أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جواد البشيتي - مدراء وموظَّفون!














المزيد.....

مدراء وموظَّفون!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2323 - 2008 / 6 / 25 - 10:38
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


ولـ "الإدارة"، في مؤسَّساتنا العامة والخاصة، نصيبها من "الفساد"، فالفساد، بأوجهه كافة، ينتشر كالغاز في كل نواحي وجوانب حياتنا؛ وقد جاءت كل تجارب مكافحته بما يقيم الدليل على أنَّه كلَّما "كوفِح" نما، واستفحل، واشتد ساعده، وكأنَّ لنا مصلحة في مكافحته بما يُقوِّيه!

من قبل، كان الفساد مرضاً (من أمراضٍ عدة) في إداراتنا، وجزءاً، ليس إلاَّ، من وجودها وعملها؛ أمَّا اليوم فهو "نمط الإدارة"، وناموسها، فالفساد في "الإدارة" نما واستفحل حتى أصبحت "الإدارة"، في واقعها وحقيقتها، "إدارة للفساد". وقد حان لنا أن نفهم "الإدارة الفاسدة" على أنَّها نمط من أنماط الإدارة، فكل "إدارة فاسدة"، "إدارة"؛ ولكن ليس كل "إدارة"، "إدارة فاسدة".

من أنماط الإدارة كافة اخْتَرْنا، أي اختارت لنا مصالحنا، "الإدارة الفاسدة"، التي فيها نرى: كثرة في المدراء، وقلَّة في الإدارة؛ كثرة في الوظائف، وقلَّة في الأعمال؛ وظيفة بلا عمل، وعمل بلا وظيفة؛ مَنْ يعمل لا يُكافأ، ومَنْ لا يعمل يُكافأ، حتى غدت "العدالة"، في معناها الذي أفسده الفساد، طلباً لـ "مساواة" مَنْ يعمل بمَنْ لا يعمل!

المرء لا يُوْلَد مُوظَّفاً؛ بل يصبح مُوظَّفاً؛ والموظَّف لا يُوْلَد فاسداً؛ بل يصبح فاسداً، فالموظَّف الفاسد يُنْتَج إنتاجاً، يُصْنَع صناعة؛ أمَّ مُنْتِجه وصانعه فهو "سياسة التوظيف"، التي لم تهبط من السماء؛ بل فُصِّلَت مبادئها بما يلبِّي احتياجات أصحابها، ويخدم مصالحهم.

و"سياسة التوظيف" المعمول بها في مؤسَّساتنا، ليست هي ذاتها المنصوص عليها في "القانون"، الذي هو نصٌّ (قانوني) يُقَرُّ من أجل "عدم العمل" به. تلك السياسة نراها بشحمها ولحمها لدى من يملك سلطة إخراجها من حيِّز النص إلى حيِّز الواقع، أي لدى من يملك سلطة التوظيف والتشغيل، فموازينه، ومعاييره، ومقاييسه، ليست بموضوعية، إذا ما فهمنا الموضوعية، في هذا الأمر، على أنَّها تَوافُق قرار التوظيف مع شروط وأحكام وقوانين التوظيف المنصوص عليها في سياسة التوظيف، التي ينبغي لها، إذا ما أُريد لـ "المؤسَّسة"، أكانت عامة أم خاصة، أن تستوفي شروط ومعنى "المؤسَّسة"، أن تكون سياسة للتوظيف الذي يلبِّي حاجة المؤسَّسة إلى تحسين وتطوير عملها وأدائها وإنتاجيتها.

ونحن حتى الآن، وعلى وجه العموم، لا نملك من سياسة التوظيف والتشغيل، في جانبها العملي، إلاَّ ما يجعل المؤسَّسة مؤسَّسة لـ "البطالة"، الجزئية، أو المُقنَّعة؛ فـ "جيش العاطلين عن العمل" مِمَّن "يعملون" في مؤسَّساتنا لا يقل، إنْ لم يَزِدْ، عن "جيش العاطلين عن العمل" في خارجها، وفي مجتمعنا.

ولولا سياسة التوظيف المعمول بها (بما يخالِف ويناقِض أحكامها وقوانينها) لانْتَفَت ظاهرة "وظائف بلا أعمال"، أو ظاهرة "الموظَّف الذي يتقاضى راتباً على عدم العمل"، والذي كلَّما قلَّ عمله والتزامه وكفاءته، زاد راتبه، وعلت مرتبته!

ومن تلك الظاهرة تتفرَّع ظاهرة أخرى هي ظاهرة الوظيفة التي يؤدِّي صاحبها عملاً، ظاهره غير باطنه، وباطنه غير ظاهره، والتي بفضلها يَظْهَر "بوَّاب العمارة" على أنَّه "مالك العمارة"!

لقد حان لمؤسَّساتنا أن تُطلِّق ثلاثاً هذا النمط من الإدارة، أي نمط الإدارة التي تدير الفساد ولا تحاربه، وأن تُنهي تلك الظواهر، التي أتينا على ذكر غيض من فيضها، فالإدارة التي إليها نحتاج إنَّما هي التي تكثر فيها الإدارة ويقل المدراء، ولا يبقى فيها من مكان لمدراء يديرون مؤسَّساتهم بما لا يملكون من العقل والكفاءة والخبرة، فَيُنْفَذُ أمرهم، فيقال "مدراء"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تردُّ طهران على -التهويل- ب -التهوين-؟
- أسئلة الحرب!
- تهدئة مع حصار مخفَّف قليلاً!
- صحافة الموت وموت الصحافة!
- جدل -الأزمة السكانية- في مصر!
- خطوة سعودية قد تكون تاريخية!
- -الفشل الوشيك- و-التحدِّي الكبير-!
- نمط استهلاكنا مهدَّد ب -الصَّوْمَلَة-!
- ظاهرها -كتابة- وباطنها -إملاء-!
- أما حان للولايات المتحدة أن تستقل عن العراق؟!
- عسكر تركيا يلبسون -حجاب العلمانية-!
- عَصْرٌ من الجوع.. و-الطاقة الذُّرَوية-!
- هذا هو كل متاعهم الفكري!
- -حزيران-.. -سلام الهزيمة- و-هزيمة السلام-!
- -أزمة اولمرت- هي خير عُذْر!
- اولمرت.. كم أنتَ مسكين!
- خطاب نصر الله في ميزان الخطأ والصواب!
- الأُميَّة الديمقراطية!
- مفاوضات للسلام أم لاجتناب مخاطر حرب؟!
- -الأمن الغذائي- أوَّلاً!


المزيد.....




- جلفار تبيع صيدليات زهرة الروضة في السعودية بـ444 مليون ريال ...
- مؤشر الأسهم الأوروبية يسجل أسوأ أداء شهري في عام
- السعودية توقع مذكرات تفاهم بـ51 مليار دولار مع بنوك يابانية ...
- موديز: الاستثمارات الحالية غير كافية لتحقيق الأهداف المناخية ...
- منها حضارة متعددة الكواكب.. ما أسباب دعم ماسك ترامب بملايين ...
- هاتف شبيه الآيفون.. مواصفات وسعر هاتف Realme C53 الجديد.. مل ...
- القضاء الفرنسي يبطل منع مشاركة شركات إسرائيلية في معرض يورون ...
- لامين جمال يوجه سؤالا مثيرا لنجمة برشلونة بعد تتويجها بالكرة ...
- وزارة الكهرباء العراقية وجنرال إلكتريك ڤ-يرنوڤ-ا ...
- عملاق صناعة السيارات فولكسفاغن وأزمة الاقتصاد الألماني


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جواد البشيتي - مدراء وموظَّفون!