أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبدالوهاب خضر - وقائع وأرقام حول أزمة الغذاء والوقود الحيوى فى العالم :دعوة الى ثورة خضراء فى افريقيا















المزيد.....


وقائع وأرقام حول أزمة الغذاء والوقود الحيوى فى العالم :دعوة الى ثورة خضراء فى افريقيا


عبدالوهاب خضر

الحوار المتمدن-العدد: 2332 - 2008 / 7 / 4 - 10:35
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


أمريكا والازمة : في عام (1974) قدم (كسنجر) بصفته مستشار الامن القومي دراسة للرئيس الامريكي جيرالد فورد يقول فيها :(ان الزيادة السكانية في العالم تشكل خطرا على امن الولايات المتحدة ومصالحها) وفي عام (1975) اعتمد الرئيس (فورد) هذه الدراسة كسياسة رسمية وطلب من مديروكالة المخابرات المركزية الامريكية ووزارة المالية والدفاع والزراعة التعاون مع مستشاره لشؤون الامن الوقومي لنفيذ التوصيات التي وصلت اليها الدراسات والعمل على متابعتها بدقة . دراسة كسنجر استندت في الاساس الى دراسة بريطانية اعدتها اللجنة الملكية للسكان التي شكلها الملك جورج السادس عام (1944) بهدف (النظر في الاجراءات التي ينبغي اتخاذها لحماية مصالح بريطانيا في المستعمرات) اذ ان هذه الزيادة اضافة الى ميل المستعمرات للتصنيع سيؤثران الى حد كبير في مصالح الدول الغربية وخصوصا ما يتعلق بالناحيتين العسكرية والامنية ويتوصل (كسنجر) في دراسته الى النتائج نفسها، ركز بشكل خاص على (13) دولة للولايات المتحدة منها (مصالح سياسية واستراتيجية خاصة) كما يقول هي المكسيك والبرازيل وكولومبيا في امريكا الجنوبية وتركيا والهند وبنجلادش وباكستان واندونيسيا وتايلند والفلبين في آسيا. ونيجيريا ومصر واثيوبيا في افريقيا ويقول:( ان الزيادة السكانية في هذه الدول مثيرة للقلق لانها ستؤدي الى زيادة قوة هذه الدول العسكرية والسياسية والاقتصادية بشكل يدفعها الى السعي لزيادة نموها على المسرح الدولي خلال ربع القرن المقبل (يقصد القرن الحادي والعشرين) ويقترح كسنجر فرض سياسة تحديد النسل والسياسات الخاصة بهذه الدول ولكنه يتحدث ايضا عن اجراءات اخرى من بينها تخفيض حجم المساعدات الغذائية للدول التي لا تلتزم بسياسة تحديد النسل ويتساءل : هل الولايات المتحدة على استعداد لانتهاج سياسة تقليل الواردات الغذائية في سد النقص في الداخل ويعود (كسنجر) ليطرح بديلا اخر عن تحديد النسل ,فزيادة السكان وتراجع الانتاج المحلي من المواد الغذائية في الدول النامية سيؤدي الى حدوث مجاعات تفتك بالسكان حيث تحدث في العالم مجاعة على مستوى كبير من النوع الذي لم يعرفه العالم منذ عقود طويلة والتي يظن لناس انها انتهت الى غير رجعة. ولنتامل ما حدث منذ تحويل هذه الدراسة الى سياسة رسمية للولايات المتحدة: امريكا تطرح القمح في اسواق العالم باسعار تقل بكثير عن تكاليف الانتاج المحلي وبذلك هجر الفلاحون للزراعة، وشركات الادوية تستاجر مساحات واسعة من الاراضي الزراعية وتتركها لنمو الاعشاب في صنع الادوية وشركات الوجبات السريعة, والولايات المتحدة الامريكية تستاجر مساحات واسعة من اراضي امريكا الجنوبية الزراعية لتربية العجول ,وواضح ان كل هذه العناصر جزء من سياسة منهجية شريرة يطلق عليها الخبراء اسم (صناعة الجوع. وازاء هذا الواقع لابد ان نقف عند مفردتين تعني الكثير بالنسبة للمحلل الاقتصادي (غذاء مرانكشتاين) والعبارة التي اطلعها ببلاغة (جميلة)هذا المسئول البارز في وزارة الزراعة الامريكية على ازمة الغذاء العالمية الراهنة: مؤامرة سببها الجشع او ما شئت فالامر سيان لانه يقود الى محصلة واحدة، ثمة قوى عاتية تحرك و(تفاقم اوتساهم) في اطلاق ازمة الجوع العالمية... من هي هذه القوى..؟ ... اليابان وكوريا الجنوبية بدأتا للمرة الاولى بشراء الذرة المعدلة لانتاج المشروبات الخفيفة والوجبات السريعة واطعمة اخرى, وحتى في الاتحاد الاوربي الذي كان المستورد للطعام البيور تكنلوجي الذي وصفه بانه (غذاء فرانكشتاين) طالب العديد من المسؤولين الحكوميين ورجال الاعمال بالاسراع في اجراءات لالغاء كل القيود المكبلة لانتاج واستيراد هذا الغذاء.. والشركات العملاقة بدأت تعمل منذ سنوات عدة على خطين الاول احتكار بيع كل انواع البذور في العالم والثاني نقل كل الزراعات على البذور الطبيعية (والمجربة منذ آلاف السنين) الى مرحلة البذور المعدلة جينيا. ولكن ما وجه الخطورة في هذه النقلة؟ انها اوجه متعددة وليست وجها واحدا: فالاطعمة (الجينية) لم تخضع للاختبارات الكافية ولم تبرأ بعد من تهمة التسبب في امراض خطيرة كالسرطان والحساسية الحادة. والبذور (البيوتكنلوجية) تتضمن جينات فيروسات معدلة . وقد بدأت ملامح ازمة المجاعة التي ستترك اثارها الكارثية في العالم حينما صرح (روبرت زوليك) رئيس البنك الدولي مؤخرا بان تكلفة رغيف الخبز في العالم زادت الى الضعف عن العام الماضي واثرت بالتالي في جهود محاربة الفقر التي تضمنها اهداف اللألفية الجديدة وكشفت الاحصاءات ان اسعار الغذاء قد ارتفعت في العالم باسره بنسبة (83%) في السنوات الثلاث الاخيرة , وان سعر القمح قد زاد بنسبة (120%) وازاء هذا التطور الذي ينذر بشر مستطي رحذر البنك الدولي من انتشار المجاعات ..
موقف الفاو : ولم تقف منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة الفاو مكتوفة الايدى بل حثت المزارعين والحكومات يوم 24 ابريل 2008 على ضمان محصول جيد في عام 2008 من أجل تخفيف أزمة الغذاء المتصاعدة في العالم وذلك في وقت ارتفعت فيه أسعار الارز الى مستوى قياسي جديد.والقت باللوم على عوامل مثل تنامي الطلب على الغذاء واستخدام محاصيل زراعية في انتاج الوقود الحيوى وتراجع مخزونات الغذاء العالمية الى أدنى مستوياتها في 25 عاما والمضاربات في السوق في رفع اسعار مواد غذائية اساسية مثل القمح والذرة والارز لمستويات قياسية. وادى ذلك الى اثارة اعمال شغب في عدد من الدول الفقيرة وحذرت الفاو من ان 37 دولة تواجه أزمة غذاء لكن مديرها العام جاك ضيوف قال ان الحلول متاحة. وقالت فى بيان لها ان العالم يحتاج لخوض أهم معركة وهي ضمان انجاح محصول عام 2008 الزراعي فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية الاساسية في معظم آسيا 68 بالمائة منذ بداية عام 2008 , وفي بورصة شيكاغو الزراعية صعدت عقود الارز 3ر2 بالمائة اليوم الى مستوى قياسي بلغ 85ر24 دولار لكل مائة رطل , وحظر البيان الهند وفيتنام ثاني وثالث أكبر مصدر للارز في العالم على التوالي تصدير الارز في محاولة لكبح جماح الاسعار المحلية وقال ان " الوضع الذى نحن فيه الان نتاج سياسات غير مناسبة انتهجت على مدى 20 عاما واشار الى ان ارتفاع اسعار المواد الغذائية نتج الى حد كبير عن استعمال محاصيل زراعية في انتاج الوقود الحيوى خاصة في الولايات المتحدة.
لقاء الافارقة : وزراء المالية الأفارقة عقدوا منذ ثلاثة شهور في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا اجتماعا لبحث مشكلة ارتفاع أسعار الحبوب العالمية التى ستشكل خطرا كبيرا على التنمية والسلام والاستقرار في افريقيا وتقوض الإنجازات التى حققتها الدول الإفريقية خلال السنوات الأخيرة في القضاء على الفقر, و ذكر مؤخرا كل من دومنيك ستراوس كاهن المدير العام لصندوق النقد الدولي وروبيرت زوليك رئيس البنك الدولي أن الارتفاع المستمر لأسعار الحبوب في العالم قد عرقل بصورة كبيرة عمليات القضاء على الفقر في العالم وأن عددا كبيرا من الدول النامية خاصة الدول الافريقية جنوب الصحراء هى أكثر الدول تضررا. هذا وأدى ارتفاع أسعار الحبوب في الأسواق الدولية إلى زيادة مستمرة لأسعار المواد الغذائية في كثير من الدول الافريقية, مثلا سعر الارز في سيراليون إحدى الدول الأقل تطورا في العالم قد ارتفع بنسبة 300%. اما في كوت ديفوار والسنغال والكامرون فازداد سعره بأكثر من ضعف. وفي الصومال ارتفعت أسعارالارز والذرة الشامية بضعف خلال شهرين أو ثلاثة أشهر كما أن اسعار عدد كبير من المواد الغذائية المستوردة تواصل الارتفاع حاليا. إن الارتفاع المستمر في أسعار المواد الغذائية يمثل بالنسبة للعائلات الفقيرة عبئا ثقيلا لا تستطيع تحمله, الأمر الذى أثر سلبيا على الاستقرار الاجتماعي في هذه الدول, ووقعت مؤخرا في مصر أحداث شغب ومظاهرات احتجاجا على ارتفاع اسعار المواد الغذائية مما جعل اقتصادها يتعرض لخسائر, ووقعت في كوت ديفوار وموريتانيا أحداث شغب ومظاهرات مماثلة. ويرى الصندوق الدولي للتنمية الزراعية أن الاضطرابات التى وقعت في الدول الأفريقية بسبب ارتفاع أسعار الحبوب تزداد حدة, وقال سرجان كريم الرئيس الحالي للجمعية العامة للأمم المتحدة إنه من الصعب تحقيق هدف الألفية المتمثل في تقليل عدد الفقراء إلى النصف بحلول عام 2015. يرى المحللون أن لارتفاع اسعار الحبوب في افريقيا اسباب داخلية وخارجية إذ خلال السنوات الأخيرة وبسبب تغير المناخ في العالم حدث قحط في منطقة شرق أفريقيا وإن القحط المستمر جعل كمية انتاج الذرة تنخفض, بينما حدثت في منطقة غرب افريقيا فيضانات الأمر الذى جعل كمية انتاج الحبوب فيها تنخفض بشدة.
وقال جاك ضيوف المدير العام لمنظمة الزراعة والأغذية التابعة للأمم المتحدة " فاو " إن حجم احتياطيات الحبوب في العالم قد انخفض إلى أدنى مستوياته منذ عام 1980, وتتخذ الدول الأفرقية الآن مختلف الإجراءات من أجل مواجهة الأزمة التى سببها ارتفاع الأسعار. مثلا إن الحكومة السودانية زادت من دعمها المقدم للحبوب ورفعت الحكومة الكاميرونية رواتب المؤظفين الحكوميين, كما أن المجتمع الدولي يبذل جهوده لحل هذه الأزمة, ودعا روبيرت زوليك رئيس البنك الدولي مؤخرا الدول المتقدمة إلى التبرع فورا بخمسمائة مليون دولار أمريكي للمساعدة على حل أزمة الحبوب, وأعرب جاك ضيوف مدير عام الفاو عن الاستعداد لتقديم مساعدات فنية ونسياسية وإنسانية للدول الأشد تضررا, وأعلنت جمعية الصليب الأحمر وجمعية الهلال الدوليتان مؤخرا خطتهما لجمع أكثر من 43 مليون دولار أمريكي لتقديمها إلى أكثر من مليونين من الفقراء الأفارقة لمساعدتهم على الانتاج الزراعي.

الاعلان العالمى : « نلتزم بالقضاء على الجوع وتأمين الغذاء للجميع اليوم وغداً». جاء هذا في الاعلان العالمي لمؤتمر الغذاء الذي عقد في العاصمة الايطالية روما منذ ايام , ومع ان هناك ما يقارب المليار جائع حول العالم حسب تقديرات البنك الدولي ووكالات المعونة ومنظمة الأغذية والزراعة الدولية (FAO) التي تشير الى ان ارتفاع اسعار الغذاء قد يرفع عدد من يكابدون الجوع بواقع 100 مليون بالاضافة الى 850 مليونا يعانون من الجوع بالفعل , ليست المشكلة بالارتفاع الحالي في اسعار القمح بل ان الخطر الاكبر الذي يمكن ان يواجهه العالم هو انه قد لايكون هناك قمح يعرض للبيع بالمال في الاسواق العالمية وذلك في الاعوام القليلة القادمة اذا لم تتخذ الاجراءات اللازمة لعلاج هذه المشكلة, هذا ما قاله جاك ضيوف المدير العام السنغالي لمنظمة للأغذية والزراعة الدولية (FAO) في خضم مناشداته لقادة العالم للاجتماع لمناقشة الخطر القادم الذي يهدد البشرية و أضاف المؤكد ان تحويل نحو مئة مليون طن من الحبوب إلى وقود حيوي كان له اثره الخطير على اسعار الغذاء.
وتسهم التحولات المناخية والزيادات السكانية وارتفاع اسعار النفط والكوارث الطبيعية كالفيضانات والجفاف في مضاعفة المشكلة ومن المعروف انه قد تضاعفت أسعار السلع الغذائية الرئيسية خلال العامين الماضيين وسجل الارز والذرة والقمح مستويات قياسية. وسجلت بعض الاسعار أعلى مستوياتها في 30 عاما بعد حساب عامل التضخم مما قاد لاحتجاجات واعمال شغب في بعض الدول النامية حيث ينفق السكان أكثر من نصف دخلهم على الغذاء.
وشهدت مداولات قمة الأمن الغذائي، التي عقدت في روما من3 الى 5/6/2008 و بمشاركة 183 بلدا ، مواجهات حول الاستراتيجيات التي يُفترض إتباعها للخروج من أزمة الغذاء في العالم، التي تهدد بليون شخص، غالبيتهم في القارة الأفريقية. وطالب المشاركون في القمة من الدول الغنية المساهمة في إحداث ثورة خضراء في قطاع الزراعة في أفريقيا، ومن الدول النامية إنتاج المزيد لإطعام البليون الذين يواجهون الجوع.وحثت الأمم المتحدة القمة الخاصة بأزمة الغذاء العالمية على المساعدة في وقف المجاعة التي تهدد نحو مليار نسمة بخفض الرسوم التجارية ورفع الحظر على الصادرات.ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى «إجراء بحوث مُستفيضة لدراسة تأثير انتاج الوقود الحيوي في انخفاض نسب الإنتاج الغذائي وارتفاع أسعاره» ،وقال الامين العام لقادة العالم الذين يحتمل أن يختلفوا بشأن الربط بين انتاج الوقود الحيوي واسعار الغذاء المرتفعة "ليس هناك ما هو اكثر اذلالا من الجوع وبصفة خاصة حين يكون من صنع يد البشر كما حذر من أن استمرار ارتفاع أسعار الغذاء سيؤدي إلى أزمات أخرى متتالية تنجم عنها تأثيرات سلبية على النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي وحتى الأمن السياسي في العالم. وتركّز الاهتمام في القمة على انعكاسات الجفاف ومحدودية مستوى الأمطار، على المحاصيل الزراعية الغذائية، وكذلك انتقال دول كثيرة من الإنتاج الغذائي إلى المحاصيل الضرورية لإنتاج الوقود الحيوي.
لكن الآراء تباينت هناك ، إذ دافع الرئيس البرازيلي ايجناسيو لولا دا سيلفا عن الإنتاج الزراعي المستخدم في إنتاج الوقود الأخضر، معتبراً أنه «لم يؤثر في ارتفاع أسعار المواد الغذائية». ويرى أنه «إحدى الوسائل لمقاومة ظاهرة الاحتباس الحراري».!!
وتوجه الولايات المتحدة نحو ربع انتاجها من الذرة لانتاج الايثانول بحلول عام 2022 ويعتزم الاتحاد الاوروبي توفير عشرة في المئة من وقود السيارات من الطاقة الحيوية بحلول عام 2020 .
وقبل القمة قال وزير الزراعة الامريكي اد شيفر ان الوقود الحيوي يسبب فقط حوالي ثلاثة بالمئة من ارتفاع أسعار الغذاء عالميا وتقول منظمة اوكسفام الخيرية ان النسبة تقترب من 30 في المئة.

ردود الفعل : وتزامنا مع القمة, حذرت منظمات عالمية من أن ارتفاع أسعار الغذاء وقالت انه قد يثير كارثة عالمية:

وقالت منظمة "أكشن إيد" لمكافحة الفقر ومقرها جوهانسبرج إن "أزمة الغذاء الراهنة تصل إلى حد انتهاك جماعي لحقوق الإنسان وقد تثير كارثة عالمية إذ أن العديد من أفقر دول العالم خاصة التي اضطرت للاعتماد على الواردات تجد صعوبة في إطعام شعوبها".
وبدورها حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن تزايد الفقر الناتج عن ارتفاع الأسعار سيصعد الصراعات في مناطق الحروب.
وقال جاك ضيوف المدير العام السنغالي لمنظمة للاغذية والزراعةالدولية (FAO) التي تستضيف القمة ان الدول الغنية تنفق مليارات الدولارات على الدعم الزراعي واستهلاك زائد للغذاء او اهدار له وعلى الاسلحة ,وأضاف أن "... تكلفة الاستهلاك الزائد ممن يعانون من السمنة في العالم 20 مليار دولار سنويا وينبغي ان يضاف اليها تكلفة غير مباشرة 100 مليار دولار بسبب الوفيات المبكرة والامراض المتصلة بها." , وقدر بان ان "الفاتورة العالمية" للتغلب على ازمة الغذاء تقدر بما بين 15 و20 مليار دولار سنويا وان امدادات الغذاء ينبعي ان ترتفع بنسبة 50 في المئة بحلول عام 2030 لتلبية الطلب المتزايد.
ووجّهت دعوات إلى عدم تأجيل الحلول، خصوصاً من رئيس البنك الدولي روبرت زوليك الذي دعا إلى «تخفيف القيود الضريبية المفروضة على تجارة المواد الغذائية».
وأشار وزير الزراعة السعودي فهد بن عبدالرحمن بالغنيم إلى الخطوات التي اتخذتها بلاده في هذا الإطار «بتأسيس صندوق الطاقة والبيئة والتغيّر المناخي خلال قمة أوبك في الرياض عام 2007 والذي رصدت له 300 مليون دولار، ومساهماتها في مكافحة الجوع والفقر في العالم»،
وقال وزير الزراعة النيجيري « إن أزمة الغذاء العالمية هي نوبة صحيان لإفريقيا لبدء ثورة خضراء تأخرت طويلاً». وأضاف: «كل ثانية يموت طفل من الجوع. الآن هو وقت التحرك. كفانا رطانة وإلى مزيد من العمل». وجاء في مسودة إعلان قمة روما: «نلتزم بالقضاء على الجوع وتأمين الغذاء للجميع اليوم وغداً».
وقال ضيوف المدير العام لمنظمة الأغذية و الزراعة التابعة للأمم المتحدة بعد اعتماد الإعلان الختامي للقمة: أظن أن بإمكاننا القول إن الأهداف التي تحققت تتجاوز الآمال ، وأضاف يمكننا القول إننا أدركنا أبعاد مشكلة الجوع في العالم، وأدركنا فعلاً أننا هذه المرة لسنا أمام مشكلة إنسانية تطال بعض الدول بل أمام مشكلة عالمية تطال كل الدول.. ومعا يمكننا أن نواجهها . كما أعلن جاك ضيوف أن القمة شهدت وعود بتقديم مساعدات تقدر بأكثر من 6,5 مليار دولار لمكافحة الجوع والفقر. وقال وزير الزراعة الأميركي ايد شافر: يكفي أن الدول أدركت المشكلة ،
وفي كلمة اليمن التي ألقاها رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور نبه الى خطورة استمرار التسابق لإنتاج الوقود الحيوي من المحاصيل الزراعية ما يتسبب في إهدار كميات هائلة من الغذاء لإنتاج الوقود، معتبرا أن من شأن ذلك تهديد الأمن الغذائي العالمي كونه سيشكل أحد المخاطر الرئيسة لتفاقم مشكلة الجوع ما يجعله يمثل تعدياً على حق الإنسان في الغذاء ، وأضاف:" كما قامت الحكومة كذلك باتخاذ بعض الإجراءات لدعم الإنتاج الزراعي، والمتمثلة في توفير البذور المحسنة وآلات الميكنة الزراعية وشبكات الري ومشروعات حصاد المياه ، ويبقى السؤال المطروح هل ان الدول ادركت المشكلة بالفعل وماهي الاجندة الوطنية لكل دولة ومنها بلدنا اليمن لتحقيق الامن الغذائي وما مدى الالتزام الفعلي بتنفيذ الخطط والبرامج على الأرض وباختصار هل تفي الدول بتعهداتها الاخلاقية تجاه شعوبها بالقضاء على الجوع وتأمين الغذاء للجميع اليوم وغدًا ،،انه تحد حقيقي وكبير ويحتاج الى اليات وطنية للرصد والمتابعة لمدى تنفيذ مايخطط له وحول هذا الموضوع نلتقي انشاء الله في مقال آخر.
الرئيس المصرى حسنى مبارك حذر من مخاطر الازمة الغذائية الراهنة وارتفاع اسعار المواد الغذائية الاساسية واسعار الطاقة والخدمات ودعا الي حوار دولي عاجل ووضع مدونة سلوك دولية تراجع التوسع الراهن في انتاج الوقود الحيوي كمصدر بديل للطاقة التقليدية تضع معايير الاستخدام المسئول للحاصلات الزراعية كطعام للبشر وليس كوقود للمحركات وقال الرئيس مبارك في كلمته ان مصر تواجه تداعيات الازمة الراهنة باقتصاد عززت قوته خطوات الاصلاح وبشبكة متسعة القاعدة للضمان الاجتماعي.

الاجراءات المطلوبة : وقالت منظمة العفو الدولية فى بيان لها : إن أزمة الغذاء الراهنة تقتضي اتخاذ إجراءات منسقة من قبل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة من خلال زيادة التعاون الدولي الفعال ضمن إطار القوانين والمعايير الدولية لحقوق الإنسان. كما أن الالتزام بالتضامن الأممي يتطلب من جميع الدول القادرة أن تقدم مساعدات إلى الدول الطالبة لتلك المساعدات، والتي من دونها لا تستطيع أن تفي "بالحد الأدنى من التزاماتها الأساسية "، وذلك لضمان عدم تعرض السكان للمجاعة. كما يتعين على الدول ضمان ألا تؤدي سياساتها إلى تعريض الحق في الغذاء في بلدان أخرى للخطر. وعلى المستوى الوطني، ينبغي أن تتقيد الدول بالتزامها المباشر بضمان توفير الغذاء الكافي والحصول عليه لمكافحة الجوع، وبإعطاء الأولوية للمستضعفين، وطلب المساعدات الدولية حيثما يكون ذلك ضرورياً، لضمان عدم التعرض للمجاعة.

وقال البيان: اننا نؤيد الدعوة الواردة في البيان المشترك الصادر عن "شبكة المعلومات الخاصة بالغذاء أولاً" إلى ضمان اعتبار مهمة تعزيز وحماية حقوق الإنسان في صلب جميع الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حلول لأزمة الغذاء.
وقال : ويستطيع مجلس حقوق الإنسان، بنفسه ومن خلال آلياته، أن يلعب دوراً مهماً للغاية في ضمان احترام حقوق الإنسان في الرد على أزمة الغذاء العالمية، والاعتراف بأن الانتهاكات هي أصل الأزمة الحالية، وفي التصدي لها , ولذا، فإن منظمة العفو الدولية تحث مجلس حقوق الإنسان على القيام بما يلي:
التحقيق في الدور الذي تلعبه السياسات الوطنية والدولية وانتهاكات حقوق الإنسان، ومنها التمييز أو الدوافع السياسية في الحصول على الغذاء، في خلق أو تعميق حالة انعدام الأمن الغذائي في بلدان مختلفة؛
دعوة جميع الدول إلى ضمان أن يكون التعاون الدولي والمساعدات الدولية كافيين للتصدي لآثار الأزمة الغذائية، وضمان الاحترام الكامل لحقوق الإنسان؛ ودعوة جميع الدول إلى ضمان احترام حقوق الإنسان في كل خطوة تتخذها للرد على أزمة الغذاء الراهنة؛ وحث الدول على التعاون الكامل مع المقرر الخاص المعني بالحق في الحصول على الغذاء، بما في ذلك عن طريق الاستجابة الفورية والكاملة لمناشداته العاجلة ومراسلاته وطلبات زياراته، وبإيلاء الاعتبار الإيجابي لتوصياته؛ ودعوة جميع الدول إلى ضمان أن يكون الردود على الاحتجاجات أو حوادث الشغب متناسبة تماماً، وضمان احترام حقوق الإنسان، وإجراء تحقيقات عاجلة وكاملة في انتهاكات حقوق الإنسان، على أن تكون الإجراءات التأديبية والجنائية متناسبة مع خطورة الجريمة.

رسالة من افريقيا : ووجهت الدول الافريقية " 42 دولة " والمشاركة في اجتماع الغذاء بقرية الاحلام بالساحل الشمالي يوم الثلاثاء 24 /6/2008 رسالة الي الدول الكبري لوقف سياسات استخدام أغذية كالذرة وزيت النخيل والسكر لإنتاج الوقود الحيوي الأمر الذي تسبب في ارتفاع أسعار السلع الغذائية مما يدفع الملايين من الناس الي مزيد من الجوع والفقر , بعد ان لوحظ إن الدول المنتجة للوقود الحيوي تحول المكونات الغذائية المهمة من أفواه البشر إلي خزانات الوقود وتتنافس علي الأراضي التي يتعين استغلالها لتوفير الغذاء, وترتكب "جريمة بحق الإنسانية" حيث تنتهج الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي سياسات تروج لاستخدام الوقود الحيوي بدائل لتقليل الاعتماد علي النفط، وتعد البرازيل من أبرز الدول المنتجة لهذا النوع من الوقود. وتشير أرقام وكالة الطاقة الدولية إن ما يقدر بـ1% من الأراضي المزروعة في العالم تستغل في إنتاج وقود حيوي، وأن الرقم سيصل لما يترواح بين 2.5 و3.8% بحلول 2030 بسبب الحوافز التي ستقدم للتشجيع علي زراعة المحاصيل المنتجة لهذا الوقود!..
المصادر : صحف اخبار الوطن والبينة العراقية والاسواق العربية والمؤتمر نت واذاعة الصين الدولية منظمة العفو الدولية



#عبدالوهاب_خضر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفيش علاوة من غير بنزين
- الارض تهتز من تحت أقدام النظام الحاكم فى مصر !
- عن العلاوة وارتفاع الاسعار فى مصر : فين الرجالة ؟!!
- حسين مجاور : إضرابات العمال فى مصر .. حق مشروع !!
- مفاجآت الرئيس مبارك للعمال .. بلا ضمانات!
- رقبة الوزير وليست ذراعه !
- فيرجن ميغاستور ... وكيف تستفيد منها الحكومات ؟
- بالاسماء : شركات أمريكية ترعى الارهاب
- الحكم المصرى يدفع البلاد إلي الهاوية
- حزب التجمع المصرى يقود اخطر معركة ضد تدمير الاقتصاد الوطنى : ...
- اتحاد عمال حوض النيل ومنظمة البيئة والنقابة العامة للزراعة و ...
- اتحاد نقابات دول حوض النيل فى إختبار مصيرى
- رؤية حزب التجمع حول وهم التخطيط في زمن الاقتصاد العشوائي وفو ...
- حول زواج جمال مبارك
- أحمد العماوى وزير القوى العاملة السابق....... إضرابات العمال ...
- عن عيد العمال فى مصر ... سألونى ؟
- امريكا تبحث عن -عملاء- من الجماعات الاسلامية فى مصر والشرق ا ...
- !!! ماما أمريكا
- محمود منصور ... السياسات الحالية أزهقت روح التعاونيات لصالح ...
- حكاية بنك الفقراء فى مصر


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبدالوهاب خضر - وقائع وأرقام حول أزمة الغذاء والوقود الحيوى فى العالم :دعوة الى ثورة خضراء فى افريقيا