بالاسماء : شركات أمريكية ترعى الارهاب

عبدالوهاب خضر

الحوار المتمدن-العدد: 2003 - 2007 / 8 / 10 - 11:32
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

شهد شاهد من أهلها أنها أخطر إرهابي في التاريخ , فقد ذكرت معلومات جديدة صدرت عن معهد الامن الامريكي في تقرير يحمل رقم 119 لسنة 2007 , أن شركات امريكية كبري ترعي الارهاب وتستضيفه لديها علي " السرفرات " الخاصة بها علي الانترنت , وهو ما اطلق عليه " الارهاب الاليكتروني " ..

في الوقت الذي كانت تشن فيه الولايات المتحدة الأمريكية حرباً علي التنظيمات الإرهابية، ولاسيما تنظيم القاعدة عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، اتجهت القاعدة إلي شن حرب إعلامية علي واشنطن وتحالفها الدولي؛ بغية التكيف مع القيود والإجراءات الاحترازية التي اتخذت علي الصعيدين الوطني والدولي، مستفيدة من شبكة الانترنت ـ ذلك المجتمع الافتراضي الذي لا يخضع لقيود أو مراقبة ـ لنشر أفكارها ومبادئها، وكآلية لاتصال بين أفرادها متجاوزة بذلك الحدود القومية بين الدول، مما مكنها بأن تكون في التحليل الأخير متحررة من الرقابة والملاحظة، فضلاً عن استخدامها في تجنيد المتعاطفين مع أفكارهم وأهدافهم.

الارهاب الاليكتروني

وقد زاد عدد المواقع الجهادية الأصولية من 12 موقعاً عام 1998 إلي حوالي 4800 اليوم، وذلك حسبما أورد (جابريل ويمان) (Gabriel Weimann) الباحث بمعهد السلام الأمريكي (USIP)، وأستاذ الاتصالات بجامعة "حيفا" بإسرائيل في كتابة المعنون بـ " الإرهاب علي الانترنت: ساحة جيدة، تحد جديد" عن معهد السلام الأمريكي (USIP).

الانترنت الجماعات المتطرفة

وفي هذا الإطار عقد مجلس النواب الأمريكي جلسة استماع لمناقشة تزايد استخدام الانترنت من قبل الجماعات المسلحة الإسلامية، وشارك فيها عدد من الخبراء من بينهم رئيس اللجنة الفرعية الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط وجنوب أسيا بمجلس النواب "جاري أكرمان". واستندت المناقشات إلي دراسة المعهد وهدفت تلك الدراسة إلي تسليط الضوء علي المواقع الجهادية الإسلامية الأصولية التي يستضيفها مزود خدمات الانترنت (Internet Service Providers ) (ISPs) الغربية بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وركزت علي الجهود التي يجب اتخاذها لمواجهة تنامي تلك المواقع، وتلك المؤيدة لها، مرجعة ذلك إلي أن أغلب خادمات الانترنت المستضيفة للمواقع الجهادية لا تعرف ما تحويه من مادة؛ للفجوة اللغوية، فغالبيتها ناطقة باللغة العربية.

وتنطلق الدراسة من أن الجماعات الإسلامية المتطرفة نجحت مؤخراً في استخدام شبكة الانترنت، وما تتيحه من تكنولوجيا، وهو ما أكدته التقديرات الاستخباراتية الوطنية الأمريكية، ولاسيما السلفية منها، التي تتبني خطاباً وأعمالاً معادية للولايات المتحدة، والتي تتزايد داخل الأوساط الشعبية الغربية والأمريكية. وتستخدم الجماعات المتطرفة الانترنت لسببين، الأول، يتعلق بالجوانب العملياتية، والثاني، بنشر الدعوة وأفكارها (الترويج للإسلام من وجه نظرها).

الأهداف العملياتية

تستخدم المنظمات والجماعات الإرهابية شبكة الانترنت كأداة للتدريب العسكري لعناصرها، من خلال نشر كتيبات عن الأسلحة، تكتيكات القتال، صنع المتفجرات، تقديم دورات في صنع المتفجرات وإرشادات حول كيفية صناعها محلياً وفي المنازل، وموضوعات أخري ذات الصلة علي غرار مجلة "معسكر البتار" التابعة لتنظيم القاعدة ذات الطبيعة عسكرية، والمنشورة علي الانترنت والتي تنشرها "جماعة المجاهدين في الجزيرة العربية" والتي تستضيفها (R & D Technologies, LLC)،نيفادا.

والأمر لم يقتصر علي تقديم المعلومات والاتصال بأعضاء التنظيم، ولكن أخذ هذا النشاط منحني أكثر تهديداً تمثل فيما أصبح يعرف بـ "الجهاد الالكتروني"، والذي أضحي جزءاً أصيلاً من أهداف و تكتيكات المنظمات الإرهابية الإسلامية، والتي أصبحت تُهاجم المنظمات والجماعات الأخري المعارضة لها فكرياً وعقائديا؛ ً بغية إضعاف روحها المعنوية.

ويري الباحث بمعهد السلام الأمريكي (USIP) "جابريل ويمان" في أن خطورة "الجهاد الالكتروني" أو "الإرهاب الالكتروني" تتزايد في الدول الغربية؛ لأن أبنيتها التحتية تٌدار بالحواسب الآلية، والتي ترتبط ببعضها البعض بشبكات اتصال (Networks)، والذي يجعلها أهداف سهلة المنال، فبدلاً من استخدام المتفجرات، تستطيع الجماعات الإرهابية من خلال الضغط علي لوحة المفاتيح تدمير تلك المنشآت (البورصات، البنوك....)، وتحقيق أثار تدميرية تفوق مثيلتها المستخدم فيها المتفجرات، ولهذا فإن أغلب المواقع الجهادية الأصولية تتضمن دعوات لهذا النوع الجديد من الإرهاب، مثل منتدي "أبو البخاري" الذي يستضيفه (Everyone s Internet)، تكساس.

الجهاد الإعلامي

استخدمت الجماعات الأصولية الجهادية بصورة أساسية شبكات الانترنت في نشر عقائدها وأفكارها، وقد نجحت في ذلك، فتنظيم القاعدة أصبح يضم قسماً خاص بالمعلومات، وشركة إعلام نشطة جداً "شركة السحاب"، وعلي نفس الخط الدول الإسلامية بالعراق (ISI)، والتي خرجت من عباءة الأولي، والتي أضحت هي الأخري تضم العديد من الجماعات الإرهابية المنتشرة في العراق، وأضحي لها وزارة إعلام تتبعها قناتي "الفرقان" و"الفجر". هذا فضلا عن، العديد من الشركات الإعلامية المستقلة، التي تخدم تلك التنظيمات، علي غرار الجبهة الإسلامية الإعلامية العالمية (GIMF)، التي تنكر أي رابط بتنظيم القاعدة، ولكنها تبث الرسائل التي يتبني فيها التنظيم مسئوليته عن العمليات الإرهابية، كما أسست تلك الجبهة "كتائب الجهاد الإعلامي"

وتعتبر تلك الجماعات الدعوة جزءاً مرتبط بالجهاد وأحد أوجهه، وأن النشاط المعلوماتي ـ الإعلامي علي الانترنت نوع من الجهاد، للأشخاص الذين لا يستطيعون المشاركة في ساحات القتال، والتي يطلقون عليها "الجهاد الإعلامي" و"جهاد الدعوة". وقدمت الدراسة عدداً من الأمثلة لتلك المواقع منها: _ منتدي "شبكة أخبار العالم" الذي يضم العديد من رسائل المنظمات الإرهابية، من بينها القاعدة، والدولة الإسلامية بالعراق،والتي يستضيفها (SITEGENIE, LLC)، ولاية "مينيسوتا" وعدد من المنظمات الإرهابية في العراق مثل جماعة "أنصار السنة".

_ منتدي "الساحة" الذي يضم إنتاج شركة "السحاب"، وخطابات قيادات تنظيم القاعدة، الذي يستضيفه (LIQUID WEB INC)، متشيجان.

بعض المواقع الإسلامية التي تخصص أقساماً خاصة لشركات الإعلام الجهادية، مثل منتدي "النُصري" المنتمي إلي الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية، والذي تستضيفه (SELECT SOLUTIONS, LLC)، تكساس.

وعملياً جمعت المنظمات الإرهابية بين النشاطين (الجهاد العسكري والإعلامي) المتشابكين والمتداخلين، وعدد من عناصر تلك الجماعات الإرهابية لعبوا ـ ومازالوا يلعبون ـ دوراً نشط في مجال النشاط الإعلامي علي الانترنت. علي غرار "فارسي الزهراني" زعيم القاعدة الذي قبض عليه في أغسطس 2004 من قبل السلطات السعودية والذي كتب في عدد من المواقع الجهادية، مثل موقع "أبو محمد المقديسي" و"منبر التوحيد والجهاد" تحت اسم مستعار "أبو جندل الأزدي " و" الأزري"، و"عبد العزيز العنزي" والذي ترأس مجلس القاعدة الإعلامي والملقب بـ "وزير إعلام القاعدة في شبه الجزيرة العربية" وكانت له نشاطات متميزة علي شبكة الانترنت، فكان المشرف علي منتدي "السلفيون" تحت اسم مستعار "عبد العزيز البكري"، وكتب بصورة منتظمة في مجلة القاعدة المنشورة علي الانترنت "صوت الجهاد" تحت أسماء مستعارة منها "الشيخ ناصر النجدي " و "نصر الدين النجدي "مواقع جهادية وشركات غربية .. نظراً للجهود والقيود التي تفرضها الدول العربية علي نشاط الجماعات الإسلامية الأصولية واستخدامها للإنترنت، اتجهت تلك الجماعات إلي مزودي خدمات الانترنت في الدول الغربية ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكية؛ لما تمنحه تلك الدول من حرية في التعبير عن الرأي والاعتقاد والحرية في نشر ما تريده من أفكار ورسائل. وفي هذا الصدد قدمت الورقة أسماء ببعض المواقع الجهادية ومزودي الخدمات في الدول الغربية التي تستضيفها، وقد قسمها إلي ثلاثة أنواع رئيسية مواقع الجماعات الإرهابية : وهي تلك المواقع التي تخدم أهداف الجماعات والمنظمات الإرهابية الرئيسية مثل القاعدة والدول الإسلامية في العراق، ومنها ما يلي: موقع عصائب العراق الجهادية Layered Technologies, Inc تكساس

موقع جماعة جيش المجاهدين Network Operations Center Inc بنسلفانيا وموقع جماعة الجهاد الإسلامي الفلسطينية (سرايا القدس) ThePlanet.com Internet Services, Inc تكساس ومواقع مؤيدة لحزب الله اللبناني Everyone s Internet تكساس وموقع أنصار الجهاد في العراق Electric Lightwave واشنطن

المنتديات الإسلامية

فالمنظمات الإرهابية اعتمدت علي تلك المنديات في نشر رسائلها وأفكارها في حال عدم توافر مواقع لها، ومن تلك المنتديات : منتدي الحسبة ذات شعبية عالية RealWebHost تكساس- أمريكا ومنتدي التجديد FASTHOSTS-UK-NETWORK بريطانيا ومنتدي السحاب Liquid Web, Inc ميتشجان- أمريكا

ثالثا: مواقع رجال الدين(الشيوخ) المؤيدين للقاعدة

من المعروف أن بعض رجال الدين يلعبون دوراً محوريا في البناء التحتي الأيديولوجي للمنظمات وإضفاء الشرعية الدينية علي أنشطتهم والكثير منهم بالسجون؛ لتحريضهم علي لإرهاب أو لمشاركتهم في العمليات الإرهابية، غير أن ذلك لم يمنعهم من تدعيم الجماعات الإرهابية عن طريق المواقع التابعة لهم والتي تظل نشطة حتي بعد دخولهم السجن، ومنها. _ موقع أبو قتادة الفلسطيني المعروف باسم "عمر محمد أبو عمر" وهو أردني من أصل فلسطيني المحتجز في بريطانيا منذ عام 2005 للشك في صلته بالقاعدة، الذي تستضيفه (BT-Wholesale) ببريطانيا. _ موقع الشيخ أبو محمد المقديسي والذي كان الأب الروحي لزعيم تنظيم القاعدة بالعراق "أبو مصعب الزرقاوي"،الذي تستضيفه (Interserver, Inc)، نيوجيرسي. _ موقع الشيخ "حامد العلي" المتطرف المعروف بدعمه لمقاتلي الجهاد، الذي تستضيفه (FortressITX)، نيوجيرسي. مواقع تستخدم مزودي خدمات شركات الانترنت الكبري

شركات الانترنت الكبري مثل "جوجل" و"ياهو" و"ام اس ان" تقدم العديد من الخدمات المجانية التي نجحت التنظيمات الإسلامية المتطرفة في استخدامها لنشر أفكارها مثل: مدونتان تستضيفها شركة "جوجل" الأولي غير الرسمية لقناة "الفجر" التابعة للدولة الإسلامية بالعراق، ومدونة أمير تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أبو مصعب الزرقاوي والتي تتضمن رسائل مقاطع فيديو للزرقاوي. وتستضيف شركة "ياهو" مجموعة تدعي أنصار الجهاد في العراق. كما تستضيف شركة "ام ان اس" مجموعة مؤيدة لحزب الله اللبناني والتي تبث خطابات زعيم التنظيم حسن نصر الله.

مواقع بلغات أوربية: المواقع الجهادية التي تستضيفها خادمات غربية ليست دائما ناطقة بالعربية حيث هناك عدد منها ليس بالقليل ناطق بلغة أوربية منها

_ قسم بمنتدي شبكة أخبار العالم ناطق بالإنجليزية، الذي تستضيفه (SiteGenie, LLC)، مينيسوتا.

_ موقع( Gimf) الناطق بالألمانية، الذي تستضيفه (Akamai Technologies)، لندن.

_ موقع "صوت المضطهدين ناطق باللغة الفرنسية الذي تستضيفه (DNS Services)، فلوريدا.

ما الذي يجب فعله؟

وتختتم الدراسة بتساؤل عن ماذا يجب فعله لمواجهة تنامي المواقع الجهادية الأصولية التي تستضيفها خادمات غربية وأمريكية.

#عبدالوهاب_خضر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات