أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سنان أحمد حقّي - الغش والخداع والتمويه














المزيد.....

الغش والخداع والتمويه


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 2317 - 2008 / 6 / 19 - 06:53
المحور: المجتمع المدني
    


مما يؤسف له أن عددا متزايدا من العاملين في الميادين السياسيّة والإعلاميّة والثقافية أيضا يظنون ويمارسون السياسة على أنها فعاليات مجرّدةٌ من القيم والأخلاقيات والمباديء وأنها مصالح محضة فقط ،هذا ولا شكّ نتاج بعض الأفكار الليبراليّة المتطرّفة والتي ليست هي حتى بلبراليّة صحيحة .
إن تلاشي واضمحلال القيم والأخلاق والفضائل في العمل السياسي يحوّل المؤسسات السياسيّة وبضمنها الحكوميّة منها إلى مجرّد منظمات إرهابيّة أو شبه إرهابيّة كما حصل في الماضي القريب وفي عدد من الدول في المنطقة وما زال الأمر يجري على هذا المنوال!
ليس من الصحيح أبدا أن نظنّ أن أساليب الغش والخداع والتمويه يمكن أن تكون من مقومات نظام حكم معيّن إذ أنها لا تؤدّي إلاّ إلى هدم مقومات وخصائص المجتمع وتحطيم بيئته الإجتماعيّة والسياسيّة ،إن اعتماد عناصر الهدم المتقدّمة لو كانت من مقومات بناء المجتمعات السليمة لوجدنا أثرها قائما في المجتمعات الغربيّة وهي في الحقيقة وكما يشهد بذلك معظم الذين أقاموا في البلاد الغربية مدة ما ،ليست غير موجودة تماما ولكنها ضئيلة التأثير ولها من المؤسسات ما يقابل سعيها ويحجّم خطره.
ولو كان في ذلك نفعٌ لاتبعوه قبل أن يصدّروه لنا،بل لاختصّوه لأنفسهم.
لم تؤدّي هذه العناصر إلاّ إلى انحطاط المجتمع وانحداره وهبوطه وبالتالي إلى هدمه جملةً وتفصيلاً .
ويمكنكم القول أن من يُكسب سياسيا على هذا الأساس وبهذه الوسائل لا بدّ أن يواصل هذا النهج بل ويُحاول أن يُبدع ويجتهد فيه وهذا بحد ذاته مصيبةٌ ما بعدها مصيبة.
إننا إن وجدنا أن مجموعة القيم والفضائل الحقيقية قد تصدّعت وأخذت تختفي وأنه ليس من الواضح وجود ممارسات ديمقراطيّة مثلا ولا حرّيات فليس سليما أن نتوجّه إلى الممارسات المقابلة بحجّة عدم وجود مثل تلك القيم أساساً ، هذا ليس هو المنهج السليم إذ أين روح الإصرار والمجاهدة العمليّة على تفعيل المثل والقيم الخيّرة؟ إن كنّا نتنازل بهذه السهولة عن كل أسلحتنا؟ إن العمل من أجل أن يسود الخير والسلم والفضائل العليا هو الهدف الأسمى لكلّ الفعاليات البنّاءة ولا يجب أن نتخلّى عنها في أول مناسبة يتبين لنا أنها صعبة المنال!
وللتوضيح نرى هذه الأيام كتاّبا هنا وهناك يلمحون إلى اليأس والنكوص ومعاتبة الشعب والناس وإلقاء المسؤوليّة عن كاهلهم ،إننا نحن الذين نصنع الديمقراطيّة والحرّيّة وغرس القيم العليا والمثل السامية ولن نحصل عليها من أحد ولن يكون في الساحةَ يوما أثرٌ لذلك كلّه إن لم نعقد العزم على بناء تلك المفاهيم في الواقع الإجتماعي والسياسي والإقتصادي ، وأول ما يستلزمه الأمر التجرّد من اللجوء إلى القيم الهابطة ووسائل الإنهزام والتخاذل واعتبار عدم وجود مظاهر للحريات والممارسات الديمقراطيّة مبررا لممارسة الغش والخداع والتمويه على أبناء الشعب وبين البعض و البعض الآخر وبالتالي الكفّ عن تقديم رسائل مزيّفة وتافهة تزيد الواقع تعقيدا وتعمل على تيئيس أبناء الشعب بل حتّى المثقفين أنفسهم، إن بناة الفكر والحرّية سبق أن عملوا في هذه الدنيا في ظروف أشدّ قسوة وجحودا وكما يقول أحد المتصوّفة : نعم! من قال أن سلعة الله رخيصة؟! وبالتالي يجب أن نتذكّر أن سلعة الحقيقة غالية وهي ليست مشروعا ولا نظريّة ولا فكرة إنها الحقيقة التي تستحقّ كلّ هذا العناء .
لقد واجه العديد من المفكرين والمثقفين والعلماء والقادة أشدّ العنت والجحود وهم يقدّمون للبشريّة كنوزا من المعرفة وكنوزا من الحقائق الثمينة وما وهنوا وما كلّوا فهل حريٌّ بأحفادهم أن يتجنّبوا الحقّ ويُهادنوا الشيطان فيتّبعوا أساليب ما أنزل الله بها من سلطان؟
ستطلع الشمس وتملأ باحة الدار !
ليس من شكٍّ في ذلك أبدا



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد فكر ومنهج الإسناد والترجيع!
- في الحداثة وما بعد الحداثة!
- متى ؟ ..متى؟
- نوري السعيد..أيضا!
- مغالطات وأكاذيب!
- خليف الأعمى وسرُّهُ الصغير!
- خليف الأعمى وسرُّه الصغير!
- قولٌ على قول..!( في الماديّة الدايلكتيكيّة)
- حكاية المعمّر الحاج علي أبو سريح!
- توسيع دراسة الظواهر الدينيّة بين الماركسيّة والعلمانيّة ورجا ...
- ألتاريخ لا يُخطيء!
- بكم نبتدي وإليكم نعودُ ومن فيضِ أفضالكم نستزيدُ
- زكيّة الدكّاكة!
- إلى أنظار دولتي رئيسي مجلسي الوزراء ومجلس النواب الموقرين
- بأي حقّ..؟!
- ستراتيجية العصر..في كل (جوكه)لنا خيّال!!!
- إحنا سباع..! وشكّينا الكاع.
- قل أريب ولا تقل مثقف..!
- أمّتان!
- أخطاءٌ منهجيّة!


المزيد.....




- الأمم المتحدة: القوات الإسرائيلية تقتل 410 أشخاص خلال أسابيع ...
- السعودية: الداخلية تعلن إعدام مواطنين -ارتكبا جرائم إرهابية- ...
- 15 عضوا بالكونغرس الأميركي يطالبون بإغلاق معتقل غوانتانامو
- إيران.. اعتقال مواطن أوروبي بتهمة التجسس لإسرائيل
- اعتقال 115 متهماً بينهم أوروبي بتهمة الإخلال بالأمن في غرب إ ...
- استمرار حملات الإغاثة المغربية لفائدة العائلات الفلسطينية ال ...
- الأمن السوري يعتقل ضابطا سابقا متهما بجرائم حرب
- الأمم المتحدة تندد بقتل إسرائيل المجوعين بغزة وتصفه بالمذبحة ...
- اتهام أممي لإسرائيل باقتراف -مذبحة- تجويع وجرائم حرب
- الأمم المتحدة: استخدام الغذاء سلاحا ضد المدنيين في غزة هو جر ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سنان أحمد حقّي - الغش والخداع والتمويه