أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدو أبو يامن - دليل الرجل الذكي إلى الشهرة والأضواء.. ( التابوهات الثلاثة ) - 2-














المزيد.....

دليل الرجل الذكي إلى الشهرة والأضواء.. ( التابوهات الثلاثة ) - 2-


عبدو أبو يامن

الحوار المتمدن-العدد: 2319 - 2008 / 6 / 21 - 02:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إذن هي ثلاث محرمات؛ أو قل مطايا ركب ظهورهن الأصلاء والأدعياء، من يستخدمهن مخلصا وعن قناعة ذاتية، ومنهم غير ذلك ممن يكتب تقليدا أو ركوبا للموجة.. من يوظفهن في سبيل قضية مؤمن بها كل الإيمان، ومن يوظفهن دغدغة للمشاعر وجلبا للشهرة.. من يستخدمهن كوسيلة لهدف أسمى، ومنهم من هن عنده الهدف والوسيلة معا.
ولو بحثنا بعد ذلك في خطورة الاقتراب من هذه المحرمات أو التابوهات، وعن طبيعة القائمين على حراستها لوجدنا أن ( السياسة ) من بينهن سلطان حارسها شديد، وبطشه حاضر؛ لأن السياسة تتعلق بالمصالح والمصالح لا يمكن التنازل عنها بسهولة.. ثم تخف شدة البطش شيئا ما إذا ما وصلنا إلى ( الدين ) ؛ وهو إلى المبادئ أقرب وكم تنازل الناس عن المبادئ!! على أن له كهنته وسدنته، الذين يزعمون أنهم يذبون عنه، وإن كانوا في كثير من الأحيان من المستغلين له!!
حتى إذا ما انتهينا إلى ثالث هذه المحرمات وهو ( الجنس ) وجدنا الحابل يختلط بالنابل، والحق يختلط بالباطل..
والحراسة عليه تكاد تكون مخففة، وضريبة الذين يتاجرون به تكاد تكون معدومة؛ فهو لا يمثل تهديدا مباشرا لا لسلطة دينية ولا سياسية..
وهو الموجة التي ركبها الكثير في هذه الأيام، بدعوى الانفتاح والتقدم، وطرق باب المحرمات الاجتماعية، والكلام عن المسكوت عنه.
والكلام في ( الجنس ) ليس شرا على إطلاقه حين يوظفا توظيفا أدبيا أو فنيا، وحين يراد به أن يكون وسيلة لهدف أسمى، وحين يتسامى به عن أن يكون سلعة يتاجر بها، ويتوسل بها إلى المجد الزائف والشهرة الرخيصة..
ولا يملك المتتبع لما يجري على الساحة الأدبية والفنية العربية إلا أن يعجب ويستغرب كل هذا الضجيج والعجيج وكل هذه الفرقعات الإعلامية والهياج الجماهيري حين تصدر رواية أو قصة تغوص في الجنس وتمتلئ بالتفاصيل المدغدغة للمشاعر والمحركة للغرائز.. ويستغرب أكثر كل ردود الأفعال التي تصدر من المؤيدين والمعارضين؛ فالمعارضون لم يعارضون وما يشهده الناس مصبحين وممسين والصغار والكبار وبالصوت والصورة، على شاشات القنوات الفضائية من الأغاني الهابطة والمسلسلات المسلوقة والبرامج المسطحة، يفوق في كمه وتأثيره أضعاف أضعاف رواية أو قصة أو قصيدة؟!!
ويستغرب من المؤيدين كل هذا الاحتفاء والإطراء والثناء بلا تحفظ، ويمتدحون الجرأة والشجاعة التي يتحلى بها صاحب هذه الضجة، وكيف أن هذه خطوة إلى الأمام وطرقة في كيان هذه الصخرة الاجتماعية المتحجرة، وخلخلة في بنيان هذه العادات والتقاليد البالية، من غير أن يلتفتوا إلى المعنى والمضمون؛ فهم يكفيهم الجرأة – وبخاصة إن صدرت من الجنس الناعم – الجرأة هي المهم و( الكم ) هو المعول عليه، أما ( الكيف ) فليس هذا أوان الحديث عنه!!
وأنا استغرب أكثر فأكثر فأسأل سؤالا بريئا : أكل هذه الضجة من أجل كلمات ميتة مرصوفة على ورق بينما الفتنة والإغواء تتراقص في بيوتنا كل ساعة وكل دقيقة عارية لا يكاد يسترها شيء؟!!
فأجيب وأقول : لعله سحر الكلمة، هذه الكلمة التي طالما تبتلت في بيوت العبادة آن لها أن تخرج من عزلتها وتتسكع قليلا في شوارع الهوى!!
ولكل ما سبق دلالات أجملها في الآتي :
إن دل هذا الوضع على شيء فإنما يدل – مع الأسف – على أننا أمة غير ناضجة بالمعنى الإنساني، ومن جميع النواحي النفسية والفسيولوجية والعقلية؛ فالجنس عند بعضنا رجس من عمل الشيطان، وعند بعضنا الآخر هدف مقصود لذاته.. أما أن ننظر إلى الجنس على أنه غريزة إنسانية طبيعية نستطيع إشباعها بالطرق المتعارف عليها اجتماعيا وخلقيا ودينيا وأنه ليس عيبا ولا حراما وهذا ما تحتمه النظرة المتوازنة العاقلة، فهذا ما نفتقده مع الأسف.
ولعل طول الكبت الذي عانته الأمة العربية – وإن بدرجات متفاوتة – هو السبب وراء ذلك.
ولعل السبب الأكبر – ولعله الأقرب إلى الصحة – هو فقدان الحرية، وكل ممنوع مرغوب، ولكل جديد فتنة كما يقال؛ لذلك رأينا ردود الأفعال المتطرفة تلك.
وأنا أزعم أن الأمة العربية لو حصلت على حريتها كاملة، وفي جميع المجالات لانتفت ردود الأفعال المتطرفة تلك، ولاختفت تلك الفرقعات الإعلامية، ولغابت كل ذلك الهياج والعجيج الجماهيري؛ فما ذا يعني كاتب يكتب في الجنس، وما ذا تعني رواية جنسية؟!
إنهم حين ذاك يقدرون تلك الأعمال بما تستحقه، وينظرون في جواهرها ومضامينها قبل أن تخطف أبصارهم بأشكالها وظواهرها فيقفزون فوق الكلمات والسطور جريا وراء التفاصيل!!
وما أمر القنوات الفضائية والجوال عنا ببعيد.. فلعل القارئ الكريم يذكر تلك الضجة التي صاحبت دخول ( الدش ) والجوال؛ ولا أريد أن أخوض في التفاصيل، فأين ذهبت تلك الضجة؟!







#عبدو_أبو_يامن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا ما علمتنيه الحياة – 3 -
- دليل الرجل الذكي إلى الشهرة والأضواء.. ( التابوهات الثلاثة )
- هذا ما علمتنيه الحياة -2-
- هذا ما علمتنيه الحياة
- كلنا يهرب
- إلى من سيضرم النار سريعا في هشيم العالم!!
- كليلة ودمنة في أراب ستان -7-
- ديكتاتور.. وغباء .. وقمر
- الظاهرة المحفوظية
- ومن العشق ما قتل!!
- ليس بالجبن وحده يحيا الإنسان
- متعلمون ولكن!!
- دلالة المقاطعة والبحث عن معنى
- فلسفة السؤال، والثقافة المفقودة
- فرنسا شيراك، والبحث عن دور
- متى أكتب؟!
- كليلة ودمنة في أراب ستان -6-
- كليلة ودمنة في أراب ستان -5-
- رسالة تداعي الحيوانات على الإنسان، الملحمة الإنسانية الخالدة
- قديس


المزيد.....




- روسيا تحشد 110 آلاف جندي قرب مدينة أوكرانية استراتيجية وفقا ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: لبنان المتحارب بين -أهلَين-.. صواريخ - ...
- بي بي سي داخل مبنى التلفزيون الحكومي الإيراني الذي تعرض لقصف ...
- إيران تُشيّع جثامين قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في المو ...
- السودان: البرهان يستجيب لهدنة إنسانية في الفاشر لمدة أسبوع
- تحوّل في خيارات التعليم بالصين: الشباب يصطفّون للانضمام إلى ...
- النمسا: عواصف قوية وبَرَد كثيف يشلّان مهرجانًا شهيرًا
- عراقجي يقول إن الإيرانيين -لم يستسلموا- والحوثيون يعلنون إطل ...
- صحف عالمية: إسرائيل تفشل إستراتيجيا بغزة وداخليا بعد حرب إير ...
- إعلام إسرائيلي: ما ندفعه من أثمان بغزة لا يستوعبه عقل وجنودن ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدو أبو يامن - دليل الرجل الذكي إلى الشهرة والأضواء.. ( التابوهات الثلاثة ) - 2-