أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - رضي السماك - من قضايا حقوق الإنسان المحلية














المزيد.....

من قضايا حقوق الإنسان المحلية


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 2302 - 2008 / 6 / 4 - 10:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


كتبت غير مرة في هذا المكان طوال السنوات القليلة الماضية منتقدا ظاهرة توظيف المساجد والجوامع والمآتم والحسينيات للأنشطة والاعمال السياسية باعتبارها مؤسسات دينية عامة مخصصة حصرا للأنشطة والاعمال الدينية وهي اماكن دينية مقدسة "عامة" لمختلف فئات وعوام الناس على اختلاف مشاربهم الفكرية والثقافية وليست حكرا على تيارات حزبية محددة ايا تكن ما تحمله من نعوت وتوجهات دينية - سياسية، وكان يفترض في جمعياتنا السياسية - الدينية، وبخاصة بعد تطبيق قانون الجمعيات السياسية، ان تنتبه جيدا من خطأ توظيف المآتم العامة وتسخيرها لأنشطتها الحزبية. فالمأتم له قدسيته الخاصة، وله وظيفته العامة الدينية الجليلة وليس مقرا حزبيا.
ومع تفهمنا الكامل للمبررات الاضطرارية وضعف الامكانيات والموارد التي لا تتيح للجمعيات السياسية الاسلامية عقد انشطتها في صالات عامة مدنية غير دينية، فان ذلك لا يبرر البتة التمادي في هذه الظاهرة حتى تتكرس وتصبح عرفا خاطئا بكل المقاييس ليس في قواعد العمل السياسي العام فحسب، بل وفي اختلال شروط المنافسة المتكافئة بين الجمعيات السياسية بحيث تكون هناك جمعيات سياسية قادرة من خلال هويتها الدينية على احتكار هذه المآتم والجوامع وتوظيفها لانشطتها السياسية والتنظيمية، فضلا عن توظيفها كأماكن عامة جماهيرية للدعاية السياسية والتعبئة الحزبية، فيما تظل في المقابل هنالك جمعيات سياسية اخرى محرومة من هذه الميزة حتى لو ارادت مجرد عقد ندوة سياسية عامة يحاضر فيها ضيف عربي حول قضية عربية آنية فما بالك بقضية محلية؟ هذا بخلاف اضطرارها لاستئجار صالات مدنية عامة مدفوعة الثمن في ظل مصادرة حقها في عقد الندوات والانشطة السياسية في تلك الجوامع والمآتم والحسينيات العامة.
ولما كانت هذه الظاهرة مستمرة منذ ما قبل صدور قانون الجمعيات على امتداد السنوات السبع الماضية، أي منذ صدور الميثاق الوطني، حتى كادت أن تصبح عرفا في ظل صمت الجهات القانونية الرسمية المعنية إلى ان بوغتت بعض الجمعيات الاسلامية مؤخرا بموقف وزارة العدل المعارض لممارسة هذه الانشطة السياسية والحزبية في المآتم، فالمأمول الآن بعد احترام "الوفاق" لهذا الموقف أن يأخذ بعدئذ القانون مجراه في التطبيق مستقبلا بكل حزم وجدية ويكون ساريا على الجميع من دون استثناء ويطبق على كل أماكن العبادة بما في ذلك الجوامع والمساجد في كل اماكن البلاد قاطبة.
سبق ان كتبت غير مرة في هذه الزاوية مشيدا بتجربة مصر في انشاء المجلس القومي لحقوق الانسان والذي شكل من نخبة ممتازة من الشخصيات الحقوقية الرسمية والاهلية ورموز من الاكاديميين والمثقفين والكتّاب الصحفيين وخلافهم على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم السياسية والدينية والاجتماعية فضلا عن عدد من الشخصيات النسوية. وعلى الرغم من الطابع الرسمي لتشكيل المجلس، فإن هذا القدر من التنوع وانضمام اليه عدد معقول من الاعضاء المعروفين بحيادهم واستقلاليتهم عن الحكومة كل ذلك اكسب هذا المجلس قدرا من التوازن والمصداقية في اعماله وتقاريره الدورية وقراراته امام الرأي العام المحلي والعالمي بما يصب في صالح سمعة المشروع الاصلاحي المصري وبخاصة في ظل اعتماد منهجية متوازنة بين النقد المعتدل، والاشادة بالتطور في حالة وجوده لدى رصد سجل الحكومة المصرية لحقوق الانسان.
وكنت قد اقترحت أن تقدم قيادتنا السياسية وحكومتنا على الاقتداء بمثل هذه التجربة المصرية عند العزم على تشكيل المؤسسة الرسمية العامة المعنية بحقوق الانسان. أما وقد زفت لنا الصحافة المحلية مؤخرا خبر قرب تشكيل الهيئة الوطنية لحقوق الانسان وان ثمة توقعات بأن يُضم في عضويتها لفيف من الشخصيات الحقوقية العاملة في جهاز الدولة وفي العمل الحقوقي الأهلي العام فضلا عن بعض الرموز الاخرى من المثقفين فلا يسعنا الا ان نبارك لقيادتنا السياسية ولحكومتنا هذه الخطوة، آملين ان تكون فاتحة خير نحو تطوير النشاط الحقوقي المؤسسي المتصل بحقوق الانسان في المملكة، وأن تكتسب الهيئة الجديدة، كمجلس حقوق الانسان المصري، السمعة الدولية الجديرة بها كمؤسسة حقوقية وطنية بحرينية تتمتع بحد ادنى من المصداقية وبقدر معقول من النزاهة في تقاريرها وقراراتها.
بقدر ما تستحق الجهود والمساعي التي يقوم بها وزير الدولة للشئون الخارجية نزار البحارنة للإفراج عن المواطنين الثمانية المحتجزين في الرياض الشكر والتقدير، ومنها التقاؤه مع ذويهم والاستماع إلى ملاحظاتهم وشكاواهم حول هذه القضية الانسانية التي أقضت مضاجعهم واقلقت زوجات الموقوفين واطفالهم الذين طال بعد آبائهم عنهم.. بقدر ما نأمل أن تتعزز هذه الجهود الرسمية، كما ذكرنا الاسبوع الماضي، بجهود حقوقية اهلية موازية من خلال تشكيل وفد مشترك للالتقاء بالحكومة السعودية الشقيقة أو بالجهات المعنية الاخرى كمجلس الشورى ومجلس حقوق الانسان السعودي، ولاسيما ان مؤسساتنا الحقوقية تتمتع بالشرعية القانونية. ونحن على ثقة بأن حكومة خادم الحرمين لن تتوانى عن ابداء استعدادها التام للتعاون مع أي وفد رسمي او وفد اهلي حقوقي من شقيقتها مملكة البحرين لإجلاء الغموض الطويل الذي يلف هذه القضية الانسانية، وتسهيل كل ما يمكن لتسويتها وانهائها سريعا بين البلدين الشقيقين بعيدا عن تدخلات المنظمات الحقوقية الدولية أو أي جهات خارجية اخرى.




#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحرين ومجلس حقوق الإنسان
- خواطر عن التاريخ المجيد للحركة الطلابية
- السينما وحقوق الإنسان
- دور الفضائيات في تأجيج الأزمة اللبنانية
- بين الكاريكاتير.. والنكتة السياسية
- العرب والرئاسة القبرصية الجديدة
- الأردن ومكافحة الغلاء
- عيد العمال العالمي والتأمين ضد التعطل
- الوفاق« بين الأداءَين الانتخابي والبرلماني
- المساعدة الإيرانية لحماس
- الجدار الأمني الإسرائيلي
- إدوارد سعــــيد
- أزمة اليسار
- الدول العربية وآفاق الإصلاح السياسي
- جار الله عمر
- متى يعلنون وفاته
- معوقات النضال الفلسطيني
- مستقبل الجمعيات السياسية
- المرأة والحقوق السياسية
- بين العريض والجواهري


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - رضي السماك - من قضايا حقوق الإنسان المحلية