أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رضي السماك - الجامعات التركية والحجاب














المزيد.....

الجامعات التركية والحجاب


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 2331 - 2008 / 7 / 3 - 10:45
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الحكم الذي أصدرته المحكمة الدستورية التركية في شهر يونيو الماضي والذي يقضي بإلغاء تعديلين دستوريين يكفلان حق جميع المواطنين الأتراك في التعليم العالي وهما التعديلان اللذان تما في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم لهو حكم يعيد الأزمة السياسية والاجتماعية الداخلية للمربع الأول لا بل يسهم في المزيد من تعقيد الأزمة بدلاً من حلها.
المحكمة بررت الغاء التعديلين لكونهما يرميان الى عودة الحجاب الى حرم الجامعة مما يمس بقدسية النظام العلماني للدولة ويشكل خطراً عليه. ومن المنتظر ان تقوم هذه المحكمة ذاتها بناء على هذا الحكم بالنظر في مدى شرعية وجود حزب العدالة الحاكم فيما تشير تحليلات أخرى الى أن المحكمة ستكتفي بالغاء التعديلين الدستوريين لمنع عدوى تزايد المحجبات في الجامعات التركية باعتبار الحجاب رمزاً للإسلام السياسي.
وأيا كان الأمر فإن قرار فرض الحظر على المحجبات من دخول الجامعات ومصادرة واحد من أهم حقوقهن المدنية لهو قرار يتسم بالشمولية وضيق الأفق السياسي، لا من حيث تعسفه بمصادرة هذا الحق والحرية الدينية لأبناء الشعب التركي فحسب، بل يسهم عملياً، من حيث لا تدري هذه القوى السياسية القومية والليبرالية التي كانت وراء دفع المحكمة لإصدار هذا الحكم، في تعزيز تيار الإسلام السياسي فضلا عن زيادة ونشر الحجاب في المجتمع التركي نفسه.
ذلك بأن ارتداء الحجاب ليس فقط هو حق إنساني مكفول يدخل في باب الحرية الشخصية فضلاً عن الحرية الدينية بل ان وجود المتحجبات في الجامعات العلمية التركية وبكل تقاليدها وأعرافها ومناخاتها العلمانية لهو أفضل مليون مرة من تواجدهن في معازل ومعاقل الإسلام السياسي، حيث لا يطلعن بالمرة على الرأي والرأي الآخر ولا يحتككن مطلقا بالطالبات السافرات ويتعرفن عن قرب على آرائهن وجهاً لوجه فضلاً عن تعرفهن على التيارات السياسية المتعددة المختلفة التي تموج بها ساحات الجامعات التركية كافة.
ذلك بأنه مثل هذه الأجواء الجامعية العلمية العلمانية الصحية يجري الجدل وصراع الأفكار بين الطلبة وبعضهم بعضا وبينهم جميعا وبين أساتذتهم وهذا الجدل لا يدور، كما نعلم في الجامعات أو المؤسسات التعليمية الإسلامية المغلقة التي تسود فيها ثقافة دينية وسياسية متشددتان ذواتا لون واحد وبمناهج دينية وعلمية واحدة وتحت وصاية تيار سياسي محدد. الأمر الآخر فيما يتعلق بقرار المحكمة الدستورية والقوى العلمانية المتطرفة التي تقف خلفه انه من التبسيط المخل بالأشياء ومنطق الأمور اختزال العلمانية في مجرد قطعة قماش توضع على الرأس في حين أصبح القاصي والداني اليوم يعرف ان ثمة دوافع وعوامل متعددة تدفع المرأة أو الفتاة المسلمة الى ارتداء الحجاب ليس هنا موضع تناولها ومن ثم كم من عدد هائل من المتحجبات في كل البلاد الإسلامية يضعن الحجاب على رأس ذي عقلية "علمانية".
ثم ماذا لو استحسنت طالبة أوروبية غير مسلمة تدرس في إحدى الجامعات التركية ارتداء الحجاب تحت نوازع ذاتية في حب التغيير كما يفعل أحياناً بعض الرجال الأوروبيين بارتداء الدشداشة العربية أو الغترة الفلسطينية فهل تعد في هذه الحالة "أصولية" متطرفة تنتهك مبادئ العلمانية التركية؟ والحال ان العلمانية التركية مازالت علمانية استبدادية متخلفة تتمسك بأصنام ومظاهر قشور العلمانية في حين ان النظام السياسي التركي مازال بعيدا كل البعد عن مبادئ العلمانية السياسية الحقة وقيمها الليبرالية وعلى الأخص فيما يتعلق بالفصل بين السلطات الثلاث وإبعاد المؤسسة العسكرية عن التدخل في الحياة المدنية السياسية وضمان الحقوق الدستورية الديمقراطية بما فيها حق التنظيم السياسي والنقابي الكامل دونما شروط أو قيود على هذا لكل القوى السياسية من دون استثناء وكفالة الحريات العامة كافة.
ولا غرابة والحال كذلك ان تكون تركيا أكثر تطرفاً بعلمانيتها القشورية في الموقف من حق ارتداء الحجاب من الدول الغربية والأوروبية العريقة في علمانيتها الحقة بقيمها الليبرالية والديمقراطية في العدالة والمساواة والحرية الفردية.




#رضي_السماك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب وعقوبة الإعدام
- المعاهدة الأمريكية - العراقية ومقاومة الاحتلال
- من قضايا حقوق الإنسان المحلية
- البحرين ومجلس حقوق الإنسان
- خواطر عن التاريخ المجيد للحركة الطلابية
- السينما وحقوق الإنسان
- دور الفضائيات في تأجيج الأزمة اللبنانية
- بين الكاريكاتير.. والنكتة السياسية
- العرب والرئاسة القبرصية الجديدة
- الأردن ومكافحة الغلاء
- عيد العمال العالمي والتأمين ضد التعطل
- الوفاق« بين الأداءَين الانتخابي والبرلماني
- المساعدة الإيرانية لحماس
- الجدار الأمني الإسرائيلي
- إدوارد سعــــيد
- أزمة اليسار
- الدول العربية وآفاق الإصلاح السياسي
- جار الله عمر
- متى يعلنون وفاته
- معوقات النضال الفلسطيني


المزيد.....




- من بيتك.. خطوات وشروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 الجزائر.. الشروط وطريقة ال ...
- ما هي طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت في الجزائر ...
- تأثيرات مذهلة لدموع النساء.. هذا ما يحدث حين تبكي المرأة
- هل بتعاني من سرعة القذف؟
- أول امرأة ترأس شبكة DW - انتخاب باربارا ماسينغ مديرة عامة جد ...
- اليوم العالمي للاجئين: سودانيات بين الاغتصاب والاستغلال في ل ...
- علماء يعيدون تشكيل وجه امرأة عمرها 10500 عام باستخدام الحمض ...
- كانت على عمق 30 مترًا.. هكذا تم إنقاذ امرأة فُقدت لأيام في و ...
- اعتذار متأخر لأمي: عن البؤس كيف يصير وصمة عار


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رضي السماك - الجامعات التركية والحجاب