد على أن خطوطهم الحمراء ستبقى حمراء، ولا يسمح لأحد بالاقتراب منها.

ومع فرار الخوجة، وتقزيم وتحجيم دور فريق السلطة الذي يبدو أنه لا يملك أية قوة كان يعول عليها محور الاعتدال العربي، يظهر أن واقعاً جيداً بات اليوم على الأرض ولا يمكن معه العودة إلى الوراء، والشروط التي كانت متداولة ومطروحة قبل هذا التاريخ أصبحت في حكم الماضي، وليست ذات بال. ومع ذلك فثعابين آل سعود، ومع 250 مليار كعائد سنوي بترودولاري، يوضغ كله في خدمة الشياطين السياسية في غير مكالن، فهم لا يهدأ لهم بال من التآمر، والكيد فهذا هو ديدنهم وهذا هو دورهم، وقد ظلوا "وراء" الرئيس جمال عبد الناصر حتى أنهوه وقضوا عليه، ودخلت المنطقة بعد ذلك، في منعطف سياسي كبير أدى لما نراه من انهيار عام وعلى كافة الصعد والمستويات. هزيمة فريق السلطة واستسلامه هو هزيمة للمشروع السعودي وأزلامه في لبنان، ومع ذلك يجب ألا يكون هذا مدعاة لأي نوع من التفاؤل والإستغراق في نشوة النصر، فهذه الأفاعي الوهابية لا تكف عن بث سمومها في كل اتجاه، ولا تتوقف عن الكيد والتآمر والعدوان.

والملاسنة الكلامية الحادة، غير المسبوقة، التي جرت بين سفير سورية في مصر الأستاذ يوسف الأحمد، ونظيره السعودي سعود الفيصل، تحمل الكثير من الدلالات العميقة على المدى الذي وصلت إليه العلاقات السورية السعودية. وحقيقة ما يضمره السعوديين لسوريا وونواياهم منها، والتركيز على واقع أن السعوديين لا ينسوون، ومجبولون على الغدر والمكر والطعن وعدم التسامح، يجب أن يكون ماثلاً، وألا يغيب عن بال كل من يشتغل بهذا الملف الحساس.

المعارضة السورية بفصائلها المتسعودة، بدورها، سرعان ما أعلنت حالة النفير العام واللطم والبكاء على فريق الموالاة المتسعود الذي وضع نفسه في خدمة أمريكا وإسرائيل والسعودية. وهذا ما يؤكد صوابية موقفنا المتوجس من هذه المعارضة، وواقع استحالة الالتقاء معها في ظل خياراتها السياسية وطبيعة وحقيقة دوافعها ومنطلقاتها وأدواتها اللاوطنية. فلا يمكن لأي وطني سوري حقيقي أن يجد نفسه، وتحت أي ظرف وتبرير، في الخندق المعادي لسورية ومصالحها العليا. فحين تصطف هذه المعارضة تلقائياً مع القوى المعادية لسوريا أرضاً وشعباً، وتتلاقى مع مصالحها، وتتماهى مع خطابها، وبات المرء لا يفرق بينها وبين الأبواق السعودية، والإسرائيلية والأمريكية، ومع ذلك تطرح نفسها كمعارضة أبعد ما تكون عن "الوطنية"، فهذا يعني أن شرخاً كبيراً قد صار بينها وبين جميع السوريين؟

احذروا أمريكا وإسرائيل مرة، واحذروا آل سعود ألف مرة. احذروهم حذراً شديداً، ولا تأمنوا، أبداً، لابتساماتهم السامة ووجوههم الصفراء.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأقليات العربية في دول الخليج الفارسي
- متى يكف رفعت الأسد عن إهانة السوريين؟
- هل هي حقاً نكبة، أم نعمة على العرب والمسلمين؟
- هل أعرض الناس عن المعارضين؟
- رسالة إلى المرشد العام للإخوان السوريين
- رفعت الأسد والإخوان: غرام ووصال
- قطع الرؤوس باسم الله: من يرسم الصورالدانماركية؟
- قطع الرقاب السورية: شراكة المعارضة في الجريمة الوهابية
- نداء استغاثة: إلى جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ...
- رد على قومي عربي
- المملكة الوهابية: قطع الرقاب باسم الله
- خرافة أمة العرب الواحدة: إشكالية اللغة والانتماء
- ورطة خدّام
- القرضاوي وفتوى إباحة الكحول
- مؤتمر القمة العربية عام 2048
- السعودية والرئيس الشهيد: الاحترام المفقود والود المقطوع
- خدام محللاً سياسياً
- الخوف على الإسلام
- المعارضة العلوية
- متى كان الخليج عربياً؟


المزيد.....




- الأرض أم المريخ؟ شاهد سماء هذه المدينة الأمريكية وهي تتحول ل ...
- وصف طلوع محمد بن سلمان -بشيء إلهي-.. تداول نبأ وفاة الأمير ا ...
- استطلاع رأي: غالبية الإسرائيليين يفضلون صفقة رهائن على اجتيا ...
- وصول إسرائيل في الوقت الحالي إلى أماكن اختباء الضيف والسنوار ...
- شاهد: شوارع إندونيسيا تتحوّل إلى أنهار.. فيضانات وانهيارات أ ...
- محتجون يفترشون الأرض لمنع حافلة تقل مهاجرين من العبور في لند ...
- وفاة أحد أهم شعراء السعودية (صورة)
- -من الأزمة إلى الازدهار-.. الكشف عن رؤية نتنياهو لغزة 2035
- نواب ديمقراطيون يحضون بايدن على تشديد الضغط على إسرائيل بشأن ...
- فولودين: يجب استدعاء بايدن وزيلينسكي للخدمة في الجيش الأوكرا ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - احذروا آل سعود