أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناهده محمد علي - العصا لمن عصى والرصاص ايضاً .














المزيد.....

العصا لمن عصى والرصاص ايضاً .


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2331 - 2008 / 7 / 3 - 10:42
المحور: حقوق الانسان
    


إن لمعظم الأنظمة التعليمية في العالم المتحضر تسلسل في نظام العقاب التربوي للطالب المقصر أو المشاكس , وأضرب مثلاً على ذلك النظام التعليمي في نيوزيلندا . يتتابع هذا التسلسل إبتداءً من التنبيه السري ثم التنبيه العلني أمام الطلاب , ثم يعقب هذا إعطاء الطالب محاضرات جزائية يُعطى فيها واجبات مدرسية إضافية ونقل نصوص أدبية وغالباً ما تكون تربوية ذات محتوى أخلاقي وعلمي وذات مساس بمشكلة الطالب , ثم تأتي إجتماعات الطالب مع لجنة مدرسية متكونة من طبيب نفسي وباحث إجتماعي والمدرس المسؤول عن صف الطالب لمناقشة مشكلته وسبب رسوبه أو سوء تعامله مع الطلاب أو المدرسين والمشاكسة المستمرة , وحينما تستمر اللقاءات بدون تحسن ملموس يُحذر الطالب من رفع الكارت الأصفر بوجهه , فإذا تراجع عاد هذا الطالب الى حياته المدرسية والإجتماعية الطبيعية , وإذا لم يحصل ذلك يُقدَم له الكارت الأصفر ثم يُطرد من المدرسة , لا ليُلقى الى الشارع بل لتحتضنه الدولة في معاهد مهنية مختلفة وفي حالة عدم حصوله على عمل أو دراسة يدخل في نظام الإعانة والضمان الإجتماعي ويُمنح إعانة مالية لكي لا يسرق أو يتسول حتى يُقرر الطبيب النفسي أنه مؤهل للعمل فيُدفع وقتها دفعاً الى العمل دون صرخة ألم ولا قطرة دم واحدة , أما في دول العالم المتخلفة وأضرب مثلاً على ذلك وبكل أسف النظام التعليمي في العراق فالطالب قد تعود أن يُصفق ويهتف حيث لا حاجة ولا ضرورة لذلك , وأن يُلعَن ويُضرب حيث لا حاجة لذلك ايضاً , ويمتص الطالب من المجتمع العراقي الحالي حالة العُنف والهمجية ليُفرغها فوق ذاته والمحيطين به , وكما هو ضحية لهذا العُنف فهو مُمارس له , لكن هذا لا يُبرر أن يتحول النظام التعليمي والتربوي الى نظام يُمارِس القهر والعُنف على الطالب الذي عانى الأمرَّين في عهود طويلة ومن أنظمة تعليمية متخلفة عملت جاهدة على إذابة شخصية الطالب في شخصية النظام السياسي نفسه , يُريد ما يريده النظام ويُفكر بإيحاء منه , وكما هو الطالب الآن يُفكر بإيحاء من الجو الخانق المحيط به , وإذا إعترض أو عَبر عن كَم الظلم الذي يعيشه فقد يتلقى رصاصة في الرأس ( فحمداً لله كان في السابق عصا على الرأس وتطور اليوم فأصبح رصاصه في الرأس ) , وكأن النظام التعليمي العراقي متمثلاً بوزير التربية يقول لهذا الطالب وأمثاله من المعترضين , ألم أقل لك ( لا تفكر , لا تسمع , لا تتكلم ) , وإن إعترضت فأنا سأمحو هذا الرأس من الوجود كي لا يُقلدك أحد في المستقبل وينطق بما لا يُراد له .
يا أيها السادة :
إن لغة الرصاص المستعملة تخلع الأقلام من أيدي الطلاب لتضع بين أيديهم مسدسات تُخبأ في الجوارب والملابس الداخلية ويصبح الحرم المدرسي والجامعي ساحة قتال لا ساحة علم , ويتغلب ما تريدونه ويُرفع شعار ( البقاء للأقوى لا للأصلح ) .







#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساكن العراقيات أم شرفهن .
- أحاديث من بلادي
- بمناسبة عيد المرأة العالمي . من شوه وجه المرأة العراقية !؟
- من يوجه السادية في العراق بعد الإحتلال .
- نساء من بلادي - 1
- لم يمُت بعد .
- الأسباب النفسية لتناول المخدرات .
- نساء على الطريق ... سيناريو تسجيلي من الواقع العراقي
- خرج ولم يعُد ... قصة تسجيلية
- الأسباب النفسية للسُمنة عند النساء في البلدان العربية !!
- الأطفال والمراهقين ذوي الإحتياجات الخاصة - المُعاقين
- خاتمة كتاب العنف والشباب والعقاب
- ما بين القصرين وبين القبرين
- سيكولوجية الفرد العراقي في مراحل التغيير
- دار سينما ( الأيماكس ) الحديثة بعد التغيير
- ماذا عن المرأة بعد التغيير
- نحن أطفال العراق الى انظار اليونيسيف
- بغداد
- أطفال تحت الأنقاض
- الطالب الأشد عنفاً - الجزء الثالث


المزيد.....




- برلين تشدد مراقبة الحدود وتأمر برفضد دخول المهاجرين غير النظ ...
- ترامب يعد بهدنة محتملة في غزة واتفاق للإفراج عن الأسرى
- الحكومة الألمانية الجديدة: سنشدد الرقابة على الحدود للحد من ...
- 113 منظمة حقوقية تدعو مجلس الأمن لفرض عقوبات على إسرائيل
- بعثة إيران لدى الأمم المتحدة: الحقائق لا تتغير بقرارات البيت ...
- الأمم المتحدة والسعودية وإيران ترحب باتفاق الحوثيين وواشنطن ...
- إسبانيا تعتزم اتخاذ إجراءات -عاجلة- بالأمم المتحدة لوقف المذ ...
- الأمم المتحدة تؤكد أن توسيع هجمات إسرائيل بغزة لن ينجح بإطلا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على 100 مسلح واعتقال نحو 320 مط ...
- إعلان غزة -منطقة مجاعة- والأمم المتحدة تعتبر التجويع جريمة ح ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناهده محمد علي - العصا لمن عصى والرصاص ايضاً .